الاحد الحزين.../ عوض دكاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 07:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2011, 02:20 PM

الفاتح عبد الله طه
<aالفاتح عبد الله طه
تاريخ التسجيل: 05-26-2002
مجموع المشاركات: 75

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاحد الحزين.../ عوض دكاني

    Quote: عوض دكاني *

    لم يكن كغيره من الصباحات المشرقة في هذه الديار التي تعرف باعتدال طقسها في هذه الأيام من السنة ، ضباب كثيف لف المدينة تعثرت معه حركة السير على الطرق وأوقعت الكثير من الحوادث المرورية ، توارت الشمس خلف حبيبات المياه العالقة في الأفق لتحجب أشعتها عن سماء المدينة التي تدب فيها الحركة باكرا في العادة ، احتجاب خلته بسبب ما يحمله هذا اليوم من خيبة أمل للسودانيين ، وكأن الشمس لا تريد لهذا اليوم الذي يشهد انشطار البلاد أن يبدأ ، وأن يصبح مناسبة سنوية تؤرخ لهذا الجرح الذي لن
    يندمل مهما بشر المبشرون و هلل المكبرون . ما بين أبو ظبي و الخرطوم وجوبا آلاف الكيلومترات بحساب المسافة ، و روابط وعلاقات وشيجة في رحاب الإنسانية ، وتواصل دائم بين الشعبين وقيادات البلدين ، فالشيخ زايد / طيب الله ثراه / من القادة العرب القلائل الذين زاروا جنوب السودان وانبهروا بجماله وثرواته وخيراته ، كيف لا وهو عاشق الطبيعة ومحول الصحراء إلى واحة غناء من الخضرة و الجمال ، كما هو أيضا من رواد الوحدة التي جسدها فعلا لا قولا على أرض الواقع من خلال اتحاد سبع إمارات يعتبر النموذج الأوحد في ظل التشظي و التجزئة العربية ، اتحاد استعصى على نوازع الفرقة و الشتات بفضل الإرادة القوية و الرؤية الثاقبة . جئت إلى العمل الذي يفصل بينه ومنزلي شارع واحد مشيا على الأقدام أجرجر أذيال الهزيمة و الانكسار ، مثقلا بتداعيات هذا اليوم المفصلي في تاريخ السودان ، جلست خلف الطاولة أتدبر هول الصدمة وخطورة الموقف ، رجعت بالذاكرة إلى عقود مضت عندما كنا صغارا كيف كانت نظرة أهلي في شمال السودان ( للعسكري ) العائد من الخدمة في الجنوب في إجازته السنوية ، كانوا يستقبلونه بالفرح و الترحاب و الذبائح ، يتحلقون حوله عندما ينفض سامر المهنئين ليحكي لهم عن جمال مريدي وطبيعة يامبيو وسحر الأماتونج ، يحدثهم عن باباي الجنوب و أنناسه ويروي لهم عن خصوبة الأرض وغزارة الأمطار وكثافة الغابات و الأشجار وطيبة وبساطة البشر وتنوع اللهجات و السحنات وثراء التراث . كل ذلك رأيته رأي العين وشاهدته على الطبيعة من خلال زياراتي المتكررة مؤخرا إلى الجنوب ضمن وفود إغاثية من المنظمة الإنسانية التي أعمل بها، حيث أتاحت لي زيارات مناطق عديدة مثل بور و البيبور وجبل بوما في ولاية جونقلي، فضلا عن عاصمة الجنوب جوبا ومناطق أخرى في الولاية الاستوائية الوسطى. كنت لا أظهر دهشتي أمام مرافقي من غير السودانيين حتى لا أشعرهم بأنني مثلهم منبهر بهذا السحر الخلاب وأنا أبن هذه الربوع الخضراء التي لا أرى لها ساحلا ولا أكيف لها حالا ، قال لي أحدهم ، كيف يتلقى السودان الإعانات و الهبات وهو بهذا الغنى و الثراء ووفرة الماء و الكلأ و المرعى و الأراضي البكر و السواعد الفتية ، وعلى الفور تواريت خلف الاسطوانة المشروخة وقلت له ( الله ينعل الكان السبب ) هو وليس غيره المستعمر الذي دق إسفين الانفصال القادم منذ عشرات السنين ، ولم أقل له إن حكوماتنا وسياساتنا الخرقاء هي من أججت نيران الحروب التي وأدت عمليات التنمية وعطلت قدرات إنسان السودان الذي ظل يرزح تحت وطأة المعاناة وهو يمتلك هذه المقومات التي تكفي لبناء أمم وحضارات . سادتي : لماذا هذا الحزن العميق ؟ لماذا عقدت الدهشة ألسننا صباح التاسع من يناير 2011 ونحن نعلم أن انفصال الجنوب بدأت تداعياته يوم أن تم توقيع اتفاقية نيفاشا في العام 2005 حيث برز على السطح لأول مرة حقق تقرير المصير الذي لم يكن مطروحا من قبل ، ماذا كنا نتوقع .. هل أن التاسع من يناير لن يأتي أبدا ؟ أم أن الجنوبيين سينحازون للوحدة ، وماذا عملنا للخيار الأخير وجعل الوحدة جاذبة ، هل أوفت حكومتنا بما وعدت ، وأنجزت ما عاهدت ، أم نكصت وسوفت حتى جاء الوقت المعلوم لنصاب بالحزن و الوجوم . سادتي : من لم ينفطر قلبه في هذا اليوم المشؤوم ، ويرق فؤاده لحال سودان ما بعد الانفصال فهو بلا شك لا يعبأ بالمزيد من التقسيم و التجزئة وتناقص الوطن من أطرافه وتوزيع خيراته بين الملل والنحل ، ولا يتورع من أن تنتقل عدوى التقسيم إلى أجزاء أخرى من هذا الوطن المنهك ، وهو أيضا لا يرى أبعد من أرنبة أنفه وتغليب المصلحة الذاتية الضيقة على قضايا الوطن الحيوية ، ولا يبصر بما أبصر به الآباء المؤسسون الذين حافظوا على وحدة التراب ومكتسبات البلاد ، وكان السودان يومها مضربا للمثل في استيعاب التجانس الديني و العرقي و تماسك نسيجه الاجتماعي وانصهار أبنائه في بوتقة الوطن الواحد ، يومها كان السودان رائدا في كل شيء ، في السياسة و الاقتصاد و التعليم و الصحة و الأدب و الثقافة و الرياضة ، فضلا عن الشيم الفاضلة و القيم النبيلة . سادتي : كيف سيكون حال السودان عندما يفقد جزءا أصيلا من مصدر قوته وتنوعه الثقافي ، ماذا نقول لأصدقاء السودان و الحادبين عليه من الأشقاء العرب الذين ظلوا ينظرون لعقود مضت للسودان كواحد من الأمثلة الحية في التسامح و التعايش السلمي ، ماذا نقول لهم عن الذين نحروا الذبائح وأقاموا الولائم ودقوا طبول الحقد و الكراهية فرحة بانشطار الوطن ، ورقصوا طربا على أشلائه بعد أن رضعوا من ثدي العنصرية حتى طفح بها منبرهم الآثم و غير العادل ، أليس من الغريب أن يدافع الآخرون من غير بني جلدتنا عن وحدة السودان ويتألموا لذهاب جزء أصيل من ترابه ، ويترنم هؤلاء بنشيد القوى التي لها في انفصال الجنوب مآرب أخرى! إذن سادتي ما الفرق بين هؤلاء وأولئك ؟
    *أبو ظبي
                  

01-25-2011, 02:35 PM

Huda AbdelMoniem

تاريخ التسجيل: 01-21-2008
مجموع المشاركات: 1356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحد الحزين.../ عوض دكاني (Re: الفاتح عبد الله طه)

    UP
                  

01-26-2011, 10:18 AM

الفاتح عبد الله طه
<aالفاتح عبد الله طه
تاريخ التسجيل: 05-26-2002
مجموع المشاركات: 75

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحد الحزين.../ عوض دكاني (Re: Huda AbdelMoniem)

    للمزيد من القراء

    شكرا ...هدى عبد المنعم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de