|
الى الجنرال ريك: فليعمل الجميع من اجل ابعاد شبح الحرب - بقلم كمال حسن بخيت
|
لم يفاجئنا الجنرال جبريل جوك رياك قائد الفرقة العاشرة التابعة للجيش الشعبي التي تعسكر على الحدود بين الشمال والجنوب بتهديده بغزو الخرطوم إذا هجمت القوات المسلحة السودانية على الجنوب بعد الاستقلال الذي سوف يقرره الإستفتاء الذي يبدأ في التاسع من الشهر المقبل. وأكد الجنرال رياك في مقابلة مع صحيفة أمريكية أن قواتهم قادرة على إسقاط الخرطوم حتى يصبحوا جزءاً من تحالف جديد يحكم السودان. وقال لمراسل الصحيفة الأمريكية الذي زاره في مقره في غونغيار على الحدود بين الشمال والجنوب.. نحن نتوقع دورة جديدة من الحرب مع (العدو).. (عدو حتة واحدة.. وفجأة أصبح أهل الشمال عدواً) غير المأمون الى الشمال من هنا.. آجلاً أم عاجلاً.. وسوف يحاولون عرقلة استقلالنا قبل أو بعد الإستفتاء.. (لا تستغربوا إذا حدث هذا). وتوقع الجنرال رياك في حديثه أن تنتصر القوات الشمالية في البداية لأنها سوف تستعمل السلاح الجوي لكن بعد ذلك تعول القوات الجنوبية على الاعتماد على الدبابات.. وقال إن شارع الأسفلت الذي يربط الحدود بالخرطوم على مسافة (230) ميلاً فقط.. وأيضاً لأن القوات الجنوبية سوف تتعاون مع متمردي دارفور ومع قوات تابعة للمناطق المهمشة في الولايات المجاورة.. مؤكداً علاقته المتينة مع الفريق مالك عقار. -انتهى تصريح الجنرال- ولكن.. هذه النوايا التي كشف عنها الجنرال رياك موجودة لدى معظم القيادات العسكرية في الجيش الشعبي ولدى عدد كبير من القيادات السياسية المدنية في الحركة الشعبية، هذه الروح التمددية.. التي تريد أن تبسط يدها على كل السودان جنوبه وغربه ووسطه.. أي كل الشمال حتى تتمكن من تنفيذ فكرة السودان الجديد.. لأنهم يعلمون.. أن هذه الفكرة كما رسموها لا يمكن أن تتحقق إلا إذا سيطرت الحركة الشعبية على كل السودان. الجنرال رياك كان أكثر شجاعة.. وأطلق هذه الصيحة مبكراً.. ظناً منه أنها تخيف أهل الشمال.. وهو لا يدري.. أن مثل هذه النوايا التي يتحدث عنها الجنرال رياك غير موجودة داخل عقل ووجدان أهل الشمال.. وهل نسي تكرار حديث السيد رئيس الجمهورية والسيد نائبه وفي أكثر من مناسبة.. أنه لا عودة للحرب ثانية وحتى في حال الإنفصال.. وأكدوا كذلك أن الإنفصال إذا كان رغبة أهل الجنوب وتم في مناخ معافى وديمقراطي فسوف نوافق عليه ونعمل على تحقيقه.. لأن الحكومة قدمت للحركة الشعبية من أجل إيقاف الحرب وإستدامة السلام في نيفاشا أكثر مما كانت تتوقعه.. قدمت لهم مكاسب لم يكونوا يحلمون بها.. وذلك من أجل إثبات النوايا الحسنة لإيقاف الحرب وإعادة السلام الى ربوع الجنوب.. واستقرار أهله. لكن بكل أسف تنكرت الحركة لشعاراتها الأولى التي دخلت بها الى نيفاشا.. إذ لم تكن فكرة الإنفصال موجودة وإنما كانت هناك فكرة أخرى غائرة في عقل الباطن الجنوبي وهي التمدد شمالاً لحكم السودان كله وليس الإنفراد بالجنوب فقط. نحن نقول للجنرال رياك.. أفهم تماماً لا يوجد عاقل في العالم اكتوى بنيران الحرب سنوات طويلة.. وفقد فيها الأهل والولدان.. واحترقت الأرض.. وتأخر الزمن في البلاد طويلاً.. أن يعود ثانية للحرب إلا هواة الحرب وتجارها الذين يستفيدون منها. يا أخي الجنرال رياك أطرد هذه الوساوس من ذهنك.. ولا تطرحها حتى لا تستفز أحداً أو تجعله يستعد لما تقوله وتكشف عن نوايا ليست حسنة. فقط فليعمل الجميع من أجل إستفتاء نظيف وإنفصال أكثر نظافة أو وحدة طوعية.
والله الموفق وهو المستعان،،
|
|
|
|
|
|