|
|
 تساؤلات جنوبية : هل يجوز أن يحضر البشير إحتفالات إنفصال جنوب السودان ؟
|
هذا سؤال طرحه كاتبه جون سميث من جامعة جوبا ، وقد طرح هذا السؤال مسبقا على أساس أن حضور الرئيس البشير المفترض لهذه الإحتفالات سيدخل الدولة الجديدة في حرج أمام حلفائها الدوليين ، حرج هي في غنى عنه.
من الواضح أن كاتب المقال هنا قد تجاوز مرحلة الخوض في تفاصيل ونتيجة الإستفتاء إلى مرحلة التفكير في تفاصيل الإحتفالات التي تعقب إعلان النتيجة ومن يكون مدعوا ومن لا يكون ، ففي ذلك اليوم المشهود سيتوجه الالآف نحو جوبا لحضور الإحتفال بالمناسبة التي لا يهم ماذا ستسمى ، وسيكون الحضور من زعماء الدول والمنظمات والهيئات والكنائس ( أين المساجد ؟ لا توجد بالطبع ) وعليه فإن الواقع في ذلك اليوم يقول أن ذلك الإحتفال يقام في دولة أجنبية عن السودان الحالي وسيكون لزاما مواجهة حقيقة أن الرئيس البشير وفي ظل ملاحقته من قبل محكمة الجنايات الدولية لن يكون ضيفا مرغوبا فيه.
على أن كاتب المقال لا يتحدث عن المصالح الخاصة للدولة الجنوبية الناشئة ، بل ما يهمه في هذا السياق هو أن هذا الحضور للرئيس البشير سيغضب الدول الصديقة وسيعرض للحرج العلاقات الدولية للدولة الوليدة ، ومن الواضح أن السودان الشمالي لن يكون من ضمن هذه العلاقات الدولية التي تخاف الدولة الجديدة من إغضابها.( http://www.southsudannation.com/will%20bashir%20attend%...%20johnsonsmith5.htm)
لا يلام كاتب المقال على ما كتب ، بل يشكر على حساب جميع التفاصيل بشكل مسبق ، وهو في سياق الصراحة التي لا تخلو من مغايظة يخبرنا من حيث لا يدري أن الدولة الجديدة سيكون عليها سداد العديد من فواتير الإرضاءات لمختلف الأطراف الإقليمية والدولية التي ساندت كفاحها من أجل الوصول ليوم الإنفصال ، وهذا هو المهم وليس حضور البشير من عدمه.
حضر البشير أو غاب ، فستظل حقيقة الفواتير المؤجلة السداد حقيقة لا تقبل الشك ، بل ستكون مسألة حضور أو غياب البشير عن الإحتفالات المرتقبة أرخص هذه الفواتير تكلفة .
ستكون هناك فواتير ثقيلة العيار جدا ، منها إمتيازات التنقيب عن البترول والمعادن وشروط استغلال الأراضي الزراعية وشروط الإستثمار وامتيازات مواطني الدول الداعمة والتي ستطالب بمعاملتها كصاحبة فضل في استقلال الدولة الجديدة ، فهل يا ترى فكر أمثال كاتب المقال في كل ذلك أو بعض ذلك ، وهل طالب أهل الشأن في دولته الجديدة المرتقبة بدراسة مسبقة لهذه الإلتزامات وكيفية إدارة علاقات الدولة الجديدة الإقليمية والدولية على أساس من التوازن والمصلحة المتبادلة ؟
حضر البشير أو غاب ، ستظل المعضلات التي توجههم أكبر كثيرا من هذه الجزئية الوقتية التي لن تتجاوز ساعات الإحتفال
|
|
 
|
|
|
|
كمال حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست