|
الاخوان الجمهوريون / جنوب السودان /المشكلة!! و الحل!!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهـــداء
الشعب السوداني الكريم!! إن قطرك الذي تسكنه ـ وهو السودان، إنما يمثل القلب في أفريقيا!! في العالم؟؟ هو من حيث الشكل الجغرافي الذي يظهر به على الخريطة يشبه القلب!! و هو من حيث الموقع الذي يحتله من القارة يشبه القلب أيضاً!! هذا القطر، بشمالييه، وجنوبيه، يمثل الرجل الواحد!! هو يمثل الروح، والنفس، في البدن الواحد!! و طريق الروح، والنفس، في البدن الواحد، هو الوحدة، و الإنسجام، و التواؤم، وما هو بطريق التفرقة، ولا النشوز، و لا الإعراض!! فعلى المثقفين، من أبناء الشمال، ومن أبناء الجنوب، واجب عظيم هو توحيد شقي البدن الواحد بالفكر الثاقب و العلم الصحيح، والخلق القوي، الرصين، حتى تخرج من توحيد السودانيين: شماليين، وجنوبيين، قومية واحدة، خصبة، ذات خصائص متنوعة، ونكهة متميزة، يشحذ فكرها، ويخصب عاطفتها، الملكات المختلفة، المشرجة في تكوين الشماليين، والمشرجة في تكوين الجنوبيين، كلٍ على حدة، وعلى السوية!! ليس لهذا الشعب غير الوحدة!! وليس لهذا القطر غير الوحدة!! كان على ربك حتماً مقضيا!!
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: الاخوان الجمهوريون / جنوب السودان /المشكلة!! و الحل!! (Re: مختار مختار محمد طه)
|
بسم الله الرحمن الرحيم (يأيها الناس!! إنا خلقناكم من ذكرٍ، وأنثى، وجعلناكم شعوباً، وقبائل، لتعارفوا، إن أكرمكم، عند الله، أتقاكم.. إن الله عليم خبير..) صدق الله العظيم
المقدمة
هذا كتاب نصدره عن مشكلة الجنوب.. ومشكلة الجنوب هي أكبر مشكلة واجهت السودان منذ إستقلاله، وهي قد ظلت التحدي الأساسي الذي يواجه جميع حكومات العهد الوطني.. وهي مشكلة لها جذورها في التاريخ ولكن الإستعمار الإنجليزي قد عمقها، وأرثها لترثها أنظمة الحكم الوطني من بعده.. وقد إستغل الإنجليز في صنعهم لمشكلة الجنوب، الإختلافات العنصرية والدينية، و الثقافية، القائمة بين شمال السودان وجنوبه، وهم قد عمقوا هذه الإختلافات، وجعلوا منها سبباً للعداوة والصراع بالصورة التي أدت إلى تفجير المشكلة حتى إنها أدت إلى حرب أهلية طويلة.. ونحن لا نلوم الإستعمار الإنجليزي وحده في قيام، و تصاعد هذه المشكلة، فالأحزاب السياسية، وأنظمة الحكم الوطنية، هي أيضاً مسئولة.. فقد كانت أحزابنا السياسية التي تولت الحكم بعد خروج الإستعمار، أحزاباً طائفية، لا تملك مذهبية ترشد عملها السياسي، ولم تكن تلك الأحزاب على قدر من الوعي ومن المسئولية يعينها على تفهم أبعاد مشكلة الجنوب، والعمل على حلها، وقد فشلت تلك الأحزاب والحكومات التي قامت على أساسها، في حل مشاكل البلاد السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، وجمدت وعي الشعب.. ولذلك فإن هذه الأحزاب، و هذه الحكومات، وقد فشلت في حل مشكلة الشمال، ما كان لها أن تستطيع حل مشكلة الجنوب.. فتفاقمت المشكلة، وزادت حدة، خصوصاً على عهد الحكم العسكري الذي قام في البلاد في نوفمبر 1958.. وأخيراً وجدت مشكلة الجنوب حلها السياسي في إتفاقية أديس أبابا 1972 على عهد ثورة مايو، وتم بذلك إنجاز كبير أوقف الحرب الأهلية، وأوقف نزيف الدم في الجنوب، ولا تزال أسباب العداوة والصراع، موجودة داخل النفوس، ولا يزال عدم الثقة الذي خلفته التجربة الطويلة والمريرة هو الغالب.. فليس من طبائع الأشياء أن تتغير النفوس لمجرد الوصول إلى حلول سياسية وقانونية!! و لذلك هنالك الكثير من العمل الجاد الذي ينتظر كلا الشماليين والجنوبيين ليقوموا به، حتى يتأمن الحل السياسي، و تتوفر الثقة المفقودة، ويتم بناء القومية السودانية على أسس ثابته تقوم على وعي وتربية المواطنين بالصورة التي لا تجعلهمم يرون في الإختلاف، مدعاة للصراع والخلاف.. أما دون هذا المستوى فإن النكسات ليست بمستبعدة.. بل إن المشكلة قد بدأت بالفعل تطل برأسها من جديد، خصوصاً بعد إثارة موضوع تقسيم الجنوب، الذي أصبح عليه إختلاف بين الجنوبيين، و هو موضوع لا يزال ينتظر الحل.. إن مشكلة الجنوب، في حقيقتها، إنما هي مشكلة حضارية.. وهي في ذلك نموذج للمشاكل الموجودة في عديد المناطق، في عالمنا اليوم.. فقد ظلت الإختلافات في العقيدة، أو العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو الثقافة، تشكل الأسباب الأساسية للصراع بين البشر عبر تاريخ البشر.. وإنما كان ذلك كذلك بسبب القصور، و قلة الوعي، والبعد عن القيم الإنسانية.. وعندما تأتي مرحلة الرشد، والمسئولية تتوكد القيم الإنسانية، ويلتقي الناس فيما يجمع بينهم، وليس فيما يفرقهم ـ يلتقون في العقل، و القلب، أو قل في الفكر والخلق، ويصبح كل فرد بشري هو غاية في ذاته، وتوظف كل الوسائل لتحقيق إنسانية الإنسان، وتزول كل أسباب الخلاف، و الصراع، القديمة.. وعند هذه المرحلة ستكون الإختلافات الطبيعية بين البشر، هي من أهم أسباب إثراء الحياة، و إخصابها، وذلك بإستثمار، وتوظيف، الملكات، والخصائص، و المواهب، المختلفة لخدمة أغراض الحياة الإنسانية الراقية التي لا تقر الإختلاف بين البشر فحسب، بل وتعين كل فرد بشري على تحقيق فرديته التي ينماز بها عن الآخرين، ثم لا يكون هناك تمييز ضد أحد، إنما جميع الناس سواسية أمام القانون، و في الحقوق والواجبات، وفي نظرة المجتمع، تلك النظرة التي تقوم على الرأي العام السمح الذي لا يضيق بالإختلاف والتمايز.. هذا المستوى الحضاري هو ما ندعو إليه نحن، ونعمل على تحقيقه، و هو ما نعتقد أن مشكلة الجنوب، وجميع مشاكل الحياة المعاصرة ستجد حلها النهائي فيه.. ونحن في هذا الكتاب سنؤرخ بصورة موجزة لمشكلة الجنوب فنوضح اصولها، و ملابساتها، ومراحل تطورها، حتى وقتنا الحاضر.. ثم نوضع موقفنا نحن من هذه المشكلة، من الناحية السياسية، التاريخية، ومن الناحية الفكرية.. فالمشكلة كانت أكبر تحدّ واجه التنظيمات، و الأحزاب السياسية، التي تصدت للعمل العام في بلادنا، وهي لا تزال كذلك، بصورة خاصة لأصحاب المذهبيات، ولذلك سنوضح موقفنا نحن كدعاة إسلاميين منها. ولإتاحة الفرصة للمقارنة، سنتحدث عن موقف الدعاة الإسلاميين السلفيين، من المشكلة، و ذلك من خلال إبراز موقف تنظيم الأخوان المسلمين، كتنظيم يمثل الفكر الإسلامي السلفي.
| |

|
|
|
|
|
|
|