المهندس فيصل محمد السيد مات ... وإنهد حيلك يا صبر

(عدل بواسطة Samer Osman on 11-29-2010, 12:33 PM)

Quote: اللهم أرحم فيصل ووسع قبره على مد بصره ونور قبره وأفتح له طاقة في جنتك وثبت أهله بالصبر الجميل

Quote: رحم الله المهندس فيصل وغفر له وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه وأسرة الشركة الصبر وحسن العزاء إنا لله وإنا إليه راجعون

Quote: مع نهاية يوم طويل وانا استعد للمغادرة مساء اليوم القيت نظرة عاجلة على المنبر ,وتوقفت طويلاً مع عنوان المهندس فيصل محمد السيد وإنهد حليك يا صبر قرات العنوان وانا ادعو الله ان يكضب الشينة مررت على كل تفاصبل النعي وانا انكرها _ زول تاني ما هو _ دال ورمانيا زول تاني وليس فيصل ولكن الصورة زحفت بين كل التفاصيل لتنعى فيصل وتقضى على محاولاتى المتشككة الموت حق والدوام لله وحده. ما اكثر بوستات النعى التى نمر عليها ونكتب فيها كلام غير مغموس فى الحزن البركة فيكم احسن الله العزاء ولكنك يا فيصل طينة اخرى من البشر كيف ارثيك يا رفيق الازمنة الخطرة التى ملأتها ثقةً فى المستقبل وضحكات خففت عناء الطريق الدنيا حظر تجوال اقعدوا في بيوتكم اقروا وطورا نفسكم بدل الحوامة القر الينفخكم وفي ذات شتاء ينفخ من البرد بدانا معك دراسة النزاعات المادية فى الفلسفة العربية الاسلامية للشهيد الضخم حسين مروة كنت بهمة تحضر نسخ من المطوب دراسته لكل منا وتحرص على مراجعة ماذا كتبنا فى الهوامش . تمر سنوات طويلة من ذلك التاريخ ومن خارج السودان امتلك نسخة كاملة من الكتاب تذكرتك وكتبت على الغلاف فيصل محمد السيد الثورة الحارة 13 ذكري لرجل عظيم يبقى فى الذاكرة . وبعد ان صوت الشعب السوداني بارجله ضد نظام الجبهة الاسلامية اخترت ( لو كان الامر فعلاً اختياراً) انا الذهاب الى السعودية وذهبت انت الى ابوظبي مع اتصالات متقطعة من هنا وهنالك حتى حانت فرصة لمهمة عمل فذهبت الى ابوظبى فى رحلة قصيرة. جلسنا مساء ذلك اليوم تناقشنا وضحكنا واسترجعنا ذكريات كثيرة تتذكر قصة العتود الكشح البوهية وقبل ان ارد انفجرت فى ضحكة من تلك الضحكات التى تتميز بها وحدك وجاءت خالدة على عجل مستفسرة واعادنا الحكاية مع اضافة هنا وهنالك مرة قالوا واكفينا شر قالو لينا اكتبوا شعارات ضد النظام فى كل مدينة الثورة اتقسمنا تلاتة تلاتة وكل تلاتة مشوا حددوا الحتة اليكتبوا فها الشعار زولك( يشير الى زميل لنا اشتهر بالتهرب من التكاليف ) زولك من الاول قال انا خطي شين فى محاولة للتهرب الجماعة هرشوا تراجع تراجع تكتيكي( كانت هذه طرائقه فى السخرية) قال خلاص انا بشيل جردل البوهية وفلان يكتب وفلان يراقب الشارع فى اليوم المحدد والساعة المحددة من الصباح الباكر زولك وصل مكان اللقاء ايديه فاضية ويبزغ فى السفة ويحمد سيده الشباب سالوه يا زميل وين جردل البوهيه رد بهدوء يحسد عليه الحقيقة أمنت الجردل فى بيت الغنم والعتود كشح الجردل ! يا الهي يا فيصل يا لحزني عليك كان نصيب فيصل ومجموعته سوبر ماركت جديد فى الشارع الرئيسى وقد انجزوا التكليف فى لغة الاحزاب ولكن ظل فيصل يشعر بتأنيب الضمير من تشويه واجهة السوبر ماركت الجديد والجديدة تعرفوا يا شباب عمك فلان ( صاحب المحل) يلقاني دائما هاش وباش ازيك يا باشمهندس عندى احساس انوا الزول دا عارفنا النصيحة لله كمان اولاد الحرام فى حلتنا كلهم معروفين عقدني عمك دا يا خ والله خايف يوم اعترف ليهوا ولان فيصل يدخل القلوب دون استذان فقد دخل قلوب اسرتنا وتربع فيها وكان عادة ما يتوقف مساء كل عند عودته متأخراً من عمله ونضع كرسين فى شارع الله ويحكي قصص عمل وعمال ذلك اليوم وما تسمع امي صوتي يتعالي بالضحك حتي تسارع الى احضار شاي اللبن ويتبادل معها اخبار الصحة والقاعدين والمرقوا وبعد ان يضمن ذهابها يهمس ( انت يا زميل حاجة فاطنة دي فى نص الليل ما عندها غير شاي اللبن) ولاننى افهم مقصدة اجيب بغباء ظاهر العشاء بعد شوية فيردد مقالداً صوتي العشاء بعد شوية اكون غطلت ودخلت مطعم الحرمين ! عندما قررت الزاوج سألنى انت يا زميل جاهز اجبت نعم ولانه يعلم البير وغطائها سألنى اييييييييي انا عارفك مطهر لكن جاهز مادياً وتمدد الضحكات عندما ذهبت الى السودان اخر مرة فى نهايات 2008 توفي اثناء اجازتي ابن شقيقي الاكبر ورغم اننى رحلنا من الثورة لكنه علم بالامر لاجده فجاة امامي رافعاً يده بالفاتحة ويقالد فى اهل البيت باكياً. يالله لو خبرني الموت مسبقاً لرشحت له مئات الاشباح التى لم تساهم فى الحياة بعشر ما ساهمت به يا فيصل.... ولكن استغر الله لى ولك يا رايت يا فيصل اجد من يعرفك هنا عشان اقالدوا ونبكي سواء عارفك حتظهر فجاءة وتردد ساخراً بطلوا العبط دا قاموا شوفوليكم حاجة مفيدة يا شباب ارجو كل من يمر من هنا قراءة سورة الاخلاص باخلاص 11 مرة لروح فيصل محمد السيد

Quote: اللهم أرحم فيصل ووسع قبره على مد بصره ونور قبره وأفتح له طاقة في جنتك وثبت أهله بالصبر

Quote: فيصل المهذب الهادى الف رحمةلفيصل واحر التعازىلاسرته والاصدقاء

Quote: أخي/ فيصل (إن القلب ليحزن والعين لتبكي وإنا لفراقك يا فيصل لمحزونون) تحية وسلاماً عند بارئك في جنات الخلد بإذن واحد أحد وقبلاً تمطر رأسك العبقري وتحايا وأحضان نسعى جاهدين بها أن نطال قامتك السامقة وسماحتك النادرة .. وطهرك الندي .. وضحكاتك التي لا تزل تجلجل في آذاننا إيذاناً ببدء جلسة جميلة هادئة نطل بها على ميدان الحارة (13) جوار المسجد ننتظر بقية الركب .. الشهيد/ عثمان (الـ Bear) .. خالد ، عبد العزيز حسن، حاتم البيلي، مصطفى مبارك .. والخ من رفقاء الزمن الصعب ... إن أنسى لا أنسى تلك الليلة الشاتئة حين حضورك نهائياً من رومانيا .. واعتذارك منا في تلك الأمسية إذ أن عين (السنيورة) رقيب لا محالة .. دعونا (نغبي الأتر) .. لم تكن الليالي تصفو إلا بكم .. ولا تكتمل إلا بحضوركم .. ولا نعرف للفرح مجالاً ولا للضحك مساحة إلا حين حضورك ... كم كنا نجلس وننتظر وأنت تحضر بعدنا بحين إذ أنك خرجت من العمل متأخراً كعادتك .. الشيء الذي يعكس تفانيك ذاك الذي لم يتغير .. تفانيك الذي بدأ بالإخاء وإنتهى بانكبابك على عملك المقدس .. أواه يا فيصل .. كنت كالشجرة وعشت كشجرة الشتاء تلفظ أوراق ذاتك لتستبدلها بأوراق الرفاق .. أواه يا رفاق .. كنت كالشجرة في حياتها ومماتها .. اعتصرت ذهني كثيراً وكثيراً جداً كي أتذكر موقف وأنت فيه بغير تلك الملامح وغير ذاك السموق وغير تلك الضحكات المجلجلات ... تمنيت إن وجدتك حزيناً ذات يوم حتى تمتص حزني الآني ... وأن أراك بغير ما أنت .. حتى ترثيني أنت فأنت دائماً أنت مهما كلف الأمر ومهما كانت تبعات ما ينبغي ومهما كانت قسوة الزمن دوماً أراك تتصالح مع الجميع برغم ما في العالم من غضب ... رأيتك أخي مرة ومرات كثر أواخر التسعينات حينما حضرت لجدة متعاقداً مع تلك الشركة التي لم تكن تقدر قيمتك ولا تعرف مكنونات العلم عندك وجوهرة الإنسان بداخلك .. وجلسنا عدة جلسات لترتيب آلية الخروج من عنق الزجاجة ذاك .. وكم كنت بهياً متفائلاً .. مخاطراً بتلك الرحلة للإمارات ... لا .. لا ضير .. لا مخاطرة هناك .. فعمر عثمان هناك .. وفلان هناك .. وهم خير من إعتمدت وخير من إستأمنت .. (فقد ركنت للقوي الأمين) ..وحينها طاب لكم المقام قبل أن يأتيك زملاءك الحاليون يطلبون منك الرجوع إلى الديار .. فكم كنت ملبياً نداء الديار وأصحاب الديار ورفقاء الديار .. رأيتك أخي في نهاية عام 2007م .. حينما اتصلت عليك هاتفياً وطلبت منك الحضور إلي ومعك مبلغ كذا من المال لنبدأ مشروعاً معاً .. فقد كنت في بورتسودان لحظتها وخلتني طلبت المبلغ لحاجتي له بهذه الطريقة تأدباً لا بغرض المشاركة في ذاك الاستثمار .. وبعدها بلحظات فقط حادثني خالد الذي وصله مني ذات الاتصال ... قائلاً (اتصل علي فيصل وقال لي أبو الجشع ده أظنه محتاج لينا .. عليك الله أمشي ليه واتصرف لغاية ما أرجع) .. أواه من تلك السماحة وأواه من تلك السريرة وأواه ثم أواه من فراقك يا آخر الفرسان..