|
|
 فى أزمنة الانفصال.... الى اين ستذهب هذه الاغانى؟!!
|
إعداد: أحمد دقش
[email protected]
القضايا المرتبطة بترتيبات ما قبل وما بعد الإستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، متعددة ومتشابكة، هذا المسمى (جنوب السودان) الذي يستمر على الأقل حتى التاسع من يناير المقبل، ولكن ربما يتغير الأمر بعدها كثيراً.
الجميع منشغل بالحوار وتبادل وجهات النظر حول عدة قضايا "سياسية، إقتصادية، بالتركيز وبدرجة أقل إجتماعية تتصدرها قضايا المواطنة والجنسية"، إلا أن تلك القضايا غير شاملة لجميع الموضوعات التي تهم (بعض المهتمين) أو (كل) المواطنين في الجنوب والشمال. قطعاً لم تدخل قضايا الثقافة والرياضة والفنون والمسرح ضمن حوار الشريكين حول تلك الترتيبات، مما دفع (السوداني) لمحاولة الغوص من خلال البحث والإستطلاع والإستبيان حول مستقبل المؤسسات الرياضية، ومصير روابط الدم، والأغنية الوطنية في السودان في حال الإنفصال وكذلك العاطفية التي جسدت علاقات الجنوب بالشمال، والشمال بالجنوب، وخاصة التي تغنت لمناطق وعادات وتقاليد وتاريخ مشترك، أو التي تغزل شعراؤها في حسناوات الجنوب، من خلال حلقات تنشرها الصحيفة تحت مسمى (وجدانيات) بعيداً عن ترتيبات السياسة وقريباً من وجدان المهتمين والباحثين، والمعنيين بتلك القضايا.
الرجاف
المصدر: جريدة السودانى
يتبع
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى أزمنة الانفصال.... الى اين ستذهب هذه الاغانى؟!! (Re: محمد المختار الزيادى)
|
سفر فلانة
معظم الباحثين أكدو أن الأغنية عموماً والوطنية خصوصاً خاطبت ووحدت وجدان الشعب السوداني بغض النظر عن الإقليم أو المنطقة أو العرق، إلا أن آخرين يرون غير ذلك، ويقولون إن الحكم المطلق على تأثر جميع السودانيين بالأغنية غير سليم، ومخل، بإعتبار وجود مناطق في السودان غير ناطقة باللغة العربية الخالصة، ولديها مسميات للغات أخرى إشتهرت بها، وخاصة جنوب السودان (عربي جوبا).
أشهر الأشعار والأغاني (من الأسكلا وحلا) تشير روايات مناسبتها الى أن سرور أتى ذات صباح الى حيث يجلس عدد من أصدقائه الشعراء والفنانين في ذلك الوقت ومن بينهم الراحل ودالرضي وقال لهم حسب الرواية (شوفو ياخوانا "فلانة" مسافرة الليلة هي وأمها بالباخرة وماشين الرجاف وانا ماشي مشوار وجاييكم وعلي الطلاق لوما وصلتوها لي من هنا لحد هناك بي قصيدة، تاني لابيني لابينكم). ومن المعروف أن (الرجاف) وهو اسم جبل بجنوب السودان سميت المناطق بجواره على إسمه، اما (الاسكلا) فكانت محطة نهرية على النيل الازرق بالخرطوم وموقعها على النيل مقابل لمابين قاعة الصداقة والمتحف حالياً، فكانت ومازالت كلمات القصيدة التي كتبها الراحل ود الرضي تمجد العلاقة بين الشمال والجنوب بروعة الوصف، حيث ذكرت في تلك الاغنية اسماء لعشرين مدينه سودانية، من الشمال للجنوب عكس مجرى النيل، حتى وصل الى حدود الشمال مع الجنوب في مدينة الرنك حيث قال:
هنيئاً حان وقت زهاك (الرنك) احتفل ببهاك
وين الليلة يالنشهاك ياريت كنت في (جلهاك)
بقدومك (كدوك) أصبح سوقو من الكساد أربح
أنا من نواحي صرت أبح كأني في (مبرك المذبح)
من دا الهم ما بنجا (تركاكا) حلت العنجا
ياخالق الخلوق تنجا حبيبي الليلة في (تونجا)
صب يادمعي لاتكون جاف وياقلبي ليه بقيت رجاف
البدر الخفى الانجاف اليوم شرف (الرجاف).
تساؤلات تسوقها (السوداني) وتطرحها على فنانين وشعراء كتبوا حول مستقبل تلك الأغاني حال وقوع الإنفصال ومدى إستمرار تأثيرها على وجدان الشعب السوداني وخاصة في الجنوب. ومن الأغاني والقصائد الخالدة أغنية (حب الاديم) التي كتبها مبارك المغربي وتغنى بها صلاح بن البادية، والتي يقول مطلعها:
ما عشقتك لجمالك..إنت آية من الجمال
أو هويتك لخصالك..إنت أسمى الناس خصال
أو لي روحك لجلالك..إنت هالة من الجلال
الفؤاد دايماً بنادي..في اغترابي وفي ابتعادي
ليك لأنك من بلادي
ويمضي الشاعر بالوصف للمناطق المختلفة في السودان حتى يقول:
من نخيل الباوقة طرحة..ومن مريدي السمحة نفحة
الطبيعة حنت عليك..خلدت بصماتا فيك
ليك غرد كل شادي..ما بصح و طريقنا باين
يا شبابنا نقيف نعاين..الأمل معقود علينا
والعمل ظمآن إلينا..بي سواعدنا ونضالنا
في جنوبنا وفي شمالنا..غيرنا مين يحرث أرضنا
يبني ويعمر بلدنا..غيرنا مين يفني الأعادي
مشهد عام لمنطقة الاسكلا التاريخية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى أزمنة الانفصال.... الى اين ستذهب هذه الاغانى؟!! (Re: محمد المختار الزيادى)
|
حب الأديم
الفنان صلاح بن البادية يؤكد من خلال حديثه لـ(السوداني) ان الاغاني الوطنية خاطبت كل وجدان الشعب السوداني منذ بداية الفن السوداني ومنذ ان بدأ حسن عطية بأغنية (وينكم ياسعاد) وغنى (ياثريا للحرية)، و(وطن الجدود)، و(يا الشمال حي الجنوب)، ويتابع بالقول: "الشعب السوداني منذ ان قام يغني وضع الجنوب أهمية في أغنياته، وبالتالي كل الاغاني الوطنية خاطبت وجدان الشعب السوداني شماله وجنوبه إلا من أبى".
اما عن أغنيته (حب الاديم) فيسترسل بالذاكرة ويعود الى ثمانينات القرن الماضي ويقول إنه وقبل سنة تسعين كان التمرد في أوجه، ويذكر إبن البادية انه وضمن مجموعة من الفنانين زاروا الجنوب في تلك الفترة وأقاموا حفلات في جوبا ضمن وفد النائب الأول لرئيس الجمهورية في ذلك الوقت المشير الزبير محمد صالح، ويقول إنه تغنى بتلك الأغنية بمسرح جوبا...
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى أزمنة الانفصال.... الى اين ستذهب هذه الاغانى؟!! (Re: محمد المختار الزيادى)
|
نفحة مريدي
ويزيد: عندما وصلت المقطع الذي يقول "من مريدي السمحة نفحة"، قام أحد الجنوبيين من الجماهير وضرب المسرح وقال بإنفعال لازم نصل مريدي وهتف. ويقول إبن البادية إن مريدي كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة جون قرنق.
ويعتبر الفنان صلاح بن البادية أن الفنانين الذين تغنوا للشمال والجنوب وللوطن تغنوا بإحساس ومسؤولية، وافتكروا أن الجسد واحد، ويعضد حديثه بوجود شواهد للتواصل بين الشمال والجنوب ومساعدات تتمثل في وجود التجار الشماليين في الجنوب وإنشاء اللكوندات الصغيرة، ويتهم المثقف الجنوبي بالسعي لتحقيق تطلعاته الشخصية على حساب أهله ودون الإهتمام بالعواقب المترتبة عليهم، ويضيف "الحجة كانت الحرب التي لم يكن هناك داعٍ لها من أساسه"، ويقول كذلك "وهنا في الشمال هناك مطامع شخصية كما في الجنوب وإلا لماذا حدثت الإنقلابات في السودان؟".
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى أزمنة الانفصال.... الى اين ستذهب هذه الاغانى؟!! (Re: محمد المختار الزيادى)
|
وفاة عزيز
وبالعودة للموضوع الأساسي عن مستقبل الأغنية يرى إبن البادية أنه إذا حصلت الوحدة ترتبط بالسعادة، في أن يظل ذلك الغناء موجوداً، أما إذا حصل إنفصال فاعتبر أن ذلك سيكون "مؤلم شديد جدا جداً"، ويقول: "هناك بعض الأغاني ستكون إنشلت صراحة، وسيكون فيها كثير من فقدان المعاني ووجود الألم". اما عند سؤاله عن شعوره إذا إنفصل الجنوب وسمع أغنيته تقول (من مريدي السمحة نفحة) فقال إبن البادية: "والله زي الكأنو الواحد عندو عزيز ليهو توفي ونقول رحمه الله".
وعندها بدا شيء من الألم الواضح على ملامح ووجه الفنان صلاح بن البادية، وظهرت غصة وعبرة وبحة في كلماته إختلفت عن التلقائية التي كان يتحدث بها لـ(السوداني) منذ بداية التطرق للموضوع، وأوقات يسرح هيمانا ربما للتفكر في تلك اللحظات وذلك المستقبل.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى أزمنة الانفصال.... الى اين ستذهب هذه الاغانى؟!! (Re: محمد المختار الزيادى)
|
عناق ودموع
رواية أخرى يواصل في تفصيلها صاحب أغنية (حب الأديم) ويؤكد أن الراحل جون قرنق من أشد المعجبين بالسماع له، ويذكر انه خلال زيارتهم للجنوب أيام الحرب، قال له احد الضباط (أنو ناس جون قرنق بسمعو الأغاني السودانية والوطنية، عبر الراديو)، ويقول إنه ومن خلال تلك الرحلة مع عدد من الفنانين في الباخرة التي علموا مؤخراً أنها كان من المفترض ان تضرب، إلا أن الراحل جون قرنق حسبما روى إبن البادية عندما عرف أن فيها فنانين ومن بينهم هو أمر جنوده ألا يضربوها، ويمضي بالقول: " حتى رئيس الباخرة قال مافي زول يولع بطارية أو سجارة وكان ماشي بالنجوم والقمر في البحر، وأطراف السفينة عليها أكياس تراب وأسلحة، وعندما تشرق الشمس كنا نرى جنود جون قرنق في أطراف البحر ولكن مافي زول سألنا ووصلنا في خمسة أيام فقط وريس الباخرة إستغرب وقال الرحلة دي هو بمشيها في شهر، وبيتضرب فيها كثيراً".
ويضرب إبن البادية شواهد لتعضيد رواياته ويذكر أنه وفي المسرح بجوبا كان الشماليون والجنوبيون ممسكين بأياديهم ومتعانقين مع بعض ويزرفوا الدموع طوال زمن الحفلة من الساعة الثامنة ليلاً حتى الصباح، في ملكال في عام 1994م، ويضيف "كانت زمان محبة شديدة جداً جداً"، ويختتم حديثه قائلاً: "أنا بحكم وجودي في الوسط الفني زرت كل مناطق الجنوب بلد بلد، وكذلك الشمال ووجدت أن هناك مناطق في الشمال أقل نمواً وأكثر تهميشاً من الجنوب نفسه، وسبحان الله لو كان هذا الجنوب في الشمال كان الناس حيحسوا بأنه أغنى بلد في الدنيا.
يتبع صور
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد المختار الزيادى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست