|
فدية أبيي.. حديث باقان تذروه الرياح!
|
في مقال سابق كنت قد تحدثت عن خطورة تمرير ورقة الحركة الشعبية التي تحمل بين ثناياها المقترح الأمريكي نوهنا الى مغبة تمرير هذه الورقة فوق سقف أبيي دون مراعاة للأعمدة والركائز الأساسية التي انبنى عليها تاريخ المنطقة التي لا تحتمل التجزئة وأخذ إنسانها بعبارات يطلقها الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم.. وهو يروج ويستخدم مفردات خارج سياق النص ولغة الحوار.. باقان أموم حتى يجد لنظريته في تفريغ أبيي من عنصر المسيرية راهن على قبولهم وتقديمهم تنازلات مقابل أن تذهب أبيي فدية وتضَم إلى الجنوب عندها فقط ستسمح الحركة لمواطن المسيرية بحق البقاء على الأرض. لعل باقان يجهل تماماً أن عرب المسيرية لن يرضوا بمثل هكذا فكراً سياسياً وأنهم مواطنون أصليون ولا يرضون مقابل رفع أي عقوبات أن يصبحوا مواطنين عبر المسارات فقط على أرض دفن فيها أجدادهم منذ عام ١٧٧٠ قبل استضافة باقان وقبيلته في العام ١٩٠٢م إن رهان الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم على قرار رئاسي بشأن منطقة أبيي وفق الرؤية الامريكية الداعمة لتبعية أبيي للجنوب مقابل بقاء القبائل الأخرى بها وتمتعهم بحق المواطنة الكاملة.. إن هذا الإنتظار هو أشبه عندي بحال (النظّارة) أو مشاهدي مسرحية (في انتظار جودو). باقان يريد زعزعة ضمير عرب المسيرية ويخلق فتنة بينهم وأبناؤهم داخل الوطني حينما يزعم بأن الحركة لمست من الوسطاء قبول المؤتمر الوطني بهذه الفدية، إن عرب المسيرية لا تهمهم تفاصيل الحوار الدائر بين الوطني والشعبية والوسطاء أكثر من اهتمامهم بحقهم التاريخي الأصيل في المنطقة.. وأنهم الأكثر كثافة وأنهم الأكثر أحقية بالاستفتاء حول منطقة أبيي. أما حديث الفدية هذا فهو أشبه بالغريق الذي يتشبث بالقصبة وأن قصبة باقان الهوائية لن تسعفه كثيراً في تفكيك مفاصل أبيي.. إن مسألة رفع العقوبات لا تعني المسيرية. لا أدري لماذا صمت الدرديري حين تحدث أموم؟
|
|

|
|
|
|