بسم الله الرحمن الرحيم الكرماء والمكرمات كتاب المنتدى وقرائه . سلام من الله عليكم ورحمة
في مثل هذه الأيام المباركات تهفو النفوس المؤمنة قبل الأشباح نحو الحرمين من بلاد بعيدة بذنوب كثيرة تتطلع للمغفرة والحج المبرور وقد فارقت الديار وسامحت الخصماء واسترضت الغرماء او استوفتهم وودعت الأهل والجيران والعشيرة صلوا النافلة في وقت حلها وجردوا الدعاء ملحين باكين موقنين بالإجابة ودعوا بدعاء السفر المأثور. جهزوا للسفر الزاد - باطني قوامه التقوى وظاهري مما أحل الله من الماكول والمشروب ، ولا تصح إنابة مستطيع لغيره لأداء الحج بأجرة أو لا ( كالصلاة والصوم ). تخيروا الرفقة الحسنة التي تعينهم على الحضور والذكر والفكر او من أهل العلم الذين يبصرونهم بما يؤدون به فرض حجهم كامل الأركان والفرائض ,والواجبات والسنن والفضائل ... إلتزموا بأخلاق السفر وآدابه وبذلوا طعامهم للرفقاء واعانوهم وتعاونوا معا وإن كان لهم أمير اتبعوه واعانوه ( لا كمن قال لأميره : عمده علينا هناك وهنا كمان ؟!!) تذاكروا أحكام الحج وسألوا أهل الذكر المرافقين او المجاورين أو بالإتصال عليهم في الوطن حتى لا يلجوا في الشعائر بجهل ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )الآية قصدوا الميقات أو وافوه فأزالوا الشعور ( إبط ، عانة و حف شارب وترجيل شعر رأسه ) وقلموا الأظافر وتطيبوا ثمّ فعلوا غسل الإحرام ولبسوا إحرامهم ( غير مباهين به بالجودة الخاصة والتزاويق ) وصلوا ركعتيه في وقت حل النافة ( عدا الإصفرارين - ما قبل الشروق والغروب ).ثم دعوا مخلصين منيبين بالماثور او بما عنّ لهم منيبين إليه خاشعين راغبين في رحمته ورضوانه سائلين الله تعالى حجا مبرورا ... فإذا استووا على الراحلة/ السيارة عقدوا نية الإحرام ( نويت الحج وأحرمت به لله ( إن كان مفردا وهو الأفضل لفعله صلى الله عليه وسلم ولو جاء مبكرا جدا فالتمتع أفضل )أو نويت العمرة والحج وأحرمت بهما لله إن كان قارنا أو متمتعا ). ولا يفوته ان يتبع النية بالتلبية ( يحفظ صيغتها قبل وصوله للميقات أو موافاته )إذ بعض الناس يتأخر في ترديدها مدة بعد عقد الإحرام ( لايشترط التلفظ بها لأن النية محلها القلب ). يرفع الذكور أصواتهم بالتلبيه وسطا ( ليس شديدا فيعقروه أو منخفضا كثيرا أو كثيرا فيضجر )، بينما تسر النساء بالتلبية ، ويكررها الجميع مرة ومرة خصوصا عند تغير معالم وأحوال الطريق . ويا حبذا لو سبقت الروح الجسد شوقا إلى الحرم ، بقلب حاضر ولسان ذاكر لا يشغله عن التوجه موبايل ( إلا لضرورة وليتجنب كثرة الإتصالات والردود ) ولا صحف ولا حكاوي دنيوية وثرثرة وتعليقات ولغو ولقط وجدال وعصبية ..إلخ مما ينافي صدق التوجه وقوة التطلع للحج المبرور . وإذا لاحت بيوت مكة المكرمة راح يدعو بالماثور او بماعنّ له مما فيه تعظيمها وأحبيتها (.... اللهم اجعل لي فيها قرارا حسنا ورزقا واسعا ...). وإذا وقع بصره على البيت العتيق دعا بالمأثور مهلللا ومكبرا 0 اللهم هذا حرمك فحرم جسدي على النار وأمنه من العقاب وسوء الحساب ...) . ويستحب لمن دخل مكة أن يجدد الغسل ( إن أمكنه ذلك إذا نزل بالفندق أو المسكن ) . ويحرص الذكور على عدم تغطية الرؤوس إلا بغير ملامس من شمسية وغيرها وعدم مس الطيب فضلا عن إتيان الأهل وقتل كل كائن حي ولو برغوثا او قملا ( فوق المستثنى) ويبعد عن الرفث والفسوق والجدال ،ولم يجد للنظارة ضرورة تركها ليتجرد من المحيط . وينظر لأخوته الحجيج كافة نظر رحمة لا مزاحمة أو إحتقار أو تنقيص أو سخرية او إستهزاء بل يخفض لهم جناحه ويبذل لهم نفسه إعانة وبرا .. وهذا مقام الإيمان والإحسان. ولابأس ان يضع عنه لباس إحرامه إن دخل الحمام . وان يدخلوا إستحبابا من باب السلام (باب بني شيبة ) فإذا عاينوا البيت ( الكعبة ) دعوا بالماثور أو بما عنّ لهم ( اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما وزد يا ربي من شرفه ممن حجه او إعتمره تشريفا وتعظيما وتكريما ...) ثم يتجه ليبدأ طواف القدوم ( واجب أما الركن فطواف الإفاضة أول أيام العيد أو بعده )وينوي به الطواف الواجب ( هام جدا )وإلا أعاده وعليه دم - بما يحازي الحجرالأسود ( الأسعد) ويرفع يده مكبرا ( إن لم يجد الفرصة لتقبيله او إستلامه )ويقبل يده بلا صوت ( ويستحب تقبيل الحجر في كل شوط ، ثم يبدأ تحية البيت ( تحية البيت طوافه ) سبعة أشواط يعقدها بأصابعه فإن شك بنى على الأقل وأتم الطواف ( ويعذر كثير الشك - المستنكح فيبني على الأكثر ) ، ويرمل في الثلاثة أشواط الأولى مع كشف الرجل ليده اليمنى( سنة في طواف القدوم ومندوب في غيره ). ويدعو بما شاء مع التركيز على التسبيحات ( سبحان الله ، الحمد لله ، الله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ). فإذا حازى الركن اليماني المجاور لركن الحجر على اليسار كبر فقط . ويدعو بالماثور تفضيلا بين الركنين هذين ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ) 0 ربي اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم وانت الأعز الأكرم ).( اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ) . فإذا فرغ من طوافه الميمون الذي يجوز فيه الكلام مع الرفقة او غيرهم للضرورة ويشترط الطهارة بخلاف السعي ..وتكشف المرأة وجهها وكفيها ( فليس أحد بأغير على عباده منه تعالى الذي جوز لهنّ ذلك ههنا ) .إذا فرغ قصد الملتزم ( بين باب الكعبة والحجر السود ) إن إستطاع لذلك سبيلا - يفرش يديه ويلزم صدره جدار البيت داعيا خاشعا باكيا متنصلا من ذنوبه راجيا المغفرة والرحمة ... ويجب أن يكون الطواف متواليا من غير كثير فصل ( فلا يقول فاصل ونواصل ويستريح طويلا !!! ). ثمّ يصلي وجوبا - على الراجح - ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ( بالفاتحة والكافرون والإخلاص)ثم ّ يدعو بالماثور او بما عنّ له ... وليوقعهما في أي موضع خلف المقام قرب أو بعد . ثم ّ يذهب ليصلي ركعتين مثلها داخل حجر سيدنا إسماعيل عليه السلام ( الحطيم ) وهو جزء من الكعبة كالشازروان ( ترتوار أسفل الكعبة )إن امكنه ذلك وإلا إنصرف . ثم ّ يتهيأ للسعي إن لم يؤخره بعد الجمرات بشرب ماء زمزم كثيرا ما امكنه ذلك حتى يتضلع ( شد الأضلع ) ويدعو بالماثور تفضيلا ( اللهم ّ إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء )ويدعو بهمة عالية فقد كان الصالحون كالشيخ الشعراني رحمه الله يقضي بالشربة الواحدة حاجة سبعين شخصا من أهله وأخوته خلا حاجاته . ثم يعتلي الصفا - اعلى موضع امكنه ويقابل الكعبة المشرفة مكبرا تاليا قوله تعالى ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو إعتمر فاليطوف بهما ...) . ثمّ ينصرف للسعي خاضعا خاشعا ذاكرا داعيا مع ندب الطهارة ( ليست واجبة ) - مع عمل التسبيحات الانفة بين الفينة والفينة - ويهرول ( أكثر من الرمل ) بين العمودين الأخضرين . ويعقد الأشواط السبعة بأصابعة، كذلك يبني على الأقل إن شك .
ونواصل إن شاء الله ما جادت به الذاكرة على أمل تصويبات العلماء والإستزادة
يوم التروية بمنى فإذا جاء يوم ثامن ذي الحجة دفع مع الحجيج إلى منى ( ولبس المتمتع إحرامه ) وحل بها قبل الزوال وبياته بها مندوب ، أما أهل مكة والمقيمون فيجب عليهم صلاة الجمعة بالحرم قبل مضيهم لمنى . وصلاة جميع الأوقات بمنى من الظهر حتى الفجر ( منها الظهر والعصر جمع تقديم مع الإمام أو غيره ) سنة تركها أو جهلها كثير من الناس . وليكن خاشعا ذاكرا داعيا بعيدا عن مايشغله عن حرمة حجه ... ويوالي التلبية من حين إلى آخر .. النفرة لعرفة فإذا جاء صباح يوم التاسع بعد صلاة الفجر في أي وقت شاء نفر مع الحجيج لوادي عرفة ( كله موقف ) والطمأنينة بالوقوف ( مع النية ) واجب ولو بقدر ما بين السجدتين ، ويكفيه أن يدرك شيئا من العصر ولو يسيرا مع الغروب ولو يسيرا جدا ، والركوب أفضل من الوقوف على القدمين ( لفعله صلى الله عليه وسلم ) وتستحب الطهارة في الموقف وإستقبال البيت الحرام . وليكثر من الدعاء وحسن الظن بربه والرفق و الشفقة بعامة أهل الموقف ولينظر إلى نظر الله إليهم بالرحمة وليحذر كل الحذر أن يحقر أحدا من أهل الوقف أو ينازعه أ ويخالفه أو يسيء إليه وليصبر ويحتسب ويرجو رحمة ربه . ولا يشترط أن يرتقي جبل الرحمة أو يعلوه مع إستحباب ذلك للقادر عليه ( الوقوف فوقه بين الظهر والعصر ) . ويصلي مع الإمام ( أو حيث كان ) الظهر والعصر جمع تقديم وقصرها . والوقوف مندوب فإن تعب جلس . مزدلفة وبعد الغروب يسير الحجيج لمزدلفة فإذا وصلوا صلوا بالمشعر الحرام ( مع الإمام او غيره ) المغرب والعشاء جمع تأخير وقصرها ( بعد مغيب الشفق الأحمر ) . قيل واجب والمعتمد الوقوف به سنة . والنزول بها مندوب بقدر حط الرحال وصلاة العشائين ( جمعا وقصرا ) واكل وشرب . ثم يجمع حصى الجمرات ندبا من حصبائها . ويندب له أن يفارقها لمنى بعد الصبح بغلس ( قبل تعارف الوجوه والإسفار ). وليكثر من الدعاء والتضرع ولا يقطع التلبية .. وندب الإسراع ببطن وادي محسر ( بين المشعر الحرام ومنى ) ولو عدة ثواني .. يوم العاشر ( يوم العيد ) بمنى . ولا صلاة عيد للحجاج لا بالمسجد الحرام ولا منى ( بمذهب مالك ). ووجب عليه تقديم الرمي على الحلق/ التقصير ( إذ بالرمي لجمرة العقبة يحصل التحلل الأصغر ) . وندب تأخير الحلق بعد التقصير للذكر . وفي هذا اليوم يرمي جمر العقبة ( الأخيرة تجاه مكة الكرمة ) بسبع حصيات ( على قدرة الحمصة لاصغير ولا كبير مؤذي ) ويكبر مع كل حصاة يرميها ويندب تتابع الرمي للحصيات السبع .( و يجوز للمريض والعاجز والصبي الذي لا يحسن الرمي الإنابة ). قبل الزوال ( إستحبابا ) أو بعده حتى الغروب لاغير( يكره تأخيره للزوال لغير عذر بخلاف باقي الأيام فمندوب ) وإلا وجب الدم لخروج وقت الأداء ودخول وقت القضاء . ولا يرمي بحجر رمى به غيره . ويحل له أن يأتي أهله والصيد ( إن وجد ) ويلبس ملابسه المعتاده و يتوقف عن التلبية مع بدء رمي الجمرة هذه ويكره له الطيب حتى يطوف طواف الإفاضة والسعي أن لم يسع اولا ( التحلل الأصغر ). ويندب الرمي والحلق والذبح قبل حلول الزوال . لا يجوز للمرأة الحلق بل التقصير . تقديم النحر أو الحلق على طواف الإفاضة مندوب وكذلك تقديم الرمي على النحر مندوب . طواف الإفاضة : يوم العاشر من ذي الحجة بعد الوصول لمنى ورمي جمرة العقبة . سبعة أشواط كما تقدم ... وحتى يحل له مابقي من إتيان اهله والصيد ( إن وجد) لابد ان يكون قد سعى بعد قدومه أولا وإلا أتى بالسعي بعد طواف الإفاضة ويحل له من ثم ّ كل شيء حرم عليه بعد إحرامه . فإن قدم طواف الإفاضة على رمي جمرة العقب أو حلق قبل الرمي فقد ترك واجبا يلزم معه الدم . ولا شيء عليه في خمس : نحر قبل الرمي لجمرة العقبة طاف طواف الإفاضة قبل النحر طاف طواف الإفاضة قبل الحلق طاف طواف اففاضة قبل النحر والحلق معا قدم الحلق على النحر وهو محمل الحديث الشريف ( ماسئل عن شيء قدم او أخر يوم النحر إلا قال افعل ولا حرج ).
أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر يرمي كل يوم الجمرات الثلاث كل جمرة بسبع حصيات ( الأولى ثم الثانية واخيرا العقبة )ووقتها من الزوال للغروب فإن رمى قبل الزوال أجزأه . يندب وقوفه يسار الجمرة الثانية ويجعل الأولى خلفه ولا يجزي تقديم الجمرتين الأوليين على العقبة ولو سهوا . فإن تعجل السفر رمي حصيات اليوم الثالث مع حصيات اليوم الثاني ( 14 في كل جمر ة ). فإن أخر الرمي ( لعذر أو غير ه) حتى غربت شمس اليوم الرابع ( ثالث أيام التشريق ) فقد ترك واجبا يجبر بالدم . والمبيت بمني بعد طواف الإفاضة ليلة واحدة واجب يجبر بالدم ويندب المبيت بها ثلاث ليالي إن لم يتعجل. ويندب نزوله بالمحصّب ( بطحاء خارج مكة )بعد رمي جمار اليوم الثالث ( لغير المتعجل ) ليصلي به أربعة اوقات ( من الظهر للعشاء )لفعله صلى الله عليه وسلم .
طواف الوداع يندب له الإكثار من الطواف ليلا و نهارا طوال مدة إقامته بمكة المكرمة . فإذا أراد العودة لوطنه يبندب له طواف الوداع وحمل ماء زمزم معه . ولايكون بعده عمل بمكة إلا ما لابد منه من تجهيزات السفر ونحوها . ويجوز أن ينوي المتعجل بطواف الإفاضة طواف الوداع معا . ويبطل بطول إقامة بمكة يوم أو بعض يوم لغير عذر . وإذا أراد الخروج من مكة نظر إلى البيت قائلا ( اللهم لا تجعله آخر العهد آئبون تائبون لربنا حامدون ).
** زيارة المدينة المنورة مندوبة بعد الحج : يندب عند دخول المدينة المنورة الغسل والتطيب وتجديد التوبة . ويندب له زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم القربات . فإذا دخل المسجد النبوي بدا بتحية المسجد ( ركعتين في وقت حل النافلة ) ويكثر من الصلاة على النبي الكريم فإذا جاء للمواجهة الشريفة قرب جدا ما امكنه ذلك وعدل عن الصلاة للسلام عليه وعلى صاحبيه بالماثور وبما عن ّ له من المواجيد والأشعار . وليلزم الأدب الباطني والظاهري ليظفر بالمنى . وليصلي بالروضة الشريفة ( ما بين القبر/ والمنبر ركعتين ويدعو بما شاء . أه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الرشيد حسن خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست