|
|
 كيف تجعل وحدة المعارضة جاذبة ؟!
|
الاستاذ على محمود حسنين الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع/ كيف تجعلون فكرة الجبهة العريضة ممكنة عبر الوحدة الجاذبة لقوى المعارضة
______________________________________________________________________________
من يريد الخروج من ظاهرة دولة الحزب الى مشارف دولة الوطن والمؤسسات القومية ويريد تساوي الفرص بين جميع الاطراف السياسية فانه لا ينبغي له ان يركز على ازالة الواقع برمته وفورا فهذه مناطحة صخر
ولكن عليه ان يبحث عن الحق وان يسلك الصراط المستقيم اليه
فان اراد خصوم المؤتمر الوطني تغيير المناخ السياسي بحيث يكون الجميع على قدم المساواة امام معايير المنافسة فلا يجب ان يفكروا في ابادة المؤتمر الوطني من الوجود او اقصاؤه من الحلبة،
ولكن من حقهم ان يفكروا في اعادة هيكلة الدولة وضبط مؤسساتها وقوانينها بحيث تكون وطنية قومية لا تخص احدا ولا تتنكر قوانينها لمكنونات الشعب السوداني وهويته.
اجل فالمعارضة يجب ان تتعلم وتتعظ
ان كراهية المؤتمر الوطني واجتثاثه من جذوره ليس وقودا كافيا للوصول الى اهداف سامية،
بدليل عشرين سنة خلت من السعي والحرب والتوعد ومانتيجة ذلك الا هباء منثور يفكر اهله في وحدة من جديد.
أقول يجب تغيير التكاتيك جذريا، والاخذ بمبدأ فن الممكن وشئ من البراغماتية.
يجب التركيز على البديل القوي والمقنع والمطمئن للشعب والمتبنى من جانب جميع اطراف القوى السياسية.
وهؤلاء جميعا لا ينبغي ان يستهدفوا النهي عما يتعتبرونه منكرا
وانما عليهم بلزوم الامر بالمعروف اولا
فبدعوة الحق حقا يأت الحق ، فاذا جاء الحق زهق الباطل من تلقاء نفسه ، ان الباطل كان زهوقا
فلا ينبغي ان يكون التركيز على محاربة الانقاذ ونقضها وسحقها
مثل هذا الاتجاه لابد يخلق من الجانب الآخر متعاطفين مع المؤتمر الوطني ممن يكرهون اجتماع عصبة الخصوم ضد واحد، كما ان المؤتمر الوطني سيصنع لنفسه من هذا السلوك العدواني مبررا اخلاقيا لبذل الغالي والنفيس دفاعا عن النفس بذريعة الدفاع عن الوطن ومكتسبات مواطنيه، وحتى اذا احرزت المعارضة نصرا مساعدة قوى اجنبية فسيكون ذلك على حساب الوطن وسيادته ومكتسبات الشعب ، لأن هذا الخصم سوف لا يوفر ما قد يضحي به ليعزز ترسانته.
وبالتالي ..
فوحدة الجبهة الوطنية العريضة المطلوبة من جانبكم ، حسب رأينا المتواضع ، واذا اريد لها النجاح فانها ينبغي ان تلتف حول برنامج وطني ايجابي بناء من اهم ملامحه ما يلي:
اولا تبني برنامج سياسي محدد المعالم والتفاصيل لاعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتعديل الدستور.
ثانيا تسمية زعامة وطنية مقبولة شعبيا لقيادة هذه الجبهة ومن ثم رئاسة الدولة لاحقا بجانب تسمية تشكيلة الحكومة البديلة المزمعة مبكرا حتى لا يكون ذلك بذرة فناء لاحقا.
رابعا وضع وتبني خطة تنمية اقتصادية واجتماعية واضحة المعالم والاهداف ولمدى محدد( خمس سنوات مثلا)
خامسا اشراك المؤتمر الوطني في هذا البديل الجامع وبحجم مقدر عادل دون ممارسة الروح الانتقامية
سادسا عدم المسارعة في هدم المؤسسات القومية المهمة ، بل التمهل في تعديل مسارها ومن ذلك جهاز الأمن والمخابرات وديوان الزكاة والمنسقية العامة للخدمة الوطنية الخ
سابعا العفو عما سلف فيما عدا حقوق الافراد التي يجب ان تحال الى القضاء المستقل.
ثامنا تحديد مدة كافية لعمر الحكومة الانتقالية الجامعة والتي يشارك فيها الجميع وتقوم بتحقيق البرامج السياسية والتنموية المذكورة اعلاه ( نقترح خمس سنوات انتقالية على الاقل) طلبا للاستقرار.
تاسعا يتم اجراء الانتخابات العامة بعد هذه الفترة الانتقالية.
عاشرا رفض تسليم البشير للمحكمة الجنائية وحمايته والعفو عنه عفوا شاملا مع اعفائه من منصبه.
بهذه الطريقة يمكن ان تكون قاعدة البديل اكثر اخلاقية وموضوعية ووطنية.
وبهكذا طريقة فقط تجعلون وحدة المعارضة جاذبة سواء خلال الاعداد لصياغة هذه الجبهة وتشكلها او بعد تسلمها لزمام السلطة سواء سلميااو عبر ثورة شعبية.
هذا والله اعلم.
_______________
اللهم اجعلني مقتاحا للخير مغلاقا للشر
|
|
  
|
|
|
|
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست