|
السيد الرئيس.. رجاءً اهتك تلك الأسرار..
|
مؤمن غالي صحيفة آخر لحظة
الأحد, 03 أكتوبر 2010
السيد رئيس الجمهورية.. تحية وسلاماً.. ونكتب لك.. ونظن أن بنا خير عميم.. لنقولها.. ونظن فيك خيراً كثيراً لتسمعها.. نكتب.. انطلاقاً من انحيازنا لهذا الوطن.. ودفاعنا الدائم عن شعبه.. ولست أدري.. إن كنت تطلع على الصحف يومياً.. أم البروتكول هو الاكتفاء بتلخيص.. يقوم به المكتب الصحفي لسيادتكم.. أما الكلمة التي نأمل أن تسمعها منا.. هي رجاؤنا.. وإلحاحنا.. بل إلحافنا.. وإصرارنا.. أن تقتطع من وقتك الثمين... لتطالع «يومياً» تلك السطور القليلة.. والتي دأبت معظم الصحف.. على تثبيت أبوابها.. تحت اسم.. أسرار المدينة.. أو حقل الأسرار.. أو بيت الأسرار.. المهم.. أن الصحف.. عندما تكتب عن تلك الوقائع.. لا تكتبها.. بكل تفاصيلها وأسمائها وأرقامها.. لأن الذي يفعل.. ما يشيب له رأس الوليد.. من المسؤولين.. يكون حذراً.. وماهراً في إخفاء.. أي أثر للذي أتى به.. ولكن.. ولأنك.. في أعلى موقع من مواقع الدولة.. بل أنت رأس هذه الدولة.. وكل الأجهزة.. بكل أنواعها وتخصصاتها.. طوع أمرك.. وتحت تصرفك تماماً.. وهي على أتم استعداد.. أن تكشف لك غموض.. أي «جريمة».. أو سرقة.. أو استغلال نفوذ.. أو حتى استباحة الوظائف للأقارب والمحاسيب.. والقربى.. واستباحة أملاك وأموال الدولة.. إن الذي يكتب.. تحت بند «سري» أو «حفنة أسرار» لو حدث حقاً وصدقاً واحد في المائة منه.. يشيع إحباطاً.. لا حدود له وسط أبناء الشعب.. ويربك المواطن.. في اضطراب وبلبلة.. بل يحيل المواطنين إلى مستنقعات اليأس.. الذي يقود المواطنين إلى مربعات اللامبالاة.. وكان الله في عون وطن «يقنع باطن وظاهر» المواطن فيه من إصلاح وحساب.. إن أي قارئ مهما كان.. متواضع التعليم.. محدود الذكاء.. يعرف.. حالاًً وتواً وفوراً المسؤول الذي تعنيه تلك الكلمات.. ولكنه لا يملك دليلاً ولا إثباتاً.. وهذا ما تملكه أنت.. شخصياً.. وهو التقصي.. والتحري.. ونحن في ثقة لا يزعزعها ظن.. ويقين لا يخلخله شك أن المعلومات سوف تكشف لك.. بل تنهمر سيلاً عرمرماً.. بين يديك.. سيدي الرئيس.. وحتى لا نهدر وقتك الغالي.. دعني أدخل مباشرة في الموضوع.. وأنقل لك بعضاً من تلك الأسرار.. فقد كتبت إحدى الصحف.. الصادرة في الخرطوم.. وقبل عام أو عام وبعض شهور.. أن مسؤولاً في مرفق حيوي.. قد سافر مع شخصية سيادية للصين.. وقدمت الصين.. للسودان في تلك الزيارة منحتين دراسيتين في تخصص حيوي.. فما كان من المسؤول الذي كان على رأس ذاك المرفق الحيوي.. إلا أن خصص.. إحدى الفرصتين لأبنه والأخرى لصهره... ومثال آخر.. وفي سر من الأسرار.. تكتب الصحف.. أن وزير دولة.. وبمجرد.. «توهطه» على كرسي الوزارة.. أتى بشقيقه.. في أعلى منصب.. في ديوان حسابات ذات الوزارة.. أما آخر حكاوينا.. فهي دهشة أو بدعة.. أو أسطورة.. ننقلها لك بالنص كلمة وحرفاً.. من «بيت الأسرار» الذي يصدر يومياً في صحيفة آخرلحظة وهو يقول: «شخصية قانونية ضليعة وشغلت في عدة عهود عدة وظائف مرموقة، مازالت هذه الشخصية تشغل المنزل الحكومي بأحد الأحياء الراقية، حيث يقيم هناك عدد كبير من المسؤولين الدستورين والرسميين، هذه الشخصية تركت الوظيفة الحكومية قبل أربع سنوات وتملك أكثر من عقار بعدد من أحياء الخرطوم الراقية وتدرعليها الملايين شهرياً، ومع ذلك لازالت تتشبث بالمنزل الحكومي».. سيدي الرئيس.. رجاء.. اقرأ يومياً هذه الأبواب.. التي تحمل اسم «الأسرار».. حتى لا ينفرط عقد الدولة.. وحتى لا ينهار بنيان السودان.. الذي.. نخشى أن ينخره سوس الفساد والمحسوبية.. ولكم الشكر،،
كبـــَّـاشي الصــَّــافي
|
|
|
|
|
|