|
|
 (عمرة) السودانيين لم ينجح أحد
|
صفر كبير علي الشمال يسجل كالعادة لوزارة الشئون الدينية والأوقاف السودانية والجهات العاملة معها في موسم العمرة سواء كانت الهيئة العامة للحج والعمرة او بعثة الحج السودانية المقيمة بالمملكة العربية السعودية او الوكالات السودانية التي تعمل مع الشركات السعودية في هذا المجال ، وهذا الفشل لم يكن وليد اللحظة ولا ضربة لازب إنما هو المنهج المعوج الذي أصبح سمة بارزة في جميع الأعمال التي تقوم بها هذه الجهات والمفارقة العجيبة أن نجاح عملية تفويج وتسكين وعودة المعتمرين السودانيين أصبح من المستحيلات أما (مرمططهم) وتعذيبهم فهذا هو المنهج الثابت الذي لايقبل النقاش . وكما يقول مثلنا الشائع ( الناجحة من عشها زوزايا) فإن الترتيبات التي استبقت موسم عمرة رمضان والارتباك الكبير في تنظيم العملية برمتها كان بمثابة إنذار أول للفشل الذر يع الذي حققته الجهات المسئولة عن عمرة السودانيين الرمضانية والأنكي والأمر أن هذا السيناريو يتكرر سنوياً وعلي عينك يا تاجر ويمر دون محاسبة ولا حتي تأنيب من ضمير لهؤلاء المسئولين الذين تفننوا في تعذيب عباد الله الذين دفعوا دماء قلوبهم ليصلوا الي تلك الرحاب الطاهرة ويغسلوا أدران قلوبهم ويستغفروا لذنوبهم ويعودوا كما ولدتهم أمهاتهم لكن أنَ لهم هذا وقد قعدت لهم كوارث العذاب كل مقعد.
مشاهد تنفطر لها القلوب لمعتمرات سودانيات بلغن من الكبر عتيا ضائعات في شعاب مكة وهنَ صائمات في نهار مكة المعروف بالارتفاع الشديد في درجة الحرارة لا أسورة معصم ولا أوراق تثبت أماكن سكنهنً قابلتني واحدة منهن تائهة في منطقة جرول التي تقع في الجهة الشمالية للمسجد الحرام أنهكها التعب وصلَب التوهان تفكيرها وتقول لم تعط ورقة من الوكالة وبعد حوصة شديدة عثرنا علي فندقها الذي يقع غرب الحرم وبالقرب من مسجد بن لادن بطريق أم القري وهذا نموذج واحد لآلاف الأمثلة وفي الوقت الذي غاب فيه الاهتمام بالمعتمرين السودانيين تجد أن معتمري الجنسيات الاخري في غاية الاهتمام بهم وبسكنهم وبترحيلهم بل وحتي بالذهاب معهم الي الحرم لأداء الصلوات ثم العودة معهم الي عمائرهم خشية الضياع .
هذه الصورة التي نقلتها عن عذاب المعتمرين في مكة المكرمة تتكرر أيضا في مدينة الرسول صلي الله عليه وسلم لكنها بدرجة أقل وذلك نسبة لتواجد السودانيين بكثرة ولسهولة الطرق المؤدية والي المسجد النبوي الشريف لكن المفاجأة التي انتظرت هؤلاء المعتمرين هي عدم وجود فنادق تؤويهم حيث يتم تفويجهم من مكة المكرمة دون ترتيبات مسبقة وعندما يصلون يفاجئون بأن ليس لديهن سكن فيصبحوا معلقين حتي يأتيهم الفرج بعد ساعات أو أيام وكل الذي يحدث ينسحب بالطبع علي أداء صلواتهم وعباداتهم التي تركوا من أجلها الأهل والولد .
ثم يأتي مسلسل حجوزات العودة وفشل الطيران في الإيفاء بالتزاماته ومناظر السودانيين مكدسين في مطار الملك عبد العزيز بجدة مؤلمة وتحز في نفسك أن تري أسرة بأطفالها وقد نفد مصروفهم ولا يجدون ما يقتاتون منه ، ووسط كل هذه المآسي ومن بين المنافذ الزجاجية يعبر كبار القوم الذين نزلوا من فنادقهم الفخمة عبر صالة كبار الزوار ليعودوا الي الخرطوم ويصرحوا بأنهم نجحوا في تنظيم موسم العمرة وان كل الأحوال علي مايرام .
عبد اللطيف السيدح
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
عبد اللطيف السيدح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست