الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: د. عمر القراي: أبيي؟! (Re: Omer Abdalla)
|
عمر عبد الله..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على اشراكنا في مساهمة استاذنا دكتور القراي..و لقد قرأت الجزء الأول..و انتظرت اضافة الجزء الثاني.. حتى نتمكن من فهم الصورة كاملة..و التي كنا نتوقع في نهايتها رأي الدكتور في المسألة برمتها..و طرح تصور قد يكون بارقة امل للخروج من النفق..
الدكتور عمر القراي صعب الإختلاف معه ، و هو باحث مجتهد كثيرا ما نبحث عن مساهمته لإتسامها بالموضوعية و جدية البحث واعتماد الإحكام في طرح المعلومة..و لكنه في هذه المساهمة ( على الأقل الجزء الأول منها) قد نهج درب الإستعجال..و كأني به يريد أن يقول قولا في المسألة و السلام.. يعني شكلو داير يلحق السوق و السلام.. نعم هي عبارة قاسية من شخص في مستوى التلميذ حينما يقولها في حق من هو في مكانة استاذه..و لكن يقيننا أن الدكتور يقدر المختلف معه في رأي اكثر مما يتفق معه..و هذا ما دفعنا لكتابة الملاحظات هنا..
مشكلة أبيي هي مشكلة سياسية بحتة ، و لقد خلقتها الظروف السياسية المحيطة بالمشهد السوداني ..و هذه الصفة السياسية لم تكن صنيعة سودانية و انما هي صنيعة اجنبية املتها القوى الدولية على اهل السودان ، و مثل ذلك الإملاء لم يكن الغرض منه ما يخدم مصالح السودان عامة و مصالح اهالي منطقة أبيي خاصة..و بصورة أدق.. وضعية برتكول أبيي هو هندسة أمريكية خالصة الصنع..و أن امريكا كان هدفها ،ولا زال ، أن تكون ادارة صناعة البترول و الحقول المنتجة كلها تحت ادارة واحدة..غض النظر عن نوع هذه الإدارة شمالية أو جنوبية.. هذا من جانب.. من الجانب الآخر ، الإدارة الأمريكية دوما تتدخل في المناطق الأخرى (مثل افريقيا) و في حساباتها دور القوى الدولية الأخرى ..و هنا نقصد بالتحديد الصراع مع الصين.. فهندسة برتكول أبيي كان الغرض منها اساسا ضرب تمدد نشاط الصين في المنطقة ، يعني لا مسيرية ولا دينكا نقوك ولا مؤتمر وطني ولا حركة شعبية ولا سودان ، كل تلك العناصر لم تكن في حسابات امريكا ( و هي تهندس برتكول أبيي)..
الصراع اليوم، كما نفهم ، هو صراع موارد ، و ليس من اطرافه اهل السودان الإ من ارتضى منهم أن يكون ادوات لخدمة الأجندة الدولية ( المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية كليهما ارتضيا هذا الدور)..و هذا هو الجانب الذي كنا نتوقع من استاذنا دكتور عمر القراي أن يضعه في حساباته.. لأن اهل السودان يحتاجون أن يفهموا هذه الوضعية حتى يدركوا جيدا لماذا ثارت و تثار باستمرار قضية أبيي..
الظروف التي ادت لصياغة البرتكول ، و نتمنى أن يتناولها اهل التأريخ بدقة و يولوها بعض من اهتماهم ، هي ظروف استثنائية ..و كان الطرفان في حالة خوار تام ، و الكل يسعى الى توقيع الإتفاقية و بالتالي انهاء الحرب ..و هو مطلب مشروع لا اعتراض عليه..و لكن المشكلة جاءت حينما تم تناول مناطق التماس الثلاثة (النيل الأزرق ، جنوب كردفان/جبال النوبة ، و أبيي..و قد تجاهل المتفاوضان جنوب درافور /حفرة النحاس و الآن تطل برأسها) تم ذلك بعجلة..و تم التوقيع على البرتكولات الثلاثة على علاتها..ثم ثارت التساؤلات هنا و هناك..
هندسة برتكول أبيي لم تراعي المسائل على ارض الواقع..و لم تضع قيمة لوضعية التداخل و ما احدثه من حقوق مكتسبة عبر مئات السنين..و لم تكن هناك ملتقيات تستهدف الـ Grass Roots حتى تستبين الأوضاع على الأرض هناك.. كل المساءل كانت فوقية بحتة..و كلها كانت عبارة عن صفقات في ظاهرها تؤدي للإنفراج ، و لكن في باطنها تؤدي الى التهلكة..!
التدابير اللاحقة قامت على مرجعية اساسية و هي البرتكول..و لأن البرتكول قام على اساس معوج.. فكل نتائجه كانت معوجة و لم توفق في حل المشكلة بصورة ترضي كل الأطراف..و بالتالي من البديهي ان تثار التساؤولات حول تقرير لجنة الخبراء..ثم تستمر الوضعية الى غاية ان تصل دائرة التحكيم الدولي في لاهاي..و هي الأخرى لم تصل الى جوهر الموضوع و بالتالي معالجته بصورة جذرية..و انما اكتفت بوضعية التلفيق و التوفيق الجزافي.. دائرة التحكيم.. لم تكلف نفسها بالبحث في الأمور على أرض الواقع (مثلها و مثل الإدارة الأمريكية حينما قامت بهندسة برتكول أبيي) و انما اعتمدت على الورق..و بالتالي قرارها كان على الورق..و يصعب تطبيقه على أرض الواقع و الدليل ما يحدث الآن..!
في المجتمعات التي تحترم انسانها في المقام الأول ، تسعى لتنشئة انسانها على احترام القانون ، لأن القانون يكون بطريقة عادلة و بالتالي الجميع يتواضع على احترامه و الإحتكام له..و اليوم حينما ترى شعوب العالم الأول جوطة المسيرية ضد البرتكول و تقرير لجنة الخبراء و قرار تحكيم لاهاي ، فالكل يعقد حواجب الدهشة و الإستغراب لأن القانون عندهم مسألة مقدسة..و من يرفض الإنصياع له يعد في عداد السفهاء.. و لكن..!!
الدولة السودانية لم تحترم انسانها على مر السنين..و بالتالي تواترت مسألة الريبة و عدم الثقة في الدولة السودانية و سلوكها..و اذا وضعنا هذه الحقيقة في الإعتبار فاننا نتوصل الى أن سلوك الدولة السودانية في معالجة قضية أبيي اتسم بالشكوك و الريبة و المؤامرة التحتانية..فهي لم تكن تفهم طبيعة المشكل على حقيقته و انما ذهبت الى فرض تدابير فوقية يصعب تطبيقها على ارض الواقع..و هذا ما يراه كثير من ابناء و بنات المسيرية بأن برتكول ابيي فيه كثير من الهنات..و طالما الأمر كذلك فأن كل التدابير التي تقوم على المعوج ستكون معوجة..و لن تحسم القضايا بصورة جذرية..!
هذا هو تصورنا للمشكل..
و بعد اذن الأخ عبد الله و استاذنا القراي.. نقدم ملاحظاتنا على مساهمة القراي..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. عمر القراي: أبيي؟! (Re: Kabar)
|
أخي وصديقي الأستاذ كبر عاطر تحياتي وودي وشكرا على المساهمة القيمة والملاحظات التي لا أشك أن الأخ القراي سيوليها الاهتمام اللازم بالتعليق والرد في مقبل الأيام وقد لفت نظره لها عند اطلاعي عليها قبل قليل عمر
| |
|
|
|
|
|
|
|