|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
تبعته حتى دون ان اتعرف عليه فقد فوت الفرصه من قبل...المهم اختفى داخل احد الاكشاك ثم عاد وامرنى باحضار حقيبتى ومساعدته فى حمل حقائبه..فعلت مكرهاً وتوجهنا لسياره الاجره لادرى لكنى اول مالاحظت ان فم السائق مكسواً بالحمره والعياذ بالله وهى نفس الحمره التى لونت الطرقات وامام مدخل المطار(شي يثير الاشمئذاذ فى النفوس علمت لاحقاً بعد تعلم تناول نفس الشي انها تدعى بالبان ومنها الحامض والحلو)تحركت العربه القديمه جداً حتى انى اكاد ان اجزم بانها صنعت فى عهد ماقبل الحرب العالميه الاولى..مناظر غايه فى البشاعه مجزومون على امتداد الشارع لم يخيفنى منظرهم بقدر ما اخافنى منظر الجاموس الوحشى فلم يسبق لى ان رايته اللهم إلا فى افلام كان يعرضها التلفاز عن الحياه البريه(كميات قزره من ابقار الوحش) والخنازير سبحان الله لم اكن احسبنى احيا إلى زمن ارى فى الخنزير من على القرب قبيح بمعنى الكلمه تكسوا جلده القزاره والعفن (علمت فى مابعد ان الخنزير يهوى بل يعشق اكل فضلاته وفضلات الغير من حيوانات وحتى بنى البشر!!! بل انى رايت مناطق فى ذاك المكان يتغوط فيها السكان على مراى من الجميع ويقوم رفيقه الخنزير باعمال النظافه الفوريه!!
لم يمر بنا صاحب العربه بمنظر يسر الناظرين(اخبرونى لاحقاً ان ذلك مقصود) المدخل للبلد يعكس كل اوجه الفقر والمخرج اجتهدوا لكى يبرزوه فى غايه الجمال.
اخيراً وصلنا لمنطقه دعونى اطلق عليها اسم وسط المدينه فهى مجمع للفنادق الرخيصه التى بمقدور السائح متوسط الحال والطالب النزول فيها وتحمل تكاليفها الرخيصه جداً بل والتسوق فيها ايضاً فهى قريبه من الاسواق.
توقف بنا التاكسى تحت عماره قديمه لايختلف شكلها عن بقيه العمارات المتسخه التى يكسوها السواد الذى علق بها من جراء كثافه دخان عادم السيارات.
طلب منى عادل ابراهيم ومن هنا سادعوه باسمه الحقيقى لسببين الاول عرفانا لكل مافعل معى رغماً عن لؤمى الذى بادرت به تجاهه وثانى الاسباب حرصى الذى لم يقل على معرفه مكان هذا الرجل السودانى الدنقلاوى الرائع. طلب منى ان اعطيه جواز سفرى وهنا قررت ان اتصدى لهذه المحاولات المستمره لسلب ممتلكاتى وارادتى..رفضت فى حده معتمداً على انى قد نجوت وانى اصبحت فى بر الامان وان اصر فساحتمى حتى بالقانون او السودانين الكثر الذين رايتهم(اكتشفت فيما بعد ان معظمهم اثيوبين وصومالين وكينين وحتى نيجيرين) يالى من ساذج كنت احسبهم جميعاً ابنا وطنى....ضحك حتى جلس على الارض واقروقت عيناه بالدموع وقال لى من بين دموعه وضحكاته مااشبه اليوم بالامس فانت تكرر ماحدث معى وانا وافد جديد وتكرر مافعلت ...لاتخف فالجواز مطلوب لغرض اتمام اجرات حجز الفندق(كان اسم الفندق ماريا لودج) سلمته له وانا متردد فى ان افعل!! تركنى مع الشنط وصعد ليقضى اكثر من نصف ساعه ذهبت بى الشكوك فيها ايما مذهب...وحين قررت التصرف اتى عادل وساعدنى فى حمل حقائبه وصعد بى الى حيث حجز غرفتين متجاورتين..وسالنى ان كنت جائع..اجبته بانى جائع جداً ولكن على الاستحمام اولاً اجابنى بانه سينتظر عند موظف الاستقبال الذى بدا عليه انه يعرفه منذ زمن طويل..
فى الجزء القادم شهامة عادل ابراهيم وهجوم بنات اهوى الكاسح والرحله إلى الشمال عبر جبال شاهقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
بعد ان غسلت كل اثار وعثاء السفر وكابه المنظر واملى بان لايكون مقامى في هذا البلد سؤ المنقلب بالماء الملوث الذى اشتهرت به معظم مدن العالم عدا مدننا التى تغسل رجليها على شطان النيل وتررتوى منه إلى حد الامتلاء. توجهت إلى الاستقبال إلى حيث ينتظرنى عادل كما قال ووجدته فى سمر وضحك مع موظف الاستقبال تعرفت عليه بعد ان اخبره عادل بانى قادم جديد ضحك وساله ان كنت سادرس المرحله الثانويه (بلص تو) فهمته وكانت بالنسبه لى مفاجاءه!! اكتشفت انى افهم لغه الخواجات المنطوقه بلسان الاسيوين بنسبه معقوله جداً...طبعاً نسبه لجوعى لم اتمكن من مجاراتهم فى الضحكات المجلجله ونظرت لعادل نظره مفادها انى لن احتمل الجوع فهيا بنا.
نزلنا لمطعم لن انسى اسمه ماحييت(الميزبان) لاشئ يميزه سوى انه المكان الزى تناولت فيه اول وجبه فى تلك الدوله(وجبه تلتها وجبات تحمل جميع الصفات) من الفخم للسيئ جداً الذى تعافه النفس البشريه( حقيقه ساتى لها لاحقاً) سالنى ماذا اكل فاكتفيت بالساندوتشات(فراخ) تجاذبنا اطراف الحديث سالنى ثانية عن وجهتى وعن القبول والجامعه التى سارتاد واثنى عليها.
تجولنا بعدها على الشاطى الممتد على صفحه تلك المدينه او على الجزء من المدينه الممتد على صفحه الشاطئ(لم تعجبنى) لانى بصراحه لم اتوقعها هكذا(متسخه). اصابنى الفتر طلبت منه العوده إلى الفندق فاصطحبنى إلى الشارع المؤدى إلى الفندق واستاذننى وذهب لقضاء اشياء تخصه.
صعدت الى حيث غرفتى بعد ان حييت كمال موظف الاستقبال واخذت المفتاح.
ياللهول هناك دخيل على غرفتى كيف دخل؟؟ او كيف دخلن؟؟ فقد كن ثلاث فتيات فى مقتبل العمر جلسن على السرير الوحيد فى الغرفه..تملكنى الخوف وان قلت غير ذلك فساكون كاذباً نعم خفت ايما خوف وعدت ادراجى عدواً الى الاستقبال فقابلنى كمال ببرود شديد سالته عن الفتيات وعماذا يفعلن فى غرفتى!!
اجابنى بانهن هديه من الهوتيل باسعار رمزيه!! اسعار رمزيه؟؟ هل سمع احدكم بهديه مسعره!! طلبت منه ان يامرهم بالرحيل...نظر لى فى دهشه وقال مامعناه ان هذه سابقه فلم يحدث ان رفض ضيف هذه الهديه المعتبره!!
اصريت على موقفى ولما يئست من تحركه عدت لاحاول اخراجهم بنفسى.
فى الحلقه المقبله عراكى معى بنات الهوى وسر انتصارى عليهن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
كما اسلفت توكلت على الله وذهبت إلى غرفتى لطرد الدخيلات وانا فى شك عما إذا كنت سانجح ام لا(فالنفس اماره بالسوء) وفتيات كمن رايتم ورايت فى الافلام!! الحقيقه تقال كن جميلات وإن كانت واحده من بينهن زات ملامح صينيه علمت فيما بعد ان هذا النوع من مملكه النيبال الفقيره التى تقبع إلى يومنا هذا تحت الحمايه الهنديه(يمتهن الرجال منهم مهنه الغفاره اى الحراسه والنساء البغاء! بدا حديثى معهن على ما اذكر على النحو التالى(I don’t no girl here ) عليكم الله فهمتو شي غايتو جنس محن والعجيبه كنت اقول ليك الجمله اتخيل روحى جيمس بوند...ضحكن ضحكه ماجنه صاخبه علمت منها ان لافكك اليوم من قبضة الفتيات وبداوا يعبثوا بممتلكاتى ابتداءً من (الشنطه) ولم اهتم ولكنى تذكرت طرفه تروى عن احد ظرفاء امدرمان يدعى وداعه الديك (راى الحرامى يجمع ملابس اخواته من حبل الغسيل فلم يهتم بل تناوم وحين راه يهم باخذ سرواله المهترى ثار وهاج صائحاً فك الزفت يابن الكلب) تخيلوا ثلاث ايادى تعبث فى شنطه واحده بحثاً عن شئ ثمين!!
كان تفكيرى منصباً نحو الجزمه ففيها مستقبلى او المال الذى سيومن لى الماكل والمسكن والمشرب مؤقتاً فقد كنت محتفظاً بمائه دولارى فيها حتى ذلك الوقت(حمد لله لم يقربنها) لعفونه فيها شكلت لها حاجزاً منيع. جربت الصياح وحمرت عيونى وصفرتهم ولكن هباءً بل حتى انهم بدين فى غايه السعاده حتى ان واحده منهن طلبت منى احضار بيره(تخيلوا) طلبت منى ان اقوم بدور شاريها وحاملها!! قررت حينها ان اموت واقف بعد ان تذكرت مقوله(الصقر إن وقع كترت البتابت عيب)
الحقيقه مضى وقت طويل ولا اتذكر على وجه التحديد كيف خرجن(ربما تذكرت لاحقاً) وإن فعلت ساخبركم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
غفوت بعدها فعاد شريط الاحداث الاخيره فى شكل حلم رايت فيه امى ولحظه وداعها لى، بل تذكرتها وهى من بين ابتساماتها تشرح لى كيفيه طهو الدمعه ووصفات الوجبات السريعه تحوطاً فهذه كما اخبرتنى معرفه ساحتاجها فعلاً تذكرت ابى القلق جداً يوم رحيلى يشجعنى ويشرح لى مناقب الاسفار بحكم انه سافر وجاب العالم من اقصاه إلى ادناه بحكم وظيفته فى يوم من الايام.... كان فى قمه التوتر حتى كدت ان اظن بانه سيمنعنى من السفر. تذكرت اصغر اخوانى محمد فقد كان يظن انى اباه من شدة تعلقه بى وكيف بكى عندما تحركت بنا عربه والدى متجهه إلى المطار. تذكرت حوار دار بينى وبين صديقى العزيز عمر وهو يوصينى بحكم انه سبقنى للدراسه بالخارج بان اجعل من فترة دراستى بالخارج فرصه للانفتاح على الاخرين وضروره مشاركتهم اى شي وتذكرت زهير وهو ينصحنى بنصيحه مغايره وهو يقول خليك فى نفسك (اوعك من السياسه) اقرا قرايتك وارجع لاهلك ابوك ماشى على كُبر(احترت حتى فى الحلم اى نصيحه اخذ) اكثر ماتذكرت صديق لوالدى هو عمى الاستاذ جعفر الامين رحمه الله وهو يهدينى (مصحف وبشكير جديد) المصحف لهدف معلوم اما البشكير اظنه وجد انى قد احتاجه او بحث عما يهدينى اياه فوجد ذلك البشكير الجديد. رحمه الله توفى بعد ان قضيت خمس سنين فى الخارج وفى نفس اليوم الذى تعرضت فيه للسرقه وفقدت المصحف الهديه!!
حلمت بيد ابى تشد على يدى وهو يردد ياسامى لا الله إلا الله ويكررها ثلاث وانا ارددها واضيف عليها بقيه الشهاده محمد رسول الله وانا انظر من خلف قضبان صاله المغادرين وقتها لامى والدمع ينساب على وجهها وهى تبتسم لتصبرنى ام تصبر نفسها لا ادرى!!...صحوت على يد عادل يوقظنى ضاحكاً(اصحى يابرلوم)
صحوت سالنى عما إذا كنت راغب فى التوجه إلى اديبور المدينه التى كنت احمل القبول من جامعتها يوم الغد ام لا؟؟ اجبته بانى ارغب فى شراء بعض الاشياء قبل التوجه فقد اخبرونى ان كل شي موجود ورخيص هنا(والله وجدت ان كل شى رخيص)
نزلت بعدها لاتجول بعد ان تفحصت المكان حول الفندق جيداً خوفاً من ان اتوه عند العوده....تجولت كثيراً ووقفت كثيراً عند بعض الباعه وهم يشون الدجاج على مواقد من الفحم كتلك الذى تكثر فى بيتنا ولفت انتباهى ان الدجاج لونه اصفر يميل إلى الحمره بعد ان يستوى ورائحته عجيبه(علمت فى مابعد انهم شعب محب للباهورات وان اصلاً كانت تدعى هذه الدوله(بهارتى) ومن هنا اطلق العرب اسم الباهورات على كل التوابل التى ترد منها.
دخلت بالصدفه لشارع كريه مسومه ابوابه بعلامات وارقام تطل من كل منافذه اوجه لفتيات ونساء تبدوا عليهم ملامح تشبه ملامح نساء رايتهم منذ امد بعيد فى ازقه امدرمان وانا فى طريقى للمدرسه المتوسطه(الاهليه) نفس النظرات الماجنه زات الاغراء العجيب..كنت وقتها ماراً باحد الازقه ورايت باب ذلك المنزل المشبوه موارب فههمت باختلاس النظر فإذا بسياره الشرطه(الكشه) تدخل الشارع وتحاط المنازل ويقبض على الجميع بمن فيهم انا !!! وقتها كان عمرى اثنتى عشر سنه(سنه تنطح سنه) اخبرتهم بانى ماراً فقط ولكنهم فضلوا ان يتسلوا بمداعبتى فاخذونى للضابط الذى استجوبنى على نحو (مابتخجل شافع صغير وتجى هنا الليله حانسلمك لابوك(هممت بالبكاء فتركونى اذهب وان كمن صعق بالكهرباء) خفت وهممت بالعوده ولكن الفضول دفعنى دفعاً للتقدم ففعلت تجاذبتنى ايدى كثيره فهمت منها انه سوق للجسد يباح فيه ويعطى لكل من يحمل النقود(يالله انا فى مستنقع للايدز) عرفت اسم الشارع بعد وقت طويل وعلمت كيف ان نفس الشارع فتك بحياة الكثيرين رغماً عن اشاعات تطلق مفادها ان فحص دورى يتبع لضمان سلامة المشترين(مشترين الجسد)
بعدها وجدت نفسى وصت ضجيج صاخب داخل سوق مكتظ مجاور لمحطه للسكك الحديديه الداخليه اظنها لاذكر على وجه التحديد فهذه المدينه رايتها فقط وانا طالب جديد قادم وخريج مودع.
تهت فى الزحام وشعرت ببعض الراحه.
القادم عودتى للفندق والتوجه إلى اديبور ومنظر الراعى الذى دهسته الشاحنات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اكتفيت بمشاهدة السلع المعروضة واستجبت لنداء او شد بعض الباعه ودخلت إلى بعض المحال ويعلم الله انى كنت خائف من ان اتهور وابدا فى بعزقه مااملك من دولارات محدوده وامامى طريق طويل حتى اصل للمدينة التى اقصدها.
عدت ادراجى إلى الهوتيل ولحسن حظى وفقت فى العوده ولم اتوه.
حين دخلت كانت غرفة صديقى عادل مكتظه بسودانيون واصواتهم تتعالى سؤالاً عن اهاليهم او عن ماارسل لهم الاهل مع عادل..وتاتى التعليقات على قرار ياسلاااام والله ياعادل انا زاتى مشتاق ليهم عليك الله امى كيف؟ وياخى ويكة شنو الناس ديل قايلينى عايش على الويكه والطحنيه!! مارسلو لى معاك قروش؟؟
دخلت فرايتهم شباب كلهم عدا واحد علمت فيما بعد انه حينما اتى طالباً كان معظم الاخرين فى المرحله الابتدائيه!! لاحقاً رايت نماذج كثيره مثله منهم من اتى فى نهايه السبعينيات واشتهر باسم المدينه التى درس فيها كالاستاذ عبدالقادر(بنقلور) وهذا مثال للسودانى الشهم الجاد واخرين صبغوا فشلهم فى التحصيل الاكاديمى بصبغه سياسيه واوهموا انفسهم والاخرين بانهم فى نضال ضد الانظمه الحاكمه لذلك لايعودون!!! الغريب ان خلال وجودهم تغيرت انظمه ومات الاهل بعد ان باعوا كل مايملكوا لدعمهم(ياللحسره)
المهم جلست بينهم ثم إستاذنتهم وذهبت إلى غرفتى فتحت الشنطه واخرجت شريط الكاسيت(عبدالدافع) وهو احد ثلاث شرائط حملتها معى مع شريطين اخرين (محمد وردى) والعاقب محمد حسن رحمه الله...وسرحت مع الطير العائد للاهل.
بعد ان انفض الضيوف اتانى عادل وطلب منى ان لا اتصرف فى دولاراتى(ماذا يريد من دولاراتى لاينفك يسال عنها)
اليوم التالى منذ الصباح اخذنى إلى مبنى عتيق عرفت انه جامعة تلك المدينه وبعد ان سلم بعض الامانات اتجهنا إلى السوق لم يسالنى ماذا اريد (فعل كما كان يفعل معنى ابى) وبدا يشترى لى كل ماراى انى ساحتاجه اوكل ماراى انه ينقصنى قمصان فى غايه الفخامه وجزمه جديده بنطلون جينز عطر يسمى كوبرا لادرى ولكنى احب هذا العطر إلى يومنا هذا.... بعدها دخلنا إلى مطعم كثيف الزحام(البغدادى) ياللعجب لاينهض احد الزبائن حتى يجلس فى مكانه اخر والامر يسير فى غايه النظام..لن انسى طعم الدجاج فى ذلك المطعم ولا اظن من ذاقه سينساه مذاق فريد(رحم الله نسائنا يطبخن الدجاج كالويكه وبنفس الباهورات)
بعدها اصطحبنى إلى الفندق واخبرنى بضرورة السفر صبيحه اليوم التالى لانه يدرس فى مدينه اخرى غير التى اقمنا فيها!! العجيب انه لم يسالنى عن نقود بعدها بل كان يرفض وباصرار ان ادفع ثمن ما اشترى لى من اشياء كثيره جداً. لا اذكر بقيه تفاصيل اليوم الاخير قبل التوجه إلى اديبور.
غداً اخبركم عن عادل وتمولى بدولارات من جيبه بعد كل ذلك الشك الذى تملكنى تجاهه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
بومبى 5 اكتوبر 1990 ارهاصات بقيام حرب تقودها الولايات المتحدة الامريكيه ضد العراق لغزوه الكويت.
الساعه السابعه صباحاً ايقظنى عادل من النوم واخبرنى بانه سوف يصطحبنى إلى محطه الباصات(Bus Station) كما قالها وطلب منى ان اتهيا للسفر.
لم يكن هناك الكثير لاقلق من اجله بضع ملابس احضرتها معى بالاضافه للتى اشتراها لى عادل وحذائين احدهم الذى تقبع بداخله فلوسى والثانى اشبه بالمركوب احضره لى صديق عمرى وطفولتى وصباى عادل يوسف وعادل هذا له دور رئيس فى قصتى فقد لحق بى فى اديبور. بعد ان اطمانيت عدم نسيانى لشي وبعد الاستحمام نزلت لتناول الافطار وعصير القصب(اظن ان تناولى لكميات كبيره منه اثناء فترة دراستى هو ماعجل باصابتى بمرض السكرى اللعين) صعدت بعدها وسالت كمال فى الاستقبال عن فاتورة حسابى فاخبرنى بان كل المبلغ قد تم دفعه عن طريق عادل!!
اخذت بعض الصحف السودانيه التى وجدتها معه وذهبت للغرفة...كلها صحف قديمه تؤرخ للفترة التى سبقت الاجتياح.
غفوت منتعلاً كل ملابسى وحذائى...اتى عادل وحمل الشنطه وايغظنى نزلت معه ثم توجهنا إلى حيث موقف الباصات.
فى الطريق اخبرنى بان الرحلة ستستغرق سبعة عشر ساعة(يالطيف) وهل بمقدور عربه ان تستحمل كل هذه المسافه(عجايب) اشترى فاكهه وعصائر واعطانى اياها وقال ستحتاجها..
دس فى جيبى شي وامرنى بان لا اراه إلا بعد يتحرك البص!!! بعدها اوصانى باشياء اذكرها وكانه يوصينى بها اليوم سجل فى معهد لدراسة اللغه لاتستهون بالدراسة كن رقيباً على نفسك.
مااروعك ياعادل لم تكن مضطراً لفعل هذا معى لايدفعك غير سودانيتك الخالصة وما اتفه شيطانى الذى وسوس لى حتى كدت ان اجزم بان عادل يخطط لسرقه دولاراتى التافهه.
تحرك البص فنمت ولم استيغظ إلا بعد وقت طويل لا اعلم كم من الساعات فقد اكتشفت حينها ان الشي الوحيد الذى نسيته كان ساعة اليد التى اهدانى لها خالى عباس ومن وقتها لاحظت انى لم اسافر قدوماً وذهاباً إلا نسيت شي خلفى!!! سحبت الستار الذى يغطى نافذة البص وما اروع ماشهدت كان البص وقتها يمر عبر او على قمة سلسله من الجبال تكسوها خضره لاظنها توجد فى مكان اخر غير ذاك المكان قمم الاشجار تبدو من ذلك العلو كانها شتيلات صغيره اسراب من العصافير تغطى السماء يالله منظر اEخرجه من ذاكرتى إلى اليوم لاغسل به كل كدرى وهمومى.
فتحت كيس الفواكه واخرجت قبضه من العنب وبدات فى إلقاءها تجاه فمى الفاغر من الدهشه والتقطها وانا ساكن.
لم يشتت انتباهى ويخرجنى من متعة المشاهده إلى صوت احتكاك عجلات البص بالاسفلت اثر محاولة السائق كبح جماح ومكابح البص لتفادى شي فى الطريق!!!
نظرت من خلال الشباك فإذا بمنظر لا اود ان يراه احد ولكن سامر على وصفه مروراً لبشاعته(راعى التصق بالاسفلت تماماً واغناماً تناثرت وتناثر لحمها على الرصيف) يبدو ان السيارات كانت فى حاله مستمره من المرور فوق جثته لعدم وجود فسحة فى الطريق تمكنهم من تفاديه او التوقف.
فتحت اشباك وتقيات وانا مغمض الاعين فى نفس المكان.
نكمل لاحقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
منظر غريب لاتشاهد مثله إلا فى بلد العجائب!! شاهدت بعده ماهو ابشع رجال يلقون بانفسهم تحت عجلات القطارات التى لاينقطع صفيرها وهى تجوب احشاء المدن!!
هبط علينا الظلام ونحن جلوس فى داخل البص رايت بام عينى السائق يحتسى زجاجه من الخمر وهو يقودناإلى المجهول!!! القى بها من على الشباك تخيلت الصبيه ياخذونها وينتظروا (بتاع الحمار) المعاه قزاز!!!
ورايته يغادر عجلة القياده ليتولى غيره قيادتنا بدون ايقاف اليص المسرع(شفتنة سكرجيه) طار النوم من عيونى بل لاظننى نمت بعدها إلى بعد يومين.
وصل الباص إلى وجهته بسلام ولكن ماهذا؟؟؟
مدينه داخل الهند تكاد تخلوا شوارعها من السكان!!!!!!!!!
تلفت قبل ان انزل املاً ان ارى اى سودانى بل اى افريقى فقط لاطمئن لكن يبدوا ان هذه المدينه قد اتاها امر ربى ليلاً فاهلك كل مافيها.
قذف بنا البص إلى قلب المدينه حيث موقفها واسرع وتوارى..فى لمح البصر رايتنى وحيداً بعد ان اسرع العدد القليل من الهنود فى الاختباء داخل الشوارع!! يبدوا ان البص له محطات بعد هذه!
توكلت على الله وحملت حقيبتى وتحركت وانا لا اميز وجهتى..اجد بعض الهنود داخل الحوارى وقد جلسوا وخوف بائن فى وجههم اسالهم (عن ال فى بى ار اى هوستل) يحركون رؤسهم كما نغعل نحن بغرض النفى فاتحرك على غير هدى(اكتشفت لاحقاً ان حركة الراس بهذه الطريقه تعنى نعم) سبحان الله سالتهم جميعاً واجابوا جميعاً وتركتهم!!
بعد فتره ومشوار لايقل عن العشره كيلو وجدت مركز للجيش توقفت ودخلت وانا قد بلغ منى الاعياء ايما مبلغ وارتميت على اول كرسى وجدته قبالة ظابط حملق فى وتغير وجهه مرات ومرات دون ان يسالنى ماذا اريد.
فى النهايه سالته ولا داعى لذكر صيغة السؤال فقد بينت لكم شكل لغتى وقتها...سالته عن الهوستل وتسالت عن حال المدينة فاخبرنى بان هناك Curfew حظر للتجوال اعلن اثر مزبحه حدثت بين هندوس متعصبين ومسلمين كانت ضحيتها اكثر من عشر هنوس وكمية من الابقار!!(مسلمون الهند من اشرس البشر)!!!! والله لم افهم ماذا عنى هل هو وحش ام حالة مرضية!!!
مافهمت منه بعدها انه طلب من احدهم اصطحابى.
شكرته وخرجت لاركب مع اول محتال هندى ارى ولكنه حتماً ليس اخرهم!!!
بعد ان تحركت العربه سالنى السائق إن كنت احمل سجاير..اجبته بالنفى شتمنى وامرنى بان انزل!!
ترجلت وواصلت سيراً واصبحت كلما ارى تجمعاً للشرطه اتوجه اليهم واسالهم ومع سؤالى لمجموعتين فقط نفذ كل مخزون السجار الذى حملت!!!
ياليتنى اعطيت السائق علبه او اثنتين!!!
بعد ذلك وجدت ركشه ولا اظنكم تتخيلوا مدى فرحتى برؤية دابة الارض هذه....هللت وكبرت وطلبت منه ان ياخذنى الى الداخلية التى ذكرتها سابقاً وباى ثمن!
تحرك بى سائق الركشه بعد ان طلب منى مبلغ عشرين روبيه وكان هذا ثانى محتال لانه بعد مسافة خمسين متر فقط توقف واخبرنى بانى وصلت إلى الداخلية(الاحتيال عادة يمارسها كل الهنود بلا استثناء)
لاحقاً نكمل استقبال الكينين لى وحالة الصدمه التى عشتها لمدة عشر ايام لا اكلم احد ولا اكل إلا قليلاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: عمر محمد عبد القادر)
|
Quote: الاخ سامي .. قصة جميلة جدا والسرد اجمل صدقني قرأتها اكثر من مرة وفي كل مرة اجد متعة اعادة القراءة ..
بعدين ما تخاف تابوتك امانة عندي .. حتي لو اخدو واحد عنوة .. سأجهز لك اخر على حسابي ..
لك الود .. والتقدير ...
ود الباوقة |
اخوى ود الباوقه اللذيذ تفاحه.
تحيه.
اخجلت تواضعى باخبارك لى بان مااقص من ذكريات قد لاقى اعجاب لديكم...وطوقت جبينى بجميل إذ اخبرتنى بانه لاخوف على تابوتى بعد الان...حفظ الله تابوتك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
بعد ان ترجلت عن صهوة الركشه التى اقلتنى لمسافه لاتزيد عن الخمسين متر وجدت نفسى امام باب كبير تظهر من خلفه ميادين لكرة القدم وبعدها مبانى عتيقه تشبه كل ماتركه الانجليز من مبان فى السودان لايوجد وراء الباب المفتوح سوى ثلاث افارقه لم اميز هل هم سودانين ام غير ذلك ولكنى توجهت إليهم وسالتهم عما إذا كانت هى الجامعة المقصوده اجابونى كلهم فى وقت واحد واخذ اضخمهم جثه حقيبتى فتبعتهم وقطعت معهم الميدان حتى وصلنا إلى المبانى التى يلاحظ علوها عن باقى الارض بشكل واضح غرف كثيره مصفوفه تكاد تخلو من وجود احد سوانا فكنت اسمع صوت خطواتنا بوضوح!!
دخلوا بى إلى احد الغرف التى نصبت فيها (الناموسيات) تقريباً على كل الاسره!! ارتميت على احد الاسره غير مبالٍ برائحه العفن!!
بعد قليل سالنى احدهم إن كنت اود ان اذهب للسودانين الموجودين بالداخليه فهززت راسى ايجاباً فاصطحبنى إلى العنابر المجاوره قبل ان ارى اى سودانى سمعت اصواتهم وشممت رائحة طبيخ على النار علمت بعدها ان الجميع يطبخ لنفسه فى هذا المكان!! خرج على اصوات الكينين احد السودانين ولحسن حظى كان هو نفس الرجل الذى اقصد ان القاه فهو ابن نفس الحى...فرحت كما لم افرح من قبل عانقته.
شكر الكينين فذهبوا بعد ان تبادلوا معه بعض الضحكات فهمت منها انهم افتقدوه فى قاعة الدراسه. دخلت معه الى غرفته التى لم تكن تحمل اى اختلاف سوى انها مرتبه رغماً عن مظاهر فقرها هى الاخرى.
قصصت على مجدى مامر بى من احداث بعد ان نزلت عن البص فحكى لى فى ايجاز ان الجو مشحون وانه كان يمكن ان يكون فى امر قدومى على ارجلى خطر على حياتى فمظهرى يدل على انى سودانى والسودانيون معروف عنهم او على الاقل الذين يدرسوا فى هذه المدينه معروف انهم مسلمون!!
صدمه قاسيه لعنت بعدها اليوم الذى جلست فيه مع زهير صديقى الذى تخرج من هذه المدينه واقنعنى بان ادرس خارج السودان وعدد لى المزايا الكثيره!!! الم يكن يعلم ان هناك مزابح تحدث الفينة والاخرى!! لم اتحدث مع احد بعدها حتى مجدى الذى استضافنى فى غرفته الضيقه وولم اتحدث مع غيره لمدة قاربت للعشره ايام.. اتى بعدى الكثير من الطلبه الجدد وكانوا يتجمعون بصوره يوميه فى الغرف المجاوره ويتبادلوا الاخبار ويتعارفوا ولكنى ظللت فى صمتى لا اختلط معهم لا احدثهم نادراً ما استجيب لدعواتهم حتى لتناول الطعام وإن فعلت لا اتحدث معى احد.
احتاروا فى امرى ولكنى كنت مصدوم بواقع مرير.
مدينه عباره عن قريه. وقريه احوالها لاتسر يقتل فيها الفرد اخاه دون شفقه لايمنعه واعز ولا ضمير لاتفه الاسباب...لن ادعى ان احوال اقوام كثير احسن منهم ولكنهم اسوا من الجميع.
المهم من هنا تبدا قصتى وتجوالى داخل الهند من اقصاها إلى ادناها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
بعد يومين جانا احد افاضل السودانين وهو الاخ الذى اعتز بمعرفته إلى الان اخونا (حامد الجان) وجمعنا كلنا(كل البرالمه) واخبرنا باننا اتينا فى وقت كانت الدراسه فيه قد بدات فعلاً ولكنه سيحاول ان يجد لنا طريق للحاق بمن سبقنا من البرالمه!! وبدات المفاوضات التى لو انتهجتها الحكومه اليوم او استعانت بحامد هذا لكانت جميع قضايا السودان حلت هو واخ اخر للاسف الشديد اعتصرت ذاكرتى الخربه فتخيلت ان اسمه معروف ولكنى لست متاكد للاسف الشديد.
شهدت بعض من هذه المفاوضات رغماً عن انى كنت قد كونت قناعة مسبقه بضرورة عدم التسرع والالتحاق بالدراسه قبل ان احسن من لغتى الانجليزيه ولكن هذا لم يمنعنى من مصاحبتهم كل يوم وانا فى صمتى واظنهم قصدوا ذلكم لاخراجى من جو الاحباط الذى قيدت فيه نفسى.
رايت نزولهم وطلوعهم وارتال من الطلبه الجدد تتبعهم والخوف يتملكهم من ضياع عام دراسى إلا انا!!
رايت عميد الكليه وهو يسطر اعجابه بمثابرتهم وادبهم وهم يتعذرون بكل الاسباب ليجدوا لنا سبباً يمكننا من البدء فى الدراسه...انا اشكرك ياحامد واشكر معروف.
بعد ان بدات ان اتحرر من جو الاحباط بدات فى الخروج وكان خروجى فى ما عدا المتابعه اليوميه للمفاوضات التى ذكرت كان لمكانين..المقهى القريب من الداخليه ومازلت اذكر رائحته المميزه التى ماهى إلا إنبعاث لتلك العجاين الرقيقه التى تقلى على الزيت ويتناولها مرتادى المقهى من هنود واجانب إلى جانب الشاى والقهوه(لذيذة الطعم) يعرفها من درس فى الهند. المكان الاخر كان ميدان الجامعه الذى يعج بالذين يقصدونه بغرض الرياضه فى الامسيات....فيه تعرفت بالطلبة من دفعتى وكانوا وقتها قد تخطوا مرحلة التعارف مع بعضهم ووصلوا مرحلة تكوين الصداقات كان منهم ايهاب وايهاب بنت وولد ورحاب ورحاب بنت وولد ومجموعة من ابناء مدنى يميزهم عن الباقين شغفهم بالكرة لذلك صادفوا هوى فى نفسى...تمرنت معهم وكانت بداية انفتاحى نحوهم..وبدانا نبوح لبعضنا بمافى صدورنا من امال...صدموا عندما علموا انى معتزم الرحيل ومغادرة تلك المدينة ولن ادعوها بالكئبه لكى لا يغضب منى من تخرجوا منها وهم كثر وإن كان ذلك لن ينقص من قدرها كصرح تعليمى خرج للسودان العديد من الكفات التى شغلت مناصب مرموقه فى بلاد المهجر والسودان.
بعدها كنا انا ومجدى ابوعلامة نترقب التحويل بصورة يوميه ونعود دون ان يصل ويصرف على من جيبه وانا محتفظ بما احمل من مال بايعاذ منه...ونخرج فى المساء إلى حيث ملتقى الطلبه فى مكان سموه او اسماه اهل البلد بالفاونتن(النافوره) يلتقون هناك واظن انه لامكان غيره يصلح كمتنزه رخيص تنتشر فيه طبالى تبيع (البورى) وهو كالقيمات الجافه يثقبه البائع ويملاءه بسائل حامض وتدفعه إلى فمك دفعه واحده..والباو الذى ياتى مصاحب لبطاطس مهروس(طال الوقت ولا اظنى احفظ اسماء ماكولات الشمال جيداً بعكس ماكولات المدينة التى انتقلت اليها ومازلت اكلها وتعدها زوجتى الان افضل من طباخين الهند المهره بعد ان علمتها طريقة التحضير واصبحت احرص على ان لا ينفذ منى مخزون الباهورات الهنديه(الكارى والمسالا) وغيرها.
نعود فى المساء لنتسامر مع احمد الحورى ذلك الرجل الطيب من ابناء امروابه(رجل مدهش) واتى يوم البشاره واخبرنى مجدى بان تحويلى قد وصل وكان من الخليج من عمى الفاتح مكى جزاه الله عنى كل خير...بعدها بيومين اتانى عادل يوسف صديقى بعد رحله مماثله لرحلتى عن طريق بومبى..وصدم المسكين مثلى من حالة الوحشه التى يعيشها الطلبه فى ذلك المكان...وعضد راى فى الرحيل وكان ثانى يوم لوصوله وبدات رحلة العودة مره اخرى إلى بومبى وماريا لودج وكر بنات الهوى.
نكمل لاحقاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
لن اصف رحلتنا إلى بومبى مرة اخرى فقد تم وصفها سابقاً ولكنى سابدا من ماريا لودج ثانية ومنها بداية الرحله إلى الجنوب وتجربة السفر بقطارات الهند.
وصلنا إلى بومبى وتوجهنا إلى نفس الفندق وعرفت من عادل انه نزل بنفس الفندق هذا إذا جاز لنا تسميته بالفندق!!
فوجئت بانه قد اتى فى صحبه مجموعه من تجار سعد قشره وكانت تجارة الهند رائجه انذاك تجارة يمزجها التجار بكثير من الإستهتار والمجون والاغراق فى الرزائل...ويستفيد من لهم معرفه بطرق اسواق المدينه من اندفاعهم وراء اهوائهم ويكسبون من وراء ذلك الكثير...فكثير من عاطلى الضمير يتصيدون امثال هؤولاء ويسرقوهم الاف المرات ويرجع هؤولاء ليتشدقوا بفتوحاتهم فى بلاد الهند والسند وشنطهم تنؤ باحمالاها مما كنا نسميه(هَتش الهند) وهو بضائع رخيصه تجد رواجاً إلى يومنا هذا فى اسواقنا..معدومة القيمه تباع بابخس الاثمان فى الهند وتقبل عليها فتيات السودان بشكل غريب. المهم تعرفت عليهم وكانت كل قصصهم لاتسر ولا تدل إلا على خواء العقل وضيق الافق!!
فى نفس اليوم وفى المساء توجهنا إلى محطه اسمها (الفى تى-VT) وتمكنا من قطع تزكره لى إلى مدراس وعلمت لاحقاً انى دفعت مقابلها ثمن يزيد بخمسه روبيات اى مايعادل ثلث دولار وقتها. عدنا سيراً على الاقدام وطفنا تقريباً على على كل المحلات ولم نشترى شئ!! اصبح الصباح صليت فى المسجد القريب من الفندق وركبت عربة تاكسى وتوجهت للمحطه. وركبت قطارهم العجيب لاعجيب فيه سوى انه حياة كامله داخل القطار يباع الماكل والمشرب وتنام وتصحو فيه وكانك تقلب فى موجات جهاز راديو!! كلما اغلقت عينيك وفتحتهم تجد نفسك امام وجوه لاتشبه ماسبقها ولغه اخرى وحتلى ملابسهم التقليديه تختلف من ولايه إلى اخرى واصناف الطعام!! كانك تمر من دوله إلى اخرى وليس داخل نفس البلد!!! انها قارة ولا اوافق على وصفها بشبه قارة.
مع مرور الايام اكتسبت من الفراسه مامكننى من تميزهم عن بعضهم بمجرد النظر ميزة اكتسبتها وافادتنى كثيراً بل حتى طبقاتهم التى نظموها على حسب ما املاه عليهم معتقدهم اعنى الهندوسيه اصبحت خبير فيها.
ووصل بنا القطار إلى ولايه تاميل نادو وترجمتها ارض التاميل او بلاد التاميل فنادو تعنى بلد والتاميل هم ذلك العنصر الذى ينتشر ابتداءً من جنوب الهند وشمال سيريلانكا وماليزيا وسنغافوره وكثير من الجزر على امتداد المحيط....عنصر طيب وشرس فى ان واحد.
وصلت إلى مدراس حيث مكثت حتى اكتسبت الكثير من عاداتهم وادين لهم بكل شهاداتى الجامعيه.
نكمل لاحقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اولاً دعونى اصحح معلومه اوردتها سابقاً وهى ان الرجل الذى بزل كل مافى وسعه حتى نتمكن من بدء دراستنا فى اوديبور اسمه معروف...الحقيقة التى نبهنى لها دكتور مجدى محمد طه ابوعلامه هى ان اسمه عوض الكريم محمد صالح.
الشئ الاخر هو ان هناك شخصيه اساسيه جداً ومحوريه فى هذه المذكرات كنت قد اغفلت ذكر اسمها وهو الاخ عادل فاليجيرى(وفاليجرى هذه اسم منطقه او حى فى مدراس مرت الايام وسكنت فيه لفتره ليست بقصيره) عادل التقانى فى القطار وبعد ان تعارفنا وعرفت انه صديق لاقربائى الاثنين كان هو ايضاً من اصطحبنى لمنزلهم البعيد جداً عن محطه القطار.
استاجرنا عربه تاكسى وهى من الاشياء النادره فى مدراس رغماً عن كون انها مدينه وقطع بنا التاكسى مسافه بعيده جداً حتى وصلنا إلى منطقه تسمى بطامبرام وكان هذا فى يوم 5/11/1990 على ما اذكر...كان الوقت صباح وكنت متخوف من ان لا اتعرف على قريبى هوارى او بومدين حسن عبدالله فحتى حينها كنت اسمع باسمه ولم يسبق ان التقيته.
دخلنا على منزلهم ووجدنا احدهم وكان ضخم الجثه يصلى ومن ملامحه استبعدت ان يكون هو هوارى فهوارى نحيف على حسب الوصف...بعد قليل خرج اخر من الغرفه الوحيده وتبين انه ايضاً ليس هوارى بل ايمن عرفت منه ان هوارى غارقاً فى النوم طلبت منهم الا يوغظوه!!
استاذن عادل فاليجيرى وخرج بعدها استيغظ هوارى واظن ايمن هو من اخبره باسمى فلم افاجا بمعرفته لاسمى وبدات الاسئله المعهوده كيف السودان واهلك الخ...بعدها سالته عن قريبى الاخر وهو ابن عمتى محمد يوسف فاخبرنى بانه يقيم فى مكان بعيد عن المدينه يدعى (ماراملاى ناقار) فطلبت منه اصطحابى إلى هناك. مباشره بعد ان افطرنا توجهنا لرؤيه محمد يوسف ودهشت من بعد المكان الذى اختاره فقد كان فى غايه البعد عن المدينه!!!
وجدناه يقيم مع مجموعه اخرى من السودانين فى الطابق الثانى من معهد لتدريس الكمبيوتر!!
لم يصدق انى امامه وهو رجل اجتماعى جداً وبه طيبه تميز بها إلى يومنا هذا إلى جانب حبه للطعام الذى يجيد طهوه إلى ان انتهى به الامر وهو يلقب باسم وجبه هنديه(بريانى) وحتى بعد ان عاد واصبح من المعلمين المشهورين مازال طلابه ينادونه باستاذ بريانى.
قررت وقتها ان اعود مع هوارى وان اتى للاقامه مع محمد يوسف ولكنى فوجئت برفض هوارى لذلك وبعدها علمت انه لو سكنت مع بريانى لكان مصيرى ان اقضى سنوات بالهند دون العوده بشهادة منها فهذه المجموعه كلها عادت بلا شهادات بعد سنين طويله من انتظار الاهل وصرف المال والغالى والرخيص عدا واحد تمكن بعد ان تشتتوا ان يلحق مافاته وتخرج بعد عشره سنوات.
لاحقاً اخبركم عن كيف رهنوا جوازى واضاعوا على فرصة الالتحاق بافضل كليات مدراس!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
فعلاً عدت مع هوارى ولحق بى محمد يوسف الذى اتيته مثقلاً بوصايا واسئله حائره كلها تدور حول ماذا يفعل كل هذا والوقت فاتانى ليرد على كل هذه الاسئله بردود لم تقنعنى إلى يومنا هذا!!!!
فى اليوم التالى ذهبت مع هوارى لمركز الشرطه للتسجيل واستخراج مانسميه بالاقامه وهى شئ واجب على كل الاجانب استخراجه إلى جانب انها فرصه لضباط الشرطه لابتزازهم...واطرف مافيها ان الضابط المسؤل يستلم الجواز ويقلبه بسرعه ثم يقرر إما ان يعيده وذلك طبعاً إذا لم يجد بداخله مبلغ الرشوه او يخبرك بموعد استلام الاقامه إذا وضعت بين طياته مبلغ معلوم!!! انها الهند اكبر مصدر للفساد.
بعد ان عدنا جلست معهم واخبرتهم برغبتى فى الالتحاق بكورسات لتجويد لغتى الانجليزيه ولايهمنى مدتها ولكن لن التحق باى كليه إلا إذا اطمانيت تماماً على مستوى لغتى. وقد كان ففى مساء نفس اليوم ذهبوا بى إلى احد المعاهد ويسمى(Sphari) وخضعت لامتحان تحريرى وبعض الاسئله وحددت المسؤله مستواى الذى كما قالت يؤهلنى للدراسه مع Level 2 ولكنى انا كنت مصراً جداً على تعويض كل مافاتنى حتى ولو تطلب ذلك وقت اطول ...وتحت الحاحى وافق الجميع بمن فيهم ابناء عمى. ثانى يوم عصراً توجهت إلى المعهد ووجدته يعج بطلبه من جميع الاعمار ابتدا من الاطفال حتى الكهول وفيهم دكاتره وموظفين وغيرهم....ارشدنى احدهم إلى مكان الفصل المعين لنا ويالدهشتى وذهولى وجدت زملائى كلهم لم يتجاوزوا عمر الخامسه عشر فى احسن الاحوال...يالفضيحتى!!
وكان هنا موضع القرار...اكون او لا اكون اتعلم ام اتبلم واتفلهم وارفض الدراسه.
وتوكلت على الله وقررت المواصله معزياً النفس بالا حياء فى العلم وبدات الدراسه التى افخر بها لإلى الان مواقف كثيره محرجه وطريفه ودفعتى فى الصف من الاطفال يسالوننى عن لون الطماطم فى السودان وعما إذا كان فى السودان سيارات وسماء!!! وانا العب دور الداده إلى جانب دور الزميل!!
ايام اتذكرها بفخر.
مرت الايام وكنت اول المنتقلين إلى المستوى التالى فى ظرف 10 ايام وواصلت المسير ووصل بى الامر إلأى التدريس فى نفس المعهد وهنا بدات دهشتهم هم....وكان هذا اهم ماميميزنا كسودانين عن غيرنا بملاحظه كبار الاساتذه(ناتى كالطير لانكاد نفقه شئ او هكذا نبدوا وبعد وقت قصير لايجد المعلمون من يتجاوب معهم إلى نحن!! قضيت كل وقتى مركزاً على التحصيل اللغوى واظننى نجحت.
بعدها وسوس لى شيطانى بالانفصال فى مسكن لى وحدى وفعلتها بعد ان اخرجت المائه دولار وبدات رحلة البعزقه بعد حرص طويل.
بيت جديد فى مكان بعيد وعشوائي.
اخبركم عنه لاحقاً وعن صاحبة اللبن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
كانت قصة انتقالى للسكن فى منزل منفصل عن هوارى وصحبه من اطرف الاشياء التى حدثت لى...بالاضافه لانها اول تجربة لى فى الانفصال عن الاخرين والاستقلال بنفسى مما يحتاج منى جهد مضاعف فى اشياء كثيرة اولها ضرورة الاعتماد على نفسى فى ادارة المنزل وهى عمليه صعبه وليست كما تخيلتها قبل ان اخوض التجربه...الاستيقاظ مبكراً كى الملابس اعداد الافطار الذى كان عباره عن بيض فى اغلب الاوقات حتى خيل إلى ان هناك علاقه مباشره مابين البيض والجامعة!!
الذ مافى الموضوع ان الشخص الذى لعب دور الوسيط فى عملية استئجار البيت كان من عتاولة الفتوات فى الهند على الاطلاق(قُنده) اسمه جورج ضخم بصورة محيره تميز بحبه للسودانين دونما ضرر!! اذكر انى ركبت خلفه ونحن فى طريقنا إلى صاحب البيت وقطعت كل المشوار وانا اقيس فى حجم تلك الفقره(الرقبه) الضخمه!! جلسنا على الارض وكانت مراسم كتابة اول عقد إجار اوقع عليه...عقد تميز بالبدائيه واذكر ان صاحب المنزل كان يرتعد كلما ساله جورج عن شئ!!
واصلت فى دراستى للغه وان مقيم بذاك البيت.
فُتنت ببائعة اللبن وكانت اجمل من جميع من رايتهم من نجمات بوليود(على وزن هوليود) لا اخرج من المنزل حتى اراها واتبادل معها اطراف الحديث!! وكانت لغة التفاهم هى الاطراف (الاشاره) فوقتها كنت لا افهم من لغة التاميل سوى جمله واحده للترحيب(وناكام) واظنها بادلتنى نفس الشعور واغدقت على من الحليب الكثير الكثير بلا حساب! ولكن علاقة برئيه لم يحدث ان زادت عن حدود ماذكرت(احمد الله انى حفظت نفسى طيلة فترة دراستى)
فى مساء يوم من الايام واظن ذلك كان فى ديسمبر من عام 1990 اتانى ذلك الرجل الكريه صاحب البيت وكان من ادنى طبقات القوم قبيح الشكل حتى انى كنت استعجب من امتلاكه لذلك البيت الفخيم.
اتانى الرجل ووقتها كنت قد فلحت فى فك عقدة اللسان وبدون اي مقدمات امرنى بل اصدر لى قرارات عجيبة. 1/ لاتشرب الخمر فى بيتى!!! ولم اكن من معاقرى الخمر 2/ لاتاتى بالفتيات!! ولم اكن زير نساء وقتها!! 3/لاتستعمل المخدرات!! وهذا شئ اجهل شكله إلى الان (وانا هسى كبير وعوير)
وفى ثورة قضبه دخل إلى بيتى وصال وجال وارغى وازبد علماً بانى اعد نفسى وهذا ليس بداعى الغرور من انظف الناس او من اكثرهم اهعتماماً بالنظافه!!
خلاصة القول الرجل نفس كل حمم غضبه فى وجهى ولم اقصر بدورى...ولكنى عزمت على تقديم شكوه ضده وفعلت.
ذهبت لجورج ووجدته جالس على دراجته الناريه(بوليت) وهى دراجه ضخمه لايقودها إلى رجال الشرطه وبعض الاجانب او رجال العصابات.
اخبرته بالامر..فطلب منى ان اعطيه 30 روبيه اى مايعادل دولار ونصف وقتها..ففعلت. بعد ان ذهبت لم افكر فى الامر كثيراً ولكن صبيحه اليوم التالى وقبل استلام اللبن من صاحبتى اى حوالى الخامسه والنصف قرع جرس البيت!!! من ياترى؟؟ فتحت فوجدت الرجل وزوجته وابناؤه السته وقد اصطفوا جميعاً امام البيت يحملون اشياء كثيره..حلويات وشتول صغيره من الموز وادوات تنظيف(مكانس وخلافها)!!!!!!!!!!!!!!
دهشت وسالتهم مالخطب؟؟ اجابنى الرجل بانه لايوجد سبب معين بخلاف انهم قرروا ان يساعدونى فى نظافه البيت وشتل بعض الشتول تقديراً لى!!
على ماذا؟؟ الم اكن بالامس من كبار الماجنين!!
تحيرت ولكن زالت حيرتى حين لاقيت جورج الذى بادر بسؤالى(اها الامور كيف) حينها فهمت ان جورج ليس مجرد سمسار بل قوة عظمى يعمل له الف حساب وحساب.
لاحقاً اخبركم عن المشاجرة وسط سوق طامبرم ولطف الله بى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اليوم الثلاثاء 25/12/1990 عصراً ارتديت بنطلون ابيض وقميص ازرق(ماكنت هلالابى) وتوجهت إلى معهد اللغة وبعد ان نزلت من على البص وانا اشق طريقى وسط الزحام مرت بى عربة كارو والكارو فى الهند تجره حيونات لم نعهد فيها هذا النوع من التواضع وممارسه هذه الاعمال(الكارو فى الجنوب تجره الابقار وفى ولايه راجستان التى اخبرتكم عنها تجره الجمال) تخيلوا بعير كبير وعوير جارى ليه عربه لايقبل ان يجرها حمار فى السودان(شفتو حميرنا وحصينا عزيزه كيف) المهم كان الكارو محمل بصفائح وباقات من زيت الطعام...دون ايقصد ودون ان ادرى وجدته يحتك بى ويوسخ ملابسى التى اجتهد فى غسلها وكيها بغيه لفت انظار مدرسه اللغه ذات الحبوب الكثيره على وجهها!!! اتلف على تماماً ملابسى ويومى صرخت فى وجهه شاتماً بالعربيه ولايتنى لم افعل فوقتها فقط اكتشفت ان كلمه(هييي=Hay) التى نستخدمها فى مناداة بعضنا البعض لايستخدمها اهل جنوب الهند للبشر وإذا فعلوا كان ذلك بمثابه مقدمات لمشاجره او تحرش!!
اتانى صاحب الكارو مندفعاً وهو يسخط ويلعن وفى غضون ثوانى وجدت ان كل السوق المكتظ وبلا استثناء قد تجمع حولى وبداوا معى صراع لم يكن متكافئ ابداً....اجتهدت واستجمعت كل قواى التى ورثتها واكتسبتها عن طريق رياضتى المحببه (رفع الاثقال وكمال الاجسام) ولكن لم افلح فكانت الكفه مرجحه لصالحهم رغماً عن كفاحى واستماتتى....واطرف مافى الموضوع ان هذا المشهد كان على مراى من نفس الاستاذه التى حينما سالتنى عن هواياتى اخبرتها انى اجيد فنون القتال واظنها رثت لحالى بعدها(لكن الكتره تغلب الشجاعه يااختى الهنديه)
لولا تدخل بعض (الجينات) وهم بروكرات(مرابين) من اهل راجستان تدخلوا وانقذونى من تحت ايدى السوقه لكنت من الهالكين...وتكررت مثل هذه المعارك كثيراً بعد ذلك ولكن مع مرور الايام اكتسبت خبره فى امور قتال امثالهم.
لايظن بعضكم بانهم شعب يحب العدوان ولكن الحقيقه انهم إذا راوا احد من بنى جلدتهم يقاتل فى اجنبى التفوا حوله ودعموه حتى دون ان يسالوا عن اسباب المشكله او يتبينوا من الظالم او المظلوم!!! وهذا مرده لانهم شعب مقهور فى غالبيته بسبب الطبقيه فما ان يجدوا فرصه لتنفيس قهرهم فعلوا ذلك.
الم اقل لكم ان الهند بلد العجائب قصد منها ان انسان الهند هو اكبر اعجوبه؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
بعدها قررت الاقامة مع ابن عمتى محمد يوسف(بريانى) فى منطقة مارامالاى ناقار التى ذكرتها سابقاً...وفعلاً فعلت وهى من الفترات التى لاتنسى فقد عشت وقتها حياة بعيده كل البعد عن الضوابط...وكنا مجموعة كبيرة محمد يوسف وحسن كمال وهم اقربائى مراد ادم الرحخمة وابوبكر حسن حسين وهم من ابناء امروابه وابوبكر اهله اقاموا فى امروابه واصلاً هم من سكان حى الركابية(ابو بكر اعده من اميز البشر خلقاً وادباً) نصر الدين التجانى وهوايضاً من ابناء زريبة الكاشف بامدرمان.
حياة لا اراكم الله مثلها لاتمت للطلبة بشئ بعيد او قريب القراءة كانت ليست من اولوياتهم وكنت طبعاً لم ابدا فى دراستى.
صرف بلا حساب اختلال فى اى شئ مفاهيم وميزانيات وحياة قائمه على الفوضى والدين(الجربعه كما اسموها هم)
نسيت احد اهم افراد الشله العجيبه وهو صلاح عوض بابكر الملقب بالجزار...وكان من اظرف خلق الله تاتيه وتطلب منه ان يسلفك مبلغ من المال فياتيك بجهاز الاستيريو ويسمعك شريط يوصيه فيه ابوه قائلاً( ياولد ماتدين زول مافى حاجه بتنفعك فى الغربه غير قروشك) وبعد ذلك يغير ملامح وجهه وفى براءه يسالك هل اعصى اوامر ابى؟؟
ضاقت بهم الامور وازدادت ديونهم وكانت هذه نتيجه طبيعية لتلك الفوضى العارمه!!
فاخذوا جوازى دون علمى ورهنوه ل(بروكر) اى مرابى واستلموا نظير ذلك بعض المال على ان يسددوه بزيادة 10% وحين اكتشفت الامر اخبرونى بانهم فى انتظار شيك واول ماسيفعلوه هو فك الرهن.
مضت ايام بعد ذلك وفتح بعدها باب التقديم للجامعات وكنت وفتها قد كونت فكره وتبلورت لدى الرغبه الاكيده فى الالتحاق بكليه بعينها(نظام الجامعات الهنديه يفرق بعض الشئ عن بقيه الجامعات) فالكليه هى عباره عن جامعه متكامله بمفهوم التعليم الجامعى فى السودان...داخل الكليه او تحتها تجد جميع التخصصات مثلاً الكليه اللتى تخرجت منها هى احدى الكليات المنضويه تحت لواء جامعة مدراس وتحتها جميع التخصصات العلميه والادبيه.
المهم كل اجراءات التسجيل تتم عن طريق الجواز.
سالتهم عن الجواز فبدات المماطله.
فقدت فرصة التسجيل فى كليه اسمها البرسيدينسى وهى اقدم من جامعة مدراس وكدت اخفق فى التسجيل فى سواها لولا لطف الله وحسن تصرفى.
اخبركم لاحقاً عن كيف تمكنت من اخذ حقى عن طريق البوليس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
كما اوضحت فى الحلقة السابقه انهم رهنوا جواز سفرى لمرابى دون علمى وهو امر مستشرى بين الطلبه يلجاؤون عند الحوجه لرهن اى شئ وكل شئ ابتداءً من الادوات الكهربائيه مروراً بالدراجات النارية حيث يتم رهن اوراقها وانتهاءً باكبر كارثه وهى رهن جواز السفر..قد لايصدق البعض لكن هى الحقيقه حتى ان بعض الطلبه حين يزداد مبلغ الفائده ويستعصى عليهم دفعه يستخرجوا جوازات اخرى!!!
المهم طابت منهم اعادة جوازى لكى لا افقد فرصتى فى التسجيل وبدات وعودهم التى لم انل من ورائها اى طائل..بكره بعد بكره وتمر الايام وانا فى انتظار وعودهم مابين هروله لضمان فرصتى ووعود اطلقها بدورى حتى لا افقد فرصة التسجيل..وهنا اتذكر رجل كان له جهد وافر فى اقناع المسؤلين بكليه البريسدينسى بجدية رغبتى فى الالتحاق باعرق كليات جنوب الهند...ولكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح بسبب كذب هذه المجموعة التى لاذكر لها خيراً غير اكل حقى بالباطل..ولازلت الاحقهم باللعنات.
وعندما تيقنت تماماً بعدم جدوى الحديث الودى معهم توجهت لا الوى عن شئ إلى مركز الشرطه مع ملاحظة انه كان اول تعامل لى مع الشرطه داخل وخارج السودان.
دخل فوجدت مايسمونه( بالصب انسبكتور)(Sub-Inspector) وهو ضابط بثلاث دبابير او اثنين لا اذكر!! وقمت بفتح بلاغ ضدهم بعد ان اوضحت كل شئ ولم استثنى فيهم احد ولا احد فانا هكذا كالاعصار إذا داس لى احد على طرف...وكان بعد ذلك ان امر ذلك الضابط عساكره باحضار المتهمين وكان ذلك صباح يوم تلى ليلة ليلاء اظنهم قضوها مستمتعين بالاحتفال بوصول (شيك تحويل ) لاحدهم دون التفكير فى امرى...ذهبت مع القوة ووجدناهم كالتماسيح الشبعه تمددوا كلهم فى فناء ذلك المنزل وقد بانت نواجزهم وسالت منهم سوائل كثيره من اسر السُكر!! جمعوهم وهم مابين مستيغظ ونائم لايدرون مايحدث ولم يفيقوا إلا فى القسم... حجزوهم وحققوا معهم فبداوا بالانكار وبعدها اقروا فعلتهم والمؤسف انهم كانوا يمتلكوا من النقود ماكان سيمكنهم من اخلاء سبيل جوازى وعدم فقدانى لتلك الفرصه ولكنهم لم يفعلوا!!! خلاصة القول اخرجتهم بعد ان تعهدوا باعادة الجواز...وخرجت من التجربه بفائده وقرار لم احد عنه إلى بعد التخرج وهو عدم مخالطة اى طالب سودانى لاسباب عدديده بمخالطتهم لن اضيف جديد فى نواحى كثيره اهمها الدراسه فكلهم مابين منغمس فى ملذاته ومابين ممارس للسياسه على حساب الدراسه.
وفعلت.
لاحقا اخبركم عن سكنى المنفرد للمره الثانيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
مصادفه عجيبه ان يعيش السودان اليوم نفس ظروف الهند فى هذه الفترة التى انا بصدد التوثيق لها فقد تزامن الحدثان.
اليوم 21/5/1991 قررت عدم الخروج وقضاء اليوم بالمنزل فقد كنت اترقب زيارة احد ابناء الجيران فى حى الركابية ..كان يدرس فى مدينة قريبه منا تسمى كنتور يدرس كل من فيها التحاليل الطبية..لم اخرج لشئ سوى شراء بعض الحاجات من الدكان القريب..وبالتاكيد مررت عل (القهوه) كالعاده فحياة الطلبه وجميع احداث حياتهم فى الهند تدور احداثها بداخل او جوار مقهى ففيه نجتمع ونتبادل الاخبار ونستدين من بعضنا ويتلقى البعض من البعض الدعوات لتناول الطعام..إلا القهوة التى قصدتها فهى كما بينت بعيده عن سكنى السودانين.
لا اذكر على وجه التحديد ساعة تلقيت النباء الكارثه خبر وفاة راجيف غاندى رئيس وزراء الهند ابن انديرا غعاندى الذى مات مقتولاً كوالدته!! الفرق ان انديرا غاندى ماتت على ايدى حراسها الذين ينتمون إلى طائفه السيخ(السيخ للذين لايعرفونهم هم ايضاً من الوثنين ديانتهم مزيج مابين الثقافه الهندوسيه وتعاليم الاسلام انشاءها او صاحب فكرتها والدعوه لها يدعى قرونانك)
ومقتل راجيف كان عبارة عن تفجير قامت به فتاة سرلانكيه صغيرة ربطت المتفجرات على وسطها لتنفجر حال انحنائها بعد تقديم الزهور وهذا ماكان تناثرت اشلاء راجيف غاندى والكثير من المحيطين به من المدنين وقادة الشرطه نتيجة عملية مدبره نفذها نمور التاميل بدقه متناهيه محتجين على تدخل الهند كحكومة لدعم حكومة سيرلانكا.
كان مقتله فى منطقة Sriperumpudhur على بعد 40 كيلو من مدينه مدراس جوار Ramanujor Temple واقل حيث كنت اسكن . كان قرار حكومة تاميلنادوا الفورى هو فرض حظر التجوال وتعطيل كل شئ الدراسه والعمل كل شئ..لتجنب حدوث الكوارث وهذا ماحدث مر مقتل راجيف غاندى بدون ان تتخلله حالات شغب. عانينا كثيراً فكان وقتها من المخاطره الخروج!!
اكتفينا بالفتات الذى توفر ويالها من ايام عصيبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
بعدها سكنت فى منطقة قندى(Guindhy) وهى اقرب للمدينه من طامبرم وإن كانت طامبرم تتفوق عليها من ناحية الخدمات..قندى هذه سكنت فيها فى فترات متلاحقه اولاها كانت فى عام 91 وسكنت فيها كل الفتره التى سبقت رجوعى من الهند بعد قضاء ست سنوات عجاف.
سكنت فى منزل ضمنى انا والاخوان امير عبد الوهاب وامجد عبد الوهاب وسامى التجانى وهو صديق من مرحله المتوسط.
كنا نقتسم الإجار وكانت امور التنظيف والطباخه تتوالاها امراة هنديه تطبخ اطعم انواع الماكولات من مكونات بسيطه جداً تجدها نساؤنا اليوم ويتزمرن من نقصان كل شئ..فكانت تلك المراة العجوز الفاضله من بصل وبيض وبطاطس تطعمنا اشهى (حلة) بطاطس تذوقتها!!
ومن الارز وبعض(الصفق) العطرى تقدم لنا شئ تاكل منه ولاتتمنى ان ينضب.
تحية لها وهى بالتاكيد لن تسمعنى سوى كانت فوق الارض او تحتها ولكنها تحية لامراة اعانتنا كثيراً وصبرت علينا ولم يحدث ان اشتكت من (شره) ابن عمى محمد يوسف الذى يقضى على كل(الحلة) من وراءها فى ثوان فلاتغضب بل تطبخ غيرها وتضحك من مصيبتها ومصيبتنا.
اقتسمنا الغرف الاثنين كالاتى انا وامجد فى الغرفه الكبيره وسامى التجانى لانانيته الغرفه الاخرى!! اما امير عبد الوهاب الرجل الامير الامدرمانى الحق رضى بان يكون من الصالة مقرة بكل رضاء نفس.
مرت امورنا فى البداية فى غاية الهدوء وكنت اقضى معظم وقتى مع مجموعة اخرى من الطلاب فى شقة ارضيه بنفس المجمع او شقة اخرى يقطن بها خليط من منسوبى حزب الامه والشيوعين فى الطابق الذى يقع اسفل شقتنا..فى الشقة الاولى كان سكن مصدق ياسين وعبدالمنعم هلالى من ابناء بحرى وعبدالله مسعود الجعلى وهو من ابناء القضارف(رجل مفضال) اما مصدق فكان صديق الكل وبالاخص الهنود من سكان المبنى..عبد المنعم هلالى كان يحب التانق فى الملبس لدرجة التنطع لايذهب خارج الشقة دون ان ينظر لنفسه فى المراه اكثر من مرة. اما سكان الشقه الخرى مهدى علم الهدى رجل نطلق عليه فى السودان(متكوبر) ولكنه من اكرم الاشخاص ومعه عبدالله حلمى عباس الطيبه تمشى على الارض من اولاد الثورة والفاتح كاسترو وهذا الكاسترو قصه اعتبرها حزينه جداً!! ونحن طلبه جدد كنا نسمع انه اتى للهند قبل سبع سنوات فنضع ايادينا على رؤسنا ونقول(لاحول ولاقوة إلا بالله) سبع سنوات؟؟ درست وقضيت ست سنوات بعدها وعدت للسودان وقضيت فيه سبعسنوات اخرى وعدت فى زيارة عمل عام 2003 فوجدته ماذال قابع فى تلك المدينة ولاينوى الرحيل تعجبت من شان الرجل فقد اصبحت كل ملامحة تدل على انه طاعن فى السن.
لاحقاً اخبركم عن تفاصيل الحياة اليوميه فى (Colts View Apartment) وهو اسم العماره نسبة لمجاورتها لميدان سباق الخيل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
كماذكرت تعرفت على جيراننا من الطلبة السودانين جميعهم وكنت اقضى معظم وقتى فى بلكونة الشقه التي يسكنها مصدق ومنعم وعبدالله مسعود والتى كانت تقع فى الدور الارضى وتفتح على ميدان صغير داخل العماره به شبكتين للعب كره السله ويجتمع سكان البنايه فى اوقات العصر للعب كرة القدم او (البادمنتون) كرة الريشه او بعض الالعاب الاخرى..وكانت فرصه جيده للجميع للاختلاط ومعرفة بعضنا البعض علماً بان العمارة كان يسكنها طلاب من خارج ولاية تاميلنادو وطلاب من ماليزيا صادقتهم وقتها وانقطع بيننا الاتصال واخيراً مع وجود الماليزين فى مكان عملى تمكنت من اعادة خيوط الوصل وهم اخوين(سوريش راجان بن ارجونان وشقيقه سيفاجى) كانت ايضاً فرصه لمزيد من ممارسه اللغة وفك عقدة اللسان فى اوقات المساء كنا نذهب لاكبر شارع فى مدراس وهو ال(Mount Road) وبه تقع معظم المطاعم ودور العرض(السينمات) والسينمات للذين لايعرفون الهند من اهم سبل الترفيه بالاضافة للمطاعم..نعم المطاعم ففى الهند الخروج وتناول الوجبات فى المطاعم نوع من الرفاهيه!! شارع الماونت رود او شارع الجبل يعج بالسينمات فيه على ما اذكر وفى تفرعاته اكثر من 25 سينماء علماً بان مدراس بها قرابه المائه دار عرض هذا إذا شمانا السينمات الصغير والعشوائيه داخل الاحياء..فانا عن نفسى دخلت حتى اتفهها وجلست على الارض لمشاهدة الفلم ليس من شدة الزحام ولكن هكذا كانت السينما وعند الاستراحه اكرمونى بكرسى احضروه من الخارج اظنه لمدير السينماء... فكان وقتنا مقسوم مابين المطاعم والسينمات حتى وصلت لدرجه الادمان للافلام الاجنبيه وهى بالمناسبه تُعرض فى الهند فور اطلاقها فى امريكا...قليلاً ماكنت اشاهد افلام هنديه ولكنى كنت مولع ايضاً بافلام التاميل سكان جنوب الهند ففيها موسيقى ومسيقيون لايوجد منهم الكثير..ومعظم ممثلات الهند فاتنات الجمال من الجنوب ابتداء من ريكها وهيما مالين ومروراً بسيرى ديفى وجوهى جاولا والكثيرات...مع ان هذا لاينفى حقيقة ان اهل الجنوب فى اغلبهم لايضاهوا اهل بقيه الهند فى الجمال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اليوم احدثكم عن كيف حاول بعضهم استقطابى سياسياً...وهى تجربة اظنها كانت مفيده جداً لانى كلما تذكرتها حمدت الله على نعمة رفضى الانسياق وراء وعود الساسة بل جعلت من نصيحة استاذى J.E. Thomson قاعدة وخط اسير عليه ماحييت وهى تلخيصاً كانت( لو ان كل مواطن ادى وظيفته فى المجتمع بامانه ودقة لكان دور الساسة اقتصر على الإدارة فقط وكفوا عن اللف والدوران ومداراة العيوب وتجميل القبح...ياسامى جود عملك تامن شر الحوجه للسياسه) كانت اولى محاولات الاستقطاب من تنظيم اسلامى ...اتانى طالب سينير وفى يده لسته تحتوى توقيعات كلها تطعن فى تنظيم اخر وتنادى بسحب الثقه منه...الحقيقة انى كنت ساذج جداً ولا افهم كثيراً فى مثل هذه المفردات الكبيرة سحب الثقة والنصاب والقاعدة وهلمجرا...والحقيقة الاكبر انى مازلت زااااااااااهد فى ممارسة اى نوع من السياسه ايماناً بحديث ونصيحة استاذى السابقه وايماناً بان السياسة لعبه قذره كما يقال....اطرقت إلى الارض قبل ان اجيبة وتذكرت كل النصائح التى زودنى بها اصدقائى قبل القدوم إلى بلاد تركب الافيال وبعدها اجبته بانى عازم على عدم اولوج فى هذا العالم الكريه..فما كان ردة إلى ان قال(خلااااص ناس كاسترو اكلو راسك) كاسترو هذا اخبرتك عنه سابقاً اكبر منسوبى الحزب الشيوعى فى الهند..والحقيقه كان وقتها لم يبدا فى مشروع استقطابى!!! وما ان بدا حتى بدا راسى يكبر(فقد ايقنت انى مهم جداً وإلا لماذا كلهم حريصون لضمى) وعلمت لاحقاً ان مثل هذه المحاولات يتعرض لها الجميع والهدف الاول تكبير الكوم بغض النظر عن نبوغك السياسى المحتمل!!
المحاوله الثانيه كانت من الشيوعيون وهؤلاء فى غاية الذكاء فاسلوبهم وارجو ان لايثير ماساكتب حفيظه اى احد فهو مجرد تحليل من شخصى الضعيف قد يكون فيه شئ من الصحه او لا...اسلوبهم يعتمد على الإغراء !!!نعم فهم يدخلون عليك من مدخل الحوجه!! فمثلاً إذا كنت بصدد التسجيل للجامعة وهناك مايعوقك كانو هم من يزلل لك الصعاب او كنت من اصحاب الشهوات كانوا هم من يرافقك لاشباع رغباتك تحت جناح الحريه وما إلى ذلك واما إذا كانت حوجتك مادية جعلوك بعض منهم تنعم باشتراكيتهم التى تبيح استهلاك اموال الطالب دون مراعاة لحوائج صاحب المال(اشتراكيه)
المهم كنت ارغب كثيراً فى الالتحاق بكليه بعينها وعلموا ذلك فكان كاستروا من تصدى للمهمه ...والحقيقه ان الرجل بزل كل ماقى وسعه لتلبية تلك الرغبه وانا شااااكراً لذلك ولكنى خيبت رجاء الرجل!!! ولهم اسلوب اخر اظنه الاكثر ذكاءً وهو انهم يلتفوا حولك فى كل التجمعات حتى يظن الجميع انك وقعت فى حبائلهم فينفضوا او قل يياسوا منك فلا تجد مفر من الانضمام اليهم وانت ترى الجميع قد كون عنك فكرة مفادها انك منظم معهم.
وللحديث بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
المهم فى الموضوع انى تمكنت من رفض كل عروض الانتساب لتنظيم سياسى وإن تناقل البعض فى ذاك الوقت بعض الاشاعات التى لم تخلو من غرض ليوهم البعض بانتمائى لهؤولاء او اولائك..وبحمد الله ماقضيته من وقت بعدها فى الهند بين للجميع انى لا انتمى لاى جهه باستثناء تجربه واحده وكان ذلك انضمامى للقوه المستقله الحره ذلك النتنظيم الطلابى لفتره قصيره وبعدها هجرت العمل التنظيمى وان كنت اعدها تجربه كانت مفيده وقتها...وقصة انضمامى للقوة المستقله الحره غريبه بعض الشي!! فقد التحقت بهم حنقاً على غيرهم من تنظيمات وكانوا وقتها القوة المسيطرة على العمل الطلابى فى الهند.
ابديت رغبتى فى الانضمام وطلبت منهم ان يمدونى بنهجهم واستراتجياتهم وتصورهم وبرامجهم فمدونى ببعض وريقات لاتثمن ولاتغنى من جوع ولكنى كنت اظن وقتها انه ستشكل لبنه جيده لبناء تنظيم مستقبلى قادر على التغير ولكن ذلك لم يحدث فقد انصب همهم على صراعات طلابيه لاتقدم او تؤخر..كان من ضمن مراسم الالتحاق اداء القسم واذكر انى كنت اقيم فى منطقة تسمى(اديار) فى حى يدعى( كاستورباى) كنت اسكن فى دار كان قديماً يشغلها الاتحاد تملكها امراءة مخبوله( مادام امارنات) اليوم حين اتذكر الايام والشهور التى قضيتها معها ادرك تماماً انى كنت فى قمه التهور!!
المهم ان مسكنها كان يتكون من فيلا من طابقين فى الشارع الاول بعد شارع اديار الرئيسى...لاتخدعكم كلمه فيلا فهى لاتعبر تماماً عن ذلك (الجخنون) الذى لايسكنه إلا مجنون مثلى او جارى فى الغرفه الملاصقه لغرفتى خالد القراى الذى انتهى به الامر بان تازم نفسياً حتى اُعيد للسودان ثم شفى بعدها.
اتانى ابراهيم عباس وهو احد قادة التنظيم وقتها وبعد ان توضات واديت القسم اطلعنى على مواعيد الاجتماعات وكيف ان التنظيم مقسم لخلايا على حسب المناطق واتفقت معه بان اول مساهماتى معهم ستكون ثقافيه فى مجلة تصدر وكان موضوع عن النقطه الرمادية على ما اذكر !! موضوع فى غايه الجودة وإن كان الكثيرين قد ضلوا الطريق إلى تفسيره الصحيح.
بعدها شهدت اجتماع واحد فقط فى منطقة (كوتى فكم) تراسه مبارك زروق وكان اخر عهدى معهم.
بعدها انشغلت بامور مهمه منها الاكاديمى ومنها الخاص وظل امرى موزع بين دراسه بنهم لكل ماله علاقه باللغه الانجليزيه وتامل فى هذا الشعب الغريب وفى انتظار بدء الدراسة
وللحديث بقيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اليوم منذ الصباح الباكر استيقظت وبعد الصلاة وشرب الشاى مع تلك المراة المريبه مدام (امارنات) صاحبه المنزل(تلك المراة قصه تحتاج لمساحه ساترك الحديث عنها الان واعود لها لاحقاً) كنت فى انتظار عقبه عباس قدح الدم من ابناء امدرمان العباسيه وعدنى بان يحاول مع ادارة البرزدنسى كولج محاوله اخيرة وكنت اثق جداً فى مقدراته...فهذا العُقبه خرج من السودان فى نفس العام الذى ولد فيه مُحدِثكُم عام 1970 ودرس فى جامعة اوكسفورد كما يقول ولم يكمل وإتجه بعدها وطاف معظم جامعات اوروبا وعلى حسب علمى لم يستقر فى اى منها انتهى به المطاف إلى الهند...........المهم فى الموضوع انتظرت فترة طويله وفى النهاية اتى السيد عقبه رجل فى اواسط الاربعينيات من العمر به نوع من الصلف الغير مبرر يحتسى الخمر كالماء ويعيش على شربها...وكان اول ماطلبه منى ان اصطحبه للبار كى يشرب قليلاً وكادت هذه القليلاً ان تقضى على معظم النهار بعدها ساعدته على النهوض وانا اندب حظى الذى لم يرمينى إلى فى مخمور ليقضى حاجتى(واظننى قد استهنت بمقدرات الرجل ايما استهانه وسا اخبركم كيف!! وركبنا الباص(من اديار) إلى الكليه التى لاتبعد كثيراً عن مبنى الجامعة وكل ماتذكرت هذا المشوار تذكرت ان نُشِلت مبلغ ثلاثون روبيه!! دخلنا ووجدا جموعاً من المتقدمين للالتحاق..لم يابه بهم عُقبه وامسكنى من يدى كولى امرى ودلف مباشرة لمكتب مدير الكليه وبكل ثقه جلس وطلب منى الجلوس ففعلت..تهيب الرجل هذه الثقه ورحب بنا فى توجس واظنه علم ان فى الامر طلب التحاق ولكن سبب حيرته كان عن هويه من يجلس امامه!!
بعد التحايا انطلق عقبه وبانجليزيه لم ارى قبله احد ولابعده يتحدث مثلها بعدها علمت ان الجميع يدرى ان افضل من يتحدث اللغه الانجليزيه وبلسان اهلها هو عقبه.
اذكر تماماً كيف اخبره تعلقى باسم هذه الكليه منذ الصغر(ضحكت فى سرى) فانا وهو وانتم نعلم انى لم افكر يوماً فى القدوم إلى الهند وكل ماكنت اعلمه عنها كان عن طريق الافلام واسما الممثلين العجيبه(ابوجله وابو شلخه) المهم استرسل عقبه يمتدح فى الكليه ومناهجها ورغبتى الاكيده التى اتت بى من مجاهل افريقيا للالتحاق بها والرجل فى غاية السرور يقاطع احيانناً ويتكى على كرسيه فى غبطه احيانناً...بعد ان فرغ عقبه من الحديث ماكان من الرجل إلى ان ضغط على جرس امامه فاتى الرجل الواقف بالباب وسالنا ماذا نشرب رفضت انا وخفت ان يطلب منه عقبه ان يحضر بيره ولكنه لم يفعل.
بدا الرجل فى الحديث واسترسل هو الاخر فى وصف الكلية وكيف انها اصبحت قبله للطلاب الاسيوين والافارقه...ولكن للاسف امتلات كل الشواغر ولم يتبقى إلى فرص قليله لدراسات كلها لارغبه لى فيها كالفلسفه التى اكرهها واكره من يمارسها ودراسه اخرى اشبه للمحاسبه..
شكرناه وخرجنا وانا معجب ايما اعجاب بعقبه ولغة عقبه....وهذا موقف لاينسى لهذا الرجل.
وللحديث بقيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اليوم احدثكم عن المطبخ الهندى والاكل الهندى وماالذ الاكل الهندى!!
اظن ان معظم القراء قد تذوقوه ولكن هذا لايمنع ان اتحدث عنه للذين لم يؤاتيهم الحظ للاستمتاع باجمل مطبخ على الاطلاق.
يقال إذا اردت ان تتعرف على ثقافه شعب فما عليك إلا ان تتذوق طعامهم وفى تقديرى ان الشعوب التى ترتكز على مخزون حضارى فقط هى التى تمتاز بطابع خاص فى اكلها فالموضوع هو عصارة تجارب.
المطبخ الهندى كله يمتاز بكثرة التوابل او الباهورات التى هى اصلاً انتشرت إلى العالم اجمع من الهند وهناك حقيقة لا اظن ان الجميع يعلمها وهى ان الهند فى الاصل اسمها(بهرات)
ساتحدث عن مطبخ جنوب الهند لمحدودية معلوماتى عن بقية اصناف ونوعيه الطعام فى بقية ارجاء الهند!!
اول وجبة تناولتها فى مدراس فى مطعم هى وجبه جنوبيه حرة(سمها إدلى) وهى عباره عن طحين ارز مخمر يطهى بالبخار ويتم تناوله بمعيه خلطة قوامها جوز الهند والشطه الخضراء والحمراء والفلفل وكل ما من شانه التسبب فى البواسير(يسمى بالجتنى)...فى غاية اللذه وهى تقدم كافطار او عشاء... تطبخ كا اقراص بيضاء مستديرة تشبه حبه كبيرة!! وبعد ذلك بدات رحلة غرامى مع المطبخ الهندى حتى اصبحت من كبار المستكشفين للمطاعم الجيدة.....كنت انفق كثيراً من النقود على محدوديتها على المطاعم...واجمل ايامى هو يوم استلام التحويل فكنت اسميه يوم زكاة الشيك ففيه اقصد اكبر مطعم واشبع غريزة الاكل تماماً واكتفى فى بقية الشهر بتناول الطعام فى المطاعم التى تقل عنه.
العجيب ان اهل الهند يهتمون بانواع التوابل اكثر من الخضار واللحم فى اطباقهم...رايت بام عينى طباخ يصب الزيت ويلحقه(بكمشه من الشطه) الحااااره ونصف كمشه من الفلفل لرؤيته فقط تصبب العرق من راسى.
اهل الجنوب ليسوا بتزمتين فى امر علاقة الاكل بالعقيدة فمعظمهم(Non-Vegetarians ) فتجدهم يتناولون اللحوم بانواعها والدجاج والاسماك مما اضاف لطعامهم تنوع وثراء..الكارى من اشر الطباق الهنديه وهو خلطه تكاد تحوى كل انواع البهار تضاف لمطبوخ اللحم او الخضار او الاسماك فطعطيه نكهه تجبرك على اكل اكبر كميه..فى مدراس ترى مالاتراه فى بقيه العالم مثل ان ترى احدهم يبيع الجوافه ومعها شطه وملح وكذلك المنقه والتفاح وغيرها...ترى ايضاً الموز يضبخ كملاح ويحمر (كالبطاطس)
اكثر ماكان يشدنى هو طريقة تحضير شي يستعاض به عن الخبز يسمونه الباروته...فهم يفردون عجينتها كالقماش تماماً وتلف كل العمامه ويضغط عليها فيصبع شكلها يشبه القراصه ولكنها فى الطعم الذ. هناك البورى وهو ايضاً عجين يحمر يحضر كاقراص وحمر فياتى منتفخاً يؤكل مع البطاطس.
بالاضافه للكارى هناك الكورما والمسالا وما الذ المسالا دوسا وهذه الدوسه فى طعمها اقرب للكسره وتؤكل مع البطاطس الملئ بالباهورات (والجتنى) الذى وصفته سابقا.ً الاف الصناف.
الارز عالم كبير فى الهند يقدم بكل الطرق الحامض والحلو يعد الوجبه الئيسه فى الهند يسمونه( بالسادام) وجبه من الارز منزوع النِشاء مع قرابه الاثنا عشر صنف من انواع الطبيخ المختلف والمقبلات....اطرف مافى الموضوع انهم ياتوك بورقه من شجرة الموز فتصب عليها الماء او تغسلها ويصبوا لك اى كميه من الارز ويضعوا لك هذه الانواع الكثيره من المطبوخات...كنت لا اقوى على اكمالها إلى ان اخبرنى شخص فى احد المطاعم اننى إذا لم اتبع التسلسل لن اكملها وفعلت ومن يومها اصبحت انافسهم فى الكميات.
وللحديث بقيه وبقيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
الهنود بعكسنا يتناول الفرد منهم اكثر من ثلاث وجبات هذا إذا اضفنا اشباه الوجبات التى تتخلل مواعد الثلاث وجبات الرئيسيه..الشي الاهم الذى لم اذكرة فى الحلقة السابقه هو انه لايوجد من يستمتع بتناول الطعام حتى ان كل من يرى هندى يتناول طعامه يحس انه منهمك وبكل حواسه ومشاعرة مع مايوجد امامه من طعام ..يقال والعهده على الراوى ان هذا مرده لفترات الضيق والمعاناة التى مر بها الشعب الصابر فى فترات سابقه.
فى الهند كما ذكرت تجد المطاعم وبكل درجاتها تنتشر وفى اى مكان فثقافة تناول الطعام خارج المنزل منتشرة جداً كُل على حسب امكانياته!! حتى انك تجد الكثير من المطاعم غير الهنديه كذلك.
من ضمن ثقافة الهنود تجاه هذا المقدس(الطعام) انه اذا دعاك احدهم لتناول الطعام معه وملات طبقك ولم تكمله لن يُقبل هذا الامر منك فمن النادر جداً ان تجد بواقى طعام خلفها هندى فهذا فى اعرافهم من اكبر الاخطاء...الجدير بالذكر ان اهل جنوب الهند كُرماء جداً خصوصاً فى الإطعام ففى فترة من الفترات واثناء بحث قمت به فى واحدة من القرى الواقعه جنوب مدراس قضيت يوم باكمله وانا أُلبى دعوات القروين لمادب اعدوها لى وكانت كلها من الارز حتى اصُبت بالتخمه ولم اكمل البحث وركبت اول بص مغادر لتلك القريه وانا ساخط على هذا الكرم القاتل.
كنا كثيراً ما نُدعى لولائم وفى مناسبات متعددة ومعظمها افراح زواج او الاحتفال ببلوغ فتاة!! نعم فاهل جنوب الهند لهم عادة تقضى باقامه احتفال ومادبه للاعلان عن بلوغ الفتيات ويفسرونها بانها دعوة للعِفه فهى بثابة اعلان بان الفتاة اصبحت جاهزه للزواج...وهذا يندرج تحت قائمة العادات الغريبه التى انوى الحديث عنها بشي من التفصيل.
وللحديث بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
مازال صاحبكم فى انتظار اكمال اجراءات الالتحاق بجامعة مدراس.
من الاحداث التى حدثت قبل ان يتم قبولى هو امر زواجى من هندية وهو قصة بحد زاتها تحتاج للكثير من الوقت. بداءت بذهابى لزيارة احد الاصدقاء وهو من السناير يسكن فى منطقة تسمى (انا ناقار) يكن مع اسرة من (الانجلوانديانز) وهم خليط مابين الانجليز والهنود يعنى هجين نتاج مغامرات الاستعمارين الانجليز مع الهنديات!!! مازالو يتشبهون باسلافهم الانجليز فى كل شي ويزيدون قليلاً فى امر تناول الخمر ودرجة الاباحية عندهم مرتفعة بعض الشي!!
الميزة الوحيدة لديهم هى اللغة التى يجيدونها وبنطق سليم اكثر من سائر الهنود.
توجهت لعماد وهو من ابناء كسلا ووصلت لمنزله فاستقبلنى بكل حفاوه وفى معرض حديثنا ذكر لى كيف ان احد الهنود المسلمين له بنتان فى غاية الجمال حافظات للقران الكبرى تبلغ من العمر تسعة عشر والصغرى سبعة عشر فراقت لى فكرة الزواج وكما اخبرتكم كنت وقتها لم اكمل العشرين عام فرشحت لنفسى صغراهم واتفقنا على زيارتهم واجراء امور الخطبة!!!
والزواج فى الهند من اهون الاشياء خصوصاً للاجانب وبالاخص للسودانين لاسباب منها انهم اصبحوا لايثقوا فى زواج فتياتهم من العرب من اهل الخليج فمعظم زيجاتهم تندرج تحت باب زواج المتعة!! فلاينقضى من زواج احداهن شهر اواثنين بالكثير حتى تعود اليهم صفر اليدين تحمل فى احشائها مايزيد من معاناتهم.
اما زواج الهنديات من السودانين بعد التجربة اثبت نجاح غير محدود.
ومن المعلوم ان الزواج مكلف جداً لفتيات واسر الفتيات فى الهند فالفتاة هى من يقع على عاتقها دفع المهر او مايسموه هم ب(الدورى) مع ضم الدال وبقية مستلزمات الزواج!! فمن البديهى ومن الاشياء المريحة جداً ان ياتيهم اى شخص وخصوصاً إذا كان من غير الهنود ليريحهم من دفع اموال طائلة!!
نعم الزواج مشكلة كبيرة تعوقه فى الهند اشياء كثيرة من ضمنها نظام الطبقات الذى فى كثير من الاحوال يتعارض تماماً مع قصص الحب التى كثيراً ماتلتهب بين بنت وولد لاينتمون لنفس الطبقة ومن المعوقات ايضاً الديانة فهناك الكثير من الديانات السماويه المعروفه والارضية الكثيرة جداً التى انشقت من الهندوزيه والبوزيه والسيخيه وخلافها.
واكبر عائق كما اسلفت هو المال (المقدس) جداً عند الهنود بلا استثناء.
اتفقت انا وعماد على ان نذذب خاطبين وفعلنا..كانت الفتاتان من اجمل مارايت من البشر...فتنت بهن تماماً وفى فرح طفولى اشرت على الصغرى.
فى التتمة اخبركم عن الشرط التعجيزى ومعارضه الاهل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
فى اليوم المتفق علية وبعد ان احسنا الهندام (يعنى عريس وكدا) توجهنا إلى منزل اهل العروس..والحقيقة استقبلونا بترحاب...جلسنا وتجاذبنا اطراف الحديث(حبة فلسفه) واخيراً فاتحنا الرجل بامر الزواج وللحقيقة تهللت اساريرة ولكن بدا علية التوجس بعض الشي وبدا يتفحص فى صاحبكم وسالنى عن عمرى ولما اجبتة ماكان رده إلا ان اتى بموافقة اهلى اولاً..لا ادرى ولكن تذكرت كيف طلبوا منى ان اتى بموافقة من ولى امرى مكتوبة توضح انه موافق على سفرى..كان هذا فى السودان(ايه حكاية ولى امرك دى اللاحقانى من قارة لقارة) كلام عجيب.
يبدوا ان صاحبنا ظن ان فى الامر شي من لعب الاطفال والنزوات اكثر من انه طلب جاد للزواج!!
ازعنت لطلبة وترددت فى البداية فى ان اتصل على اهلى واخبرهم بهذا الامر فقد كان تفكيرى وقتها ان اتزوج واضعهم امام الامر الواقع وما استلمه من مال يكفى لتدبير امور بيتنا الصغير خصوصاً فى وجود المراة الهندية الاقتصادية(على وزن السيارة الاقتصادية)
قضيت اكثر من اسبوع فى التفكير وعماد يلاحقنى بالاسئلة هل اخبرتهم وانا فى تردد إلا ان توكلت على الله واخبرتهم فاتانى الرد فى غاية العنف...زواج مافيش...شوف قرايتك..وهو انت هسى قريت ولا عرفت كوعك من بوعك عشان تعرس!!!
صدمة ولكنها كانت فى وقتها فقد ايقظتنى من هذا الحلم الساذج.
الحمد لله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اليوم محاولة ثانية لولوج تلك الكلية العصية وكان من رافقنى اليوم الفاتح كاسترو واذكر انى كنت فى معية طلبة جدد اخرين منهم الاخت مقبولة التى اصبحت من الناشطات فى الحزب الشيوعى او الجبة الديمقراطية والاخ هاشم احد ابنا بحرى بدا الدراسة فى جامعة(لكنو) وقطعها ليواصل او يبدا من جديد فى جامعة مدراس ولكن للاسف لم يواصل تحركنا من منطقة (قندى) ووصلنا لكلية البرزيدينسى وجلسنا نرقب كاستروا بصوته الهادئ وخطواتة البطيئة يدخل ويخرج من هذا المكتب الى ذاك ونحن ندعو له ولنا بالتوفيق...كنت اعلم تماماً ان الفكاك من كاستروا دون الانضمام إليهم سيكون غاية فى الصعوبة ولكن قلت لنفسى لها الف حلال(شفتو النفس الداعية للمصلحة) المهم بعد وقت طويل قضيناه فى تامل شاطى خليج البنقال المقابل للكلية وشرب اكواب عصير القصب وتجاذب اطراف الاحاديث المعتادة على شاكلة انت من وين وإنتى من وين فقد كنا رغماً عن تحركنا من مكان واحد نجهل هوية بعضنا البعض.
بعد وقت طويل طلب منا كاستروا مرافقتة وفعلنا دخل بنا إلى قاعة مؤدية إلى مجموعة من المكاتب وافهمنا اننا سندخل لمعاينة تحدد ان كنا سنُقبل ام لا تهللت اساريرنا وكنت اول من دخل المعاينة ولكن للاسف لاجديد علمت منهم ان الكورسات التى تبقت فيها مقاعد شاغرة هى نفس التى رفضتها حين اتيت مع عقبه. فشكرتهم وخرجت.
بعدها بايام كان تسجيلى فى الكلية التى تخرجت منها ساخبركم عنها وعن الدونيشن وكل التفاصيل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
بعد ان يئيست تماماً من التسجيل فى (البرزدنسى) انصب تفكيرى كلة حول رغبة قديمه هى ان ادرس القانون وفعلاً توجهت إلى حيث تقع كليه القانون ذلك البعبع المخيف!!! نعم فدراسة القانون فى الهند امر فى غاية الصعوبة إذا علمنا ان معظم القوانين التى وضعها الانجليز تحديداً كان مهدها الهند لذا اصبحت من صروح القانون فى العالم.
توجهت إلى منطقة(باريس كورنر) وهى اقرب المناطق للكلية إذا اردت الوصول عن طريق البص..و الحقيقة تهيبت الدخول بادئ الامر ولكنى عدت وقلت لنفسى ماذا سيحدث إذا دخلت ومالذى ساخسره وماذا إذا لم ادخل..ووكلت على الله راجياً ان لا اتلعثم وانا اطلب القبول لكلية اهم مواصفات مرتاديها رصانة اللغة.
تجولت قليلاً مابين الاروقة الضخمه جداً التى لا ادرى اكان القصد من بنائها بهذا الشكل ان تكون مشابهة لقاعات المحاكم ام ان الامر صدفة ام فى الاصل كانت محكمه!!
بعدها سالت عن مكاتب الادارة فدلونى عليها اول مادخلت وجدت مجموعة من الطلاب فى سبيلهم إلى الخارج ورجلين ظننت بادئ الامر ان كلاهما من الموظفين ولكن تبين ان احدهم محاضر او من كبار الاساتذة لانه انتظر حتى فرغت من اسئلتى وهممت بالخروج فنادى على واصطحبنى إلى مكتب وبدا بالاسئلة التى مللتها وهى من اين واين يقع السودان وهل هو قرب السعودية ام جنوب افريقيا..فكل الهنود فى الجهل بالسودان كانوا سواء..وبعدها عاد بى إلى موضوع التحاقى بالكلية لدراسة القانون الذى كان ممكناً ولكنة اشار على بان ادرس اى كورس اخر وبعدها يمكننى دراسة القانون فى ثلاث سنوات حسب نظام الدراسة فى الجامعات الهندية...الحقيقة راقتنى الفكرة ووجدت انى فى خلال ست سنوات يمكننى ان احصل على شهادتى بكلاريوس..شكرتة واصبحت بينى وبينة علاقة لم تنقطع إلى ان تخرجت واتمنى ان تتواصل( زرته العام الماضى) حين كنت فى احدى زيارات العمل.
بعدها عدت وحزمت امرى على تطبيق ما اتفقت علية مع استاذ القانون.
وفعلاً عزمت على دراسة الاقتصاد البحت اولاً لانة احد الرغبات وايضاً لانى اعتبرته سيكون اجود وانسب مدخل لدراسة القانون. وهنا بدات العجائب والعجيب هو انى فوجئت بمايسمية اهل مدراس الدونيشن وهو من ناحية اللغه معروف انه يعنى الهبة او التبرع ولكن من ناحية البراكتيز عند الهنود يندرج تحت لائحة الاشياء التى لامهرب من دفعها(غريبة مش كدة) وهو مصنف من ناحية القيمة على حسب الكورس فما تدفعة كتبرع اجبارى لدراسة الهندسة يختلف عن ماتدفعة لدراسة الاقتصاد إلخ..
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
اليوم هو ايامى فى الهند فاليوم يبدا التمهيد لدراستى الجامعية...اهم الايام لانه مهد لمابعدة من نجاحات كثيرة حققتها فى حياتى عملياً رغم الضنك والعنت والتعب والايام العصيبة والجوع والسهر للقراة والمطبخ خالى من كل شئ إلا بعض الملح والعدس الذى ادين له بالمعروف إلى يومنا هذا...فانا احمد الله انه وفقنى واجتزت كل تلك الصعوبات وصبرت حتى نلت من الشهادات مما اتاح لى موطئ قدم للتنافس فى عالم اصبح يعترف بالتاهيل العالى فقط.
كنا قد اتفقنا انا والاخ كاسترو ان نذهب فى هذا اليوم وهو من اواخر ايام التسجيل نسبة لانشغالى فى المحاولات المستمرة التى اخبرتكم عنها سابقاً للالتحاق بكلية بعينهاز
اصبح الصباح فوجدتنى الشمس مستيقظاً بعد ان قضيت ليلتى فى ارق وتفكير وخيالات ذهبت بى بعيداً!! اخذتنى إلى مابعد مراحل التخرج من الجامعة!!وجدت نفسى فيها اعمل فى البنوك ...جالس فى ذلك المكتب الخيالى الوثير والكرفتة وذلك الهندام الانيق...وجدتنى فيها اعمل فى احدى الشركات والكل يقصدنى للتوقيع او المشورة او لوضع دراسة..ماالذ الخيال وياللفرق مابينة وبين الواقع!
فانا اليوم وبعد ان تخرجت وانقضت عشر سنوات اجدنى وبحمد من الله قد حققت الكثير وبعضه لم يكن من ضمن خيالاتى.
فى تمام الساعة السابعة وانا اجلس على البلكونة المطلة على فنا العمارة الداخلى رايت كاسترو وهو يرتدى ذلك (العراقى) القديم والذى اظنه قد احضرة معه قبل سبع او ثمان سنين وهو فى طريقة إلى خارج العمارة ففهمت انه إما فى طريقة(للمكوجى) المجاور او لاحضار الشاى من الدكان القريب...ناديت علية فاجابنى باشارة من يدة بان الوقت ماذال مبكراً ...وفعلاً كان الوقت مبكراً للذهاب ولكن ماذا تقولون فى برلوم يترقب اهم لحظات حياتة او اهم لحظات هذه المرحلة المهمة فى حياتة.
دخلت إلى داخل الشقة واخرجت ملابسى من الدولاب بعد ان تخيرت اجملها واحضرت(المكوه) فقد كان صاحبكم لايعتمد كثيراً على غسيل الشغالات وكى الملابس عند(المكوجية) خصوصاً ان الملابس فى الهند يغسلونها فى مستنقعات متسخة بطريقة اشبة إلى العِقاب من الغسيل..فكنا نرى ونحن نقطع اشهر(كبرى) فى مدراس (سيدابيت) وفى المستنقع القذر الواقع تحتة عشرات النساء والرجال وهم يضربون قطع القماش على حجار على اطراف تلك البرك المتسخة جداً والتى فى الغالب هى فضلات المياة التى تاتى من كل المساكن فى مدراس(بربكم هل يرضى احدكم ان تغسل ملابسة هكذا) واظن ان هذا هو التفسير الوحيد لحالة الملابس التى تاتى بها وهى تشبه الكرتون فى جفافها.
بعد ان انتهيت من كى الملابس وضعت الشاى على النار ودخلت الحمام ...المهم فى غضون الساعة كنت قد لبست ملابسى وشربت الشاى ونزلت لشقة الاخ كاسترو فوجدتة ايضاً قد تجهز تماماً.
ضحك لرؤيتى وداعبنى (الجديد شديد) حالتك شبه برلوم لانك قضيت وقت قبل التسجيل...خرجنا متوجهين إلى محطة الباصات.....
نكمل لا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
ركبنا الوسيلة الاسهل والارخص للوصول للكلية (البص) كان المشوار طويل جداً ذلك الذى يفصل مابين الكلية ومسكنى..تكاد تجزم انك قطعت مدراس بشكل طولى من بدايتها إلى نهايتها..نعم بص من باصات مدراس العتيدة الكثيرة التى تتشابه كلها بمظهرها القديم وادائها الجيد والوانها الخضراء الباهتة.
مر بنا البص بمنطقة( لتل ماونت) Little Mount وهى منطقة يعرفها كل من درس بمدراس اوجنوب الهند بصورة عامة...فهى احدى المناطق التى استقر بها اتحاد الطلبة السودانين لزمن طويل منطقة صغيرة بنيت كل مبانيها حول كنيسة قديمه فى هضبة اشبة بالجبل الصغير تدخل لها إذا اردت الاتجاة للاتحاد عن طريقين..إما عابراً طريق يذهب بك صعوداً وانت تشق الكنيسه الو المنطقة المجاورة لها او تدخلها عن طريق شارع منبسط ملتوى يؤدى بك إلى دار الاتحاد...وبمناسبة الاتحادات كان للطلبة فى الهند إتحادات وروابط مختلفة..ففى مدراس كان هناك إتحادان وهما اتحاد الطلبة السودانين(SSU) Sudanese Students Union و ال(GUSS) General Union For Sudanese Studentsاو الاتحاد العام ومقرة كان فى (منطقة اديار) المهم يمر البص بعدها بواحدة من المناطق المكتظة جداً والمتسخة جداً ايضاً وهى سيدابيت وهى المنطقة التى اخبرتكم عنها وعن غسيل الملابس فى ذلك الجدول المتسخ..وسيدابيت حكاية منفصلة فهى مجمع تكاد تلتقى فية كل وسائل المواصلات الخارجة والداخلة للمدينة من باصات وحتى القطارات المحلية او ما يدعى بال Local Train فقد كانت تمر فى اطراف سيدابيت..بها ايضاً سوق للخضار والاسماك ذهبت إلية كثيراً لشراء سمك القرش الذى اصبحت احد هوات اكلة وطبخة وبعدها إنجذب إليه الكثيرين!!!
بعد (سودابيت) يمر الباص بالمنطقة المؤدية إل (تى ناقار) T Nagar وما ادراك ما تى ناقار وما اجمل الايام التى قضيتها فى هذا الحى الجميل...بعدها يمر الباص ب(الوربت) Alwar Pitte احد ارقى الاحياء فى مدراس ويصعد البص على الكبرى او الجسر الطائر الوحيد وقتها(بعد ان عدت لمدراس بعد تسع سنين وجدتها امتلات بالجسور الطائرة) ينزل البص من كبرى (انا فلاى اوفر) إلى الشارع الاشهر فى مدراس Mount Road وهو بمثابة قلب مدراس الذى لايتوقف عن الخفقان...فية اى شي وكل شي وبجميع المستويات..الملبوسات الماكولات دور العرض المساجد المعابد البارات إلخ...تقطع الماونت رود النظيف نسبياً لياخذ البص طريق ملتوى يشق مناطق سكن المسلمين او اكبر مجمع لهم فى مدراس...التربليكان مكان وسخان جداً
ونواصل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
سامي .. شكرا للأخ جعفر العوض (زميلك بالهند) الذي دلني عليك لأقرأ واستمتع وأضحك في هذا البوست الذي نحتاجه كثيرا في زمان الزلزلة .. كان بعضهم يفكر في خمسين دولارك .. في واحد تصدق بيسرق ولاية كما قال الرائع محجوب شريف .. عجبني تفسيرك للسحب .. ففي سنوات عمري الباكرة امتحنني إبن اختي وكان صغيرا جدا بسؤال عن السحاب وهو كيف .. فارتبكت وكان يظنني مرجعه الذي يعرف كل شيء .. وكان غايتي جهدي أن شبهته بالودك .. فمن أين لي بخار الماء .. ولو كان لي فكيف سيفهم .. هل مازال الاهل بحاجة لوصاية أولادهم بعد أن كشف العرب الجرب أقصد عروبتنا ما يجعل إبن بطوطه مو عارف أي حاجة .. لازم نجيك تاني وتاني فواصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اول ايام دراستى فى احدى الدول الاسيويه(زادى خمسون دولار ومائه فى حذائى) (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
Quote: سامي .. شكرا للأخ جعفر العوض (زميلك بالهند) الذي دلني عليك لأقرأ واستمتع وأضحك في هذا البوست الذي نحتاجه كثيرا في زمان الزلزلة .. كان بعضهم يفكر في خمسين دولارك .. في واحد تصدق بيسرق ولاية كما قال الرائع محجوب شريف .. عجبني تفسيرك للسحب .. ففي سنوات عمري الباكرة امتحنني إبن اختي وكان صغيرا جدا بسؤال عن السحاب وهو كيف .. فارتبكت وكان يظنني مرجعه الذي يعرف كل شيء .. وكان غايتي جهدي أن شبهته بالودك .. فمن أين لي بخار الماء .. ولو كان لي فكيف سيفهم .. هل مازال الاهل بحاجة لوصاية أولادهم بعد أن كشف العرب الجرب أقصد عروبتنا ما يجعل إبن بطوطه مو عارف أي حاجة .. لازم نجيك تاني وتاني فواصل . |
اخوى هناك محمد عبدالجليل....
اولاً شكرى ايضاً للصديق جعفر العوض...وشكرى الخاص لك ولإهتمامك بماكتبت من مذكرات...ونتواصل لازداد فرحاً بكم.
| |
|
|
|
|
|
|
|