إ براهيم حسين موسى : صهيل المساء

[qb]

صهيل المساء
تقديم:
أقاوم بكل ما أوتيت من قوة لتقريب الشقة بيني وبين من هم وقوف على الجدار المنقوش على خمائل الوعد القادم …اجذبُ اللحظة من قلب اللحظة …المسافة التي تمتلئ منى زخرفةً تقول"لا أظن أن الرغبة تمشى على رجلٍ واحدةٍ تشكو العرج .. فيسمع صوت تواترها شهيقاً ضد نفس الرغبة .. يضاءُ خفوتٌ .. لاصراخ على ضمور الفكرة النبع… هنالك تداول معتوم للرؤيا .. ف ..ك..آ..ن صهيل المساء……"
عندما يصهل المساء
يلوى عنق الطموح
نتعاطى لغةً أنيقةً..
فتذبل كل الاناقات
حينها تمتلئ المسافة منك رغبةً
"تندغم الحواس في الحواس"
بلغةٍ استيطانيةٍ…
أنامل ….واشتعال
في مشهدٍ لصيقٍ
اشتغال …لا يساند الحريق
يساوم البريق
في تسامٍ واضحٍ
كنا في هذه المدينة
لافرق بين تفكيرٍ و تفكير
الفكرة حقيقة الوجود
العقل سيد الموقف
دليلاً على انعكاس الصور
في عيون المدينة
"هنا :معك و معي متسعٌ لكل البطاقات"
أنت يا ضمد الجروح
لا تتوجسي
فالعقل الناصح كان معنا اليوم على العشاء
رجح بين يديه وجع المشوار
هدهدةً للرمش الدامع وبعض قروح
دون شروحٍ…
أحملى في رأسك فكرةً..تدوس أزمةً
تحملني..
تحملك من بر التخوف
غنى مع الأشجار لحن الرضا
"هنا في المدينة متسعٌ لكل الأغنيات"
أجوبك باحثاً عنى و عنك
و عن غرابة اللقاء عند الأمسيات
أنا: ذاك المساء
أنفخ فقاعات الترجي
فتتطاير صوب القمة
بكل الهمة
اركض معها
جرياً على شبطٍ فخارة
ورثته عن جدي
لست وحدي
أحمل نفس النصيب
الفقاعة تعدو
ولازلت أغدو
على فرسٍ فارسىٍ فاره
ألحق إحداهنْ
ثم نصلى سوياً الاستخارة
الكعبة الآن حضور
نستشرف سارية المنارة
الجو العام فتور
أزال الكُره مع النفور
و.. اصبح هنا في مدينتنا متسعٌ لكل اللغات
مدينتنا تعج بالتواصل المديد
أسعارٌ….
واشعارٌ….
إشعارٌ … وافتنانٌ
ثم خدرٌ لذيذٌ عند اللقاء الندرة
نطلع الان السدرة
إلى منُتهىً
نستخرج منها حلاً لكل الأزمات
أنت يا…
زهر الترقب والتراقب
يا طلسماً ممزوجاً بوضوح الرؤيا
تاهت الحروف بيننا
الآن …
نستعد للولوج عبر بوابة الدخول
هنا : في مدينتنا متسعٌ لكل الألوان
… مع الطيف القزحى
أنا … و أنت
عند مقهى الزهور
نحتسى ما لذ و طاب
من رحيقها المختوم… عند الركن القصيّ
الجو المحموم بحرارة اللقاء
أخجل منى أجزاء
مهملة التاريخ و التوقيت
أنت يا بعض منى فكرةً وبذرةً
يا قطرة في ميسم اللقاح
يا عبيراً فاح
يا………
يا وتراً تجاوز رقم الصداقة المهول
يا……… للهول
في مدينتنا متسعٌ لكل العلاقات
في موكبٍ جليلٍ
تباع الحمامات المهيضة
مع كل حمامة قُبلة طفلٍ
مدينتنا تتبادل التحية
في المساء … وفى المساء
أمُ روؤمُ
تتطلع إلى نهدىّ السحاب
هنا : مدينتنا تتسعُ لكل المدائن
ثم ترقص المدائن
مدينتنا تُرقِص شوارع الاسفلت
و الأطفال الفتارى..
و المدن البعيدة
لاخلاف على جلود الاضحيات
عند الصباح وفى الأمسيات
نغوص في لغة الاسبار
واليوميات الطوال ذات الرموش القصيرة
المساء يصهل ..
مدينتنا تندس فينا
ثدياً مدراراً
بلون الحليب الأبيض
مادةً غذائيةً عميقة
(أواخر فبراير)
(إبراهيم حسين موسى )