|
|
|
 Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
3- وعلى الرغم من أن محصلة ملاحظة النتائج الملموسة هذه لنشاط الحاج وراق في السنوات الأخيرة لا تكاد تشفي غليلاً حول التساؤل (العامي) المشروع : (يا حاج وراق انت معانا ولا مع الخيانة؟؟؟) إلا أنها توشك أن تضيء كامل الطريق نحو الإجابة على هذا التساؤل : أيهما كان أكثر تأثيراً في نهاية الأمر خدمة بعض مصالح النظام وأهله لبعض الوقت ، أم تسكين الخطاب الديمقراطي في بعض المنابر المحسوبة علي هذا النظام ؟؟؟ وهل كان وجود الحاج وراق في هذه المؤسسات على حساب ما يدعيه من مواقف ورؤى وأفكار أم خدمة لهذه المواقف والأفكار والرؤى ، والمقارنات مع السياسيين الانتهازيين (الذين علمت أنتهازيتهم بالضرورة) تأتي دائمأ أو غالباً في صالح مشروع هذا الاستاذ المفكر النزيه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وله وأنا أراه يمعن في استعداء القوى المتطرفة بكتاباته الأخيرة ، يمعن في الاقتراب من الشهادة ونحن نتساءل : انت معانا ولا مع الخيانة : كأن الموت لا يكفي دليلاً كذلك
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
لا أدري حقيقة من أين أبدأ . و لا أدري من أى طرف أمسك بخيط الكلام أو الكتابة .
لست هنا بصدد الدفاع عن أو تحليل وتفنيد ما كتبه الأخ فتحي البحيري عن الأخ الحاج وراق .لكنها شذرات هنا وهناك آمل أن تساعد من يدخل هذا البوست تفهم عمن يدور الحديث .
أذكرها كما لو كانت تحدث أمامي الآن ، تلك اللحظة من عام 1968 حين رافقت شقيقي عادل الذي كان يدرس بالصف الثالث بمدرسة رفاعة الشرقية الإبتدائية لحضور توزيع نتائج إمتحانات نهاية العام الدراسي . كنت أدرس بالصف الثاني بمدرسة رفاعة الغربية الإبتدائية وكنا قد إستلمنا النتائج في اليوم السابق لهذا اليوم . وجدتني أنسحب من الكنبة التي كنت أجلس فيها بجوار شقيقي وأتوجه غريزياً للفصل المجاور لفصل شقيقي وهو الصف الثاني ( أبناء دفعتي ) لأرى من منهم كان الأول ومن منهم الطيش . لم يطل إنتظاري جاء الأستاذ الفارع الطول الباسم المحيا والذي عرفت فيما بعد أنه الأستاذ عبداللطيف الفادني ، بعد مقدمة آسرة قام بتوزيع النتائج : -
الأول : كمال الشيخ البكري
الثاني : الحاج علي وراق سيدأحمد
-
-
تم الإنتهاء من توزيع النتائج وحدث هرج ومرج كل يود معرفة مجموع وملاحظات رائد الصف ، وجدتني ضمنهم أقرأ متلصصاً ( وأقارن ما كتب لهم من ملاحظات مع تلك التي كتبها لي رائد فصلي وكان ترتيبي الأول ) . لفت نظري في تلك التظاهرة أمران
أولهما
ملاحظة رائد الفصل الحصيفة فقد قال عن الأخ كمال الشيخ ( الدكتور لاحقاً ) مميز في دروسه ، رفيعة هي أخلاقه . قال الأستاذ الفادني نفس هذه الملاحظات عن الأخ الحاج وراق لكنه أضاف عليها ( يتمتع بروح قيادية ، محبوب بين زملائه ومعلميه )
ثانيهما
تصديقاً لملاحظة الأستاذ الفادني الذي كأنه كان يقرأ المستقبل على كره بلورية ، فقد رأيت على غير المعتاد أولئك الطلاب ذوي الأجسام الضخمة ( نسبياً ) والذين يجلسون عادة في المقاعد الخلفية للفصل وبعضهم يتذيل قائمة النتيجة والذين يقومون في العادة في نهاية العام ( بضرب ) وملاحقة الطلاب الأوائل . رأيتهم يقفون باحترام مثير للتعجب في حلقة يتوسطها ذلك الطالب نحيف الجسم ، آسر النظرة ، مجيد الإستماع ----- الحاج وراق يستمعون إليه في إحترام ويناقشونه بود مهيب .
في ذلك اليوم من تلك السنة تعرفت بواسطة شقيقي على الأخ الحاج وراق
الأخ فتحي
سأواصل معك إن أراد الله
كلي أسف للإستطراد
شعرت أن هذه المقدمة ضرورية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: Elmoiz Abunura)
|
شكرا جزيلا أخ المعز
لا نستطيع ادعاء الإحاطة بما كانت تقوله صحيفة الحرية ولا النفاذ إليه في هذا السياق
ولكننا نعتقد في مجمل رسالتها وأدائها من حيث المكونات الأساسية للـ(حدث) ما كتبناه هنا
لقد كانت الصحيفة ، ودون شك ، تصب في مصلحة النظام الإنقاذي ككل من جهة كونها مؤسسة تتبع لبعض اتباع النظام ، اضافة إلى ما يمكن أن تمثله من (كسب سياسي) بادعاء وجود هامش من الحريات أكثر مما كان متوفر في الحقيقة والواقع
وكانت بالمقابل منبراً للديمقراطيية والعدالة ونصرائها
والموازنة والنقاش ؛ لا يزال ؛ أي هذين الوجهين المتقابلين هو الأقوى والأكثر أصالة في التعبير عن مكنون وحقيقة الواقفين من ورائها وعلى رأسهم الأخ وراق ؟؟؟
.... محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
Dear Fathi
Thanks for your message. I think you are not only confusing the reader, but you are
confusing yourself. You did not answer my question. I should say, even before the current NIF- SPLM regime, the
publishing of Alhoria, Alayam, and emerging of various civil society organizations in the last seven years, and establishing of secular cultural centeres inside Sudan such as Sudanese Studies Center, Abdel Karim Mirgani, Enlightenment house etc... was not a gift from NIF, it was a result of patient, and persistent of the internal resistance to the oppressive regime.Itis an honour to Warag that he was in the heart of the internal resistance.I have read most of the published copies of Alhoria ( several copies have been expropriated by NIF regime). I have to say Alhoria was the lone voice for the enlightenment and secularism in Sudan during that period. The newspaper was the most daring newspaper in addressing the ills of NIF. I DO NOT BELIEVE IN CONSPIRACY THEORY, and I have my strong doubts that NIF's regime wanted a newspaper to advocate a democratic, and secular alternative to its fundamentalist, and reactionary agends. You also keep talking without providing evidence about Alhoraia as one of NIF's institution.Do you want to convince your reader that Warag, Amal Abbas, Abu Bakr Alamin, Rabah Alsadig, Hayder Attallah,Hayder Ibrahim and all Sudanese patriots who were editors, and writers in Alhoria were NIF agents! please wake up and smell the coffee
An honest analysis for a public figure like Warag would look to the history of Warag. A known political history since early 1980s. Warag was a leader in the Sudanese Communist Party from 1989-1995. He was also a leader in HAQ 1996-2005. Before he became an editor of Alhoria in 2002,unlike most people from his generation, Warag did not live the normal life, he did not go to oppose NIF from overseas, he went underground, protected by the noble people of Sudan to work against NIF, as a communist first, then as a leader in HAQ. IF you really want to reach a balanced judgement about the role of Warag, you need to look to his poltical history and contribtion to the enlightenment project, otherwise your post would be another worthless
post
Regards
Abu Ghassan
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: Elmoiz Abunura)
|
شكرا ومحبة جزيلين ثانية ً أخي أبو غسان
....
وشكرا عميقا لاهتمامك وغيرتك
وصدقني
ليس من أهداف هذا البوست تجريم الحاج وراق .... ولا تكريمه
ولكن .. هي محاولة بائسة ويائسة ومتواضعة من جانبي في انتهاج طريقة جديدة للتعاطي مع الحراك السياسي الدائر الآن ... بغية (إنتاج) واقع سياسي أكثر انسجاماً وفاعلية ... وكم كان ، ولا زال ، سهلاً الارتهان العاطفي إلى طمأنينة (الحاج وراق دا زول كويس ) ... أو طمأنينة (الحاج وراق دا زول ما كويس ) كلاهما سهل عندي وكلاهما لا يكلفني شيء وكلاهما له (سوقه) الحار سخونة تأثير الرجل في الساحة والذي يشهد به الناس ضمنا أو صراحة في الجهتين
لا يفوتك ولا يفوتني قطعا ما يقوله كثيرون ولا سيما بعض منسوبي الحزب الشيوعي السوداني وبعض منسوبي حركة حق جناح عدلان حول الرجل وتفسيراتهم المختلفة لما يقول ويفعل
هذه المقولات ، بغض النظر عن رأينا في درجة الحس الوطني والمسئولية الإخلاقية والسياسية التي تجعل كثيرين كرماء في تداولها بغير بينات أو أدلة تخلق الكثير من البلبلة التي سيستفيد منها أعداء الديمقراطية في النهاية ...
ولا نستطيع أنا ولا أنت نكران أنهم واجدون في بعض آثار وحيثيات أفعال الرجل وحراكه ما يعينهم ويقوي من حجتهم المفقودة
يحاول هذا البوست وضع الميزان بالقسط بين هذين الموقفين المتناقضين من الأستاذ أو هاتين الرؤيتين المختلفتين له، ولا أجد مبرراً للانزعاج من فعلي هذا ولا تجريمه ، مع احترامي العميق لك ولأفكارك وعواطفك تجاه الاستاذ وراق ، على العكس تماماً أجد أنني ، وربما بدون وعي كامل ، أنحاز إلى جهتك في النصوص التي أوردتها وفي لحن قولي أكثر من الجهة الأخرى التي تضعني فيها الآن
ولا بأس على كل حال ، فقد أثريت هذا البوست بمداخلتك الأخيرة هذه أكثر وأكثر
محبتي عالية وامتناني عميق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
دارت الحياة دورتها ، كنت ألتقي الأخ الحاج وراق في مناسبات متفرقة ، لكنني كنت أحس أن هناك الكثير مما يربط بيننا . إلى أن إلتقينا.
إلتقينا عام 1973 في مدرسة رفاعة الأميرية الثانوية العامة ، وفي فصل واحد ، وفي درجين متلاصقين لمدة ثلاثة أعوام هي عمر تلك المرحلة ( ليت الأخ ثابت محمد الجاك العضو بهذا المنبر يدخل هذا البوست ليكون شهيداً على ) .كان مبرزاً أكاديمياً نعم ، كان متقد الذكاء نعم ، كان شعلة من الحركة الإجتماعية والرياضية نعم ، قد يشاركه كثيرون في هذه الصفات لكن ما تميز به على الكل وعلى الإطلاق هو تلك الكاريزما المهيبة . الكاريزما التي تجعل غيابه عن الحصة أو عن مباراة كرة القدم أو ( قيم الوست أو الكونكان ) أو الجمعية الأدبية أو النشاط الإجتماعي كانت تجعل كل ذلك بدون طعم حتي لو حضر كل المفروض حضورهم .
تلك الكاريزما التي أعطت كل فرد من أصدقائه الإحساس بأنه الصديق الأثير المحبب والمفضل للحاج وراق . تناقشنا وتعاركنا في الأكاديميات ، وفي الهلال والمريخ وفي أبو عركي البخيت وزيدان إبراهيم وفي تختخ ومحب وعاطف ولوزة ونوسة وفي أجاثا كريستي وفي أرسين لوبين وفي الهارب وفي قصص إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي .
في سن ( الأربعة عشرة عاماً ) ونحن في سن اللهو تلك جاءنا يوما يحمل كتاباً يقول أنه قد قرأه مرتين وأعجبه جداً وسوف يسلفه لمن يستطيع إكمال قراءته في ثلاثة أيام لنعمل من بعد ذلك حلقة نقاش عن الكتاب . كان إسم الكتاب ( الصامتون يتحدثون ) . ثلاثة من وزراء عبدالناصر يكشفون سوءات النظام الذي ينظر إليه معظم العرب في تلك الأيام نظرة إعجاب والهام وينظرون لقائده عبد الناصر نظرة اجلال و تقديس .
بدأ بنا وراق مرحلة جديدة من عمرنا .
مرحلة القراءات الجادة .
بكل المقاييس كان أستاذنا .
كان أستاذنا ونحن أصدقاءه .
وكان أستاذنا وفينا من يكبره سناً .
كان متقدما كثيراً .
وكثيراً جداً .
أواصل إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: عاطف عمر)
|
فتحى البحيرى
تحياتى نديات
لست فى معرض تفنيد تحليلك لأننى لست مستعدا لذلك الآن لكنى وددت أن أقول
اننى من المداومين على قراءة كتابته عبر جريدة الصحافة ويصيبنى الإحباط عندما
يغيب عن الكتابة لأى سبب ...أحس بالإنتماء تماما لما يكتب من حيث الفكرة والصياغة
فالحاج يكتب الفكرة التى تنحاز إلى البسطاء من اهل بلادى بلغة رفيعة وحرف مهيب..
هو بجانب آخرين فاكهة وبهار لصحافتنا البائسة فى معظمها منهم القلم الرشيق مرتضى الغالى
والرمز الكبير محجوب محمد صالح وغيرهم ....
مع عميق المودة
عبد الرحمن قوى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
شكراً أخي فتحي للترحيب الدافئ مما يشجعني على المواصلة .
ولجنا مدرسة رفاعة الثانوية عام 1976 . كانت فترة زاهية بكل المقاييس ، تعرفنا فيها على معنى العمل العام ، بدأناه بما كان متاح أمامنا ، خدمة لطالب معسر ، تشجيراً للحديقة الوحيدة الموجودة بمدينة رفاعة ، تسيير حملات النظافة التي كادت أن تكون دورية ، عرفنا لذة أن نحرم أنفسنا من قضاء الأعياد مع ذوينا ونقضيها في المستشفيات مواسيين للمرضى ، وفي الحراسات مع الموقوفين نقدم مع التهنئة حلوى العيد .
في كل ذلك المجهود كان يقودنا الأخ الحاج وراق يفكر معناً -- يسمع لنا -- يتبنى وبشجاعة فكرية أى رأى مخالف لرأيه لو إقتنع أغلبيتنا بصوابه .
هذا على مستوى النشاط العام ، وعلى المستوى الأكاديمي فقد حافظ على تميزه . وكان الحدث اللافت للنظر أن نظام الدراسة وقتها كان أن يدرس الطالب السنتين الأوائل من المرحلة الثانوية دراسة عامة وفي السنة الثالثة ( وبناء على نتيجته ) يصنف الطالب علمي / أحياء أو علمي / رياضيات أو أدبي . وقد كان التنافس بين أوائل الطلبة دائماً ينحصر بين خيارات علمي / أحياء أو علمي / رياضيات باعتبار أنهما الطريق المؤدي لكليات الوجاهة المتمثلة ( كما جرى العرف الإجتماعي وقتها ) في الطب والهندسة والصيدلة . أقول فاجأ الأخ وراق الجميع برفض ترشيحة لمساق علمي / أحياء واختار المساق الأدبي في ظاهرة كانت نادرة خاصة وهو قد كان الأول على صفه والمتميز في المواد العلمية التي كانت تمثل عقدة لمعظم الطلبة . دافع وراق عن قراره عندما جاءه من يراجعه من الأساتذة وأصدقائه الطلاب أن رغبته ليست في طب أو هندسة إنما رغبته أن يدرس الإقتصاد ويتخصص في العلوم السياسية .
أصل هنا لنتيجة
وضوح الرؤيا لما يريده لنفسه .
أواصل إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
ثم كانت جامعة الخرطوم
تم قبولنا فيها سوياً في العام 1979 مع إختلاف الكليات
وجد الأخ وراق ضالته في كلية الإقتصاد ، وفي الجو الجامعي الصحي المعافى ( وقتها ) . حيث المراجع متوفرة ، السكن والمعيشة متوفرتان بصورة تحفظ للطالب الجامعي كرامته . النشاط السياسي المتوقد ، الأذكياء في كل التنظيمات السياسية من معهم تحلو المناظرة ويجلى صدأ العقول . نهل من تلك المراجع بحكم التخصص الأكاديمي وبحكم هوايته التي تصل لحد الإدمان للقراءة . ناظر الأذكياء من ألوان الطيف السياسي ، أتيح لنا بحكم إعتبارات كثيرة أن نكون شهوداً على بعض تلك النقاشات . بحث في الماركسية ، في الفكر الإسلامي بمفهومه السلفي وفي الفكر الإسلامي بمفهومه الجمهوري وناقش من موقف المتمكن معتنقي تلك المعتقدات . إتفقوا أم إختلفوا مع ما كان يحمل من آراء إلا أن الجميع إحترمه . إحترموا فيه تمكنه من المعلومة ، وأدبه الجم ، وإحترامه لرأى خصمه الفكري مهما كان درجة إختلافه معه .
يصح أن أقول بدون أى تردد أنه كان صادقاً في بحثه عن الحقيقة .
لذلك لم يلتزم ويحدد مساره مع الحزب الشيوعي إلا في نهاية فترة الدراسة الجامعية . ذلك بعد أن بحث ونقب وناقش واقتنع ( صحيح لم أكن أرى رأيه في توجهه السياسي الذي اختار ) لكنني أكتب ما عايشت شهادة لله .
أواصل إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: عاطف عمر)
|
لا أدري ان كـنت ما سـأقـوله هنـا يضـيف قليلا لمـا قـيل عـن الاسـتاذ الحـاج وراق أم لا.... لكـنه قطـعـا يـدعـم بعض جـزءيات جـاءت هنـا مـن بعض المشاركـين في حـديثهـم عنـه..
معـرفـتي بالحـاج وراق ليسـت بعيـدة..عمـرهـا سـنوات قليلة...
كمتابعة لميلاد حـركـة تنظـيم سـياسي بمبادرة الخـاتم عـدلان ..وايضا كمتابعة لمحـاولة تنظـيم حـركـة القـوي الحـديثـة والـذي اسفر مـؤتمرهـا عـن قيـام حـركـة حـق .... وثـم الانشـقاق الـذي تبـع ذلك عـن الاسـتاذ الخـاتم عـدلان.....ثـم كـتابات وراق المختلفـة وخـاصة عـن المجتمـع المـدني...
كـانت بـداية معرفـتي به كـقارئة تهتم كـثيرا بتحليل ....تطـور... جمـود....ونقـد حـركـة المجتمـع المـدني في السـودان..
حـتي ذلك الحـيـن لم تتعـد عـلاقـتي بوراق اكـثر مـن عـلاقـة قـارئ معجب بقـراءات كـاتب...مثل مـاكـان اعجـابي الشـديـد بحـديث الخـاتم عـدلان الذي ماكنت أرغب له أن ينتهي أبـدا....
تمت دعـوتي لأحـد المـؤتمـرات في ربيـع 2004 في ألمـانيا وطـلب مـني (Justice Africa Organisation) تقـديم ورقـة عـن دور منظـمات المجتمـع المـدني في المرحـلة القـادمـة في ذلك الوقـت.....
قـرأت قـائمـة المـدعـوين ووجـدت اسـمه بينهـم....وكـانت سـعادتي كـبيرة لأنني سـألتقيه وجـهـا لـوجـه.... وحـلمت فعـلا بإمكـانية وجـود وقت يمكـنني مـن الاسـتماع اليه شـخصـيا والإسـتفاده مـن آراءه..
ومنـذ أول لقـاء في المـؤتمـر حـتي انتهاءه بعـد ثلاثة أيام.... وحـتي لحظـة السـفر..كـان مقعـدي دائمـا بجـانبه.. نتبادل أحـيانا التعليق بصـوت خـافت علي مانسـمـع مما هـو مفيـد ومـاهـو سـخيف أيضـا....
حضـر الحـاج وراق اسـتاذي في المعـرفـة الورشـة التي قـدمتها.....وكـانت مشاركـته داخـل الورشـة كـبيرة ومفيـدة ومقـدرة مـن كـل المشـاركـين..
بـدي لي الحـاج الشاب النحيل خجـولا..ضـاحكـا..لكـن لابـد لك مـن أن تنتزع الضـحكـة منـه...وكـذلك متصـوف في حـديثه ومظـهره البسـيط بأناقـة...لم أري في ملبسـه الا بسـاطة المتصـوف..ليست هنـاك مظـاهـر رفـاهية علي الإطـلاق تقـربه حـتي مـن المستفيـدين مـن النظـام...
جـلسـاتنا خـارج قـاعة المـؤتمـر كـانت إمـا علي الافطـار أو الغـداء ...ونسبياهي أوقات معقـولة في مـدتها لإصـدار احكـام 'عـامة' أو ربمـا احكـام عـامة علي جـزءيات... وأيضا كـانت حـينما تحـين الفرص بعـد الجـلسـات وهـذه كـانت قليلة نسبة لأن هــذا هـو الوقت الوحـيـد الذي تنشـأ فيه العلاقات وشـرح المواقف بطـريقة اكبر لـداعمـي المنظـمات..... مـن ناحية سياسات يتبعها بالضـرورة تمـويل أو عـدم تمويـل..اتفاق علي اسـتراتيجيات..برامج الخ...
تناقشـنا كثيرا اثنـاء الغـداء.... وكنا مجمـوعة مـن المشاركـين والمشـاركـات..في نقاشـات اجتماعيـة هـادفة مثل تربية الابنـاء ومستقبـل امكانية الرجـوع للـوطـن .....ومصـاعب الحـياة في الغربـة...وكـان يسـتمع لتجـاربنا بإهتمـام ..وكـانت آراءه تبـدو متكـاملة ومتماسـكة.....وتشـاركـنا في الكـثير مـن وجـهـات النظـر كمـا تشاركـنـا في صـداقتنا لأبـو بكـر الأمـين...وسـلام عـزيز لأبـو بكـر ان كـان يقـرأنـا الآن!
شـكـرا أخـي بحـيري تحـياتي لك ولكـل المشـاركين..
قـد أعـود...
مـني عـوض خـوجـلي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: عاطف عمر)
|
أصبح (عضم البوست) مداخلاتك يا صديقي وكأن حديثي كان مجرد تقدمات ومقدمات لشهادتك الضافية
واصل لا فض فوك
ما تفعله الان بمثابة توثيق
أتمنى أن لا تحرم القراء ولا تحرمني من مواصلته
مع محبتي العميقة
لطفلك هذا الذي زين لي بوستي
ولصديقك- صديقنا الحاج وراق الذي اتمنى أن يقرأ ما نكتبه الآن وأن يغفر لي هذا التشريح الذي أرجو أن لا يكون فجا .... فهذه ضريبة العمل العام ... وضريبة النجاح فيه
.....
ولك يا صديقي عاطف ؛ مع أشد الامتنان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
اوافق عاطف عمر في كلما قاله وسيقوله واقوله عن الحاج وراق
فهو الي 1995 المسؤول عن نشاط الحزب الشيوعي بعموم العاصمةالمثلثة
واخيرا حضرت غداء عمل بمركز الدراسات الاستراتيجية كان المضاف
السيد الصادق المهدي وتعرض لمطبات المصريين خاصة دكتور محمد
السيد سعيد لكن هذا الشخص النحيل لفت انتباه الجميع بما
فيهم شخصي فتحدث عن علاقات مصر بالسودان وتحدث عن التنمية
بين البلدين
فقصد الاخ بحيري غريب عني وانا اعلم عن الحاج الي 2004
وشخصيته واضحة السمات لبعيد وقريب النظر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
لم أعرف الحاج وراق إلاّ من خلال كتاباته العامة.
وإذا كان للقاريء الحق في أن يقيم الكاتب من خلال كتاباته؛
فإنني للحقيقة أقول: إنها كتابات صادرة عن كاتب صادق، مثقف، منحاز لقضايا الشارع ومتلمس لنبض الناس ومعاناتهم،
تشعر بأنهه يتحدث عما تريد أن تقوله،
وهو شجاع في قول الحق.
إذ أن الكاتب وبالأخص الصحفي يسقط في نظري عند أول محاولة لتزلف الحاكم مهما كانت السلطة مثالية في نظره.
العوض الطيب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
العزيز / فتحي
تحايا وأشواق
وإشادة على مثابرتك على فضح { صحابة أخر الزمن }
وبعد،،،
شهادات لا تلزمني
وكأن بعض منها يعنييني
وأنا صاحب قولة مكينة في حقه
عبر بوست { الحاج وراق إلى مزبلة التاريخ }
ومع إقتناعي التام بالحجج التي قدمتها هناك
وتعلن رأي السلبي فيه
أقول :
بدأ الوراق -بل ظل في أغلب الأوقات- يكتب كتابة أيجابية ضد الإنقاذ
وأصبح موقفه عبر كتاباته في الآونة الأخيرة أقرب لإتخاذ موقف معارض للنظام
وأصبح عموده اليومي قبلة الأنظار لفضحه عمايل الجبهة الإسلامية / المؤتمر الوطني
بإبانة وقول فصيح ورشيق
لكن:
أشوف بعض عمايلو - العملية - إستعجب
ومنها:
- مداخلته وتعليقه في المؤتمر الصحفي أمام علي عثمان طه
- توجيهه لعضوية حق بأن يتركوا المؤتمر الوطني لشأنه
ويركزوا على العدو الرئيسي ، الحزب الشيوعي
- حديثه المجافي للحقيقة وللموضوعية عن الإلحاد في الحزب الشيوعي
راجعوا بوست أزرق طيبة
- وبعض شتائم لا تليق
- وإتهام أخر كبير لدي إثباته أنتظر به اللحظة المناسبة
وهو حتى الآن يتفادى المواجهة القادمة لا محالة
عمومآ
حا يجي يوم الحساب
وينكشف كل المستور
والمخجل
وحينها
نتحاكم ونحتكم جميعآ امام محكمة الشعب والضمير الحي العادلة
علمآ بأن اوراق قرأ أي حرف كتبته عنه في البوست المشار اليه
وإكتفى بإتهام هلامي بعلاقة للبعض بإسرائيل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
* أدناه محضر وقائع الجلسة التي خصصها (المحفل) لمناقشة أكثر الأسباب فاعلية في الابقاء على العرب والمسلمين على تخلفهم:
- رئيس المحفل:
دعيتم الى هذه الجلسة التاريخية باعتباركم اختصاصيين في الفكر والتاريخ والسياسة والاقتصاد والاجتماع والاخلاقيات والعلوم العسكرية، اضافة بالطبع الى اختصاصيي علوم المخابرات والجاسوسية.
وكما مبين في الدعوة، فالمطلوب الخلوص إلى وصفة ناجعة لابقاء العرب والمسلمين في تخلفهم الحالي.
ولكي لا نضيع الوقت، فإنني لا أريد مقدمات ولا محاججات طويلة، أريد أن نسمع مباشرة الاقتراحات، والآراء المعارضة لها. تفضلوا، فلنبدأ.
- مُداخِل أول:
أقترح أن نشيع بينهم التعصب، وهو كفيل بتخدير العقول وإشاعة البغضاء، سيقتتلون فيما بينهم لأتفه الأسباب، وكذلك سيجعلهم يظنون بأنهم على تخلفهم الحالي الأفضل والأحسن، وبالتالي، فسيرفضون الانفتاح على كل مستحدث، سواء المستحدث من الأفكار أو النظم او من التكنولوجيات.
- مُداخِل آخر:
هذا فعّال، ولكنه غير كاف، من الطبيعي، أن ينشأ بينهم من يطلع على نتاجات الآخرين النافعة فيسعى الى تبنيها، فكيف نغلق هذا الباب؟!
- مُداخٍل آخر:
نستقطب بعضاً من رجال الدين، فيعملون في تعاون وثيق مع القسم الديني، بحيث يصورون لهم دينهم على غير حقيقته، فيصير مصدراً وعنواناً لضيق الأفق والتعصب، مما يسهل التعبئة ضدهم في كل أقطار الأرض، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى، نوظف الدين لنشر التعصب ولمكافحة التجديد الفكري والحضاري.
- مُداخِل آخر:
أوافق، ولكن أضيف الى ذلك، أنه لابد من اشاعة التفسخ والانحلال بينهم ـ نزيد ونوزع ونشجع تعاطي المخدرات والكحول، ونشجع الادب الاباحي، ونؤسس مجلات وصحفا خلاعية، ونزيد توزيع الافلام والصور الجنسية الفاضحة ـ كل هذا كهدف في ذاته، لأن اشاعة مثل هذا التفسخ على نطاق واسع، سيبدد طاقاتهم فيما لا طائل من ورائه، وكذلك كهدف متعدٍ لهدف آخر، وأعني أن هذا التفسخ سينتج مقابله، أي الغلو، وكلاهما معاديان للعقل، وبالتالي للنهوض.
- مُداخِل آخر:
هذا صحيح، ولكن كيف نضمن انه لن تنشأ بينهم تيارات تعارض مثل هذه الاتجاهات؟! اقترح اضافة الى هذا، ان نخترق دورات تدريب ضباطهم العسكريين التي تنظم عندنا هنا، فننمي لديهم فكرة الانقلابات العسكرية المزروعة أصلا في رؤوسهم، وكما تعلمون، فإن الحرية تشكل الدافع الأساسي للتقدم، ولذا فإن المجتمعات التي تقيدها الاغلال العسكرية لن تستطيع ان تنمو أو تتقدم، بل ستنتج أناساً ممسوخين، يخافون من التفكير، ويخافون من المعرفة، ولا يتجرأون على أي فعل . اضافة الى انهم سيكونون بلا كرامة، ومثل هؤلاء لا يستطيعون أن يدافعوا عن أية قيمة، بما في ذلك اوطانهم. ثم ان عسكرييهم من الانقلابيين، لابد وفي غياب المحاسبة والرقابة، من أن ينعطنوا في الفساد من رؤوسهم وحتى أخامص أقدامهم، وبالتالي، ستصير أهواءهم آلهتهم، ولأن هذه الاهواء تحتاج الى الأموال، ونحن الذين في النهاية نسيطر على الاموال، سواء عبر المصارف المحلية أو صناديق التمويل الدولية، فإننا سنظل نمسك بمفاتيح أقداس اقداسهم. هذا خلاف أن الفاسدين، وكما نعلم، على استعداد لبيع كل شيء، بما في ذلك امهاتهم.
- مُداخِل آخر:
هذا ممتاز، ولكن، وكما يعلِّمنا التاريخ، فان أية مجتمعات يسيطر عليها الطغيان، فإنها، وبنزوعها الطبيعي نحو الحرية، ستثور في النهاية على طغاتها، وحينها، فإننا سنفقد كل آليات السيطرة والتحكم. اذن، فلابد من تحوطات إضافية، وليس لدىّ اقتراح محدد في هذا الشأن.
- صمت.
- رئيس المحفل:
واضح، اننا طورنا اقتراحات مفيدة، ولكن، في المقابل، نواجه معضلة أساسية يتوجب حلها، أرجو أن نركز على ذلك.
- مُداخِل:
اقترح اضافة الى ذلك، أن تبقى هذه المجتمعات في فقر مدقع، خصوصا مجموعات المثقفين والنشطاء، بحيث لا يتوفر لها لا الزمن ولا الامكانيات للانشغال بالعمل العام.
- مُداخِل آخر:
ولكن الفقر، مثل القهر، يولِّد في النهاية طاقة للتغيير، ولذا ففي النهاية، سيحدث تغيير، أيا كانت اشكاله، بل انه سيكون تغييراً على شكل تفجرات لا يمكن ادارتها او التحكم بنتائجها.
- مُداخِل آخر:
اقترح أن نفسد البدائل: نخترق الأحزاب الداعية للحرية، نلغم صفوفها بالمندسين والوشاة، ونخوض حرباً نفسية شرسة على كوادرها المخلصة وعلى قياداتها الشريفة، وفي النهاية، نسعى الى ان تتسنم قيادتها أكثر العناصر قابلية للفساد وللرشوة. وكذلك نشجع بينها الصراعات الانصرافية، والمعارك في غير معترك، فنجعلها وبدلا من ان تواجه الطغيان، مشغولة في جلدها خرش. وكذلك لابد من تنمية ديناميات النظم الطغيانية لافساد المنظمات الطوعية المدنية والاهلية، حيث في اجواء الحصار والتقييد، تتحول هذه المنظمات الي (كناتين) مغلقة، وتشيع فيها بدلا من قيم التطوع والتضحية والايثار، تشيع فيها اخلاقيات الفساد والتكسب والارتزاق واللهاث وراء مصادر التمويل، أيا كانت وبأي الوسائل! وكل هذا، في تقديري، كفيل بإشاعة مناخ عام من اليأس والاحباط، مما يجعل هذه المجتمعات قانعة بطغاتها، وذلك لأن البدائل لا تقل سوءا عن الطغاة.
- مُداخِل آخر:
اتفق معك في اقتراحاتك، ولكني أود التنبيه الى احتمال لم تضعه في الحسبان: احتمال ان تنشأ تيارات جديدة في السياسة والعمل المدني، فتصير حاضنة للقيم الجديدة، فماذا نفعل ازاء هذا الاحتمال؟
- المُداخِل السابق:
يمكن أن نواجهها بذات الاستراتيجية السابقة: إطلاق ديناميات الطغيان لافسادها.
- مُداخِل آخر:
ولكن، هذا الاحتمال ينطلق أصلا من فرضية بروز قيم جديدة ترفض القيم السائدة، بما فيها قيم الفساد؟
- المُداخِل السابق:
يمكن أن نقمع مثل هذه الاتجاهات الجديدة بقسوة اكثر، بما في ذلك اعتماد الاغتيالات المادية والمعنوية.
- مُداخِل آخر:
اننا بذلك نرجع الى النقطة الابتدائية من جديد ـ فالقمع وحده لا يكفي، صحيح انه فعال في المدى القصير، ولكن على المدى الطويل والاستراتيجي، فإنه غير كاف.
- مُداخِل آخر:
وجدتُها! وجدتُها! ولكن فليسمح لي السيد الرئيس أن أؤسس لاقتراحي بمقدمة صغيرة.
- رئيس المحفل:
تفضل
- المُداخِل صاحب الاقتراح:
إذا أردنا ان نلخص جملة الاسباب المحفزة والدافعة للتقدم الاجتماعي في كلمة واحدة، فما هي هذه الكلمة؟! لابد انكم سمعتم بمقولة الفيلسوف الألماني كانط، والتي تقضي بأن (النقد) يشكل أهم سقالة ابتدعتها الإنسانية من أجل بنائها الحضاري. في تقديري، ان هذه المقولة تضع أصابعنا على الوصفة السحرية: إن النقد يشكل السقالة الأساسية للتقدم الإنساني، لا يمكنك ان تغير أي شيء بحيث تتقدم إذا لم تنتقد ما هو قائم، لا يمكن تغيير الطغيان اذا لم يتم نقده، ولا يمكن تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية اذا لم يتم نقدها، وكذلك، والأهم، طرائق التفكير لا يمكن تطويرها إلا عبر النقد. فإذا استطعنا اغتيال القدرة على النقد، فإننا سننجح نجاحاً كاملاً ونهائياً في اقعاد هذه المجتمعات على تخلفها. وأقصد باغتيال القدرة على النقد، ليس فقط قمع النقد، وهذا ضروري بالطبع وتتولاه الأنظمة الطغيانية بكفاءة، ولكن، وكما توصلنا، غير كاف، ولذلك فاقتراحي أن نغتال القدرة على النقد داخل الأدمغة نفسها!
وفي هذا الإتجاه، فإنني اقترح اقتراحاً محدداً: أن نروِّج للتفكير (المؤامراتي)، بحيث تُصوَّر كل معضلة، أو قضية، أو أزمة، أو اشكالية، تُصوّر باعتبارها مؤامرة. مثل هذا التفكير، لا يستطيع أن يغوص إلى الأسباب، ولا الى السنن الاجتماعية والتاريخية، وانما سيظل يكرر الحديث عن مؤامراته، بما يجعله تفكيراً مستقيلاً، نائماً ومخدّراً، يدور في حلقات مفرغة، تبدأ من حيث تنتهي.
- رئيس المحفل:
ممتاز.. هل من اضافة؟
- مُداخِل آخر:
اتفق مع اقتراح إشاعة نمط التفكير (المؤامراتي)، ولكني اتساءل: أليس في ذلك خطر أن يصل مثل هذا التفكير الى مؤامراتنا نفسها؟!
- صاحب الإقتراح:
ولو، مادام عقلاً وتفكيراً مؤامراتياً، فإنه لن يغوص في أسباب نجاح مؤامراتنا، وبالتالي، لن يغوص في الجذور الفكرية والاجتماعية والسياسية، سيظل يعوم في سطوح الصياح عن المؤامرات، وغالباً ما يستخدم مثل هذا الصياح كمشجب يعلق عليه عيوبه وخيباته، وبالتالي، فلا خوف من ذلك.
- رئيس المحفل:
هل من إضافة؟!
- صمت.
- رئيس المحفل:
اذن، تعتمد كل الاقتراحات السابقة، بالتركيز على تشجيع النظم الإستبدادية وقمع الحريات وإشاعة التعصب والتفسخ والتفكير المؤامراتي.
شكراً لكم، انتهى الإجتماع.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فتحي البحيري
عاطف عمر
Elmoiz Abunura
معتصم الطاهر
Giwey
Muna Khugali
Elawad Eltayeb
أبو ساندرا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست