|
من عجائِبِ السياسةِ والسياسيين!!
|
قال الشيخ رشيد رضا (سقا الله ثراه) : ومن الوقائعِ التي توجِبُ العِبرةَ في ذلك أن الأستاذ الإمام(محمد عبده) لما كان في لندرة عاصمة انكلترا سنة 1301هـ ذاكر وزراء الانكليز في أمور مصر والسودان التماس خدمته لبلاده وقد سأله يومئذ رئيس الوزراء أو غيره (الشك مني) عن رأيه في حملة هكس باشا التي أرسلوها لمحاربة مهدي السودان الذي ظهر في ذلك الوقت فبين له بعد مراجعة طويلة أن هذه الحملة لا تنجح بل يقضي عليها السودانيون.ثم عاد الأستاذ من أوربا إلى بيروت وبعد عودته جاءت الأخبار بقتل هكس باشا وتنكيل السودانيين بحملته فبعث الأستاذ الإمام برسالة برقية إلى الوزير الانكليزي يذكره فيها برأيه وكيف صدق.فجاءه الجواب في ذلك اليوم من الوزير ومعناه: قد علمنا أن ما قلته لنا معقول وجيه, ولكن السياسةَ متى قررَتْ شيئا شَرَعَت فيه,وَجَب إمضاؤه وامتَنعَ نقضُُه والرجوعُُ عنه وإن كان خطأًً اهــ
(تفسير المنار ج4 ص206)
قلت: هذا نصٌّ تاريخيٌّ عزيز لا ينبغي إغفالُه في أن الإمام محمد عبده-رحمه الله كان أثيراً لدى الإنكليز...وكيف يدير السياسيون منذ عهد بعيد شؤؤون السياسة...بصلفٍ وركوب راس (كما هو الحال عندنا في السودان) والله المستعان
|
|
|
|
|
|