|
لماذا الجبهة الوطنية العريضة المعارضة ... المنهج والاهداف
|
منذ بداية عمل التجمع الوطني بالخارج ( كنت من قياداته ببريطانيا ومن المسئولين عن العمل الاعلامي المركزي مع د. فاروق.. وعملت في توفير المعينات
العسكرية) واجهتنا صعوبة داخل التجمع اكثر من الصعوبات خارجه .. خصوصا الخلافات التي كان طابعها المراهقة السياسية مع عدم وضوح الاهداف وبالتالي
الوسائل.. وسوف اسهب في ذلك لاحقا بغرض الاستفادة من تلك السلبيات والبناء علي الايجابيات علي قلتها..
لقد انفرط عقد ذلك التجمع لانه كان يتهدم في كل صباح نتيجة لخبث النظام الحاكم الذي كان يجيد المناورة والتلاعب بقيادات ذلك التجمع ليلا نهارا..
لقد وجد ذلك التجمع ظروف ملائمة للاطاحة بالنظام معظمها من فعل النظام اضافة الي الظروف الاقليمية والدولية منها:
- الحرب الجهادية المزيفة التي قادها النظام في الجنوب وساق لها الشباب عنوة وقهرا باسم الاسلام في مواجهة المسيحية - كان الحكومات قبلها تقاتل ضد التمرد وليس الايدلوجية
- تنامي ظاهرة الارهاب وايواء النظام لقيادات مرفوضة في بلادها مثل بن لادن والغنوشي.. وذلك بدء من المؤتمر الشعبي الاسلامي الذي عقد في الحرطوم وضم
المغضوب عليهم من كافة ارجاء العالم وحتي كارلوس .. لدرجة ان دولة مثل الجزائر استقبلت التجمع ودعمته
- تهديد المصالح الاميركية والغربية وحتي الاقليمية الافريقية والعربية منها
- محاولة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا
- الخرب بين ارتيريا واثيوبيا
وغيرها من الظروف الاقليمية والدولية التي ساعدت الي جانب قهر النظام لمواطنيه في عزلة النظام وبالتالي التاييد والدعم للتجمع الوطني الديمقراطي علي نطاق واسع من دول العالم
فقد قدمت الولايات المتحدة دعما قويا بيد مادلين اولبرايت وزيرة الحارجية وقتها كما ان بريطانيا والمانيا وفرنسا وغيرها لم تقصر
والاهم من ذلك ان دول الجوار ذات البعد الاسترالتيجي والعمق الجغرافي فتحت ابوابها للنظام وكانت ابزها ارتيريا بقيادة اسيا افورقي عندما سلمت ابواب السفارة السودانية في اسمرا للتجع الوطني الديمقراطي وكان رد فعل مصر قويا لمحاولة اغتيال حسني مبارك وقدمت للمعارضة ارضية انطلاق خصبة تتفاعل مع الجغرافية السياسية للبلدين ولم تكن اثيوبيا بعيدة وقد سبقتها كينيا ويوغندا وخسر النظام المملكة العربية السعودية وأساء الي قياداتها وادعي انها تقدم الاسلحة والعتاد الي قرنق وصور التلفزيون زيفا قطع اسلحة عليها شعار المملكة قال انها وجدها مع مقاتلي الحركة الشعبية .. وقد شاءت الظروف وقتها ان التقي بوكيل وزارة الاعلام السعودي ومدير وكالة الانباء السعودية الذين تالموا جدا لهذا الكذب الرخيص.
ولعل اجتياح صدام حسين للكويت وتاييد النظام له كان قاصمة الظهر في علاقاته بكافة دول الخليج ومعظم الدول العربية.. لدرجة ان مظاهرات النظام خرجت تهتف: بالكيماوي يا صدام .. السد العالي يا صدام!!
ولم تختصر سوء العلاقات علي خكومات المنطقة بل وصلت الي الشعوب وقد كنت وقتها في زيارة للسعودية وسالني كثير من المواطنين السعوديين: لماذا تكرهونا ماذا فعلنا بكم..قلت لهم انها حكومة العار وليس الشعب السوداني.. كما تسائل النوبيون والصعائدة في جنوب مصر لماذا تريدون قتلنا
لم يكن الدعم فقط حكوميا للتجمع والحركة الشعبية بل رافقه دعم شعبي جارف انتظم معظم انحاء العالم اجمع ففي كنيسة بقرية صغيرة في شمالي انجلترا وجدت المواطنين الانجليز يسرعون في المساهمة في صندوق دعم للجنوبيين الذين اعلنت حكومة البشير وقتها الجهاد ضدهم
نواصل
|
|

|
|
|
|