|
بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية
|
أقامت جمعية الثقافة والتراث النوبي وبعض ممثلي وقيادات الفعاليات النوبية بالمملكة العربية السعودية – الرياض مساء السبت 18 سبتمبر 2010م، احتفالية ثقافية حول تجربة بشرى الفاضل الشعرية والقصصية حضرها جمع من المهتمين بالشأن الثقافي بالرياض، وقد شارك في الاحتفالية الصحفي الأستاذ معاوية ياسين بمداخلة رئيسية، كما قرأ كل من الشاعر نصار الحاج /عصام عيسى رجب ومحمد مدني مقاطع من أشعارهم في نهاية الاحتفالية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ابتدر الحديث مدير الندوة الدكتور/ صلاح علي محجوب الذي تناول الأنشطة الثقافية التي ظلت تقدمها الجمعية من محاضرات وندوات ومناظرات وليالي ثقافية وشعرية، ثم قدم الدكتور/ بشرى الفاضل الكاتب السوداني المعروف كأديب وقاص وشاعر وصاحب محاولات في الرواية منوهاً لمساهماته العديدة في الشأن الثقافي السوداني، ثم أوضح أن الدكتور بشرى سيركز في هذه الأمسية على الجانب القصصي والشعري من تجربته الثرة ..
فقال ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
واصل بشرى:
هاجرت مبكراً مع أسرتي من ضيق الشمالية على ضفتي النهر إلى الجزيرة وفضاءاتها الواسعة .. وقد بدأت تجربتي الشعرية في المرحلة الثانوية بتجارب سرعان ما بدت لي غير ناضجة فتخلصت منها ، وقد مللت السير على نهج سلكته جموع الطلاب :
هكذا أبصر نفسي عاثر الخطو عيياً وخجولا
- أعتقد أن هضلبيم الماء هي بداية التجربة الشعرية الناضجة فزت بجائزة الشعر الثانية إبان دراستي في جامعة الخرطوم ونشرت الصحف صورتي بإعتباري قد فزت بالجائزة الأولى وحزنت لأخذي شهرة الفائز الأول الحقيقي وكانت الجائزة يقدمها الرئيس نميري وهذه كانت مشكلة بالنسبة لي وأستشرت صديقي الراحل المقيم الخاتم عدلان وأشار عليّ بالذهاب لإستلامها .. ورغم أني استلمتها بوجه مقطب دون أن أنبس بكلمة واحدة، فلا زلت أشعر بعدم مناسبة ذلك وإحساس بأن ليتني لو لم أفعل ولكن (سبق الاستلام العذل).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أخي العزيز / محمد عبدالجليل تحياتي ،
لقد فاتني خيرٌ كثير إذ لم أحضر تلك الأمسية والتي كان نجمها أديبنا وشاعرنا الفذ دكتور بشرى الفاضل وهو في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي .. والشكر لك وأنت تلخص لنا فعاليات تلك الأمسية الرائعة بروعة ود الفاضل ، صاحب المولد الحافل بكل أطايب الثقافة والأدب والشعر .. فلا غرو أن جاءته الناس جحافل ، أوليس هو القائل على لسان أبو سامر :
نفسي في داخلك أعاين .. وأروي روحي .. وأشوف منابعك ..
و .. مولداً ميدانو حافل .. كل ما يصبِّح .. تجيهو الناس جحافل ..
كم كنت أتمنى حضور تلك الأمسية والاستمتاع بسماع قصائد شوامخنا من مبدعي الشعر في الرياض (نصار وعصام ومحمد مدني ) ، وهم يعطرون مساء الرياض بأريج أشعارهم في حضرة د. ود الفاضل .
شكراً أخي .. وفي إنتظار المزيد من الاضاءات على تلك الأمسية التي فاتتنا، وفاتنا معها خيرٌ وفير .
مودتي ،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: abdulhalim altilib)
|
الاخ - عبدالحليم - تحياتي لك والعيد مبارك عليك،
لم يسبق هذه الأمسية ترتيب كثير فقد جاء بشرى ماراً بالرياض إلى الدمام وانتهز الاخوة بجمعية الثقافة والتراث النوبي هذه السانحة وأهدونا ليلة ثقافيـة عفوية الطابع - شكرا لهم، فما أروع الإمساك بالسوانح وأكثر عندما يكون الشأن ذلك ثقافة من مظانها تزرع الأمل ببكرة في جدب الطرقات:
متخبية والناس شايفنك باباى ونخيل متخفية والناس عارفنك قرآن وإنجيل وشقانا معاكى .. هو إنـّك طاويك الليل لكن واردنك .. وراويانا لا عيون تحزن .. لا دموع بتسيل يوم بكرة جميل ضوّاى .. ووسيم يوم بكرة جميل باكر .. دافـِر يوم بكرة جميل أبداً لا أتغرّب .. لا مسافر باكر ضوّاى وجميلتو الليل الما سوّاى كان حاول يطمس أقمارو يوم بكرة جميل أبيض ريحو من فالو النيل يطمح طوفان وتخاف من موجو تماسيحو باكر ضوّاى كلمات وأناشيد .. وقيامة باكر ضوّاى وغناهو الحادى .. الهدّاى يوم بكرة جميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
واصل بشرى قائلا:
هاجرت مبكراً مع أسرتي من ضيق الشمالية على ضفتي النيل إلى الجزيرة الواسعة .. وقد بدأت تجربتي الشعرية في المرحلة الثانوية بتجارب سرعان ما بدت لي غير ناضجة، وقد مللت السير على نهج سلكته جموع الطلاب :
هكذا أبصر نفسي عاثر الخطو عيياً وخجولا
وأعتقد أن هضلبيم هي بداية التجربة الشعرية الناضجة
صيد لا يقاوم
إنني أرنو لصيد لا يقاوٍم حاك لي من كفه حبل نجاتي وحباني بشراع مخمليِّ وأنا في اليم ممكون ولا أعرف ذاتي وتعارفنا سريعاً قرب دار السينما وتفارقنا حبيبي صار شباك تذاكر وأنا أصبحت باباً يجلب الريح إلى البحر إلى السمك الملون وتمزقنا أنا هوّمت بين الفيافي وحبيبي يتبدى في خيالي يتكون قال لي حين أفقت اليوم لا نبكي سنشفى حينما يهمي السحاب بيد أني لست أشفى لست أشفى لست أشفى[/red] اعزفي من قلبك الأحمر يا سمراء لحناً يستطيل الحب داراً للشباب وتغنّي يقفز الطفل الذي نرسمه في حلمنا إذ تغنين وتنثال الليلي نهر ذكرى ثبطي من همة الطير من الزهر ومن نبض الندى في العشب عاش الطين يحيا وتدلي نجفة بالحب قلبي صار احلى من تضاريس الطبيعة يخلق الإنسان في الإنسان إنساناً جميلاً كالإله فإذا ما صادف الحسن تجلى وإذا ما صاده القبح تولى رهقاً أو سار في بحر الطريق المتردي ثم تاه ما عسى البرق جميلاً حينما أبصرته بالأمس آه ما عساه ما عسى البرق ضئيلاً حينما أبصرته الساعة آهٍ ما عساه!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
فزت بجائزة الشعر الثانية إبان دراستي في جامعة الخرطوم ونشرت الصحف صورتي بإعتباري قد فزت بالجائزة الأولى وحزنت لأخذي شهرة الفائز الأول الحقيقي وكانت الجائزة يقدمها الرئيس نميري وهذه كانت مشكلة بالنسبة لي وقمت بإستشارة صديقي الراحل المقيم الخاتم عدلان وأشار عليّ بالذهاب لإستلامها .. ورغم أني استلمتها بوجه مقطب دون أن أنبس بكلمة واحدة، فلا زلت أشعر بعدم مناسبة ذلك وإحساس بأن ليتني لو لم أفعل ولكن (سبق الاستلام العذل).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
قصائد الأنهار 1 النهر الأول يسعى إلى حتفه
كان صيفاً ورعباً ويقترب النهر في فزع نحو ذاك المصب اللعين تقول العذوبة ـ وهي تخلخل جيناتها تتذكر ما فعلت أمهات لها حين عادت مع الريح تحكي تصيح العذوبة: ـ ما أفظع الملح ثم تمور بأحزانها وهي تبكي وتجري كما موجة عنفتها الرياح ويقطب منها الجبين هو النهر يسعى إلى حتفه بيديه وإما بدا الساحل الأبيض جرى النهر شرقاً وغربا فأصبح خمسين نهراً ويضحك بحر السكون الرهيب يقول: إلى أين يا ولدي هارب من مآلك أين؟- هو الملح يفصح عن شره للمياه صريح يقول بصوت فقيه وجبته من ثياب الوغى: البدار البدار- ويا نهر مهما جرى دمعك العذب لا تنجون من الانحدار. تقول الشواطئ ـ خمسون نهراً مئات الشواطئ ـ يا سيدي فلنعد للمنابع. تصيح المويجات ـ يا والدي ..عتمة فسكون حذار! يا نهر (غنى إلى نفسه النهر ) يا نهر لا عاصم اليوم ينجيك أو قل يخفف عنك النزيفا. فلو كنت تملك ذهناً جديداً لكنت بنيت السدودا ولو كنت تملك مجرى بديلاً يعود إلى الأم كنت أمرت به أن يعودا ويا نهر هذا هو البحر مفترس الماء فاهنأ به سبة وتمتع بأملاحه مأتماً وقعودا. *** على رسله أهدر النهر فضته الحيوية في لجة سعدت بامتصاص الحياة التي تستغيث من الأقدار بآهاتها كل عام على رسله دخل المعمعان وأظهر أحزانه زبداً في المكان
2 النهر الثاني بكى ثم بكى وهو يضحك
وقفت على شاطئ مقفر من بهاء التواصل بين مياه السماء وبين الشجر فلا العندليب كان هناك ولا العشًّ أين الغصون؟ وحل مكان الغناء عواءٌ حزينْ ومكان الشراعات حل الحريق ومكان الفراشات قبّرة لا تفيقْ . ونهرٌ تردت مكانته فغدا جدولاً فرّ منه الصليل كشعر غريب تنكر منه الخليل ولولا المياه الكسيحة ـ جادت بها السحب الأجنبية ـ تمشي الهوينى تلوت معهْ لأصبح غوراً يبوساً بوادٍ من الصمت والحزن يسري فراغا مهيباً ولكن بعضاً من الماء أسعفه من مؤامرة للرمال التي تصنع الموج فيها الرياح فلم تطمرهْ إذن كان يسدر في غيها خاوياً حاملاً موجه الوهمي بلا رقرقات إلى أن يحين الموات *** وسبّح لله بعض الطخا ثمّ اقبل من كل فجٍ ومن ثمّ أقبلت المزن فالسحب الداكنة وهبّت رياح من الحب والجاذبية فجادت بماء تطوّف بالمنبعِ كأن جيوشاً من الخير أمست ترابض في الموقع *** وذات صباح صحا الحبُّ والزلزلةْ فراقص ماءٌ وفيرٌ تباعيضَه وهو يرفل في حلة الموج في صفحة النهر يمتح حسن النماءِ إلى العشب والشجرِ بكى النهرُ ثم بكى وهو يضحكُ من محنة الأمس في الناس والرمل والجدولٍ
3 النهر الثالث لا تشربوه أنا النهر أملاً نفسي حبورا وماءً وأهرع في كل يوم شمالاً شمالا سعيداً و منتشياً بأماني المصب فلا تشربوني عسى أن يكون المصبُّ مفاجأةً لا تشابه أمعاءكم وانشروني على كل بيداء حتى يكون مصبي عريضاً بحجم الأماني تحذرني موجة سبقت نحو شلال روحي بألا اصب ببحرٍ بلاغاية فيه سوف أجُنْ وفي السر اعلم أني سوف أكون سدى عدمياً كمولدكم موتكم حين أنبع ثم أصبْ إذا لم أمد يدي مثلكم للمعاني أصدّ بها قبح ما تفعل الميكانيكا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى الفاضل في ضيافة جمعية الثقافة والتراث النوبي بالرياض - السعودية (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
واصل بشرى:
عندما كتب كمال الجزولي أمدرمان تأتي في قطار الثامنة كنا ننظر لذلك العمل كفتح في مجال الشعر .
الشعر يحتاج إلى معزة ولا يقبل إلا أن يكون أولاً، ومن يلتزم الشعر لا بد أنه سيقصر في أشياءه الحياتية الأخرى وينشغل عنها إنشغالاً ، ولنا في نموذج درويش الذي جعل من الشعر قضيته الأولى والكبرى مثالاً، كما نجد أن المعري قد التزم بيته ليس بسبب العمى بل حبسه الشعر وعبر عبره عن فلسفته الحياتية العميقة بجميع تفاصيلها في الدين والحياة بلسان عبقري ساخر:
بعثت رسولا الى صالح وها من القوم رأي فسد فيسمع مني هديل الحمام واسمع منه زئير الاسد
ولـو طارَ جبريلُ بقية عمره * عن الدَّهر ما استطاع الخروج من الدهر جاعلاً من جبريل بذلك لقياس الزمن.
أذكر أني ذهبت للدكتور أبوسليم وطرحت عليه فكرة أني أود العمل على كتاب يضم الأحاجي في كل الثقافات السودانية وشجعني كثيراً على الفكرة ولكني فصلت من الجامعة واضطررت للخروج من السودان وتوفى أبوسليم – يرحمه الله -وأعتقد أن ذلك قد أضاع فرصة كبيرة لإخراج عمل ذا قيمة كبيرة، فالثقافة السودانية تضج بالتنوع
| |
|
|
|
|
|
|
|