|
كرتي .. أضاع الكرت الرابح!!
|
كرتي... أضاع الكرت الرابح!!؟ الكاتب/ محمد لطيف Sunday, 19 September 2010 التاسع من مارس الماضي كان يوما مشهودا في العاصمة الكينية نيروبي.. وكينيا على كل حال ستظل محفورة في أذهان السودانيين.. كيف لا وهي التي احتضنت أطول جولة مفاوضات في العالم لإنهاء أطول حرب أهلية في إفريقيا، تُوجت باتفاقية السلام الشامل أو ما عرفت باتفاقية نيفاشا برعاية منظمة إيغاد.. ويستمد التاسع من مارس هذا خصوصيته من أنه اليوم الذي عقدت فيه قمة طارئة لإيغاد لبحث سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.. كانت الدعوة قد وجهت لطرفي الاتفاقية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.. الأول رفض الدعوة في بادئ الأمر..
ولكن بعد ضغوط كينية وأثيوبية وأمريكية عبر الجنرال اسكوت غرايشون مبعوث واشنطن الخاص قبل الدعوة، وكانت حيثيات الرفض أن الطرفين أنجزا جل بنود الاتفاق خلال الأعوام الأربعة الماضية (من ذلك التاريخ)، ولم يبق ما يستحق عناء قمة طارئة، بل قبلها بأيام كان الشريكان قد تبادلا تصريحات عن الاتفاق على القضايا العالقة.. ورغم ذلك كانت تلك الفترة تشهد تجاذبا بين الحركة وحلفائها من أحزاب المعارضة الشمالية من جهة، وبين المؤتمر الوطني من جهة أخرى، حول ما إذا كان بالإمكان أن تؤجل الانتخابات دون أن يتعارض ذلك مع قيام الاستفتاء في موعده.. كالعادة، كان من رأي المؤتمر الوطني أنه لا سبيل إلى استفتاء دون انتخابات، وكانت الحركة ترى أن بالإمكان تأجيل الانتخابات وقيام الاستفتاء في موعده.. ما أشبه الليلة بالبارحة حين تحذف الاستفتاء وتضع ترسيم الحدود.. وفي ذلك اليوم، أي التاسع من مارس الماضي، وعقب القمة الطارئة قال لي الفريق سلفا كير.. ليس هناك ما ينص في الاتفاقية على أن تسبق الانتخابات الاستفتاء!! ولكن..
ما الذي جعل ذلك اليوم مشهودا؟؟:
كانت القمة الطارئة قد انعقدت في قاعة جومو كنياتا في العاصمة الكينية نيروبي، وهي قاعة فخمة أو بالأحرى مؤسسة بحالها، تناثرت فيها قاعات الاجتماعات بتجهيزاتها التقنية الحديثة تحفها وتتخللها (أي القاعات) صالات للعرض ومحال للتحف والأناتيك والقرطاسية، وكل ما يخطر ببالك من خدمات.. وهناك في القاعة الرئيسية انتظمت قمة إيغاد الطارئة.. وفيما احتشدت الصالة الرئيسية بالقاعة بوفود دول إيغاد، خصصت الشرفة لثلاثة وفود.. وفد المؤتمر الوطني على يسار المنصة الرئيسية، وفد الحركة الشعبية على يمين المنصة الرئيسية، وفي مواجهة المنصة تماما خصصت شرفة لوفد الحكومة.. وفيما كانت القاعة تضج بهمسات رؤساء الوفود وأعضائها، كان هناك غرايشون وأمبيكي وأصدقاء إيغاد وبالضرورة شركاؤها.. ولكن الصمت أطبق على القاعة فجأة حين دخل الفريق سلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني والأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الثاني أو نائب الرئيس السوداني، ثم بدا واضحا أن الارتياح قد سرى داخل القاعة حين لاحظ الحضور قدرا من الانسجام والتفاهم بين الشريكين قد بدا على وجهي الزعيمين، وبعد ذلك على كلماتهما، حين أكد كل من سلفا وطه على حرصهما على إنهاء الفترة الانتقالية بكل استحقاقاتها، ثم تبادلا كلمات الشكر والثناء، كل للآخر... خرجت تقارير الوكالات والتقارير الصحفية عقب انفضاض القمة لتتحدث عن نجاح قمة إيغاد الطارئة، التي تُوجت بتشكيل آلية دبلوماسية مهمتها متابعة تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل، وليس آلية عسكرية للتدخل السريع!!
من نيروبي إلى نيويورك:
رب سائل يسأل عن مناسبة هذه القصة الطويلة التي تبدو في غير ما مناسبة.. أقول لكم المناسبة.. تصريح خاص نقلته (الأخبار) عن وزير الخارجية السيد علي أحمد كرتي نفى فيه نفيا قاطعا أن يكون السيد النائب الأول للرئيس هو الذي سيقود وفد السودان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الذي سيقود الوفد هو الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس... والقصة أن الأستاذة لينا يعقوب محررة (الأخبار) سألت السيد وزير الخارجية عن صحة معلومات توفرت لديها من واشنطن أن الفريق سلفا كير سيقود وفد السودان، فجاء نفي الوزير القاطع لتلك المعلومات.. وإلى هنا والأمر عادي... ولكن غير العادي أن تلك المعلومات التي طرحتها (الأخبار) أمام السيد وزير الخارجية لم تلفت نظره إلى أي شيء.. والمؤكد أن السيد الوزير لم يفكر مرتين قبل أن يطلق تصريحاته تلك.. لقد بدا الأمر وكأنما هناك مساس بكرامة السيد نائب الرئيس علي عثمان حين يُقال إن الوفد سيقوده سلفا كير، وأن المساس بالكرامة هذا يستدعي تدخلا حاسما من السيد وزير الخارجية لوضع الأمور في نصابها... ولو كان الأمر متعلقا بأي شخص آخر، لتفهمنا موقف السيد وزير الخارجية وهو يسارع بالنفي.. ولكن علي عثمان، الذي تنازل طواعية من قبل عن منصب النائب الأول، لا نتصور أن يضيره أن يكون الرجل الثاني في وفد يمثل السودان شماله وجنوبه في هذا الظرف المفصلي الدقيق، وفي ذلك المحفل الدولى المهم..!
هل تخيلتم معنى أن يدخل قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة وفد السودان يتقدمه النائب الأول الفريق سلفا كير ميارديت، وخلفه نائب الرئيس، وخلفهما كوكبة من وزراء الحكومة الاتحادية، شماليين وجنوبيين؟؟ وما يمكن أن يترتب على هذا المشهد من رد فعل أممي ودولي..؟؟ وما يمكن أن يشكله من إحباط لدعاة ومروجي حتمية انفصال جنوب السودان؟؟!
كرتي أضاع كرتا رابحا:
ولئن عذرنا السيد وزير الخارجية في أنه لم يحط بالأمر من هذه الزاوية، ويقدم بها نصيحة لمؤسسة الرئاسة، كيف لا وهو مستشار الدولة في كافة الشؤون الخارجية، وله أن يقدم من المقترحات والتوصيات ما يحقق تحسين صورة السودان في الخارج.. وهل أفضل من قطع الطريق على كل دعاة الانفصال الدفع بما يعكس واقعية الوحدة.. وهل أفضل تعبيرا عن الوحدة من أن يقود وفد السودان واحد من أبناء جنوب السودان.. إذن، لا عذر لكرتي بعد أن طرحت الفكرة أمامه مباشرة، فبدلا من أن يلتقطها ويطوّرها في إطار جهود حزبه لدعم الوحدة كما يرددون صباح مساء أهال عليها التراب حين سارع بنفيها... لو كنت مكان كرتي بعد السؤال لقلت في سري (والله فكرة) ولطلبت من المحررة أن تنتظر، بل لسارعت بدعوة كل وسائل الإعلام لأقول لهم (الحكومة في الخرطوم لا تمانع في أن يكون السيد النائب الأول على رأس وفد السودان المتجه إلى نيويورك إذا كانت ظروف سيادته تسمح)، ولكن.. ضاع كرت رابح آخر.. في لحظة... والتاريخ إنما تصنعه لحظة..!!
http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...&id=14698&Itemid=206
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كرتي .. أضاع الكرت الرابح!! (Re: Zoal Wahid)
|
بقولوا البحر رايق والقعونج متضايق... ما عرفناك يا زول واحد مع الوحدة و لا مع الإنفصال؟ مع أي منهما لا يهم لأنك ما حتصوِّت باعتبار أنك شمالي. يا زول خلي الجنوبيين يختاروا العاوزنو ونحن ما فارقة معانا كتير. كان داروا السودان الواحد ألف مرحب وكان قالوا عاوزين دولتهم الخاصة بهم تصحبهم السلامة .. مافي مشكلة. تحياتي.
كبـــّـاشي الصـــّافي
| |
|
|
|
|
|
|
|