|
هل قصيدة ( صديقنا منقو ) انفصالية؟
|
قصيدة ( صديقنا منقو ) التي تغنينا بها في صبانا الباكر يروج لها دائما بوصفها قصيدة تدعو الى وحدة الشمال والجنوب ولكنني ارى انها ( بقصد او بحسن نية ) قصيدة تكرس الفرقة وتؤكد ان الشماليين والجنوبيين ليسوا روحا واحدة في جسد واحد يستحيل تقسيمها الى نصفين والا فالموت لهذا الجسد كله بانقصاف روحه وانما تعلن القصيدة أن الجنوبيين والشماليين روحان مستقلان حلا في جسد واحد فحسب ! هل يمكن لروحين ان يحلا في جسد واحد؟ مستحيل طبعا وهل هنالك ضرورة اصلا لأن تتصارع روحان مختلفتان حول جسد ضيق واحد ( فمهما كبر هذا الجسد الا انه بمقياس حرية الارواح يعد محدودا ومقيدا بل ربما كان الجسد الواحد يعد ضيقا بالنسبة للروح الواحدة اذا كانت وثابة وحرة وعاشقة للفضاء المتسع بلا حدود ، فما بلك بروحين معا في جسد واحد مترهل وجريح كجسد بلادنا ؟ هذا النص يقرر ان الشماليين والجنوبيين روحان مستقلتان حلتا ( ربما عن طريق الخطأ ) في بدن واحد وذلك بعكس تعبير شاعر غنائي آخر يصف نفسه ونفس محبوبته بقوله: اصبحنا رغم البين روح واحدة في جسدين هذا التعبير الآخير اشد توفيقا في عكس التلاحم والتطابق بين الحبيبين ومعناه انهما شخص واحد قدر الله تعالى ان يسكنا جسدين مستقلين ( ربما يصلح هذا لترجمة حال الشمال والجنوب بعد الانفصال!) واما صديقنا منقو ونحن فروحان اثنان مستقلان حللنا بدنا ( بدن السودان الواحد) وبالتالي فمن الطبيعي ان تتحرر اليوم روح من تلكما الروحين لتسكن بدنها الخاص تاركة البدن القديم للسودان القديم وامراضه. اقرأوا معي :
صـديقنــا منقــو
أنت سودانى وسودانى أنا ضمنا الوادى فمن يفصلنـــا نحن روحــان حللنا بدنا منقو قل لا عاش من يفصلنـا
قل معى لا عاش من يفصلنــا
ها هو النيل الذى أرضعنا وسقى الوادى بكاسـات المنى فسعدنـا ونعمنـا ها هنـا وجعلنا الـحب عهدا بيننــا
أيها الســودان دم أنت لنا
أيها الســودان دم أنت لنا وأسقنا من نيلك العذب أسقنا وأبعث العزة فى أشبالنــا وأحفظ الشيب كـراما بيننـا
يتغنون بأنغام المنـــى
سوف نحمى دائما سوداننا ونزيح الستر عن هذا الضنـى ونغنى بعد ذا من لحننـا ليس يرضى الحر يوما بالضـنى أيها الســودان دم أنت لنا[/red] * للشاعر السودانى عبد اللطيف عبد الرحمن المرجع الأناشيد والمحفوظات للصف الرابع الإبتدئى جمهورية السودان وزارة التربية والتعليم معهد التربية ـ بخت الرضا الطبعة الأولى 1949 الطبعة الثانية عشر 1983 الطبعة الثالثة عشر 1986
ساعود للتفاصيل ______________ اللهم اهدني واهد بي واجعلني هاديا مهديا
|
|
|
|
|
|