|
|
|
 Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: محمد مكى محمد)
|
كل احبائى فى ايرلندا
تحياتى
ضجت مطارات الوداع
مطار يرسلك لاخر ، ورحلة تبعث بك الى اخرى فى نداء غريب مفاده "مكتوب عليك الترحال " سافر ، سافر كلما كان ذلك ممكنا
ها أنى اغادر باتجاه المطار ، هذه المرة مطار جون كنيدى فى مدينة نيويورك ، مشوار من البيت الى المطار يعادل المسافة بين مدينة الكاملين والخرطوم ،كبارى تدحرجك باتجاه اخرى ،علامات الطريق وتلك "المرأة " التى تشهد السائق على الطريق ، وهى "إمراة " الكترونية يضعها السائق الى مقدم سيارته ويضبط اتجاهاته على حديثها وحين يأذن لها تبدأ فى الادلاء بالمعلومات ، الشارع القادم يمين ، التالى يسارا وهكذا الى ان توصلك امام المبنى الذى تريد ان تصل اليه ، وسبحان الذى سخر لهم هذا
هانحن الان وبعد ساعة ونصف الساعة نقف امام مطار جون كنيدى ، لم يكن مطار جون كنيدى كما بقية مطارات الولايات المتحدة الامريكية ، رغم الشهرة التى احاطت به ، لكنه الاقل حجما والاقل اضواءا وبهرجا ...
وصلت بعد أمد قصير الى حيث صالة المغادرة ، حيث ساغادر باتجاه مطار شارل ديجول فى فرنسا وعاصمتها الجميلة باريس ،جلست الى مقعد كانت تجلس قبالتى فيه سيدة فرنسية وابنتها الصبية ، قالتا انهما كانتا فى سياحة فى الولايات المتحدة وها انهما عائدتان الى البلاد التى احبتاها ، كانتا توزعان الابتسامات والضحكات وتهمسان فى الحديث لحد الهديل
امضينا اقل من ساعة فى الانتظار ، هانحن الان باتجاه الطائرة ، مقعدى كان يحمل الرقم 41 لكن حمامة هدلت فى أذنى طالبة ان اتنازل عن مقعدى لخطيبها ليبقيا معا الى جوار احدهما الاخر ، كان لصوتها سحر جعلنى اصفه بالهديل بل يفوق الرقة مقدارا قلت لنفسى لو كان قد التقاها الشاعر الشفيف عبد الرحمن الريح لتأكدت له حينها أن ثمة قصيدة ستخلد الى الابد وستبقى بين العالمين ..
حين اجبتها بنعم ، أخذت حقيبتى الصغيرة فى محاولة رفيعة جدا لابداء حسن النوايا ، وتمنت لى رحلة سعيدة ومضت ...
كانت الطائرة من ذلك النوع الضخم المؤهل لقطع المحيط ...
فى الطائرة ورغم هدير المحركات لكنك بالكاد تسمع صوتا عاليا ..!
كان الحديث هامسا كأنما هى إشارات متفق عليها بين المسافرين ، لا يحيد عن ذلك صوت المضيفة التى كانت تشهد الناس على خطوات السلامة ...
فى المقاعد الاربعة التى كانت امامى ، كانت تجلس اسرة يهودية ، أب وطفليه وزوجته وولده الكبير ، الذى جلس فى نفس الصف الذى كنت اجلس فيه ، تعرفهم من تلك الطاقية المربوطة الى "سقف الرأس " كانت تميز ثلاثة من افراد الاسرة الرجال ، فيما ارتدت الام ملابس كلاسيكية وان كانت عادية ،كان الاب يجلس متوسطا أفراد اسرته ، واضعا كتابه "التوراة " امامه يتلومنه لاحظت انه يفعل ذلك كلما ازداد اهتزاز الطائرة
حين أزف موعد وجبة العشاء ، قدمت لهم المضيفة طعامهم أولا "لهذه الاسرة اليهودية " مصحوبة بكلمة "حلال " بنطق عربى فصيح ..! مشيرة بكلمة حلال للحم...!
ثم جاء بعد ذلك من يعلن لنا ان العشاء مكون من اللحم والسمك وعلينا ان نختار ، ولانه لم يذكر كلمة حلال فآثرت ان يكون طعامى سمكا ...
كنت قبل الان قد سافرت فى مرة باتجاه سويسرا ، ولا اعرف ماذا كان الغرض ان "يفرزوا لى عيشتى يومها " لكنهم فعلوا وقدموا لى طعاما خصيصا ربما لانى كنت المسلمة الوحيدة فى الطائرة ؟ ربما ...
إنتهت مراسم الوجبة الان ، الشمس كانت ساطعة فى الخارج ، كنا قد تحركنا من نيويورك مساء،لكنى لم اتعجب فلقد كنا باتجاه الغرب وهذا يعنى ان الشمس فى حالة طلوع مما يعنى اننا سنفقد يوما كاملا ....
عشرة ساعات هى عمر الرحلة بين باريس ونيويورك،سنقطع المحيط إذن
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
مطارات اخرى
الان ، نحن فى مطار شارل ديجول علينا ان نترجل فى صالة وصول جديدة ، كنت قد خرجت من عملية جراحية قبل عدة ايام قبل ان أبدا مشوار تلك الرحلة ، لذلك آثرت ان آخذ الكرسى المتحرك من الطائرة الى الصالة ، وجدت امام الطائرة لحظة ان ترجلت شاب اسمر يقف امام المخرج فى الطائرة سائلا عن اسمى بين الركاب ، اجلسنى الى الكرسى ، ودفعنى امامه ، كان من هاييتى ، شاب وسيم فارع ، اخذ يلومنى ويلوم جهلى باللغة الفرنسية ، لكنى لم اعر ذاك الامر اهتماما ، بل كل همى كان مصبوبا فى ان اصل الى مكان اتمدد فيه بعد كل تلك ال"قعدة " الطويلة ، اوقفنى الى عدة نقاط وقفوا فيها الى جوازى وتذكرتى واشاروا الينا بالمضى ...
اول ما تدخل مطار شارل ديجول ، انت محاط بالروائح والعطور ، فثمة عطر خفيف يفوح معطرا المكان ،تتحول ذاكرتك بصورة حاسمة الى الحديث الذى كنت تسمعه من أن باريس بلاد العطور التى تكمل الاناقة ، وانها عاصمة الثقافة والنور والازياء
رغم ان المطار صغير قياسا بمطارات امريكا ، لكنه من أكثر المطارات الاوربية ـ على الاقل التى زرتهاـ نظافة ، مع ذلك اسعاره لاتضاهى ، فكباية القهوة الصغيرة ثمنها 6 دولارات ... وهذا امر لايحدث فى الولايات المتحدة مهما غلا سعر المنتج
كنت متجهة الى مطار دبلن الان ، حيث ستكون نقطتى النهائية فى الوصول الى اوربا ، التى كان سفرى اليها عبر دعوة من منتدى الشباب فى ايرلندا "دبلن " ذلكم المنتدى الذى اقاموه تخليدا لروح زميلهم الراحل الطبيب الشاب عماد الامين ، حين سألونى ان أقدم ورقة فى المنتدى لم اجد ما يمنع ، وافقت على الفور ، ربما لجنونى بالسفر ، وهكذا وجدتنى اجوب المطارات باتجاه مطار دبلن ، التى ستكون اول مرة أزورها
حين بدأت الرحلة ، كان ذلك يوم الخميس "19 اغسطس لهذا العام "لأصل بدعوة من صديق لم أكن أعرف عنه سوى إسمه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
خرجت الان من مطار شارلى ديجول الى الجهة الاخرى على متن "كرسى متحرك " حيث كنت اعانى بعض الارهاق ، ولم يكن بمستطاعى السير لمدة طويلة ، جاء رجل ابيض متوسط الطول نحيف شعره مشدود الى فروة راسه "مجلط" ، لسانه فرنسى كامل الالتواء
يتحدث بانجليزية تخرج فى مجرى فرنسى لكنها مفهومة على كل حال ، سالنى عن اسمى ،وطلب الىّ ان أريه جوازى ، ففعلت ، اجرينا كل ما طلبوه منا وخرجنا من تلك المنطقة ،كان يدفعنى امامه على ذاك الكرسى عبر طرقات المطار من اعلى الى اسفل المطار
خرجنا اذن من بوابة تشبه بوابات المعتقلات ، لها مفاتيح كبيرة وحين تنغلق خلفك تحس بمكر ما ، كأنك تخرج من معتقل باتجاه حريتك ، كانت الشمس ترسل فضتها فى ذاك الضحى لتملا الاشعة المكان ،تدفع امامها السحب واحيانا تحاول الى ابعادها ،لكن السحب كانت "تلح " على حجب الشمس وبين صراع الشمس والسحاب أوقفنى الرجل الفرنسى الى جوار عربة كبيرة ،ودفع سائقها بسلم متحرك ، تنفست الصعداء انى الان فى مكان فيه هواء نقى ،كانت الريح خفيفة حين اعتليت صهوة ذاكم السلم باتجاه باطن تلك السيارة ،التى امتطى نوعها على الاطلاق ، كانت تشبه الباص من الداخل ، بممر صغير ، تتراص فيه الكراسى ذات العجلات ، وعلى يسارها تقبع كراسى الباص الصغير ذاك ،ترجلت عن الكرسى الذى كنت اجلس فيه ، قعدت الى مقعد من المقاعد الكانت مرصوصة ربما لاكثر من اربعة صفوف ، عاد الرجل يسحب الكرسى ذى العجلات لحظتها أغلق السائق الباب فى تلك العربة المصفحة وبدأ فى رحلة ستستغرق عشرة دقائق كاملة هى المسافة بين المطار والطائرة التى سنستقلها الى مطار دبلن
وصلنا الى حيث تقف الطائرة ، الكان مكتوب عليها الخطوط الجوية الفرنسية ، فتح السائق باب المصفحة كما ظللت اناديها ، بعد ان اوقفها محاذية لباب الطائرة او سلمها على وجه الدقة ، دخلت الان بعد ان ودعت السائق ملوحة ، الى داخل الطائرة ، وجدتنى أمام مضيفتين فى كامل زيهما ،فى كامل ابتسامتهما تجاهى رحبتا بى ، واجلستانى وحملتا حقيبتى وطلبتا منى ان لا أتردد فى أى لحظة احتاج اليهما مهما كان احتياجى ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الان تبدأ رحلة اخرى ، لم يكن عدد المسافرين بالكبير هذه المرة ،
كانت الطائرة شبه خالية ، كنت اجلس الى ثلاثة مقاعد وحدى ، لكن ثمة ملل اعترانى حيث ظللنا لمدة تزيد على نصف الساعة ننتظر دورنا فى الطيران،طوال هذه المدة كان الكابتن يرجونا ان نلتزم الصبر ،
كنت اراقب المسافرين فى الطائرة ، كانوا معظمهم من الصبايا والشباب الصغير ، تملا الارجاء ضحكاتهم واحاديثهم الفتية ويعلو صوتهم فى اثناء اللعب فلقد كان عدد منهم يلعب الكوتشينة فى تلك اللحظة ،
فيما تجوب الاضواء الانحاء خارجة من كاميراتهم مضيئة كل مكان صوبها احدهم ناحيته،
تشهدك تلك التكتكات من الكاميرا والضحكات التى تعقب التقاط الصور كم انهم سعداء ،
بعد نصف ساعة من الطيران جاءت المضيفات تدفعن عربة الطعام لكنه كان عبارة عن بسكويت وفطائر مجففة ،
وعصير وقهوة وشاى لمن اراد ،
ولم تمضى لحظات حتى أعلن الكابتن اننا سنهبط الى ارض مطار دبلن ،
وهى مدة تقل عن تلك المدة التى تقطعها الطائرة بين شيكاغو ونيويورك ،
سنلتقى عقب الخروج من الطائرة فى مطار دبلن ، عالم جديد سادخله لاول مرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
البلاد الساحرة
اليوم دخلت مدينة أدخلها لاول مرة ، مدينة قوامها البحر ، المطر ، الخضرة ،
والوجوه الحسناء تلفك بغمامة من الماضى ، هنا كان يعيش من كتب "السلاح والرجل "المعروف باسم برنارد شو، الذى يقول عنه اهل ايرلندا انه متغطرس وعميل لذلك لا يحبونه ،
لقد زرته اليوم ، كان جالسا فى تلك الحديقة بحذائه الاسود وغليونه الذى امسك به بحرفية عالية ،
فى حديقة عامة تجاوز المتحف الطبيعى ، وهو متحف يشهدك على الانسان الايرلندى البدائى ، حيث الحياة البدائية المرتبطة بالكهف والبحر ، وتمتد حتى تلتقى بالعصور الحديثة فى تسلسل سلس، ثم انك تشهد على الجمال الكامن فى تلك اللوحات التى رسمها رسامون ايرلنديون لكل عظماء بلادهم حين عزت الكاميرات ،
لكن كاميراتهم اليدوية التى تحمل الريشة واللون تنسج لك عالما ابهى واكثر روعة من الفوتغرافى ، هذا ما اشهدنا عليه العصر الممتد من العصور الوسطى الى هذه اللحظة ...
مرورا بالتنقيطية والتعبيرية ، والكلاسيكية ، والواقعية وهى من اجمل اللوحات التى شهدناها فى جاليرى دبلن
حين تخرج من الجاليرى انت تعبر السكة الى حيث مبنى البرلمان الذى يحرسه رجل شرطة واحد لا يحمل مسدسا حتى ،
ويساعد المارة الذين سالونه عن اماكن يريدون الوصول اليها ، وكذا تجد ان مبنى مجلس الوزراء خال من الشرطة امامه ، لا احد سوى النظام الذى يسود ارض اوسكار وايلد وبرنارد شو وجيمس جويس ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الحركة يمين
هذا اول ما يلفت انتباهك فى ايرلندا ، وعاصمتها دبلن ، ان الحركة يمين ، عليك ان تمسك بيد احد الذين معك "لتقطع" الشارع ،البيوت صغيرة ، مرتبة منتظمة فى نظافة ونظام ، الشوارع انيقة ونظيفة ، العربات التاكسى جميلة جلها من المارسيدس والتايوتا الجديدة أو العربات الكبيرة من نوع "تايوتا ـ فان "
تشاهد فى الشوارع الناس يمشون الهوينا ليس عليهم من تعجل باتجاه اى شئ، لكنهم بالقطع اسرع من شعوب اخرى فى اماكن اخرى ، طيبون ومتسمحون ، هذا اول انطباع يدخل قلبك تجاه هذا الشعب الذى كان ضباط جيشه يحكمون بلادنا، لكن لايهم الان فهم شعب مستقل وكذا نحن ...
تتجول فى شوارع دبلن لتكتشف ان هذا الشعب مولع بحريته اكثر من اى شئ آخر ، يحبون الترحال ، وهذا تلمسه من المتحف الذى نظم العديد من مناحى حياة الانسان الايرلندى القديم ، حيث المراكب الشراعية تقف شاهدا على تلك الرحلات التى لم تتوقف فى الزمن القديم ، وكان احد الشهود عليها من عرفوا بالفايكنج ، وهو شعار احد فرق كرة القدم فى الولايات المتحدة تحديدا فى ولاية مينسوتا ،حيث تلك الطاقية المشهورة بقرنيها الصغيرين من النوع الذى كان يرتديه الفايكنج ...
فى العموم ايرلندا بلاد صغيرة قوام سكانها اربعة مليون نسمة ، وككل المدن تنغمس دبلن فى حالة الكوزموبوليتانية التى تراها فى كل مدينة فى هذا العالم الان ...
كثير من الاجناس انت فى مواجهتها فى كل مكان ، ولا تبعد دبلن عن تلك الخاصية
سنكتب عن القادم فى هذه البلاد ، اقعدوا عافية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
رحلة بين طيات السحاب
مساء الاحد 29 أغسطس للعام 2010 كنت فى طريقى من دبلن فى ايرلندا الى لندن ومطارها الاشهر هيثرو ، مطار دبلن ،كان "حلقة تمور " تجمعت الخلق من كل لون ومشرب ، من اقصى الشرق فى الصين الى الجنوب الافريقى وكنت ضمن تلك الحلقة الكوزموبوليتانية ، لغات يتراطن اهلها من كل فج ، كنت أعلم اننى حين خرجت عند الرابعة مساء من بيت صديقتى عائشة ، الطبيبة التى تعمل فى ايرلندا وزوجها خالد ، كنت اعلم ان الطائرة ستغادر المطار الى لندن عند السابعة لنصل بعد نصف ساعة فقط ، لكن
دخلت الى حلبة المطار الطويلة المستطيلة ، كانت الناس تمشى فى تلك الحلقة فى صف طويل يكتمل ليبدأ من جديد ، صفوف من المغادرين تلف فى تلك الحلقة ، بعد أن أنهيت امر التفتيش خرجت دافعة حقيبتى امامى كنت باتجاه مخرجى الذى ساركب منه الطائرة مغادرة ، لكن هيهات...
كنت حتى تلك اللحظة أعرف معنى واحد للرقم واحد ، لكن سرعان ما فهمت من خلال "أهل مطار دبلن أن الرقم واحد له معان عدة " ظللت امشى بحثا عن الرقم واحد ، مشيت لما يقارب الربع ساعة ، حتى كان أن قررت السؤال ، حيث لم يبن لى ذاك الرقم قط ، سالت
ـ هل هذا هو المخرج المؤدى الى الطائرة المغادرة الى مطار هيثرو ؟
جاءنى الجواب صادما ، ب"لا" ملفوفة بلسان لم استبنه قط ، لكنى تمالكت ما تبقى من صبر وسالت "هندى " كان من العاملين فى تلك المنطقة من المطار ، فلم يعد من فائدة ان نسميها مخرج رقم واحد، قال الهندى
ـ عليكى ان تسرعى اولا ، وان تعودى الى حيث جئتى ، وهناك ستجدين المخرج المحدد لك ، اسرعى فلم يتبق وقت طويل ...!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
أخذت أركض ركضا ، حتى تقطعت انفاسى ، والوقت كان خصمى اللدود لحظتها ، وجدتنى امام فتاتين من الهند ، سالتهما بما تبقى من أنفاسى المتقطعة عن المكان الذى يجب ان اكون فيه ، فوصفتا لى المكان بدقة متناهية ، وصلت بعد عشرة دقائق من المشى ، امامى تماما كانت تقف فتاة افريقية الملامح ، سألتها عن المخرج الذى ابحث عنه فأجابتنى اننى فى المكان الصحيح ، شكرتها واخذت احاول استرداد انفاسى ، سالتنى من اين ؟ فاجبتها اننى من السودان ورددت عليها السؤال فاجابتنى انها من غانا ، قلت لها : حسبتك من الصومال للوهلة الاولى ..!
قالت أنتى ايضا تشبهين أهل الصومال ، حكينا قليلا وقالت وهى تتوجه ناحية المقعد ، ساجلس هناريثما نغادر فلقد وقفت كثيرا
كنت فى شأن آخر غير الجلوس ، طفت بعينى فى انحاء المطار ، كانت المبانى فيه عتيقة ، تبدو لك من أزمنة بعيدة موغلة فى القدم ، فخمة وضخمة ، المطار نفسه كانت تعتريه لمسات حداثية تلائم العصر
حين تتحدث الى احد من العاملين فى المطار او العاملات ، فأن أكثر ما يغيظك هو تلك اللكنة التى لا تفهمها ولن تفهمها الا بعد ان تعيش لعدد من الاعوام هنا فى ايرلندا ، كنت أزداد غيظا كلما تحدثت الى احد ، فقررت ان التزم الصمت ، حين دخلت الى قلب الطائرة ، كانت تبدو لى ضخمة ، بمقاعد سوداءجلدية لامعة وكبيرة نوعا ، تتراص الى جانبى الطائرة ثلاثة مقاعد فى كل ناحية ، تحتمل تلك الطائرة ما يقارب المئتى راكب تقريبا ، جلسنا كل الى مقعده ، كانت بعض المقاعد خالية ، بدأ الكابتن يحدثنا عن الرحلة ، وانه سعيد بوجودنا الان على متن تلك الطائرة التى يتشرف ان يكون قائدها ، وبغتة انحرف بالحديث ليقول لنا انّ إدارة مطار هيثرو طلبت اليه ان يلتزم المكان الذى هو فيه الان حيث لاتوجد مساحة لتقف فيها تلك الطائرة التى نجلس الان فى قلبها ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
ظللنا ننتظر إشارة بالطيران كيما نغادر مطار دبلن ، لكننا لبثنا لما يزيد عن العشرين دقيقة ، كل مرة كان يعتذر فيها الكابتن ، وبعد ما يزيد عن العشرين دقيقة ، بدأنا رحلتنا
كانت الطائرة تئز الان فى عرض السماء ، تحتنا السحاب وفوقنا سماء زرقاء كاملة الزرقة ، تزينها شمس صافية وساطعة وحارقة فى آن معا ، لمدة اسبوع كنت خلالها فى ايرلندا لم نشهد الشمس الاقليلا ، ولم تزد درجات الحرارة عن ال18 درجة نهارا ومادون ذلك ليلا حتى ان البعض كان يشعل الدفايات بغية الدفئ ، ثم ان الناس فى الشارع كانوا يلبسون الجاكيتات بحثا عن الدفء المنشود ، لم ار فى أى بيت مروحة سقف ، او مكيف للتبريد ، فالمدينة البحرية "دبلن " باردة قياسا لمدن بحرية اخرى ، شهدت عددا من المدن الايرلندية التى لاتفصلها مسافات طويلة عن احداها الاخرى فهى مدن صغيرة ، لكنها اليفة ، حركتها "يمين " عرباتها عجلات قيادتها يمين ، كانت لدينا مثلها فى السودان لكنها انتهت فى السبعينات ، حين قررت إدارة الحكومة المايوية ذلك وحولت الحركة الى شمال ، وانتهى عهد السياقة فى الناحية اليمين للشارع، لكن ايرلندا وكينيا وانجلترا ، والهند واستراليا وتنزانيا ونيوزلندا وجنوب افريقيا واماكن اخرى نسيتها ماتزال تمشى يمين حركتها ...
معظم الذين يعيشون فى ايرلندا من السودانيين هم من الاطباء ، الذين ينشدون التخصص او الدراسات العليا ، لكنهم فى معظمهم نساءا ورجالا يمنحونك الدفئ السودانى حيث الافطار الجماعى والاسمار والاحاديث المعطونة بالالفة ...
وحتام أن اشكر الاخوة فى ايرلندا من الاطباء والطبيبات وبخاصة الابنة ايناس الشيخ التى استضافتنى فى بيتها الصغير طوال مدة بقائى فى دبلن ، وكذا اخوتى محمد مكى واحمد محمد عثمان سردوب والمعز حجاز ،خالد عوض الكريم وزوجته عائشة ، احاطونى بمحبة وإخاء صادقين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: محمد مكى محمد)
|
جلست والخوف بعينيها
حرصت على الذهاب مبكرا لمطار دبلن ,قبل زحمة المرور,ذلك لأن طريقى يمر بوسط المدينة ,
ورغم ذلك قضيت زهاء الساعة فى الزحمة قبل أن أصل للطريق السريع M1, الذى يربط دبلن وبلفاست العاصمتين ,والذى يقع المطار فى مخرجه الثالث.
قابلت أخى أحمد سردوب ,الذى تمكن من الوصول للمطار قبلى وكان قد إستعلم أن طائرة سلمى الفرنسية ستتأخر عشرون دقيقة ,
ومضى ذلك الوقت سريعا ووقفنا حينا عند مخرجى المسافرين فى صالة الوصول ,ولم تظهر سلمى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: محمد مكى محمد)
|
بدأ القلق يساورنى قليلا ,إذ ربما قد(تعصلجت) إجرآءآت الجوازات والهجرة,ولكن سرعان ما طردت هذه الهواجس وتبددت حين قطع حبل تفكرى ,أحدالشباب الأفارقة فى الصالة
,بكلمة ثم أردفها بإشارات يدوية ,فتلفت خلفى ,إذ هنا صوت ينادينى,فكانت سلمى ,جلست والخوف بعينيها ,على كرسى متحرك !
يقوم (بلزه) شاب آيرلندى نحيف,بادر بالتحية ثم وقف مبتسما إلى أن فرغنا من سلامنا السودانى الحار,الذى استغرق حينا ,
ولكنى شعرت بتململه وربما حسب أننا سنقضى اليوم فى السلام.فسرعان ما شكرته,وأخذ كرسيه ومضى ,طبعا دون أن يسأل عن بقشيش أو (حق العشا),
خلافا لما يحدث فى مطارات دول العالم المتخلف.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: محمد مكى محمد)
|
بعدها أخذنا غنيمتنا ومضينا راجلين الى موقف السيارات
,كان كل شئ يبدو لها غريبا ,لصغر حجمة ,مقارنة بالأحجام العائلية الأمريكية التى تعودت على أشكالها ,
حتى البشر هنا صغار الحجم والآيرلنديون عموما قصار ويميلون إلى النحافة ,عدا النساء فوق الثلاثين ,فيملن إلى امتلاء قليل.
وكالعادة قضيت دقائق عدة أبحث فيها عن السيارة,التى كثيرا ما أنسى موضع توقفها,
ثم أنطلفنا نحو المدينة وسلمى لا تزال مندهشة من سير الحركة المعكوس وقزمية الناس والأشياء.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: محمد مكى محمد)
|
التحية مرة اخرى لكل من مر هنا...
جاء المنتدى كفكرة لربط السودانيين المقيمين بايرلندا بقضايا السودان
يتناول المنتدى في كل مرة ورقة يقوم بتقديمها احد الاخوة ويستضيف
المنتدى من وقت لاخر مقدمين من خارج ايرلندا.
الحضور والمشاركة في المنتدى مفتوحة لكل من يرغب من السودانيين
من الاطباء وغير الاطباء وكذلك المهتمين بالشان السودانى من الجنسيات الاخرى.
يحمل المنتدى إسم زميلنا الراحل د.عماد الامين وفاء وتقديرا لمسيرة حياته
التى كرسها لخدمة السودان وقضايا البسطاء رافضا الهجرة برغم ما اتيح له من اسباب حتى توفاه
الله وهو يقوم بواجبه اثناء تقديم محاضرة للكوادر الصحية بغرب السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: Elmuiz Haggaz)
|
سلامات العزيز محمد مكي ..والاخ العزيز المعز حجاز
والف الف مرحب بيكم الحبيبات سلمى وآسيا والبلد منورة ,
ويا ريت نحظى بجميل زيارتكم لينا فى galway وهي شامة مغروسة فى خاصرة المحيط الاطلنطي
على بعد ساعتين ونصف تقريبا من دبلن..
_____________
شكرا الأخ محمد وشكرا الاخ المعز على تقديم زمن البرنامج ..سأعمل على الحضور فى الوقت المحدد وملاقاة ومشاركة الاعزاء بالمنتدى ولربما أمكث لساعة
لاننا قادمون من قالوي ومتجهون الى لتركني .. وانتم تعلمون طول المسافة ,نشوفكم طيبين وكل سنة وأنتم طيبين وسلام على روح عماد الأمين فى عليائها ...
مع كل التقدير والشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منتدى عماد الأمين:سلمى سلامة وآسياربيع وروزمين الصياد.السبت .11/09.دبلن (Re: rosemen osman)
|
التحية مرة أخرى...
الشاعرة د.روزمين عثمان شكرا على المرور
وتقبلى جزيل شكرنا على تلبيتك الدعوة
للمشاركة فى المنتدى برغم ظروف العيد
والسفر. نتمنى ان تمتد مشاركاتك في المنتديات
القادمة.
الدعوة كما ذكرت سابقا عامة للحضور والمشاركة
أخص هنا بورداب أيرلندا د.أبوبكر شداد, د.عوض الكريم
د.مأمون أبوسن, الأستاذ الخواض, د.مجدى الشيخ, د.غادة صديق
د.الصادق عبدالله.
اكرر المواعيد السبت 11 سبتمبر الساعة الثانية بعد الظهر
المكان:فندق لويس فيتزجرالد,دبلن, شارع نيس (N7 Red Cow Roundabout).
مرحب بالجميع.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد مكى محمد
سلمى الشيخ سلامة
بخاري عثمان الامين
Elmuiz Haggaz
أحمد الشايقي
rosemen osman
محمد سنى دفع الله
Adil Osman
Dr.Elsadig Abdalla
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست