|
Re: محمد المعتصم حاكم في محاضرة بعنوان "رؤية مستقبلية لسودان ما بعد الإنفصال أو الوحدة&quo (Re: Parek Maduot)
|
حوارات وبيانات
محمد المعتصم حاكم لـ(الرأي العام).. 1-2
قطاع الشمال بحاجة الى الوطني من أجل الوحدة...حواراتنا مع الرفاق الانفصاليين تواجهها عقبات
حوار: مقداد خالد..تصوير: شالكا
في ندوة نظمها المؤتمر الوطني، خرج القيادي بقطاع الشمال في الحركة الشعبية محمد المعتصم حاكم غاضباً لا يلوي على شيء بعد أن وجه له أحد الحضور كلمة قاسية مفادها أين يذهب لو أنفصل الجنوب؟ وذلك في أعقاب حديث حاكم الذي أشار فيه الى ان الجنوب ذاهب لحال سبيله بسبب سياسات المؤتمر الوطني .. (الرأي العام) جلست لحاكم تقلب معه دفاتر الوحدة والانفصال، ودارفور، والأهم قضية قطاع الشمال ولم تنس سؤاله عن أين سيذهب لو انفصل الجنوب.
.....
درجت على تحميل المؤتمر الوطني مسؤولية الانفصال حال حدث .. أليس ذلك تحاملاً عليه خاصة وأن مشكلة الجنوب متوارثة؟
فعلاً، مشكلة الجنوب بدأت قبل الاستقلال، وتفاقمت بمرور الحكومات ولا أحمّل الوطني ما يجري الآن ولكنه يتحمل العبء الأكبر لأن الكرة أتت لملعبه بعد نيفاشا حيث كان من المفترض أن يعالج القضايا بحكمة وموضوعية تؤدي للوحدة الجاذبة ولكن للأسف الشديد منذ 2005م لم يفكر المؤتمر الوطني في مشاركة القوى السياسية الأخرى في العمل من أجل الوحدة وبدأت حركته تتسارع بعدما تبقى من الزمن فقط ستة أشهر، وكانت سنوات الشراكة مشاكسات سببها عدم إيفائه بمستحقات نيفاشا وتدخله في كثير من الأحيان في شؤون الحركة الشعبية وإختياراتها حتى لوزرائها والكل يعلم قصة د. لام أكول.
الحركة كانت تتوقع ومنذ إمضاء الاتفاقية بأن يحدث التحول الديمقراطي الحقيقي في السودان حسب نصوص الاتفاقية ولكنها تعطلت ولم يتم انجاز بعضها الا في فترة البرلمان الأخيرة.
* ولكن نواب الحركة بحسب تصريحات قادة الوطني أسهموا في التلكؤ الذي لازم إجازة القوانين داخل البرلمان؟
هذا كلام غير حقيقي المؤتمر الوطني كان يملك الاغلبية وإن أراد أن يمرر القوانين لفعل، كما فعل مع قوانين كثيرة في اللحظات الأخيرة ضد رغبة الحركة الشعبية.
* لكن هناك أحاديث رائجة عن صفقات بينكم والوطني في موضوع القوانين؟
صوتنا في الحركة ضد قانون الأمن الوطني، وظللنا نقاتل لإجازة قانون الصحافة والمطبوعات الذي أجيز في نهايات العام 2009م. كما أن للحركة وقفاتها المشهودة لأجل إزالة المعوقات التي تعترض مسار التحول الديمقراطي كالقانون الجنائي وقانون الأمن الوطني.
* هل تعتقد أن تلك القوانين ترمي بظلال سالبة على استفتاء الجنوب؟
سيكون لهذه القوانين القدح المعلى لو إختار الجنوب الانفصال، فالوطني ركز على قضايا تنموية صغيرة في الجنوب في حين لم يساعد الجنوبيين في أشياء مهمة.
* ما هي تلك الاشياء؟
إنشاء طريق بري يربط الخرطوم بجوبا، جل الصادرات التي تدخل الجنوب آتية من يوغندا بما في ذلك المواد الغذائية، فيما يأتي البترول من كينيا. أما الشيء الثاني فمتعلق بتأهيل النقل النهري، أرخص أنواع النقل عالمياً، بصورة تسهم في الحراك السكاني وتسيير البواخر بالصادرات والبترول ناحية الجنوب وأعتقد أنه لو ربط الشمال بالجنوب منذ العام 2005م لساعد ذلك في ترجيح خيار الوحدة بشكل كبير.
* هل يقع عبء الوحدة الجاذبة على عاتق الوطني لوحده؟ أليس للحركة كشريك أدوار تضطلع بها؟
تخيل أن المؤتمر الوطني ومنذ العام 2005م حقق كل مستحقات اتفاقية السلام، وصنع قوانين ديمقراطية أحدثت تحولاً ديمقراطياً حقيقياً في السودان وقتها لتمكن الشريكان من تجاوز مسألة حق تقرير المصير، ولأصبح مجرد إجراء شكلي لكن عدم الايفاء جعل الحركة تتمسك به وبدأت النعرات الانفصالية تظهر نتيجة تلك التراكمات الحالية.
* ولكن عملية التنمية في الجنوب تقع على كاهل الحركة الشعبية المسيطرة على الجنوب بصورة شبه كاملة خاصة وأن نسبة مقدرة من أموال النفط ضخت في خزائن حكومة الجنوب؟
نعم، الحركة الشعبية تحكم الجنوب بأغلبية، كحال المؤتمر الوطني في الشمال حسب نصوص الاتفاقية. ولكن إن عقدت مقارنة بين الجنوب قبل العام 2005م والآن لظهر لك الفرق جلياً، في العام 2005م كان عدد طلاب الاساس في جوبا ألفي طالب اليوم قرابة الـمائة الف، أُنشئت المدارس، ُأهلت المستشفيات، رُصفت الطرق حدثت تنمية في مجالات كثيرة: في جوبا لوحدها (82) فندقاً، الجنوب يتغير وهو دليل على وجود الاستثمارات والتنمية. ولا ننسى أن الحركة الشعبية تعمل على بناء إقليم ظل مهملاً قرابة الستين عاما، هناك تغيير، وإن لم يكن بالقدر الكافي نتيجة شح الامكانات، ولكون الحركة تبني في بلد كان مدمراً وبالتالي ما يحدث خطوة للأمام.
* منذ وفاة قرنق بدأت التيارات الانفصالية في الصعود، واليوم أصبح لها الغلبة لدرجة يقال إن الحركة حسمت أمرها وأختارت الانفصال وما أدل على ذلك من حالة التهميش التي يعانيها قطاع الشمال بالحركة؟
الحركة لم تحسم أمرها، ولم تختر الانفصال حتى الآن، الحركة حزب مؤسسي والمفوض له بحسم قضية الوحدة والانفصال هو مجلس التحرير في ظل غياب المؤتمر العام، أو المكتب السياسي المكتمل في غياب مجلس التحرير، وأهل الجنوب في إنتظار قرار مجلس التحرير بوصفه البوصلة التي تحدد الجماهير نحو الخيار الصحيح والحركة تعلم جيداً مصالح المواطنين الجنوبيين وبالتالي سيأتي وقت تكشف فيه الحركة للجماهير خيارها من مسألة الاستفتاء.
* ولكنك لم تجبني عن حالة التهميش التي يعانيها قطاع الشمال؟
إنسحاب القطاع عقب دخوله للانتخابات جراء عمليات التزوير الواسعة التي حدثت أحدث ربكة ليس فيه فقط بل على مستوى كل الاحزاب التي دخلت العملية ومن ثم انسحبت ولكن أؤكد ان علاقة قطاع الشمال مع قطاع الجنوب متوازنة، فالرئيس والأمين العام والمكتب السياسي للقطاعين موحد وبالتالي لأ أرى إي نوع من التهميش.
* هل هناك شواهد عملية تدلل على ذلك؟
على سبيل المثال فقط، وخلال الايام الماضية ألتقى الرفيق ياسر سعيد عرمان نائب الأمين العام في كينيا بالفريق سلفاكير ميارديت لقرابة الاربع ساعات وتحدثا في قضايا كثيرة تتعلق بقطاع الشمال ومستقبل الحركة ككل وغيرها من القضايا المهمة.
* هل هناك شماليون داخل القطاع يدعمون فكرة الانفصال؟
كل الشماليين داخل الحركة وبحكم تركيبتهم ومسلماتهم ومبادئهم داعمين لخيار الوحدة، ولكنهم يدركون أن سياسات المؤتمر الوطني تدفع الحركة تجاه الانفصال.
* وهل القطاع مستكين لهذه الدفعات؟
القطاع وفيما تبقى من زمن سيبذل جهوده لإعلاء خيار الوحدة، حتى مع المؤتمر الوطني. وبالرغم من علو الصوت الانفصالي لا يزال حدوث معجزة تؤدي للوحدة الطوعية وارداً. فإن استطاعت الأحزاب الشمالية وعلى رأسها المؤتمر الوطني أن تعلن وبكل شجاعة إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات أو تجميدها أو تشكيل لجان لمراجعتها، الى جانب إلغاء كافة القوانين الفرعية مثل قانون النظام العام، وقومية العاصمة فإن ذلك سيساعد على الوحدة.
* سيد حاكم: هل تعتقد أن العاصمة غير قومية؟
العاصمة غير قومية وتحكم بايدولوجيا واحدة، وعلى الرغم من تنوعها تحكم بدستور غير ديمقراطي. السودان بأجمعه يجب أن يحكم بدستور مدني.
* ما هي الأدوار المنوطة بقطاع الشمال خلال الفترة المقبلة؟
هناك كثيرون يقولون بأن الشماليين بقطاع الشمال لم يلعبوا دوراً في عملية الوحدة، وبالعودة لسؤالك نحن دخلنا في حوارات عديدة مع الإخوة الرفاق في الحركة ممن يتحدثون عن الانفصال لكن دوماً نجابه عقبات وتساؤلات لا نستطيع الدفاع معها عن الوحدة.
* مقاطعة .. هل لك ببعض الامثلة؟
هي عقبات متعلقة بتراكمات الاخطاء من المركز وعدم تغييره لسياساته منذ الاستقلال والتعامل مع موضوع الوحدة كملف يجب أن ينجز بأي شكل كان أو بالاحرى وحدة قسرية. ولكن نحن بحاجة للمساعدة كشماليين في الحركة الشعبية وعلى المؤتمر الوطني أن يساعدنا بأن يقدم ما يفتح نفس الجنوبيين للوحدة الجاذبة.
وعلى الصعيد الشخصي قدمت أطروحة بأنه على الحركة وقبل ان يجتمع مجلس التحرير عقد ورشة بقيادة النائب الأول وتضم خبراء وقيادات نافذة من الجنوب والشمال ودارفور وكل الانحاء وفي الورشة يتقدم الانفصاليون برؤيتهم للانفصال ومضار الوحدة فيما يتقدم والوحدويون برؤيتهم للوحدة ويبينوا مخاطر الانفصال وهذه الجهود التي نبذلها من أجل الوحدة ولكن لا نجد أي يد للمساعدة تتعلق بالقوانين وتجعلنا نقول للجنوبيين (بقلب قوي) الوحدة هي الافضل.
* أصحيح أن الحركة تحتكر خيارات الجنوبيين في الاستفتاء؟
الحركة الشعبية في الجنوب لديها القاعدة الأكبر من المنتسبين ولكن هنالك أحزاباً أخرى كحزب لام أكول وبقية الاحزاب الجنوبية وحتى المؤتمر الوطني، وبالتالي فإن الحركة الشعبية لا تؤثر إلا في منسوبيها وفي الوقت المناسب ستدلى بدلوها في موضوع الوحدة والانفصال.
* إن إختارت الحركة الانفصال ألا يعد ذلك ردة عن أطروحة السودان الجديد؟
الحركة تريد وحدة طوعية قائمة على أسس جديدة: عدالة وقوانين ودستور ديمقراطي وتنمية متوازنة وتوزيع عادل للثروة وهذا ما طالبت به في المنفستو ومتأكد أنه ليس بالشئ المستحيل.
* هل تعتقد أن اتاحة الحريات وبسطها كفيل بالوحدة في ظل إنكفاء الحركة على الجنوب؟
إذا قام المؤتمر الوطني بإعلان دستور ديمقراطي مدني لحكم كل أنحاء البلاد كما كان يحدث طوال العهود السابقات وألغى كافة القوانين المقيدة للحريات والتزم بإنفاذ قوانين تطابق مع المواثيق الدولية التي صادق عليها فإنه وبحسب وجهة نظري فأنه يكون قطع ما بين (60 الى 70%) في اتجاه الوحدة الجاذبة.
* بالرغم من أن عدد الجنوبيين في الشمال مقدر بـ (480) الفاً فقط؟
يجب أن تكون النظرة بعيدة، ونعمل جميعاً لجعل السودان دولة واحدة، فأنت تريد ان تحكم السودان كله وتريد أن يتداخل معك الجنوب والذي يمكنه أن يصبح غداً كله في الخرطوم، كما أنه لا يوجد ما يمنع أن يحمل مقداد حقائبه ويرحل ليامبيو. ويمكن لعدد الجنوبيين في أية بقعة أن يتكاثر فيها.
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد المعتصم حاكم في محاضرة بعنوان "رؤية مستقبلية لسودان ما بعد الإنفصال أو الوحدة&quo (Re: Kostawi)
|
محمد المعتصم حاكم لـ(الرأي العام) (2-2)
نحن ضد الانفصال فكيف نتحمل وزره؟ الحركة قادرة على حل مشكلة دارفور في 3 أشهر إذا(..)
حوار: مقداد خالد..تصوير: شالكا
في ندوة نظمها المؤتمر الوطني بدايات شهر يوليو، خرج القيادي بقطاع الشمال في الحركة الشعبية محمد المعتصم حاكم غاضباً لا يلوي على شيء بعد أن وجه له أحد الحضور كلمة قاسية مفادها أين يذهب لو انفصل الجنوب. وذلك في أعقاب حديث حاكم الذي أشار فيه الى الجنوب ذاهب لحال سبيله بسبب سياسات المؤتمر الوطني. (الرأي العام) جلست لحاكم تقلب معه دفاتر الوحدة والانفصال، ودارفور، والأهم قضية قطاع الشمال ولم تنس سؤاله عن أين يذهب لو انفصل الجنوب. - يقال أن قطاع الشمال كان مجرد آلية تستخدمها الحركة للضغط على شريكها بهدف تعلية سقوف التفاوض معه؟ هذا كلام غير صحيح البتة، قطاع الشمال وبحكم وجوده في قلب العاصمة بؤرة الاحداث الكبرى يتحتم عليه التصدى لتلك الاشكاليات.. القطاع في الآونة الأخيرة لم يكن وحده فالحركة الشعبية برمتها كانت متحركة ولو تذكر عندما ذهبنا للبرلمان لأجل الاسراع في إجازة القوانين كان يقود المسيرة الأمين العام وهو لا ينتمي تنظيميا لقطاع الشمال وبرفقته عدد من الإخوة الجنوبيين. فيما يلي الحلقة الثانية من حوار محمد المعتصم حاكم. ..... - ولكن الحلول لطالما كانت فوقية من مؤسسة الرئاسة ومتجاوزة لرغبات قطاع الشمال؟ أبداً، نحن في الحركة صوتنا واحد، ملتزمون بالمؤسسية وما يصدر عن مؤسسة الرئاسة، ولم يحدث أن خرجنا على قيادتنا في يوم من الأيام. والقطاع عندما يتصدى لقضايا فهي حقيقية وموضوعية وليست انفعالية ناجمة عن أهواء ضيقة أو حباً في الاحتكاك مع المؤتمر الوطني ودفاعاً عن الحركة الشعبية كحركة جنوبية. - الاستاذ جيمس واني قال إن منسوبي القطاع (نفسهم اتقفلت) بعد انسحابهم من الانتخابات الأخيرة- واني قيادي مهم، وأكثر القيادات الجنوبية ارتباطاً بالشمال في الآونة الأخيرة (زار 13 ولاية شمالية إبان الانتخابات) وبالتالي فهو متأثر جداً بأن الـ (هوم وورك) الذي تم إنجازه استعداداً للانتخابات كان من المفترض أن يجعل القطاع يخوض غمار العملية. ولكن إجتماع المكتب السياسي وإقراره بوجود تزوير في الانتخابات وسحبه الرفيق عرمان من انتخابات الرئاسة حدا بالقطاع أن يقرر عدم المشاركة في الانتخابات على كافة مستوياتها بسبب التزوير الذي حدث هنا، لم يكن جميس واني من أنصار الانسحاب وذلك بحكم مشاهداته وحديثه عن (النفس المسدودة) ربطه بالمفآجات التي حصلت (مشاركة ، مقاطعة) في وقت وجيز. - ولكن لا أعمال واضحة للقطاع في الآونة الأخيرة؟ خلال الاسابيع المنصرمة وبهدوء تام فرغنا من إعادة تكوين وتنظيم فروع الحركة الشعبية في كل الولايات الشمالية ما عدا الخرطوم والأخيرة شرعنا في التحضير لها، وبرزت قيادات جديدة في كل الولايات داخل المؤتمرات العامة. النفس مفتوحة بالتكوينات والتصعيدات والقيادات الجديدة. - أيمكننا القول ان القطاع شرع في ترتيبات ما بعد الانفصال؟ كما قلت لك، كل الشماليين في القطاع مع الوحدة ولن نشرع في أية خطوة وسيبقى الحال على ما هو عليه الى ان يجتمع مجلس التحرير ويتخذ قراره وهذا يكون قبل وقت كاف. - ألا تضعون سيناريوهات من ضمنها مسألة الانفصال؟ نتخيل احتمال أن ينفصل الجنوب للمسببات التي ذكرتها ومع هذا التخيل سيكون هناك حزب في الشمال باسم (حزب الحركة الشعبية) له رئيس وأمين عام ومكتب سياسي وسيعمل على المقاومة لأجل الحريات ويبذل الجهود لإلغاء المعوقات كافة التي جعلت الجنوب ينفصل وسنسعى من أجل الوحدة مرة أخرى. - هل سيكون لكم إرتباط بالجنوب ساعتها؟ عندنا إرتباط بحزب الحركة الشعبية في جنوب السودان والذي يحكم الجنوب إن انفصل. - هناك قادة في الوطني أعلنوا رفضهم قيام حزب يعد إمتداداً لحزب الحركة الشعبية في الدولة الجديدة؟ هناك تجارب كثيرة على تلك الشاكلة، يمكنني القول غدا أن حزب المؤتمر الوطني أمتداد لحزب المؤتمر الافريقي في جنوب افريقيا. القضية تتعلق بالالتزام بقانون الاحزاب في كل دولة. نحن سنسجل حزباً جديداً يلتزم بقانون الأحزاب ويحمل فكر د. جون قرنق الوحدوي على أسس جديدة ويهتم بالعدالة والمساواة وقضايا البسطاء. ولكن ما أريد أن أقوله سيكون لنا علاقة بحزب الحركة الشعبية في الجنوب لأن مفكرنا ومعلمنا واحد. - الا تتخوف أن تحملوا وزر الانفصال لو حدث؟ اجب بدهشة نحن ضد الانفصال فكيف نحمل وزره؟ - يقال أنكم لم تعملوا بجد لأجل الوحدة؟ الكرة الآن في ملعب المؤتمر الوطني، فالشماليون في الحركة الشعبية ليسوا بأغلبية، حتى مشاركتهم في مجلس التحرير قليلة، ليس هناك من يساعدنا وياليتنا كنا نستطيع تغيير القوانين ولكن رغم كل ذلك لا نزال نرفع صوتنا بالنداء لأجل الوحدة. - ما هي توقعاتك لمخرجات مجلس التحرير بشأن القطاع؟ لو اتخذ المجلس قرارا بدعم الانفصال لا بد أن يتوافر وقتها بند لمناقشة وضع القطاع ولكن لا أعتقد أن هناك كلاماً سيقال سوى عن وجود حزب في الشمال يسجل تسجيلاً جديداً يطرح برامجه وينتظر الانتخابات المقبلة ليخوض غمارها. - هذا يعني أن الجند الرئيس لاجتماع مجلس التحرير يختص بخيارات الحركة بشأن الاستفتاء؟ لا بد، فهذا بند مهم وأساسي ومصيري، وسيكون حوله النقاش. - في ظل الوضع الراهن، ما هي الوجهة التي يتجه اليها الجنوب؟ نحن نسير نحو الانفصال الا إذا حدثت معجزة، فكل المعطيات تؤشر الى ان الجنوب ذاهب لدولة شقيقة وجارة. ماذا تقصد بالمعجزة؟ المعجزة التي أقصدها يمكن أن تحدث على سيناريوهات مختلفة: إذا تبنى الوطني مؤتمراً دستورياً يجمع كل القوى السياسية والحركة الشعبية وخلال المؤتمر تم التوافق على شكل الحكم خاصة فيما يتعلق بالدستور والقوانين هنا يمكن أن تحدث المعجزة ويصوت الجنوبيين للوحدة. أو بأن يعلن المؤتمر الوطني عن الغاء وفي الحد الأدنى تجميد القوانين المقيدة للحريات ويكوّن لجاناً لمراجعة تلك القوانين والجنوبيون بطبعهم كلما ضاق الحال بهم يتجهون شمالاً. - لماذا ينصب تركيزك على موضوع القوانين؟ الغاء القوانين المقيدة للحريات والتزام قوانين ديمقراطية سيجعل الوحدة جاذبة رغم ضيق الوقت ويساعد في حلحلة أزمة دارفور بسلاسة تامة كما وسيجعل المحكمة الجنائية الدولية في حيرة، وسيرفع أسهم الرئيس الذي سيصبح حينها رئيساً لكل البلاد لا رئيساً لحزب وسيجد التأييد من كل القوى السياسية المعترضة على القوانين الحالية. - وإن اختار الشعب طوعا أن يحكم بدستور إسلامي؟ أنا لا أقول بأنه لو صمم دستور اسلامي فهذا يعني عدم العيش في سلام.. فالاسلام يحوي الكثير مما يجمع الناس لكن للأسف قوى سياسية كثيرة تستغل الدين لإحكام قبضتها على المواطنين والغائهم وهذا لا يساعد في دولة متنوعة كالسودان ولذا فإن الحكم وفقاً لأيدولوجيا وحيدة سيفتت البلاد. - هل تتوقع أن يقود إنفصال الجنوب لتفكك الوطن؟ أنا أخشى بحق أنه لو انفصل الجنوب أن يقود ذلك لشرذمة البلاد وهناك قوى عظمى خارجية ترى ان السودان يجب أن يجزأ وللأسف الشديد الإخوة في المؤتمر الوطني يساعدون تلك القوى بشكل غير مباشر دون أن يدروا، وإن لم نحافظ على الجنوب سيتفتت الوطن وسيفتح ذلك شهية الدارفوريين للمطالبة بحق تقرير المصير وعندها أتوقع أن يساند العالم ذلك الحق ومن ثم سينداح حق تقرير المصير لأهل الشرق وستتمزق البلاد. - اذا اختار الجنوب الوحدة هل هذا كاف لكبح الاصوات الانفصالية في بقية الاقاليم؟ نعم .. المحافظة على وحدة السودان في الاستفتاء القادم عبر مجهودات مقدرة من المؤتمر الوطني بالضرورة يساعد كثيراً في حل الأزمة الدارفورية بالرغم من رؤيتي أن الحل يجب أن يتم قبل موعد الاستفتاء. - هل ترى ان ذلك ممكن؟ نعم .. حال فتح المؤتمر الوطني أبواب ونوافذ الوحدة الجاذبة، وقام بالغاء القوانين المقيدة للحريات وعمل على تنمية كل أجزاء البلاد ورفدها بالاستثمارات كل ذلك سيشجع على حل ازمة دارفور. - هذا ما تحاول الحكومة فعله؟ المؤتمر الوطني يعمل على عكس ذلك، فالسكرتير الصحفي للسيد رئيس الجمهورية يرفض في بيان أي مجهودات تقوم بها الحركة لإعادة د. خليل للمفاوضات والسعي نحو عبد الواحد ليكون جزءاً من المفاوضات. - ولكن الإعتراض الرئاسي يأتي من باب أنكم جزء من الحكومة؟ فعلا نحن جزء من الحكومة، ولكن أين نحن من هذه المفاوضات، هل دعانا المؤتمر الوطني للمشاركة في مفاوضات الدوحة؟ هل أعطى هذا الملف لقائد بالحركة أسوة بهم؟ الملف منذ أندلاع الأزمة يديره الوطني وحده. والتحرك الاخير جاء لأن باسولي طلب من الفريق سلفاكير التدخل ليكون للحركة دور في هذا الملف. - الا ترى أن الخطوة متأخرة؟ نحن كنا بانتظار أن يبادر الوطني نحونا، فهو الكبير وهو الممتلك للأغلبية وهو الحاكم الفعلي، حراك ليس نحونا فقط ولكن ناحية كل القوى السياسية لمعالجة ملف دارفور عوضاً عن تنقله بين أيادي المبعوثين والعواصم العالمية. - وما هي الميزات التفضيلية عندكم على صعيد دارفور؟ المؤتمر الوطني غير مقبول دولياً وذلك على عكس الحركة، كما ان علاقات المؤتمر الوطني بدول الاقليم تنحصر على العرب فيما علاقاته الافريقية ضعيفة بينما تمتلك الحركة علاقات عربية وافريقية كما أن للحركة قبولاً واسعاً عند الحركات الدارفورية هناك صلة ولقاءات وتبادل في الافكار وبالتالي فإن وجود الحركة كان سيكون مفيداً جداً للوطني. وأريد ان أقول وفي حال أراد المؤتمر الوطني حل قضية دارفور تسليم ملفها للنائب الأول ولو لمدة ثلاثة أشهر مع منح الحركة كافة الصلاحيات والرجوع للوطني بغرض التشاور في كل الخطوات.
| |
|
|
|
|
|
|
|