|
|
|
 Re: الله لا كسًبك يا حسين خوجلى ! (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
أتى إصرارى على عدم الإكتفاء بالتداخل , كما فعل الكثيرون من الأخوة الكرام , فى بوست الأخ أحمد القرشى:
كفى تزييفا لحقوق الموتى يا حسين خوجلي
من حقيقة أن معاول الهدم والتدمير التى تعمل فى تراثنا وثقافتنا لن تتوقف مالم تُواجه بحملة شاملة ومضادة لوقف هذا التدمير الذى يتم تحت مسميات وتبريرات فجة , ومن قبل أناس غير معنيين إطلاقا بالفضائل والأخلاق .
وهى على أية حال فرصة طيبة للتعريف بالصحفى والشاعر الوطنى الفذ , حسين عثمان منصور , وفرصة أيضا , لإنزال ديوانه (أجراس المعبد) فى هذا البوست .
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الله لا كسًبك يا حسين خوجلى ! (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
.
حسين عثمان منصور..
* ولد حسين عثمان منصور في الثالث من يونيو من العام 1926م، بشارع الجمهورية بالخرطوم مكان عمارة الناظر الحالية، الذي كان يسمى شارع السردار.
* درس الحقوق في جامعة الإسكندرية.
* بعد عودته لأرض الوطن أسس مجلة (الصباح الجديد) في العام 1956م. ويعتبر حسين عثمان منصور أول سوداني ينال تصديقاً لتأسيس مجلة سودانية.
* لم يكن الراحل حسين عثمان منصور صحفياً وشاعراً وحسب بل كان سياسياً، تم أعتقاله عدة مرات، مرة عندما كان طالباً يدرس الحقوق بمصر، ومرة في عهد الرئيس جعفر نميري.
* أصدر حسين عثمان منصور أول صحيفة سرية من مدرسة الخرطوم وسط وقد زامله فيها د. أبوبكر الأمين، ود. الحارث، ود. مصطفى حسين إسحق، الذي كان عميداً لكلية العلوم جامعة الخرطوم ثم مديراً للجامعة نفسها، وكانوا يجتمعون بمنزل الراحل ببري، حيث نشطت حركتهم ضد الاستعمار.
* أعتقل حسين مرة أخرى في مصر عام 1945م، حيث هتف بسقوط الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل السودان آنذاك، ثم التحق بجامعة الإسكندرية ليدرس الحقوق عام 1948م ومنها عاد للسودان في عهد الديمقراطية الأولى ليصدر مجلته من جديد.
* عندما قام نميري بانقلابه في مايو 1969م اعتقل حسين عثمان بسجن كوبر دون إبداء أسباب لاعتقاله ثم أفرج عنه ليغادر السودان إلى الجماهيرة العربية الليبية عام 1970م ومنها إلى لندن التي قضى فيها ثلاثين عاماً، كانت و(الصباح الجديد) تصدر من هناك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الله لا كسًبك يا حسين خوجلى ! (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
رحلة التغريب من قلب الخرطوم إلى ويمبلي
زوجة الراحل حسين عثمان منصور تحكي الحكاية
في بيت ابنها (كثير) أو (ابن كثير) كما أسماه والده، يحيط بها الأهل من كل حدب وصوب، تأجل لقاءنا معها لأكثر من مرة، وفي المرة الأخيرة جاءت لتجلس معنا وتحكي عن حياة زوجها،
رغم أن الإشارة الواضحة لدينا أنها لم تتحدث لأي جهاز إعلامي أو صحيفة سودانية لعدة أسباب: أهمها أنها غير مستقرة بالسودان، وتأتي من حين لآخر، وتتجول مابين دول أوروبية وعربية لتتفقد أبناءها الذين هم أبناء الصحفي حسين عثمان منصور..
الحاجة عديلة حسن عبد الغني (كما يناديها ابنها) يبدو على ملامحها حزن الذكريات من جهة، والفخر بأنها دفعت ضريبة المبادئ والرسالة التي آمنت بها مع زوجها لتظل متغربة ومهاجرة منذ العام 1975م.
بدأت حكايتها بالجذور لتشير بالقول: نحن من أصول سودانية جعليين عمراب، ووالدتنا سودانية تركية، أما الراحل حسين عثمان منصور؛ فأصولهم من الكنوز الذين استوطنوا في قلب الخرطوم بشارع الجمهورية حالياً، (السردار سابقاً) عاش مع والده عثمان منصور، المتزوج من ثلاثة نساء كنّ في بيت واحد.
قلت لها لنتحدث عن الأسرة الصغيرة أسرة حسين عثمان منصور فأشارت إلى أن لديهما من الأبناء ستة وبنت واحدة: أكبرهم الشابي الذي درس بسلاح الطيران الحربي بليبيا، ويعمل الآن رجل أعمال في دبي والكويت والقاهرة، ثم السموأل الذي درس في روسيا- طب بشري- وترشح لرئاسة الجمهورية في السنوات الماضية، و(كثير)- درس هندسة بصريات- وهو الآن رجل أعمال في لندن، و(عذبة)- درست لغات- واستقرت الآن بالسودان مع زوجها وأولاها، ومحمد بن سيناء- المهندس بالخطوط الجوية البريطانية، وعرفات -مهندس معماري- مستقر بلندن، وياسر- درس علوم الكمبيوتر متخصصاً في التصاميم- ويعمل بإحدى شركات الكمبيوتر الكبري بلندن.
انتقلت معها لتحدثني عن الراحل حسين عثمان منصور في سفر عبر الذاكرة إلى أيام خلت لتقول: كان مهتماً بالسياسية منذ أن كان طالباً وتم اعتقاله وإرجاعه إلى السودان من مدينة الاسكندرية التي درس بها الحقوق- نهاية الأربعينيات- وكان معروفاً بنشاطه حتى على أيام الملك فاروق، حيث كان يشارك في إلقاء المحاضرات ويتحدث في الندوات، ليعود ويجد الاستعمار جاثماً على صدر الوطن.
بعد زواجنا في العام 1954م عدنا إلى القاهرة ليكمل حسين عامه الأخير بكلية الحقوق؛ لكنه لم يوفق في إتمام دراسته، وفي العام 1955 أنجبت أول أبنائي، وانخرط حسين مع الأزهري من أجل تحقيق الاستقلال، وهو ماجعله لصيقاً به وحميماً، مما اضطره - عند القبض على أزهري أن يكون - معه بسجن كوبر، وخرج منه الى المستشفى الجنوبي، وفي نفس ذلك العام من 1956م أصدر مجلة الصباح الجديد، لتجيء مجلة سودانية سياسية جامعة، تشتمل على التحليل والخبر والرأي، والتزمت جانب الدعم لحركات التحرر الوطني، لكنها أغلقت في التأميم الشهير لنميري، مما جعل حسين يغادر إلى السعودية دون أن يصطحبنا كأسرة؛ لأننا مُنعنا من السفر. وسافر من السعودية إلى القاهرة، والتحقنا به بعد عامين ونصف العام، وبعد تحقيقات مطولة من الأجهزة الرسمية، بعدها عاد إلى السودان في أوائل السبعينيات ليطالب بمحاكمته إن كان متهماً أو يخلى سبيله للخروج من السودان.
قاطعتها بالسؤال هل تعتقدين أن نميري كان خلف تشريدكم؟ فرفضت الأمر لتشير إلى أنهم جماعة نميري!! وتواصل بالقول: مايو وقتها لم تكن اتجاهاتها معروفة لذلك ظل حسين عثمان يرسل خطابات متعددة إلى القصر الجمهوري، وبعد طول عناء أخذ تصريحاً بالسفر إلى ليبيا لنلتحق به، ونمكث أربعة أعوام سافرنا بعدها الى بريطانيا؛ ليعمل بصحيفة الوحدة، ويساهم بقدر كبير في الكتابة عن القضية السودانية التي كانت أكبر همومه، ولعله رفض الرجوع إلى ليبيا جراء أحداث المرتزقة وأثار مشكلة كبيرة بسفارتها في لندن.
مكثنا في لندن منذ العام 76 وحتى اليوم، وأفلح في إصدار مجلة الصباح الجديد من هناك لتنتشر في جميع البلدان العربية وظلت تصل السودان في مرات عديدة وتصادر في مرات أخرى.
سألتها عن علاقته بالسياسيين فأشارت إلى علاقته بالشريف حسين الهندي في لندن والتي وصلت حدّ العلاقة الأسرية والاستشارة في الشؤون العامة التي تتعلق بالسياسة، وظل يداوم للحضور إلى منزلنا. وكان حسين عثمان قد أسهم بآرائه في مسألة المصالحة الوطنية، حتى أن واحداً من الاجتماعات التي عقدت بسفارتنا بلندن وضمت عدداً من السياسيين أمثال الشريف حسين وعمر محمد الطيب ومصطفى خوجلي تحول إلى منزلنا بمنطقة ويمبلي بعد أن رفض حسين عثمان بعض البنود.
سألتها عن اهتماماته بغير السياسة فأكدت لي أنه كان محباً للشعر وللفن، بدليل صداقاته لعدد من الفنانين في مقدمتهم حسن عطية وعثمان حسين والكاشف وأبوداوود وسيد خليفة وجميعهم تغنوا بأشعاره، وحول طباعة دواوينه الشعرية أكدت الحاجة عديلة أن ديوان (أجراس المعبد) كان الديوان الوحيد الذي وجد حظه من الطباعة، ولديه الآن خمسة دواوين في كافة ضروب الشعر بداية بالتصوف، والغزل، والوطني، وهي موجودة عند أبنائه الذين يسعون لطباعتها في مجموعة كاملة، هنا سألتها عن بقية الوثائق المتعلقة برحلة حسين عثمان منصور؟ فعرفت بأن التجوال والسفر الطويل أضاع جزءاً منها لكن مجلة (الصباح الجديد) موجودة بدار الوثائق وعند عدد من أبنائه الذين يطمحون في عودة صدورها مجدداً إحياء لذكرى والدهم.
وحول صداقاته الصحفية أبانت الحاجة عديلة أن لديه علاقات وطيدة بالمجتمع الصحفي، وخاصة الذين عملوا معه في المجلة، وذكرت بأن أهم أصدقائه الراحلين محمود أبو العزائم، ورحمي سليمان، عبد الرحمن مختار، وعرفات محمد عبد الله، أما الذين عملوا معه فهم كثر، لكنها تذكر الأستاذ عبد الباسط سبدرات وزير العدل الحالي، ادمون منير، نعمات حماد، الشاعر ابراهيم الرشيد، كمال شانتير المحامي، وأسماء بنت الشمالية.
وفي مجال الاهتمامات الأخرى أشارت الحاجة عديلة إلى أنه كان يقدم برامج إذاعية منها برنامج (صور غنائية) في الستينيات؛ فقد كان يقدم عبره تحليلاً فنياً للأغنيات، ويستضيف أحد كبار الفنانين في حوار إذاعي شائق.
أما علاقته بأبنائه فأكدت لي عن حبه لكل أولاده بلافرز، هنا تدخل (كثير) ليضيف أن والده كان يصر على تربيتهم بنفسه حتى عندما كان مهاجراً لم يتركنا لأعمامنا، وكان يرى أننا مكملين لبعضنا، فلم يتركنا نتخصص في دراسة واحدة رغم أننا لم نأخذ منه جانب الشعر أو الصحافة، وجاءت تربيته وفق منهج فيه من المحبة الكثير.
في ختام حواري مع الحاجة عديلة قلت لها ألا تشعرين بالحسرة جراء ماحدث للأسرة من تغريب، قالت لست نادمة لأن الراحل كان وطنياً مخلصاً وكانت رحلة نضاله من أجل السودان، وخصوماته مع بعض الأشخاص كانت خصومات واختلافات سياسية.
بقي أن أصور للقارئ آخر أيام الراحل التي حكت لي عنها زوجته: فقد ظل المرض يطارده ليتعب القلب فيتم دفعه بقسطرة، وتسلل الإحباط إلى نفسه وتراكمت الهموم، وأثرت عليه الغربة والتشريد لسلم الروح إلى بارئها في يوم الأربعاء 13 يناير من العام 1997م.
جريدة الأخبار
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Dr Mahdi Mohammed Kheir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست