|
إستيراد اللحوم ... إشاعة مغرضة!
|
لم ولن يصادق وزير الزراعة على إستيراد اللحوم
تقييم المستخدمين: / 0 سيئجيد الأخبار - الأخبار الاقتصادية صحيفة السوداني الثلاثاء, 31 أغسطس 2010 08:17 جاء في جريدة "الخرطوم الصادرة في 19/8/2010م" تحت عمود "عابر سبيل" للدكتور إبراهيم دقش تعليق نسب فيه لوزير الثروة الحيوانية والسمكية أنه اعترف بأننا استوردنا لحوما عالية الجودة والمواصفات بمبلغ ثلاثة ملايين ونصف دولار واسماكا بمبلغ أربعة ملايين ونصف دولار لتغطية العجز في السوق المحلي وأردف قائلاً لماذا لم يطلق الوزير الأوصاف اللازمة على السمك المستورد بأنه مدوعل وناصع واكثر بياضاً وقال أنه حسد الوزير على جرأته بأن وصف اللحوم بأنها عالية الجودة والمواصفات. هذا التعليق الخاطئ وغير الدقيق بعد يوم واحد من الندوة التى اقامتها لجنة الشؤون الزراعية والحيوانية والمائية التابعة للبرلمان بالتعاون مع وزارة الثروة الحيوانية والسمكية تحت عنوان الثروة الحيوانية- المشاكل والحلول والتى قدم فيها السيد وزير الثروة الحيوانية والسمكية الدكتور فيصل حسن إبراهيم ورقة عن الموضوع اعلاه من 25صفحة سرد فيها سرداً علمياً وموضوعياً عن كل ما يتعلق بالثروة الحيوانية من مشاكل وسلبيات وقدم رؤيته وإقتراحاته للحلول المناسبة وقد كان ذلك تحت رعاية الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان وإشراف الدكتور يونس الشريف رئيس اللجنة الزراعية وقد شرف هذا اللقاء عدد كبير من كبار علماء الثروة الحيوانية والسمكية والباحثين وأساتذة الجامعات والوكلاء السابقين والمصدرين وخلافهم من المهتمين بأمر الثروة الحيوانية. بعد استعراض الورقة جرى نقاش ومداخلات واستفسارات واقتراحات من مختلف المشاركين في الندوة وأشاد الجميع بما طرح في الورقة وإتاحة الفرصة لهم في المشاركة وقد كنت شخصياً حاضراً في الندوة من أولها وحتى نهايتها ولم أسمع ولا كلمة واحدة عن استيراد لحوم وأسماك من الخارج ولم نقرأ في الورقة التى قدمها الوزير ما ذكره الدكتور إبراهيم دقش في جريدة "الخرطوم" وفوق كل ذلك فان الدكتور لم يكن حاضراً في الندوة أصلاً فمن أين أتى الدكتور بهذه المعلومات التى لم نسمع عنها في الندوة ولم تذكر في الورقة التى وزعت على الجميع وفوق كل هذا وذاك أين هي فجوة اللحوم في البلاد؟ ومن صادق على استيراد هذه اللحوم؟ وفي أي مكان تم توزيعها؟ ومن أي مدخل جاءت للبلاد؟ وزير الثروة الحيوانية والسمكية الحالي لم يصادق ولم يروج لاستيراد لحوم وأسماك من الخارج وهو صاحب اكبر إنتاج للحوم وأجودها في القارة الإفريقية والبلاد العربية دون منازع وفي الثلاثة أسابيع الأولى من شهر أغسطس الجاري تم تصدير "184" طنا من اللحوم للشقيقة مصر كما أكد ذلك المدير العام للوكالة الوطنية لتأمين وتمويل الصادرات أحمد بابكر أحمد وتجرى الاتصالات للترويج وزيادة الصادر لكل من الأردن ولبنان والجزائر وبلاد عربية أخرى كما تم التخطيط لتصدير مليوني رأس من الضأن للهدي هذا العام، فهل يعقل أن يروج أو يستورد صاحب هذه الثروة الوفيرة لاستيراد لحوم من الخارج لسد فجوة في البلاد؟وأين هذه الفجوة اصلاً؟. ليس دفاعاً عن وزير الثروة الحيوانية والسمكية الحالي فهو رجل عالم ومهني من الطراز الأول وصاحب خبرة كبيرة جداً تناهز الثلاثين عاماً في خدمة الثروة الحيوانية بالسودان واسند إليه اعادة بناء وزارة الثروة الحيوانية بعد تدني أسعار البترول وبروز عائدات الثروة الحيوانية من العملات الحرة، هذه الوزارة التى كانت ومازالت تعطي الكثير ولا تأخذ الا القليل والقليل جداً، ان الجميع يذكر جيداً إن هذا الوزير عندما كان وزيراً للزراعة والثروة الحيوانية بولاية الخرطوم قام بجمع كل البيض الذي تسرب عبر حدودنا الشرقية من الدول المجاورة وحرق كل الكميات بجبل طورية وعلى مشهد من الجميع ووقف على عملية الابادة بنفسه فهل يعقل ان يسمح باستيراد لحوم وأسماك لبلده وهو ليس في حاجة إليها؟ ان الجرأة والحراك الحثيث والتنظيم الهيكلي الجديد الذي يجري في وزارة الثروة الحيوانية اذا ما وجد الاستقرار والمعينات المادية المعقولة فسوف يضع قطاع الثروة الحيوانية في مساره الصحيح وعندها فسوف ينطلق المارد الاقتصادي الأول من قمقمه، وسوف تصرخ شياطين الفقر والعوز وتخرج من السودان الى الأبد إن شاء الله. وأخيراً أرجو أن اؤكد للأخ الدكتور الإعلامي والدبلوماسي الكبير إن ما ذهب إليه في عموده سالف الذكر لم يرد في الورقة ولا النقاش ولم يقم الوزير بالمصادقة على إستيراد لحوم وأسماك كما ذكر ونرجو أن يتكرم بمراجعة مصادره ووضع الأمور في نصابها. والله من وراء القصد بروفيسور/ عبدالله مكي عثمان وكيل وزارة الثروة الحيوانية الاسبق بالمعاش-
كبـّـاشي الصـّـافي
|
|
|
|
|
|