|
|
 بيد الجميع لا بيد الشريكين (كلمة الميدان الثلاثاء 31 أغسطس 2010 )
|
بيد الجميع لا بيد الشريكين
نجح اجتماع مؤسسة الرئاسة أمس الأول في إزالة الخلافات العالقة بين شريكي الحكم حول ترسيم الحدود وترتيبات الاستفتاء القادم بحسب تصريحات رسمية وهذا أمر يبعث علي الإرتياح فقد كانت تلك الخلافات سبباً في إضافة المزيد من التوتر لحالة الإحتقان السياسي بالبلاد وألقت بظلال كثيفة علي الترتيبات المفترضة قبل أن يحين موعد الإستفتاء في يناير القادم.
مثل هذه الإجتماعات الثنائية بين طرفي نيفاشا تكررت كثيراً وفي موضوعات مختلفة، وفي معظم الأحيان كانت الخلافات بين الطرفين تحتدم قبل أن يجف مداد الإتفاق الرئاسي لتنشب أزمة جديدة يتطلب حلها وقتاً وجهداً ثمينين.
المفاوضات الثنائية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في مسائل الترتيبات الأمنية ودمج القوات وغيرها من الإجراءات العسكرية لا غبار عليها طالما كانت تخص قواتهما وتعزز من فرص السلام الشامل، ولكن من غير المقبول أن يحتكر الطرفان وحدهما مناقشة القضايا القومية والمصيرية مثل الإستفتاء علي تقرير مصير الجنوب.
لقد رفض المؤتمر القومي كل إقتراحات ومبادرات القوي السياسية الأخري الرامية لإيجاد حلول مستدامة للمشكلات الراهنة، وكانت آخر هذه المبادرات دعوة تحالف قوي الإجماع الوطني لعقد مؤتمر قومي يشترك فيه الجميع من أجل إخراج البلاد من النفق المظلم الذي تمر به.
وبينما يستند رفض الحزب الحاكم هذا علي ثنائية اتفاق السلام الشامل، فإنه لا يجد حرجاً في مناقشة مثل هذه الشؤون السياسية الداخلية مع وسطاء وسماسرة أجانب لا يملكون أدني قدرة علي حل قضايا الوطن الشائكة والتي فاقمتها سياسات وممارسات المؤتمر الوطني.
الإستفتاء علي مصير جنوب السودان قضية عامة تهم كل السودانيين، وليست شأناً يقرره طرفا نيفاشا وهذا الأمر ينطبق علي الوضع في دارفور وقضية الحريات ومشكلات الإقتصاد وغيرها وليس بمقدور شريكي نيفاشا معالجة قضايا الوطن القومية التي تتطلب إجماعاً قومياً ونظرة وطنية خالصة وهو ما تدعو له قوي الإجماع الوطني بما فيها الحركة الشعبية.
ليس هنالك من سبيل سوي المؤتمر القومي الشامل لنزع فتيل الأزمة السودانية التي تكاد أن تعصف ببلادنا ووحدتها، أما الإصرار علي الثنائية وتجاهل القوي السياسية والمنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني الأخري فيما يتعلق بمناقشة القضايا المصيرية فهو الذي أوصل بلادنا لهذا الوضع “الذي لا يحسدنا فيه أحد”.
http://www.midan.net/almidan/wp-content/uploads/2010/08/midan2263.pdf
|
|
 
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست