وقَـالَ إنِّـي سَقِـيمٌ

بعض النساء فى امدرمان يخطبن الفتيات من بيوت العزاء .
حيث تهجم عليك احداهن لتشبعك تقبيلا لتتاكد من نعومة خدودك وبان هذا لونك الاصلى . تمتد يداحداهن فى تلمس شعرك كى تتاكد انه حقيقى ثم تحتضنك بقوه متلمسة نعومة جسدك ..وتشتم رائحتك بكل عمق و بعد ان تتاكد من جودة العرض . تبدا بالحديث عن ابنها الرهيب و الذى تجب عليك الموافقة حتى قبل رؤيته يكفى انها امه و انه يسكن فى احد الاحياء الراقيه و فقط...

فى الجزيره يختلف الوضع عن العاصمة .الهواء الطلق والسكون صوت العصافير تجعل الانسان ميالا لحب الخير و حسن الظن .جمال الانسان مكتسب من جمال الطبيعة وجمال الروح مكتسب من تصالح النفس و صفاء الذهن .هنا القلوب نقية..بصدق

جدتها الحكيمة فى ابسط الاشياء كانت الجانب الاهم من القصة .الجدة الارستقراطية بت الباشا كنيتها . حيث كان والدها احد الباشوات ايام حكم الاتراك فى السودان صاحبة النفوذ . والحسب . تعلمها كيف تعايش الالقاب و تعيشها منذ صغر. تعلمها متى تتحدث و ماذا تقول تعلمها ان الصمت ابلغ حديث.
وان الدنيا كالمسرح كلا اقتربنا كانت الرؤية اوضح وكلما ابتعدنا كانت الرؤية اشمل
. لذلك لا ثوابت.. فى التفرج

اها يا سرحانة .ما تجيبى لينا البركة.
والبركة هى الدور الثانى للقهوة .
اتتها كلمات حاجةامنه لتعيدها لدنيا الواقع .من جديد .. واقع هربت منه بلا ارادة . قامت بكل ثقل وهى تفكر فى جدتها و صداقاتها المميزة . جدتها كانت اهم نساء القريه كانت زوجة جدهاالملقب با لعمدة الحكيم الى ان فارق الحياة
وهو كذلك
. فقد كان رجلا حكيما فى حواره حليما فى غضبه كريما فى عطائه وفيا فى وعوده . كان شخصية بارزه و سياسى محنك قابض على جمرالقضية فى حزب عظيم كالاتحادى الديمقراطى .....
و كانت هى محظوظه بانها حفيدة لهذا العظيم والذى لا يزال ديوانه الى اللحظه مفتوح للقاصى والدانى وعابر السبيل .توفى جدها كماعاش كبيرا فى الحياة و الموت النبيل لا يليق الا بالنبلاء .
. توفى جدها تاركا وراءه كنز من السيرة العطرة ..
لم تكتسب جدتها اهميتها من مكانة زوجها بل هى ابنه رجل يشار اليه بالبنان . فقد ادخل التعليم للقرية فى زمن مبكر كان المتعلمون فيه قلة .
المشار اليه بان الانسان حين تعلقه بشخص ما . يحاول ان يتشبه به , يتعلق باشيائه يشاركه ذكرياته يهتم بتفاصيله . لم تنتمى الجدة لاى مدرسه و لكنها تحدثك بفصاحه و بلاغة احد تلاميذ العقاد او طه حسين. تمتلك اسلوبا جميلا فى فلسفة الامور حتى تخالها جوته ..
تعلمت هى التواضع و التهذيب من مدرسه كهذه و كل افراد عائلتها يشتركون فى اساسيات قد تكون هامشيات فى هذااالزمن الزائف..
يقولون لك . الفلوس ###### الدنيا و الغريب بان الكثير من الناس لديه الاستعداد بان يتسخ بهذاال######. المظاهر اصبحت هى السائده.لاشىء يعادل حفظ الكرامة واليد العليا افضل دائما
تحب صديقات جدتها و تحب اصدقائها جدامشاعرها ثابته لهم . تتمنى لهم الخير وتدعو لهم بالتوفيق . تسعد جدا وتحس بفرح لا يقاوم عندما يتحدثون عنهم بالخير . الاصدقاء كالوطن يستحقون المغامرة والتضحية و الايثار . كا بطال التاريخ اللذين نتكا على ذكراهم كلما اتعبنا الزيف