|
"التعتيم " في السودان
|
بين التاء والام ضاع الاف من شابات وشباب السودان في جامعات ومؤسسات تعليمية وهمية وغير معترف بها .. اثارني جدا واحزنني ما كتبه سمي وبلدياتي ابوبكر سيداحمد "بكري الصائغ" بعنوان :
عليكم الله ياخرجيين: قبل ماتجوا المانيا للدراسة اتاكدوا...ن جامعات معترف بها!!
يرجو فيها خريجي الجامعات السودانية بالا يتكبدو مشاق السفر بحثا عن درجات عليا وهم لا يحملون درجات تؤهلهم لذلك حيث ان الجامعات والمؤسسات التعليمية التي منحتهم تلك "الكرتونة (كما اشار اليها الصائغ ) " غير معترف بها تماما كما ان القسط الذي نالوه من التعليم لا يؤهلهم لنيل الدرجات الممهورة في تلك "الكرتونة" .....
قبل ذلك بايام شاهدت في فضائية سودانية من اتت به مقدمة البرنامج الباذخ شكلا دون جمال ومضمون علي انه احد "القامات التعليمية في السودان " .. وهو احد الركائز التي اعتمد عليها انقلابي يونيو 1989 في تعتيم السودان حيث قام بتشريد خيرة اساتذه الجامعة التي كانت اكثر شهرة في افريقيا والعالم لمستواها التعليمي الراقي فجعل التعليم فيها تعتيما .. قال لا فض فوه في سرده ان التعليم الطبي في السودان فاشل بما فيه جامعته او شركته الطبية....وبدء مهاجما لجماعته وكانه ليس منهم ....والعجب العجاب ان مؤسسته التعليمية والتي ازدهرت تجاريا في زمن التعتيم السوداني تجد قبولا عظيما وباموال صعبة كالحجر كثيرة يطلبها مقابل "الكرتونة" .....قال انه تعليم فاشل ولم يقل بانه سيقفل الشركة حتي لا يستمر الفشل ....
عشرات الالاف وعلي مدي عقديين من الزمان تخرجت من هذه الؤسسات التعتيمية ؟؟؟ ماذا سيكون مصيرها في بلد قفل السلطان كل ابواب كسب العيش فيها؟؟؟ ماذا عم ملايين الجنيهات والدولارات التي صرفها اهل هؤلاء ممن في الداخل ومن في المهجر للحصول علي "شهادة جامعية " صارت "كرتونة ".....
الضرر الذي يسببه هذا التعتيم السوداني ربما هو اعظم المصائب التي حاقت بالبلاد والعباد .. فالتعليم حينما يصير "تعتيما" فهو هلاك للشعوب والاوطان ومرض صعب علاج اثاره ....؟؟؟
في خاطري دولتيين وقائديين عظيميين في الجزء من العالم الذي لا ينتمي الي امريكا الذي" وجب عذابها" ولا الغرب "المترصدب نا" ... سنغافورة وماليزيا الدولتيين التين نهضتا في زمن اقل من عقديين من مجرد جزيرتيين محاصرتيين بمشاكل سياسيىة واجتماعية واثنية ولا تمكلك من الموارد الا بشرها اساسا ....القائديين لاي كوان يو و مهاتير بن محمد والمتنافسيين ابدا علي التمييز فيما بينهما وبين جزيرتيهما كان اول ما فعلا هو "التعليم " و"تنمية الموارد البشرية " فلذا ازدهرت الجزيرتان وصارتا قوتان اقتصاديتان مزدهرتان في هذا العالم .. اما في السودان فلقد اصر القائمون علي امر البلاد والعباد منذ عقديين بتحطيم كل بنية تعليمية كانت موجودة بالاكثار من مؤسسات تجارية غير مؤهلة ولا معترف بها .. مؤسسات تعتيمية وليست تعليمية ..
|
|
|
|
|
|