|
|
 "سي السيد" الجديد
|
واخيرا بدأت منظمات المجتمع المدني في السودان القيام بواجبها بشك ملموس وبجرأة وبلا خجل،فقد اوردت الصحف امس أن الجمعية السودانية لحماية المستهلك دونت بلاغا في مواجهة هيئة مياه ولاية الخرطوم استنادا عل نتيجة تحليل المياه الاخيرة عبر المعمل القومي المرجعي"استاك""وحسب الخبر-الذي افردت له صحف الخرطوم الصادرة أمس مساحة مقدرة في صفحتها الاولى- فان التحليل اثبت وجود تلوث ووصف" بالخطير" بمياه الحنفيات. ووفقا لبيان الجمعية فان عينة المياه التي خضعت للتحليل ملوثة ببكترياthermotorelant coliform ".
وهذه ثقافة جديدة يجب ان نعض عليها بالبنان،واقصد الدفاع عن قضايا المواطنين عن طريق التقاضي حتى لوكانت هذه القضايا ضد مؤسسات الدولة المختلفة ،وهذا سلوك عادي جدا وطبيعي في البلدان التي رسخت فيها الديمقرطيات ونضجت علة لهيب نضالها دولة المؤسسات،وفي الواقع ان منظمات المجتمع المدني –عندنا- تحتاج لتثبيت العديد من المواقف حتى تمضي قدما في هذا الاتجاه. واذا تحدثنا عن الجمعية السودانية لحماية المستهلك،نجدها تسير في هذا الطريق بخطى واثقة دونما كلل او ملل.
وقد لاحظت في الآونة الآخيرة ان الجمعية درجت على مواجهة المشكلات التي تواجه المستهلك في حياته اليومية بشيء من الجدية والصرامة واتباع الاطر المؤسسية ومنها بالتأكيد،ثقافة التقاضي التي تحتاج الى نفس طويل لان المقصرين والمهملين في واجبهم لديهم آلاف الطريق ومئات الوسائل للالتفاف حول القانون،الامر الذي يتطلب المواجهة بنفس الاسلحة مع استخدام سلاح خطير جدا هو سلاح الاعلام.
وبعودة الى موضوع المياه،فقد ظللنا ننبه الى خطورة الوضع ،منبهين الى الحالة المتردية التي وصلت اليها خدمات توفير وتوصيل المياه الصحية والآمنة للمواطنين في بيوتهم واسواقهم واماكن عملهم.
ولا يخفى على الناس تزايد نسبة الاصابة بامراض الكُلى والسرطانات –عافنا الله واياكم- بحيث لا تخلو اسرة سودانية اليوم من الاصابة بهذ الامراض الخطيرة.وانه لامر مؤسف ان تدخل الامراض الى الجساد المنهكة عبر "الحنفيات"وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله"وجعلنا من الماء كل شيء حي" وهذا دليل على اهمية المياه في حياتنا.
لقد خرجت صحف هذا الاسبوع بتوجيهات من رئيس الجمهورية لوالي الخرطوم بضرورة حسم مشكلة مياه الشرب،واعتقد ان هذه المشكلة تحتاج آليات اكثر فاعلية من التوجيهات التي تذوب مع تيارات المشاكل والقضايا التي تفيض مع اطلالة كل صباح جديد وتسد الافق امام انجاز اي فعل يصب في خانة ضروريات المواطن.
تحتاج القضاية الاساسية الى قوة دفع غير تقليدية ليتم انجازها بالكفاءة والسرعة المطلوبة،واذا كنا قد اشدنا بخطوة الجمعية السودانية لحماية المستهلك ،فان الطريق مليء بالصعوبات والمطبات والعراقيل،ونحتاج بوصفنا مواطنين سودانيين ان تنحالف مع بعضنا البعض ضد غياب وسؤ الخدمات الضرورية وأن نخلع في هذ التحالف العريض اثواب معتقداتنا الفكرية والسياسية من اجل ترسيخ مباديء التضامن الوطني ،وسوف تقودنا هذه الخطوات الى مزيد من الوعي بالحقوق والواجبات على كافة الصُعد السياسية والاجتماعية والثقافية.
فلتكن البداية بالمياه،وهنالك طابور طويل في انتظار مثل هذه الخطوة. منه موضوع النفايات والمصارف والكهرباء والسلع الفاسدة والادوية القاتلة والفساد الاداري في كافة المجالات، ويحتاج الناس –هنا – الى تفعيل ثقافة الحقوق عبر اجهزة الاعلام والمنتديات الثقافية والاجتماعية تحت شعار "اعرف حقك ودافع عنه" .وفي ظل العولمة وسقوط جدران التعتيم وحاكمية المؤسسات الدولية،تنهار العديد من الشعارات الورقية مثل السيادة الوطنية وهيبة الدولة ،ولا سيادة الا بجعل المواطن البسيط هو"السيد" ومؤسسات الدولة هي الخادم المطيع.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست