|
رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي
|
الى ضابط الجيش، عمر:
لقد قمت باغتيال إبني، النقيب (طيار) مصطفى، في انتهاك بالغ لقانون القوات المسلحة السودانية الذي يكفل للمتهم الحق في تسلم عريضة الاتهام ليتمكن في وقت كاف من تحضير دفاعه، والاستعانة بالاستشارة القانونية من صفوف الجيش أو نقابة المحامين، ويترافع أمام الشهود أمام محكمة عسكرية غير سرية.
إنك خرقت عمداً وبالنوايا السيئة كل هذه القوانين في ابريل 1990.
وقد قتلت إبني بعد أن عقدت اجتماعاً سرياً مع معاونيك وهم من المعروفين دولياً، وعلى سبيل المثال، العميد الزبير صالح، والرائد ابراهيم شمس الدين، والعقيد الخنجر، والعقيد كنه، وغيرهم من القتلة.
ونفذ معاونوك الإعدام على إبني ورفقائه من الضباط والجنود، بنفس الطريقة الخاطئة. وقمتم مع معاونيك بتعذيب الشهداء وإهانتهم، وهم من خيرة شجعان الجيش السوداني، قبل أن تطلق النار على ظهورهم وهم صيام ثم دفنهم في مكان غير معروف.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: خالد العبيد)
|
العميد عمر، قاتل إبني النقيب مصطفى:
لقد خرقت خرقاً صارخاً دستور السودان لأنك نصبت نفسك قائداً للجيش السوداني في حين أن أعلى رتبة كان بوسعك بلوغها لا تعدو رتبة العميد العادية وفقاً لما أفتى به خبراء الجيش بحسب أدائك قبل الإنقلاب الخائن ومن بعده فيما صار أمراً معلوماً لأسر الشهداء.
أساء شخصك لقوانين القوات المسلحة بعد احتلالك لموقع القائد العام، وذلك لأنك قتلت أبناء القوات المسلحة غيلة ومعهم عدد كبير من المدنيين الأبرياء، مما يعد أبشع جريمة بحق الجيش وقوانين الدولة الأخرى، وكل ذلك من أجل أن تبقى في دست الحكم. وليس في ذلك شىء مما تنشأ الجيوش من أجله في كل دول العالم المحترمة على الأرض. وتصرفت دون تحضر أو إنسانية وأنت تشغل رتبة القائد العام عندما أمرت في خبث ونذالة بقتل إبني ورفقائه في شهر رمضان المقدس الذي يعلم كل المسلمين، بل وكثير من غير المسلمين، أنه شهر لا يجوز فيه قتل الناس.
ثم أرسلت شرطتكم السرية لتضايقني وأسرتي بالزيارات البوليسية الاستفزازية اليومية ولفترة طويلة كل صباح ومساء تتوعدنا حتى لا نسير التظاهرات إحتجاجاً على الجرائم الإرهابية التي قمت بارتكابها ضد السودانيين.
وبعد ذلك، زججت بي وببناتي وأطفالهن، ومن بينهن طفل وليد، في حبس غير قانوني داخل سجن أم درمان في أحوال سجنية رديئة، بلا سبب. وبكل هذه الخروقات لحقوقنا كمواطنات، جعلت أنت وحكومتك اللادستورية من حياتنا في وطننا جحيماً لا يطاق.
لقد أرغمتنا أيها القاتل الظالم على إيجاد لجوء خارج بلادنا ليأوي أفراد أسرتنا من كبار السن والمرضى والصغار، نعاني صعوبات النزوح واللجوء القاسي بينما أنت متربعاً على الحكم تمارس في تفاهة القمع والإضطهاد لأمتنا الطيبة.
منذ ذلك الحين قررت أن أعيش في المنفى، برغم مرارة اللجوء، أناضل في عزم لا يلين لتقديمك وكل القتلة الآخرين للمحاكمة العادلة لأنك لست قاتلاً متوحشاً وحسب. ولكنك تصرفت وزملائك القتلة كقادة جبناء لا تجسرون على تحمل نتائج أعمالكم الخاطئة، وأقلها المثول أمام القضاء العادل والمستقل للحساب والجزاء المستحق.
تراجعتم في ذعر أمام تظاهراتنا السلمية في شوارع الخرطوم، لتعتدوا علينا نساء وأطفال الشهداء بالضرب والإساءة، والخرطوم هي عاصمة بلادنا التي جعلت منها عاصمة للإرهابيين الدوليين، ومحترفي القتل، وتجار الحرب، وحثالة اللصوص. وبهذه الجرائم التي لم يسبقها مثيل جللت بلادنا بالعار.
ما سمحت لنا، نحن أسر شهداء حركة رمضان من الضباط والجنود، باستلام وصايا الشهداء، ومعرفة مكان قتلهم وقبورهم خارج نطاق القضاء، وممتلكاتهم الخاصة قبل إعدامهم مما يكفله القانون، والدين، وأخلاقيات السودانيين السمحة.
إنك ضابط بالقوات المسلحة، لا يحترم قانوناً، لا يملك عقيدة، ولا يحس إلتزاماً بخلق.
وبهذا، لا تستحق أن تعمل ضابطاً بالجيش السوداني، دع عنك أن تنصب من نفسك قائداً أعلى للقوات المسلحة.
ولقد قررت كأم للشهيد النقيب طيار مصطفى عوض خوجلي أن أرفض استلام أي مال أو مكافأة مستحقة للنقيب مصطفى نظير خدمته كضابط بالقوات المسلحة السودانية، وقد أدى خدمته العسكرية بالشرف والشجاعة ورصع صدره وهو لما تمضى على خدمته سنتين بأعلى وسام للشجاعة والولاء يمنحه الجيش السوداني لأبنائه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: خالد العبيد)
|
العميد القاتل عمر:
منذ أيام خلت، تلقيت أنباء من السودان مفادها أنك قمت عمداً بتخطيط وتنفيذ مؤامرة رخيصة شريرة دست فيها على معايير الشرف والأخلاق وتقاليد القوات المسلحة، وذلك بأن أغريت أحد أقرباء إبني الشهيد ممن يعملون مع مخابراتكم العسكرية ليتقدم بطلب مزور باسمي وأسرة الشهيد للحصول على تعويض عن اغتيالك للشهيد، من وراء ظهر أسرتنا المناضلة ضد جرائمكم وحكمكم الوحشي.
وقد أصدرت تعليمات لفرع القضاء العسكري للتصديق على الإجراء ومن ثم تماديت ومخابراتكم في تزوير الأوراق لتمكين ذلك الشخص من استلام التعويض كرشوة مثيرة للبلبلة بقصد إثناء أسرة مصطفى وغيرها من أسر الشهداء عن مواصلة المطالبة بمحاكمتكم كقتلة ومسيئين لسلطة الجيش.
العميد عمر البشير، قاتل إبني:
إنني بهذا اؤكد لك أن مؤامرتك الرخيصة لتشويه نضال أسرتنا قد انكشف أمرها وأصبحت معلومة للشعب وجماعات حقوق الانسان في السودان وفي المنفى، وهي التي تدعم قضية شهداء رمضان النبيلة وتدعو لكفالة حقوق أسرهم.
أم مصطفى ترفض بهذا أي تعاون معك أو مع عناصركم القاتلة في الجيش أو الحكومة في أي مستوى كان.
إنني أترفع عن تلقي أي مال مما قمت في نذالة بسرقته من خزانة الجيش ومنحه لأحد أقرباء مصطفى ممن تعاون في خسة مع مخابراتكم وفرع قضائكم العسكري، واستلم بالفعل تعويضكم المرفوض عن اغتيال مصطفى.
إنني اؤكد بكل ما عندي من عزم أن شرف إبني وشجاعته لن تباع أبداً بأعمالكم الإنسان رخيصة وجرائم نظامكم الإرهابي.
كأم للشهيد، أتعهد في إيمان بأنني سأواصل نضالي لتقديمكم جميعاً للمحاكمة أمام القضاء العادل متى توفر داخل السودان أو خارجه ما بقيت على قيد الحياة.
توقيع
جارة عثمان الحسين
سودانية في المنفى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: خالد العبيد)
|
رسالة الى الشهيد طيار مصطفى عوض خوجلى منى عوض خوجلى 30 \ ابريل 1997
افتقدك كثيراً ... وافكر فيك باستمرار.. اليوم نستقبل المولود الخامس.. الفرح بقدومك كان كبيرا .. كما كان الفرح بوجودك.. اتذكر ذكريات بعيدة .. ولكن كثير من الوان تفاصيلها ما زال في مخيلتي.. طفولتك الهادئة جداً ونومك في السابعة مساء .. وحديثك الطفولي عن احلام المستقبل وآمالك حين تكبر .. اتذكر سنوات الشقاوة .. وسواقة العربية( بالدس) والغنماية حينما دهستها.. وعلى الرغم من ان أحداً لم يرك إلا أنك بشجاعتك المعروفة عنك .. ذهبت لأهلها لتخبرهم بنفسك .. فأضحك مرة اخرى لذكرى الضحكة الاولى .. اتذكر .. اصرارك منذ صغرك على دراسة الطيران .. وعندما لم يتم قبولك بمعهد امبابة بالقاهرة لصغر سنك .. اصررت اكثر وبعزيمة اكبر على ان تدرسه بامريكا .. فأرسلك الوالد وكل امله ان يحقق لك آمالك. خطاباتك وصورك في ولاية اوكلاهوما .. ما زالت مطبوعة في الذاكرة.. اتذكر واعيش الذكرى كلحظتي هذه .. الفرحة بتخرجك وعودتك مصطفى الطيار، وفرحة أبي برجوعك مصطفى الطيار .. وهو يرى ثمار تعليمه لك .. وفرحة أمي بتخرجك وخوفها الشديد عليك من الطيران وحوادثه.. التحقت بالكلية الحربية وكان هذا قدرك وليس خيارك وبسرعة انطلقت سريعا لتحقيق أملك في ممارسة الطيران. • ما اقرب الأمس .. بالأمس البعيد!!! تأتي الاحداث وتعيد الذكريات حتى قبل ان نستوعبها .. ثم تتجدد الذكريات بأحداث اخرى .. تجدد الحزن الدفين بالفقد وبمعنى الحياة .. اكثر ما اتذكر يا أخي وحبيبي مصطفى .. ساعة الظهرية .. وكل راجع من عمله .. وكلنا في نفس الاتجاه .. المطبخ أولاً .. ثم ماذا هناك على الغداء؟ والبحث عن الوالدة للاطمئنان .. حتى حاج عوض يتصرف بنفس الطريقة؟؟ ثم اجتماعنا جميعا على الغداء .. الونسة التي تتحول الى نقاش يهداً ويسخن حسب الموضوع .. الوضع في البلد .. الكهرباء والموية .. الكورة فوز الهلال أو المريخ .. لم يعد يهم من يفوز الآن .. الوطن كله اليوم مضرج ببقايا دمائكم انتم الثمانية وعشرين فارساً وشهيداً قامت عناصر الجبهة بتصفيتكم في جبن .. لتبقوا ابداً ثأرنا الخالد. اتذكر زياراتك لي ببورتسودان .. عندما كنت تحضر من كسلا في مهمات رسمية .. كنت تبدو سعيداً جداً بعملك كطيار خاص للعميد الشهيد محمد عثمان كرار .. كنت فخوراً بوظيفتك وبعملك في ادارته عندما كان حاكماً للاقليم الشرقي في عهد الديمقراطية .. وكأنك ايها الشقيق الحبيب تعلم ما يخبئه لكما القدر معاً .. فيالها من صدفة تاريخية عظيمة كان لها ما بعدها. وفي البال قصصك عن اهل كسلا .. وطيبتهم .. كنت اكبر من عمرك كثيراً .. تتحدث عن المصاعب التي تقابلك دون خوف .. حينها يخاف حاج عوض فيذبح الكرامة لنجاتك. اتذكر .. ولا املك غير الذكرى .. ذلك اليوم المشئوم 30/6/1989 احبطنا جميعاً .. واحبطت والحزن يغمرك ويغمرنا جميعاً .. كنت اول من قال بعد سماعك لبيانهم بأنهم جبهجية!! تغيرت حياتنا جميعاً منذ ذلك اليوم والى الأبد .. طعم الحياة اصبح مراً .. ملأ اليأس قلوبنا .. وتلون كل شيء بلون اسود اجرب وكريه .. اصبحت حياتنا اليوم عبارة عن كابوس .. تبدأ بشتائم منهم .. من وسائل الاعلام .. تهديدات .. وعساكر تتغطى ملامحهم بالكراهية لكل السودانيين .. كلماتهم حقد وسموم ينفثونها كل صباح .. وفي الكباري دبابات .. ومظاهر الارهاب تنبيء عن خوفهم وقدرتهم البالغة على الاجرام.. كيف كان للحياة ان تستمر تحت هدا التسلط؟! وبرنامج حياتنا كان مؤسساً على حرية وديمقراطية اقتلعناها قريباً ولم نهنأ بها .. كيف تنهار احلامنا بهده السرعة وكيف نقضي الوقت بدون هواء نظيف .. ندوات متعددة واحتجاج عندما نريد؟ .. نعم قل لي ايها الحبيب الشقيق الشهيد كيف فات على عناصر الظلام ان تعلم ان شعبنا عاشق للحرية والديمقراطية ولا يمكن ان يقبل الاستكانة مهما كان الثمن؟!! اتذكر وامتليء غضبا هنا .. رجوعك اليومي .. من سفرية .. او من المكتب .. او من المطار .. والاشمئزاز يسكن بداخلك .. يوم شاق طويل وسط كم من عملاء الجبهة .. وتربصهم بك وبمن معك من الشرفاء. اعتراضك على الحرب في جنوب البلاد وعلى ارسالك لها باستمرار .. احتجاجك على اقحام الجيش في هذه المهزلة الجبهجية وفي الاعتداء على الديمقراطية. وعلى الرغم من اننا جميعا في الاسرة لم ننضم الى اي حزب سياسي الا اننا جميعا كبرنا ووعينا ان الديمقراطية هي الحل الامثل لكل مشاكل السودان .. نحن نعشق الحرية .. والهواء النظيف .. نكره ان نتلقى الاوامر المريضة ونرفض تنفيذها، ما اجمل تمردنا السوداني .. اتذكر .. وتعذبنى الذكرى بتفاصيلها القاسية ذلك اليوم في رمضان عندما رجعت ظهرا .. اتذكر كيف كان حالنا وحالك.. الحزن يكسو كل الملامح وانت حزنك الغاضب يجبرك على ان تستلقي على الارض ووجهك في اتجاه الحائط .. اليوم كانت جنازة الشهيد دكتور على فضل .. عذب حتى الموت .. وبموته تفجر غضب كل السودان وزاد الاحساس بالظلم .. مجدي .. جرجس .. واليوم علماً آخر من اعلام الحرية .. خرج السودان في موكب التشييع .. لم يمنعك عملك من ان تذهب وتشارك في الالم الجماهيري .. صيامنا ذلك اليوم كان صياماً عن الونسة في ساعة الافطار .. والجو مليء بالتوتر وكلنا في حالة عميقة من الاحساس بالفشل والحزن والغضب .. واتذكر افطار ذلك اليوم .. صلاة المغرب وخروجك بعدها مباشرة .. بحجة تدريب الطيران الليلي ومكالمتك التلفونية في منتصف الليل .. حديثك معي بعد ردي عليك وما زالت كلماتك الشقية في اذني .. طلبك للحديث مع أمي كعادتك دائما من العمل .. ثم الحديث مع ام احمد منار زوجتك ثم وعدك بالرجوع في الصباح الباكر .. وعندما افكر اليوم بانك لم ترجع .. في هذه اللحظة تغيم الدنيا .. وتعصر يد غليظة قلبي فأغيب في نوبة بكاء حارقة.. • أخي الشهيد مصطفى الاحساس بالظلم قاتل .. ولا ادري كيف اتجاوز هذا الاحساس .. اجلس في مكاني بالساعات الطوال .. افكر في طرق مختلفة لتعذيب من قتلوك وقتلوهم .. اتخيل الغد .. والاحساس في التخيل يقفز بي فوق الاستحالة .. فأرى نفسي في شوارع الخرطوم تارة أعذب ابراهيم شمس الدين لآخذ ثأرنا منه نحن أسر الشهداء وتارة أعذب باقي مجموعة الجلادين الذين نحتفظ بقائمة اسماءهم .. اعذبهم بطرق مختلفة ويشارك في تعذيبهم الآخرون بطرق كثيرة .. ابتدعوها هم في السودان .. وخلقوا فينا القدرة على ابتداع طرق ابشع منها .. نقطع اوصالهم مرة .. نعلقهم من اطرافهم .. نغرز المسامير في رؤوسهم .. نتبارى في جرهم على اسفلت الشوارع في هجير أيام يوليو .. وفجأة أصاب بالخوف .. وماذا اذا حدثت الانتفاضة ولم احضرها فقام ابناء الشعب بكل هذا ولم اشارك انا؟ وفجأة يتحول خوفي إلى احباط عميق .. ويأس سخيف.. ومرات اخرى اشعر يا ابن أمي .. بأن ما أفكر فيه مدمر .. وليس هو ما كنتم ترغبون فيه .. كنتم ترغبون في تحقيق سلام بدون دماء ولذلك كانت حركتكم بيضاء نقية كنقاء ذكراكم .. فيتغير حلمي دون ان اشعر .. واحلم هذه المرة بمحاكمة عادلة لمجرمين ظلمة .. محاكم علنية يحضرها الجميع .. ويتوفر فيها قضاء نظيف .. عفواً أيها الحبيب الشقيق الشهيد فالقضاء العادل يا مصطفى يضمن لنا ثأرك وثأر كل من قتل وعذب وما اكثرهم .. واكثر من ذلك يزيد ويثبت ايماننا بالديمقراطية التي نكافح من اجلها باستمرار .. والقضاء العادل يمجدكم اكثر وبدونه ستصبح شوارع كل السودان سلخانات .. تعلق فيها ثورة الغضب اجساد المجرمين كما تعلق البهائم المذبوحة .. هي صورة تكررت في منامي كثيراً في السنوات الماضية.. استشهادك يا مصطفى طور كثيراً في شخصيتي .. بعد ان غير كثيراً في تفاصيل حياتنا .. • اخي الشهيد مصطفى تبعثرنا جميعاً .. لم نعد نعيش في مكان واحد كما كنا .. نحلم ونضحك .. نتشاجر ونرقص كما كنا .. نتقاسم ما في الجيب .. لا يشغلنا الغد كثيراً .. فماذا يهم ما دمنا جميعاً معاً .. اطفالنا يتشاجرون ويشتكون .. حاج عوض يوزع حنانه ودعواته بالتساوي علينا عقب كل صلاة .. الحاجة ام الكل المعطاءة بلا حدود تحتج على صوت اطفالنا .. اصبح تجمعنا بدونك مستحيلاً .. تركنا الوطن لأن الظلم كان اكبر من تحملنا .. والمجرمون يزدادون اجراماً .. حاج عوض رغم ايمانه العميق وصبره .. الا ان الدموع المرة قضت على بصره .. يبكي كما يبكي الاطفال دون انقطاع.. امي ترجمت حزنها عملاً .. سعدت كثيراً عندما قهرتهم في المظاهرات فسجنوها .. فانفضح ضعفهم .. تعيش أمي في المنفى وتتحرك في كل اتجاه يعمل على اسقاط حكومة الخونة .. وبين كل عمل وآخر .. يغلبها الحزن فتبكي حتى تمرض .. ويمرض معها أبي .. نحن هنا في لندن .. يمر يومنا ولا ندري انه قد مر .. مجبرين على الغربة الباردة .. نعيش احداث وتفاصيل يومية ضائعة في اغلبها لأنها تبحث عن ماضي كنت فيه انت بيننا .. فنجتمع جميعاً من الظهر وحتى آخر الليل .. ترى ما معنى الحياة .. هم في القاهرة ونحن في لندن وباقينا في مدن امريكا؟ الم اقل لك اننا قد تبعثرنا؟ افتقدك كثيرا يا مصطفى .. كنا نحلم بأبناءنا جميعاً يكبرون معاً كما كبرنا نحن معاً .. احمد ابنك هو ابني .. اتذكر ايها الاخ الحبيب كيف ارضعته مع آية .. اشتاق له كثيراً ولكنه في مكان وانا في مكان آخر .. صورته في تصرفاته كما سمعت تقول انه صورة منك .. يذكرك كثيراً ويقول كباقي اطفال الشهداء .. بابا شهيد بابا بطل .. ترى هل سيفخر ابناء القثلة بآبائهم كما يفخر ابناءكم بكم الآن؟ لا اعتقد .. اراهم وهم الاطفال الابرياء.. يمشون في الشوارع ورؤوسهم منكسة مما فعله آباءهم القتلة! استشهادك طور في كثيراً .. خلقنا تنظيم أسر الشهداء في ثلاثة أيام .. فكان نواة جديدة لحياة مختلفة، مدفوعين بالغضب والظلم والفقد .. كونا تنظيم أسر شهداء ابريل رمضان .. 28 ضابط وعدد غير معروف من العساكر .. في قبر جماعي .. خرجنا اعلنا ثورتنا الهادرة .. ضربونا ونحن عزل .. سجنونا حاولوا وما زالوا يحاولون قهرنا .. ولكن .. نحن امهات وزوجات واخوات وابناء الشهداء من يستطيع قهرنا للنهاية؟! ومن يستطيع ايقاف ذلك النزيف الداخلي من ان يظهر مطالبنا واضحة لكنها مخيفة لهم؟! • اخي الشهيد الحبيب حتى قبركم الجماعي يا مصطفى لا ندري اين هو رسمياً .. نتمنى ان نزوركم .. فتخفف الزيارة من هذا الحزن قليلاً .. اتمنى كثيراً ان ازورك .. واواصل معك حوارا جاداً او هظاراً .. اتمنى ويعصر قلبي التمني .. ان ازورك ابكي بجانب قبرك اسألك .. او اعرف اي منهم تحتضن؟ ابكي ويطول بكائي .. واحلم بأنك تسمعني وتستجيب لمشاعري .. ويستجيب معك زملائك لي فارتاح قليلاً .. ماذا كانت جريمتكم؟ وكيف جاءوا هم للحكم؟ نوط الجدارة .. كورسات التأهيل .. وسام الشجاعة .. طيران مستمر .. اكرم اعز اصدقائك .. زواجكما معاً .. موتكما معاً .. تفاصيل تعذبني كثيرا .. ننظم المظاهرات في الذكرى .. حفلات التأبين .. اطفالكم يفتتحون برامج التأبين .. اناشيد اسر الشهداء .. نخرج نوزع بياناتنا التي كتبناها بدم القلب .. نوزع صوركم فيصلوا هم والخوف يعميهم والغضب يقودهم وكما ارهبتموهم انتم عند الاعدام نرهبهم نحن بمطالبنا واحتجاجنا .. سبعة سنوات مرت منذ استشهادكم ولكنها كالأمس القريب.. • حبيبي مصطفى الحزن هو نفس الحزن .. والدموع مراراتها قاتلة .. نحن حول الراديو نترقب البيان كما اخبرنا ان نفعل وفي خوف مرعب نسمع بوعي وبدون وعي .. اسماء واحكاماً .. نصرخ .. نجري في الشوارع .. اصروا ان يعذبونا كما فعلوا معكم فعرفنا باعدامكم من الراديو !! اي ظلم اكبر من هذا؟!! مرت السنوات وزملاءك هناك .. يواصلون الخلاص .. كل يختار طريقه في الكفاح .. يعرضون حياتهم للموت من اجل السودان .. والبعض يعري النظام ويفضح جرائمه .. أما انا فقد اخترت العمل في مجال حقوق الإنسان .. احاول من خلاله اضفاء معنى جديد للحياة .. والدفاع عن قضايانا .. احاول من خلاله تطوير فهمي للعدالة .. واصدقك القول .. احاول اكثر واتعب في المحاولة .. لايجاد الحلول لكثير مما يحدث وترسيخ مفاهيم لما سوف يحدث .. واقول لك انني احبك كثيراً وانكم معشر شهداء الحق مع اخوتك الميامين كرار وصحبه ستبقون ابداً في سويداء قلوب شعبكم الوفي .. وان الثأر قريب .. هكذا احلم .. فأعيش وانا احلم. _________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: خالد العبيد)
|
شكرا جزيلا الأخ العزيز خالد العبيد على هذه الوثيقة العظيمة والتحية والإجلال لوالدة الشهيد مصطفى خوجلى وأرملة الخليفة خوجلى الخالة العزيزة جارة ، ، التحية لك ولبناتك الماجدات وانتن بالعز ترفعن الرأس ، ان ماحدث لشهداء رمضان لن يندثر أنه نقطة سوداء فى تاريخ العسكريين النافذين، وان طال الأمد لابد ان تسترد الحقوق لأصحابها المظلومين، ولانامت أعين الجبناء والمجد والسؤدد لشهداء رمضان البواسل وأسرهم العظيمة . مودتى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: أسامه الكرور)
|
الاخ خالد لك التحايا وانت تفترع هذا البوست
اقتربت الشمس صبيحة ذلك اليوم من الارض والناس يستقبلون اول ايام العيد والعرق يتصبب من كل جبين ولهيب الشمس اللافح يحرق حتى صفق الشجر ياله من شهر حرام حلل فيه سفك الدماء بايدى خبيثة لعنة الله عليها حية ام ميتة .. اخى ابلغنى ان مصطفى قد استشهد فاول ما قفز لذاكرتى ان سقطت به الطائرة ولكنه استدرك وقال لقد اعدم ضمن ثمانية وعشرون ضابط هرعنا للمنزل وكأننا صرعى يا لهول ذلك اليوم ووقعه انه يوم اشد ما راينا فى حياتنا تكاد الشمس ان تلاصق الارض فتحرقها كما حرق هؤلاء القتلة قلب ام واب فى حرمة هذا الشهر.. وجدنا والده حاج عوض خارج المنزل حافيا رغم سعير الشمس ولسعاتها يجول جيتة وذهابا امام منزلة وهو لايحس بنيران الشمس الحارقة فنيران قلبه اشد حرقة والما يضع يديه فوق راسه تارة وينزلها مرة وهو لايدرى بما يفعل ولا يدرى بمن حوله حتى انه لم يعرفنا لقد انهرنا تماما ولم نتمالك انفسنا لم نكن وحدنا ولكن كل اهل الحى كانو حزآناومذهوليين.. مصطفى ذلك الشاب البطل الشهيد دماءه لاتقدر ولو بملوء الارض ذهبا فبئس لمن اراد ان يسترزق منها ..
-------------------------------- وقوفنا وقلبنا معك يا حاجة الى ان ياخذ الجلاد البائس عقابه العادل ولا نامت اعين الجبناء
شكرا خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: Tarig Sidahmed)
|
تحياتى خالد ولزوار بوستك الكرام هذة رسال كان قد ارسالها احد قراء سودانيزاونلاين لمنى اعيد انا نشرها هنا من جديد ...
هل مازالت لعنات شهداء واهالي رمضان تطارد الانقاذيين
الخرطوم قبلةالثوار منذ غردون وحتي البشير في يوم غائظ, والشمس الحارقة تلهب الاجساد وتلفح الوجوه السمرا, كانت جمهرة الناس تسد شارع القصر نساء واطفــــالا صغارا يحملون يافطات كتبت عليها, اين مقابر ابائنا? وفي يافطة ثـانية اين مقابر ابنائنا? وفي يافطة اخري ثـالثة, اين مقابر ازوجنا? حناجرهم تهتف وتندد, وافئدتهم المكلومـة علي فقدان اعزائهم, وسياط البوليس الرعناء تحول من الوقوف علي جانب الطــريف حتي تصل رسالتهم وسؤالهم عن مقابر شهدائهم والحفرة!
تفرد أحد ضباط الامن بامرأة, تفرد الضبع بالمها, ارداها ارضا ولكن بناتها كن له بالمرصاد, فانهلن عليه ضربا فولي هاربا كما يفعل الضبع!
تراءت الصورة لي في ذهني, أننا في عالم مازالت تسوده شريعة الغاب, وايقنت أن هذا البلد اهون شي فيه الانســان! لم أري في حياتي منظرا كهذا, رجل ينهال علي إمراة ضربا حتي يطرحها ارضــــا? لم يكن في عرف السودانين شي من هذا القبيل ابدا البتة! وكان أكثـــــر ما يثيــــر سخطهم وكرههم, أن يروا منظرا بشعا كهذا حتي لو كان احدهم مـــارا علي طــريق. نهضت المرأة وقالت, استـغفر الله, حسبي الله ونــعم الوكيــل, قالتها وهـي تئن من الالم ثـم رفعت صـوتها في غضـب وحـسـرة و قالت بصوت قــوي الحق ماعليك, علي ال######## القاعد في القصـــر, رددتهـــــا, كانت كلماتها ونبرات صوتها تدل علي شجاعتها وارادتها رغم نفجان صدرهــا ووتحمـلها لعصي رجل الامن ############ أمراة في مقام والدته! وكعــــــــادة السودانين وتـربيتهم كانت المرأة عندهم معززة مكرمة, يقفون لها حتي تجلس في المواصلات صغيـــرا وكبيرا, وتقضي لها حاجاتها, واصبح هذا شي موروث عندهم وحتي غنائهم افــــرد لها مكانة كبيرة. يقال للرجل الكريم السمح مقنع الكاشفات اسوة بالرسول الكريم, ما اكرمهن ألا كريم وما اهانهن إلا لئيم.
إمرأة كهذه لم أري مثلها في حياتي, وقفت في الحشد الكبير الذي تجـمهر, وقالت بصوت يملئه الاسي, نحن فدي هذا البلد, اولادنا كانوا الدرقة والسيف لـــه, كانوا ضباط في القوات المسلحة التي كانت درع هذا البلد والله يوم كـــان يتــــم تخريجهم كنا بنمشي نحضره ونفرح بيهم, ونزغرد لانضمامهم للقــــوات المسلحــة الحامية للارض والعرض, ولو استشهدوا برضوا بنفرح عشان تراب الوطــــــــــــن. لكن اليوم اولادنــــــــا قتلتهم أيدي الغدر الاثمة, ودفنتهم في حفرة, اهانتهم ومااكرمتهم, نحن اهلهم ماعارفين وين قبورهم, نحن دايرين نعرف قبورهم ونقتص من الايدي الاثمة!
وبين هتــاف الناس وصراخ الزغب الصغار, ابوي شهيد ابوي بطـــــل, هدتني كلماتها وكلماتهم كما تنزل الملمة الشديدة علي الرجل فترديه أرضــــــــا. همس لي احد الواقفين بعيونه مستنكر, وقال لي مستغربا,
حتي قبورهم مـــا دايرين اوروهم ليها?
ديل ما بخافوا الله? هسع الاطفال والنسوان ذنبهم شـــنـــــو?
ديل هسع ما مسكوا ليهم سنة لو استمروا ما حيخلوا زول واحـــــــــد فـــــي البـلـد!
نزلت غشاوة علي عيني من دمعة حارة, اسكنت في حزن يتجدد كلما حـــــلت ذكراهم, هولاء اليتامي الصغار اجسادهم نحيلة تحمل شعارات اين قبــــــــور ابائنـــــــــــا! اصبحت محتار الي اين اسير وايقنت اننا مازلنا في جاهليةاولي, لا حقوق معها ولا كرامة للانســـــــــان, لاتسامح في هذا البلد, لماذا انحســــر الخير من هذه النفوس وضاعت معاني الرحمة والتسامح?
ورجعت اجر خطاي كانسان مكبل بالقيود محبط. سألت عن هذه المرأة, وقيل لي انهــا الحاجة جارة تسكن امتداد الدرجة الثالثة, أم الشهيد النقيب طيار مصطفي خوجلي, امراة كالف رجل!
خـــلت أن مهيرة بنت عبود التي سمعنا بشجاعتهـا تجسدت في هذه المراةالبهية. أمراة لوكان لي من الامر شي لوهبتها حياتي ولا كدرت حياتها وكلمتها في فلذة كبدهـــا! وسمعت كلماتها غير ابهة بشي, كاسماء بنت ابي بكر الذي كان رقيقا ورحيما ومتســـامحــا حين تولي امر المسلمين. اسماء حين رات منظر ابنها قالت قولتها المشهورة والتي صارت مثلا 'الشاة لايضيرها السلخ بعد الذبح', ولكنها توعدت الحجاج وقالت له: لقد سمعت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يخرج من ثقيف اثنان كذاب ومبير, الكذاب مسيلمة والثانية تقصد به الترابي والمبير هو عمر البشير واي جور وظلم أن يقتل الرجل رفقائه بليل, ويدفنهم في حفرة, ويعذب اهليهم ويرميهم في السجون, ويرفض ان يقول لهم هولاء قبور شهداكم? اين له من دعوات صغارهم الذين ذاقــــوا الغبن والظلم واليتم? وكان رسول الانسانية يقول انا وكافلهم بسبابته واوسط اصابعه هكذا في الجنان!
وما كان للبشير ان يقتلهم لانه اتي بنفس الطريق الذي اتوا منه, وماقامـوا بحـركتهم العسـكرية الا حين راوه اغتال الديمقراطية, وكانهم علموا حسب معرفتهم بهم انه سيعذب الشعب اكثر من ان يصلح حاله, وماكان لاعوانه امثال الزبير الذي قاد انقلاب ايام الصادق ولم يلقي اعداما وبقي في السجن حتي انقلاب البشير المشئوم, وكذلك ابراهيم شمس الدين الذي قاد انقلابا ايام نميري في عام 83 , وماكان من النميري ان يقول له لن احكامك حتي ادع لك شرفا بل سوف اطردك من الجيش, ولكن الترابي الذي كان هو عدو للشعب السوداني, اعاده في حكومة الانتفاضة لان جماعته كانوا مسيطرين علي الجيش وسائر الوزارات. رجع ابراهيم شمس الدين للجيش ولكن لعنة شهداء رمضان واهليهم وصغارهم كانت لهم بالمرصاد, نال جزاه في هذه الدنيا حرقا وكذلك الزبير غرقا كالفرعون وقيل مقتولا قبل غـرق جـسـده, ومازال العمر يطول بالبشير حتي يتعرض للفتن صباحا مساء, ولاشي له سوي طلاقه وحرامه وقسمه مع تفتيت وحدةالبلد, وزرع الاحقاد في قلوب السودانين, واصبح مشدوه بالقوات الدولية!
تذكرت كلام الرجل حين كانت المراة تتكلم, وكاني بالسنين العجاف ما حل بشبابنا في الحروب المقيتة في الجنوب والغرب والشرق خلق كثير, ونال عراب النظام من السجن والاعتقال واصبح طريدا مهانــــــاوقال, اي والله هذا عقاب فرضه علينا الله حين اتينا بالبشير للسلطة, قالها مرارا وبملء فيه في اماكن كثيرة, ولم يكن يدري انها من شهداء رمضان, ودعوات امهاتهم ونسائهم وصغارهم, وان دمائهم لن تضيع هدرا!
وانني اليوم حزين وبكل الاوفياء وكل محبي الانسانية والرحماء اتقدم لاسرهم وذويهم واطفالهم, واقول لهم مرت ستة عشرعام, ومازلت ذكـراكم في قلوب ووجدان الشعب السوداني محفورة, وان طمرت حفرتكم ولم نكن نعرف مكانها حتي اليوم, طوبي لكم جبر الله كسر اهاليكم واطفالكم بعد مافقدوا الطاعم والكاسي, ولكن دماءشهدائنا مازالت سطور من نور في حب الوطن وحتي تشرق شمس حرية جديدة وتنتهي الطغمة لكم الجنة وحسن عقي الدار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: السمؤال بدرالدين)
|
شهادة للتاريخ نعيد نشرها ..
جاءنا في ذلك اليوم.. في الأيام الأولي التي تلت الإعـدامات..السيـد (.....) ذوالرتبة الكبيرة(....) والذي كـان يعمل في سـلاح المـدرعات.. أخـبر والدي وأهلي من الرجال.. أن الحكومة قامت بخداع ضـباط الحركة الكبار في المدرعات والذين كـانوا فعلا يمسكـون بزمام الموقف العسـكري في سـلاح المدرعات بالشجـرة..
حـتي بعـد القبض علي الشهيـد العميـد محمـد عثمان كـرار والآخرين في المراكز الأخري.. كان يمكن لسلاح المدرعات أن يقاوم ويستمر ويمضـي بالحركة في مسارها المرغوب.. خـاصة أنه كان يوجـد عـدد كافي من الدبابات والأسـلحة والذخيرة .. كما كـان هناك تأييـد تام من الضباط والجـنود بسلاح المـدرعات للشهيد الكـدرو وللحركة..
الا ان الأمور تغيرت بعـد أن جـاء سـوار الدهب ومعه أحـد أشـقاء الشهيـد الكـدرو للتفاوض علي التسليم..شـارك أقرباء الشهيد الكـدرو في اقناع الشهيد بالتفاوض..أذكر من بينهم شقيق الشهيـد.. واذكر أن التفاوض شمل عـدد قليل من ضباط برتب كبيرة.. وان كنت لا اذكر العدد الذي سمعته من أهلي.. أخـبر سـوار الدهب الشهيـد الكدرو ان كل المجموعات المشتركة في الحركة قـد استسلمت وأنه يجب عليهم التفاوض منعا لآي دماء..
كـانت وسيلة الإتصـال بينهم جهاز اللاسلكي ..وكـانت الإتصـالات جميعا قـد قطـعت ماعـدا تلك في يـد الشهيـد الكـدرو بالمدرعات ..
علمنا أيضـا أنه في نفس الوقت.. كانت مجموعة أخري معها محمـد الأمين خليفة تحيط بالشهيـد محمـد عثمان كـرار عند حـديثه بالجهاز اللاسلكي مع الكدرو لحظة المفاوضـات بين مجمـوعة سـوار الدهب ومجمـوعة الشهيـد الكدرو..
سـأل الشـهيد الكدرو الشـهيد محمـد عثمان عن كيفية الوضـع عندهم ..
رد كـرار
لقـد انتهي الأمر بالنسبة لنا ولكن انتو اتصـرفوا!
وهنـا قام محمد الأمين خليفة بطـعن كرار بالسـونكي طـعنة لم يتوقف النزيف منها حـتي أعـدم في فجـر اليوم التالي!
علمنا أن سـوار الدهب تعهد للشهيد الكدرو بأن يستمعوا لمطالب حركة الخلاص في ظروف تتوفر فيها العدالة..
وان تكون هناك محاكمات عادلة لكبار الضباط من الحركة..
وان لا يمس صغار الضباط بأي ضـرر وأن يطـلق سراحهم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: خالد العبيد)
|
يسم الله الرحمن الرحيم
التحية و الإجلال لكل أمهات الشهداء و أسرهم
و لتفرح أسرهم بتقديمهم لإبطال قدموا أنفسهم
لإنقاذ السودان و أهله من هؤلاء الخونة الكذابين
المنافقين و الآن نراهم يحصدون زرعهم تمزيق للوطن
و تشريد وقتل في كل الإتجاهات,,,,
الجنة و الخلود للشهداء الأبطال
الخزي والعار للقتلة و المؤجرين
من حكومة الإنقاذ ....
و لن ننسى جرائمهم البشعة و النكراء
في حق كل الوطنيين من قتل و تعذيب
في السجون و بيوت الأشباح...
و طال الزمن أم قصر سوف يقدمون للمحاكم
و صبرا أسر الشهداء و المعذبيين و المظلومين
فإن القصاص قادم لن ننسى ماقام به هؤلاء السفلة الأوغاد
في شهر رمضان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة مؤثرة من ام الشهيد مصطفى خوجلي للبشير : لن ابيع شرف ابني ومحاكمتك مطلب حياتي (Re: الجيلى أحمد)
|
Quote: في نهاية هذا البوست شكر كثير اخص به اختي ماجدة عوض خوجلي التي تحملتني كثيرا برسائلي المتواصلة وهي في حلها ووترحالها ولرفدها البوست برسائل ضافية وتحية حارة لوالدتي جاره واخوات الشهيد منى ومنال واقول لكم ان البوست حقق هدف هام جدا ليس للنشر حاليا ساكتبه لاحقا للاستاذة ماجدة في ايميلها الخاص ولكم احترامي |
والشكر لك أنت أخى خالد العبيد لسلامة جوارحك من موالاة الظلم والظالمين .. والشكر لك على تمسكك بالقضية الوطنية بالرغم من محاولات النظام التستر بالإنتخابات وخداع خلق الله بأن البشير تحول الى رجب طيب اردوغان... هنيئا لاسرتك بحصيلتك من المبدئية والثبات عليها...
| |
|
|
|
|
|
|
|