العم مدبولي .. السودان هو البلد الوحيد الذي لا ترجع منهُ كتبي ..

Quote: السودان البلد الوحيد الذي لا ترجع منه كتبي ! أجري الحوار في القاهرة : إبراهيم محمد صالح الحاج محمد مدبولى، صاحب ومدير اكبر دار نشر مصرية، ساهم في نشر العديد من المؤلفات الفكرية والأدبية والسياسية والاقتصادية والدينية وغيرها، انتشرت كتبه ومؤلفاته في جميع أنحاء العالم العربي، أثار نشره لعدد من الكتب التي تصنف "كممنوعة" جدلاً واسعاً أوصله فى بعض المرات للسجن، ورغم ذلك فهو ماضي في طريق الاستنارة الذي خطه لنفسه وفى اختياره لموضوعات للنشر يصفها البعض كقضايا ممنوعة أو محرجة. مكتبته تطل على ميدان طلعت حرب، احدى المعالم الشهيرة في وسط القاهرة، إلى الجوار قهوة جروبي العريقة، حيث كان يجتمع الأتراك والإغريق والفرنسيون والانجليز واليهود في ثلاثينيات القرن الماضي. جاء محدثنا محمد مدبولى وهو ابن الخامسة إلى هذا الميدان العتيق، وظل به الى الآن ينشر المعرفة والخير بين الناس. ستون عاما قضاها هنا مع الناس، شاركهم فيها أتراحها وأفراحها ومآسيهم، يوثق ويأرشف ادآب الناس وثقافتهم وحياتهم. دخلنا الى مكتبته، أكثر معالم ميدان طلعت حرب شهرة، ورغم الزحام داخل المكتبة ومشغوليته بالتجهيز للسفر الى الخرطوم، حيانا مبتسماً، بجلبابه الصعيدي الجميل فجلست إليه "الصحافة" في هذا الحوار. محمد مدبولي محمد، من مواليد الجيزة 1938 ،أقوى وأغنى رجل في العالم. هكذا يصف نفسه، فهو كما يقول يمتلك المثقفين، وسلاحه العلم والفكر. بدأ حياته كبائع متجول للصحف الأجنبية في المنطقة التي تمتد ما بين شارع الجلاء وبين السرايات إلى جامعة القاهرة، يقطع المسافة بين قشلاق الانجليز (مكان دار الأوبرا حاليا) ثم الى ميدان طلعت حرب حيث بدأ حياته العملية هناك. يقول مدبولى إنه ظل ينام في الشارع لمدة خمسة عشر عاما، هو وشقيقه احمد حيث كانا يعملان سويا منذ ساعات الصباح الأولى، وحتى منتصف الليل. * أى نوع من العمل كنت تمارس؟ - كنا نبيع المجلات والروايات والجرايد الاجنبية، حيث كانت تصلنا حينها الجرايد الانجليزية والفرنسية واليهودية والاغريقيه، اضافة الى الروايات الانجليزية. * مما يعنى أنك بدأت فى هذا العمل منذ فترة مبكرة؟ - بدأت فى هذا العمل منذ نعومة أظافري حيث كنت فى السابعة من عمرى، وحين بلغت التاسعة شعرت ان هذه المهنة النبيلة هى قدرى ولا بد ان اواصل فيها. وكان هذا فى عهد الانجليز، وحين جاءت الثورة وجاء عهد عبد الناصر حدثت نهضة كبيرة خاصة في مجال الكتاب والنشر، وتم تنظيم مهنتنا هذى ووزعت لنا أكشاك لبيع الكتب، وعملت الثورة كذلك في تطوير الناس فكرياً حيث نشرت الكتب الفكرية والسياسية فحقق ذلك طفرة في عالم الكتاب وهي من أهم أسباب نجاح الثورة، وبدأت دور النشر فى الظهور واذكر منها دار المعارف، الألف كتاب، دار النهضه، مكتبة الانجلوا مصرية، وغيرها. * وكيف دخل مدبولى إلى هذا السوق كناشر؟ - دخلت كناشر في العام 1958 ، ولاحظت إحجام دور النشر عن نشر كتب ومنشورات المسرح، ومن هذا المدخل بدأت في نشر وترجمة مسرحيات من المسرح العالمي إلى العربية كأعمال سارتر والبيركامى وغيرهم من رواد المسرح العالمي، وعليه كان لابد من ان تصاحب ذلك دراسات تعرف الناس بـ سارتر وكامي وغيرهم ، فقمنا بنشر دراسات في ذلك وكانت بدايه قويه حيث كانت فكرة الوجودية منتشره في مصر، فوجدت مضايقات فى تلك الفترة من وزارة الثقافة ، وبدأت حينها رحلة المتاعب مع الكتاب. * والى أين قادتك رحلتك هذه مع الكتاب ؟ - إلى السجن طبعا ... ثم ضحك بسخرية، .. (أصلوا انا شغال في الممنوع) !! ثم أكمل: بعد ذلك تم حبسي في مراكز الشرطة لأكثر من عشرين مرة بتهمة الاتجار في الممنوع !! تخيل أن تصبح الكتب تجارةً ممنوعة !!؟ *ولماذا تتاجر أنت في كتب ممنوعة؟ - أنا أقوم بنشر الفكر والعلم والثقافة الملتزمة ولا يهمني أن تصنف هذه الكتب فيما بعد، أو ما سيحدث معي بعد ذلك. * ثم ماذا؟ - لما غلب بهم الحال وفتروا من حكاية السجن دي حاولوا معي (احنا حنشتري منك كل الكتب "الممنوعة" التي تأتي اليك وريح بالك من الموضوع ده ) * هل وافقت على ذلك ؟ - نعم وافقت على ذالك حتى اضمن سلامة الكتب الممنوعة، وكنت ابيع لجمهوري المثقفين من حصة أخبئها تحت الفرشة بتاعة الكتب وبهذا أكون اصطدت عصفور الحكومة بحجر وبكل أدب. * هل انتهت الآن أزمتك مع الحكومة؟ - الأزمة مازالت قائمة، ولا اعتقد انها ستنتهي لأني لن أتوقف عن نشر الكتب (الممنوعة)، فأي كتاب يحمل فكراً وقادراً على إثارة قضية محددة، تجدني أول الناشرين له. * مثل كتاب "مسافة في عقل رجل" ؟ - "مسافة في عقل رجل" هى رواية للكاتب علاء حامد، وعندما وزعت هذا الكتاب قامت الدنيا ولم تقعد..جعلوني ملحدا !!! حتى اننى كنت انام فى المكتبة، وكما تعلم حكم القضاء علي بثماني سنوات، لكن المثقفين هم الذين ساهموا فى تبرئتي بوقفتهم الصلبة ولا انسى كلمة الاستاذ محمد عباس للرئيس مبارك ولا انسى تلك المظاهرات الشعبية التي قامت بها جموع المثقفين وتغطية الفضائيات العالميه كالسى ان ان والبى بى سى والالمانيه والنرويجية وغيرها من وسائل الإعلام التى لعبت دوراً مهماً فى القضية وتوعية الناس.ورغم ان البعض طالبني بترك مصر، لكني رفضت ذلك، لقناعتي بما فعلت ، والكتاب الذي قامت الدنيا ولم تقعد لأجله، عادت مؤسسة الأهرام وطبعته على مدار عامين. * ورواية عمارة يعقوبيان ؟ - قرأت الرواية وقبلت بها ونشرتها وحققت نجاحات عظيمة. * لم يكن كاتبها الدكتور علاء الأسوانى كاتباً معروفاً !! لما وافقت على نشر الرواية؟ - وافقت على نشرها وراهنت عليها لكونها عملاً أدبيا مميزاً ، وهى من الأعمال الجيدة التي تفتقدها مكتباتنا كثيراً ، ثم أن همي في المقام الأول هو العمل وجودته، وليس شهرة الكاتب ونجوميته،والرواية لجودتها طبعت تسع مرات وتمت ترجمتها إلى خمس لغات إضافة إلى تحويلها لفلم يعرض الآن في دور العرض العالمية. * من خلال رحلتك الطويلة مع عالم الكتب والثقافة، ترى من هم أكثر الشعوب العربية حباً للكتاب؟ - في تقديري أن السودانيين واليمنيين وكذلك الفلسطينيين هم الأكثر حباً للقراءة والثقافة والفكر الإنساني. * لك تجربة فى إقامة معارض للكتاب فى الخرطوم، حدثنا عن تجربتك مع القارئ السوداني. - أقمت خمسة معارض للكتاب في السودان،وسأغادر غداً للسودان للمشاركة في معرض الكتاب المصري والمقام حاليا بالعاصمة الخرطوم، ومعارضي في الخرطوم تتسم بالنجاح، والسودان هو البلد الوحيد الذي لا ترجع لي فيه كتب، وكمثال فعدد الكتب التي أشارك بها فى معارض السودان يزيد أربعة أضعاف ما أشارك به في الدول الأخرى. * مشاريعك وأمنياتك في الحياة الثقافية في السودان؟ - أتمنى أن يكون لمدبولي مكتبة في السودان، وآمل من الجهات المختصة أن تساعدني في ذلك، وكمان ياريت يخففوا علينا في الجمارك حتى يتسنى للمواطن البسيط ان يجد مايريد من الكتب وبأقل سعر.كما أتمنى أن يكون لي تعاون بين المثقفين والكتاب السودانيين.وأشيد هنا بمركز الدراسات السودانية بالقاهرة لدوره المرموق، وأتمنى أن انشر للدكتور منصور خالد. * شئ أثار انتباهك في القارئ السوداني؟ - القارئ السوداني معروف بحبه للقراءة والاطلاع،وفى احدى معارضي جاء إلى شخص سوداني واشترى كتبا كثيرة، واخبرني من كان معه ان هذا الرجل قد باع ذهب زوجته ليشتري الكتب !!! هذا الحدث لا استطيع ان انساه. * تتحدث الأوساط الثقافية في القاهرة عن كتاب سوداني لمؤلفه د. عمر شريكان تمت مصادرته وإبادته من قبل جهة مجهولة؟. - الكتاب هو عن النوبة وهو موجود عندي بالمكتبة، ولو ان هناك جهة تريد إبادة كتاب عند مكتبة مدبولي، فانصحها بإبادة مدبولي اولاً. * أي نوع من الكتب لأتوافق على نشرها؟ - نوعان من الكتب لا ثالث لهما، المسيئة للإسلام، ثم صمت قليلا .. وقال والجنس الفاضح، هذان نوعان من الكتب لا اسمح مطلقا بوجودهما فى مكتبة مدبولى. * هل ينتمي مدبولى الى طائفة اوحزب محدد؟ - بعضهم وصفني بالشيوعية، والبعض الآخر زج بي في دائرة الإسلاميين، لكني (تبع) عبد الناصر * ناصري يعني؟ - لا أنا تبع الراجل الكبير وبس!! * هل توافق علي نشر كتب تسئ الي عبد الناصر ؟ إلاَّ عبد الناصر ..وصمت

Quote: عنوان البوست ربما كان (confusing( بعض الشئ و ربما يعطى انطباع, قطعا انت لا تقصده, ان حكومة الانقاذ تسمح بحرية تداول الكتب بينما كل الحاصل ان عمنا مدبولى تاجر شاطر و يعرف جيدا نوعية البضاعة التى تريدها الانقاذ و لا يغامر بارسال كتب لكتاب مثل فرج فودة او جلال صادق العظم على سبيل المثال