|
Re: الأحزاب السودانية ومستقبل السودان العظيم التحليل السياسى ؟! .... ( صور ) (Re: ادم الهلباوى)
|
رشفة من ارشيف :
الحاج وراق
هذا أو الطوفان!
{ تقر قيادة الإنقاذ بأن هذه الأيام من أخطر الأيام في تاريخ السودان المعاصر - «أن يكون السودان دولة واحدة أو دولتين، واستقرار نهائي أو حروب متواصلة...» كما عبر عن ذلك الفريق البشير. { فما هي مطلوبات هذه المرحلة المفصلية والمعقدة والحساسة؟ الحاجة الآن للعقل وللذكاء. ولو أتى مراقب خارجي واستمع إلى الخطاب الرسمي السائد لتوصل قطعاً إلى ان سدنته مصابون بلوثة من الجنون العقائدي: - جنون غريب في وضع الأولويات: فالعاصمة التي تعاني، وهي على ضفة النيل، من أزمة بالغة في المياه، انحصر إنشغال مسؤوليها بالموقف من الحانات؟! - وتفيض أرض هذه البلاد بالدم!.. أطول حرب أهلية في العالم المعاصر، نتجت عنها أكبر مأساة إنسانية، بما فيها ما يزيد عن مليوني نفس ضحية، ومع ذلك توشك هذه البلاد على إفلات فرصة السلام وإيقاف نزيف الدم بحجة الخلاف على فتح البارات؟! { والعجيب في أمر هذه اللوثة من الجنون العقائدي ان أصحابها يقرون بحقائق لا مراء فيها: - أول هذه الحقائق ان العاصمة عاصمة بلد متعدد الأديان، وإذ يحرم الإسلام الخمر على معتنقيه، إلاَّ ان المسيحية وبحسب تأويلها السائد لدينها تعد النبيذ «نوع من الخمر» بعض من طقوس شعائرها الدينية... وما من أحد له الحق في ان يفرض تأويلاً مغايراً لدين لا يعتنقه.. فإذا أراد المسلمون الامتناع عن شرب الخمر استجابة لدينهم، أفلا يحق للمسيحيين أيضاً مراعاة مطلوبات دينهم؟!... ... وماذا يعني الإقرار بالتعدد الديني إن لم يعني القبول العملي وفي الممارسة بحقائق هذه التعددية؟! وهل يضير المسلم ان يتعاطى المسيحي الخمر؟! إذاً فما معنى (لا إكراه في الدين) أو (لكم دينكم ولي دين)... وترى ألم تكن متاحاً شرب الخمر لغير المسلمين في دولة المدينة المنورة ؟! - وثاني هذه الحقائق ان العاصمة التي تشكو ندرة المياه النظيفة لا تشكو أبداً ندرة الخمر، فهناك المئات من «الخمارات» غير القانونية تنتج أطناناً من الخمور الرديئة وغير الصحية، والعجيب أنها تستهلك في غالبها ليس بواسطة المسيحيين وإنما المسلمين العصاة!! - والأعجب من كل ذلك، المبلغ الذي وصلته لوثة الجنون العقائدي في فرض رؤاها - ففي مظاهرة منظمة رسمياً و لقوات شبه رسمية كان الهتاف الأساسي تهديد بـ(فليقم للدين مجده أو ترق كل الدماء)!!... إراقة دماء كل البشر لأجل زجاجات خمر!! وأي مجد و أي دين هذا الذي يقوم على إراقة دماء كل البشر؟!... وعندما تراق دماء كل البشر فمن يتبقى ليتجلل بمثل ذلك المجد الملوث؟! لن يبقى حينها سوى الشيطان - شيطان الاستكبار- شيطان إدعاء احتكار المعرفة المطلقة والحقيقة المطلقة المتجهمة - الحقيقة التي لا تعرف الشك ولا تعرف الابتسام!.. إن الحياة الإنسانية مقدسة، وهي معيار كل شئ ومقياس كل شئ، وليس سوى نفثات الشياطين التي تدفع للاستهانة بها!. { وقد يفلح الإرهاب المنظم الذي تشيعه لوثة الجنون العقائدي الحالية في تخويف بعض (أعداء الله!) من القوى العلمانية والديمقراطية في الخرطوم، ولكن خصوم الإنقاد الراديكاليين، وأولئك الأعداء حقاً ، فلا يمكن إخافتهم بألفين من مسلحي الدفاع الشعبي مسلحين بالكلاشنكوف والدوشكا!... والأهم من طبيعة تسليحهم وأعدادهم فإنهم، كما هو واضح، ليسوا بمسلحين بإجماع المجال السياسي في البلاد!! فهل حسبت قيادة الإنقاذ خياراتها البديلة في حال إفشالها مشروع السلام الجاري حالياً؟ هل تقوي على احتمال تكاليف القتال في ثلاث جبهات في الجنوب والغرب والشرق؟ وهل تقوي، وهي في عزلة عن التيارات السياسية الأساسية في البلاد، على مواجهة المجتمع الدولي الذي استثمر كل موارده في سلام السودان ولن يقبل بالهزيمة دون ان يجرع الإنقاذ أثماناً باهظة؟ وهل تقوى على دفع تكاليف قانون سلام السودان الأمريكي وهي وحدها في لظى عزلتها الموحشة؟! هذه الأسئلة ليست استفهامية فإجاباتها واضحة لكل عاقل! إذن فالأقوم للإنقاذ أن تنزل من مركب جنونها الشارد الحالي وتتواضع مع الآخرين، في بحث صادق ومخلص، عن الحلول الوسط. { وإذ يقترب احتفال الإنقاذ بعيدها الرابع عشر، فإن لديها فرصة لمبادرة سياسية تتجاوز الاستقطاب الحالي وتتجاوز حالة الاحتقان الراهنة... وأشير إلى بعض القضايا المفتاحة التي تكفل النجاح لمثل هذه المبادرة: - أن تسعي إلى تهدئة غليان المشاعر الجاري الآن، وان تنمي من ثقافة السلام، وتشيع ثقافة الحلول السياسية والحلول الوسط، وان تشيع لغة الحوار بديلاً من التهديد، والتفاوض بديلاً من التهريج، والعقلانية بديلاً للجنون العقائدي. - وأن تقبل من حيث المبدأ الخرطوم كمدينة منورة، للمسلمين شرائعهم وحقوقهم، ولغير المسلمين حقوقهم وشريعتهم. - وأن تستعيد من جديد، وبإجراءات عملية ملموسة، قطار الانفراج السياسي إلى سكته، بإطلاق الحريات ، خصوصاً حرية التعبير، وحرية الاجتماع السلمي، وإطلاق سراح المعتقلين...الخ. - وأن تنظر جدياً في الاقتراح القاضي بتكوين آلية قومية للسلام، وتتفاوض مع القوى السياسية الأساسية والمجتمع المدني في سبل وإجراءات وصلاحيات مجلس قومي للسلام. - وأن تقبل، على وجه السرعة، لما ظل يتكرر عن آلية قومية لحل قضية دارفور. - ثم ان الاحتقان الحالي، إضافة إلى أسبابه السياسية، له مسبباته الاقتصادية والاجتماعية، ولذا فإن الأولوية العاجلة الآن إيقاف أي صرف جديد على البنيات الأساسية أو الإنشاءات وتوجيه كل الموارد المتاحة لمقابلة برنامج «إسعاف» اجتماعي يتمحور حول القضايا الاجتماعية الملتهبة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: - المياه في دارفور والغرب عموماً. - المياه والكهرباء في المدن الرئيسية والعاصمة. - الخدمات الصحية والتعليمية في كافة أرجاء البلاد، خصوصاً في شرق البلاد. - دعم سلع الاستهلاك الشعبي ومنها دعم سعر الدواء والجازولين. - دعم مرتبات العاملين بالدولة، وعلى وجه التحديد المعلمين،الأطباء، أساتذة الجامعات، المهندسين، القوات النظامية.. الخ. - دعم صندوق رعاية الطلاب ليحقق اختراقاً حقيقياً في أوضاع طلاب الجامعات الاجتماعية. - تخديم خريجي الجامعات. هذا هو الحد الأدنى للخروج من حالة الاحتقان الحالية، ودون ذلك فاستدعاء للطوفان - طوفان يجرف المتداعي ويجرف أساس البناء الجديد، يجرف اليابس ويجرف الأخضر أيضاً !... ومن يرى بعيون زرقاء اليمامة يرى ان لوثة الجنون العقائدي الحالية لن تفضي إلى عاصمة علمانية أو دينية أو قومية، وإنما إلى عاصمة خراب، و يرى الملايين من سكانها الذين نجوا فارين يحملون (بقج) النزوح وندوب المأساة على رؤوسهم!! نقلا عن موقع جريدة الصحافة
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأحزاب السودانية ومستقبل السودان العظيم التحليل السياسى ؟! .... ( صور ) (Re: ادم الهلباوى)
|
رؤية وآراء :
أزمة الوضع الراهن
محمد كامل
من المهم القول ان الحكومة الحالية أفلحت في ترسيم ملامح وجهها التنفيذي بالصورة الجيدة التي اخرجت بها التشكيلة الوزارية فلا احد يختلف حول هذه المسألة ولكن من الواضح ايضاً ان الحكومة ما تزال عالقة وسط اكوام الملفات المرحلة من الفترة الماضية والتي تمثل في مجملها تبعات ثقيلة ليس من الحكمة إثقال كاهل الحكومة الجديدة بها، ومن تلك الاثقال والتبعات ازمة وملف دارفور العصي على المعالجات رغم كثرتها والعتي على الحلول العسكرية والمعالجات الغليظة . لقد دهشت الاوساط المهتمة بازمة دارفور وهي تستمع لاخبار تفيد بأن الحكومة تعمل على محاصرة الحركات المسلحة في البلدان التي تلجأ اليها وانها ربما تحقق نجاحاً على صعيد طرد زعماء الحركات المسلحة من بعض دول الجوار بعد ان افلحت في طردهم من دولة تشاد وقطعاً لا يستطيع قلم التحليلات السياسية ان يتفهم مغازي مثل هذه الخطوات اللهم الا عكس الرغبة النافذة في مفاقمة ازمة دارفور على حساب استقرار البلاد ككل، وإلا فإن السودان اليوم لا يشكو الا من مشكلة دارفور وتداعياتها البائسة بالاضافة الى السياسات غير المفهومة تجاه جهود حل المشكلة والمساعي الجارية للملمة الازمة وتجميع اطرافها باعتبارهم ابناء وطن واحد ضربت الايام بينهم اسافين الخلافات . ان الطريق نحو حل مشكلة دارفور لا يمكن ان يكون عبر البندقية وحدها مثلما ان مطاردة زعماء الحركات المسلحة لا يمكن ان يحل المشكلة ولعل الكثيرين يعلمون ان الاجراءات المتشددة التي تتخذها الحكومة تجاه منسوبي حملة السلاح دائماً ما تأتي بنتائج عكسية من حيث تجميد المفاوضات وإفشال مساعي الحل والسؤال هو من صاحب المصلحة الحقيقية في تأخير حل أزمة دارفور اذا كانت كل المؤشرات تؤكد ان البلاد في خطر عظيم يرتبط بتداعيات الازمة المستعصية في دارفور ؟ من الذي يرغب في تأجيج مشاعر الكراهية والغضب وسط ابناء السودان في وقت تتحالف فيه جميع جهود الاصدقاء والحادبين على مصلحة السودان من اجل وضع حد للمشكلة وإنهاء الصراع الدامي في دارفور ؟ لقد دهشت مثلما دهش الكثيرون من فحوى التهديد بطرد زعيم حركة العدل والمساواة من الجارة ليبيا بعد ان طرد من تشاد وما اذا كان اسلوب الطرد ينهي مشكلة دارفور ويوقف عجلة تداعياتها ؟ واذا عجزنا جميعاً عن ايجاد التسوية السلمية للازمة فلماذا دق طبول الحرب دون ترك المجال للآخرين وافساح الفرصة لتجربة حلول جديدة ترضي كافة الاطراف ..من الواضح اننا نفتقر الى الرغبة الاكيدة في نزع اسلحة الحركات المسلحة سلما ونمنحها عبر السياسات المتشددة المزيد من الوقت للجرجرة وتدويل الملف بصورة اكبر مما هو عليه الآن . لقد حان الوقت لتجربة حكمة النفس الطويل ودعونا نتساءل هل من بأس في تغيير منبر التفاوض الحالي اذا كان مرفوضاً من قبل اطراف الصراع ؟ من الذي يملك مفاتيح الحل هل هم الوسطاء ام ابناء السودان الذين يرضون بالتحلق حول المائدة المستديرة ؟ ان الحقيقة المؤسفة تفيد بأن هذا الملف العجيب اصبح بضاعة دولية يستثمر فيها الاجانب وبعض التجار المحليين بصورة لا تقبل الحلول اصلاً وانما تسعى لرفع سعر السلام وثمنه حتي يصبح باهظ التكاليف مثلما هو عليه حال السلام الشامل الموقع في نيفاشا قبل خمس سنوات ، ان مسألة دارفور ايها المراهنون على الثمار المرة اصبحت ملفاً عالمياً يستعصى على الحلول المزاجية وستتفاجأون كل يوم بأن الحل يتباعد عن ايديكم كلما ضربتكم عواصف الغضب . غيروا منبر التفاوض اذا كان التغيير كفيلاً بصنع السلام لأن دماء اهل السودان اغلى من الصداقات مع الشعوب المختلفة والحكومات الزائلة التي ترفض تغيير المنبر او تريد تثبيته من اجل التكسب ، غيروا المنبر واعتبروا المسألة قربان للسلام وغيروا وفد التفاوض ايضاً اذا كان يمثل حجر عثرة امام السلام .
الصحافة
..
| |
|
|
|
|
|
|
|