|
اخجلووووووا
|
"الاقرار" المنشور في عدد الامس من جريدة الصحافة يؤكد ماظللنا ننادي به حتى مللنا انفسنا وقد ورد ان مجلس تشريعي ولاية الخرطوم" أقر بضعف الصرف علي التعليم، مما اوصله الى حال مذرية ومتدهورة تحتاج الى معالجات سريعة لإنقاذ الموقف بالولاية. ووصف نواب المجلس التقرير الميداني للجنة خدمات التعليم والصحة بـ"المخجل" والحمد لله "جات منكم"ونحن هنا لانكتفي بخجلكم ايها السادة النواب خاصة وان كثيرا من المسؤلين في "حظيرة الوطن"ادمنوا استعمال "حبوب منع الخجل"! الذي نحتاجه هو المعالجات الجذرية لحال التعليم في بلادنا والحقائق التي اكتشفتوها فجأة، يعرفها كل مواكن سوداني لديه تلميذ أو أكثر في المدارس الحكومية، لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد الامر مجرد"اختلاف في الرأي"والارقام ياسادتي لا تكذب ولا تتجمل لقد بلغ" العجز في الفصول الدراسية بالولاية (1613) فصلا، كما ان هناك (455) مدرسة لا يوجد بها سور، و(321) مدرسة تنعدم فيها دورات المياه، بجانب النقص الحاد في العمال والذي يبلغ (3610) عامل، والمدارس التي تحتاج لصيانة عاجلة أكثر من (230) مدرسة، والملجنة والمنهارة تماماً (91) مدرسة، إضافة الى (461) مدرسة تحتاج الى ردميات، ونقص في مكاتب المعلمين بواقع (2500) مكتب. " هذه هي تقاريركم ايها السادة فماذا انتم فاعلون؟المصيبة ان هذا الواقع يوجد في العاصمة حيث تتكدس الخدمات او يتوهم الناس ذلك لدرجة ان نزوح سكان الولايات الى الخرطوم وضواحيها، سجل اعلى نسبة يمكن ان يتخيلها المرء.والسؤال هو :كيف هو الحال في الولايات والاصقاع المنسية؟ ان التعليم الاساسي في بلادنا يعاني من انهيار شديد واذا انهار "الاساس " فان بقية المبنى سوف "يتوسد الجابرة" وقلنا من قبل ان انهيار التعليم كارثة سوف تدفع ثمنها أجيال عديدة ولعلكم تتلمسون حجم هذه الكارثة في ابنائكم وفي حجم الفاقد التربوي وازدياد معدلات الامية . والان " أقر المسؤولون بضعف الصرف علي التعليم، مما اوصله الى حال مذرية ومتدهورة تحتاج الى معالجات سريعة لإنقاذ الموقف."فما هوالمخرج؟ لابد اولا من طرق هذا الموضوع على كافة اجهزة الاعلام حتى يصبح قضي "رأي عام" ويجب ان نبتعد من المعالجات المميتة مثل المؤتمرات ووضع الاسترتيجيات وما الى ذلك من التنظير .فالمرض واضح ولا يحتاج الى تشخيص والعلاج بأيدي خبراء التربية وهم "على قفا من يشيل"والمسألة مرتبطة بالميزانية والتمويل واوليات الصرف ولا تحتاج معجزة.تحتاج فقط الى الارادة السياسية القوية والايمان بخطورة المشكلة. واذا كانت المدارس تعاني من نقص حاد في المعلمين المدربين والكتاب المدرسي والإجلاس فماذا تبقى اذاللعملية التربوية والتعليمية في بلادنا ؟ ان الضعف الذي اصاب كل مفاصل الحياة في بلادنا ناتج عن انهيار قطاع التعليم واذا استمر الحال على ماهو عليه ،فإن بلادنا مرشحة لتزيٌل خارطة العالم بكل جدارة واقتدار! المعادلة الآن مختلة تماما ،فالمدارس الخاصة تحصد الذهب في كافة المساقات والمراحل التعليمية بينما تعيش مدارس الحكومة في حالة موت اكلينكي وتنتظر رصاصة الرحمة واشهار حالة الوفاة .وبك تأكيد فأن اصحاب المدارس الخاصة هم المستفيدون الوحيدون من هذا الوضع فالتعليم اصبح من الاستثمارات الكبرى وسوف يدفع المستفيدون من تردي التعليم الحكومي كل ما يملكون في سبيل عدم العودة الى العهد الذهبي لمدارس الحكومة ان كان هنالك من ينوي اعادة هذا العهد!
|
|
|
|
|
|