اإحياء الذكري : في إستشهاد سائق القطار حياة ...

Quote: عبدالواحد ابراهيم المنصوري من شباب الصحفيين الناشطين في العمل العام حيثما اتيحت الفرصة، ويهتم بقضايا الحقوق والمتضررين، ولايزال من المتمسكين بعودة القطاع العام، حركته لم تعرف الهدوء ولا ينبغي لها منذ مظاهرات الثانويات والإنقاذ في طورها الأول والتي اصدرت احزاب المعارضة أمر إيقافها، كما مظاهرات وإضرابات العاملين في 1988م وتفاصيل الطلاب المذهلة توثيقها مسئولية احمد سرالختم، وعامر أحمد حسين ومحمد أحمد شبشة والآخرون .. كنت اندهش مع توزيع عبدالواحد جهوده بين تنظيم أبناء ولاية نهر النيل، وشبكة الصحفيين السودانيين، ومحاولات تحسين مسكنه فهو صحفي وبنّاء وجنايني، والعمل في اللجنة الشعبية لتطوير مدينة الصحفيين بالوادي الاخضر، ولجنة الحد الادني للاجور ومكاتب ومحاكم العمل. فهو يدافع عن حقوقه بقوة ويشجع الآخرين ومنهم الصحفي ياسر هارون الذي قصر تقديم خدماته الجليلة علي جهة واحدة (!) وزالت دهشتي عندما حكي: " مثل غيري فتحت عيناي علي تراث نقابي هميم، لا يقطع صلة القيادة النقابية بالعامل عضو النقابة حتي بعد تركه للعمل بسبب الفصل أو الوفاة أو غير ذلك، فالنقابة هي دائما الاقرب إلي العامل وأسرته لأنها تدرك أن التعايش في ظل الأنظمة الرأسمالية أو تلك التي تسير في طريقها ولا تعرف رحمة بالفقراء والمساكين، والعمال اصحاب الوجع الاكبر، ولذلك تسعي النقابة ما وسعها للقيام بدورها الإجتماعي في رعاية أبناء العمال وخاصة الذين تركوا العمل أو أُجبروا علي تركه أو رحلوا عن الدنيا " .. ويضيف عبدالواحد: " كنت ولا ازال يُنظر إليّ ضمن فئة أبناء العمال الذين أُستشهد آباؤهم في مكان العمل وبسبب العمل، ولأنني لم ار والدي في حياتي فإنني لا اجد اقرب إلي نفسي من والدتي ونقابة عمال السكة حديد، فماذا فعلت تلك النقابة لتحل محل الوالد؟ عقب رحيل الوالد إبراهيم المنصوري (سائق قطار) في حادث السلّوم الشهير 1974م جرّاء إلتقاء قطار ركاب بقطار بضاعة في خط سير واحد، قامت نقابة العمال بتقديم طلب إلي المجلس البلدي لمدينة عطبرة، وتم تسريع الطلب بواسطة النقابة حيث مُنحت اسرة المرحوم قطعة أرض سكنية سددت النقابة رسومها، وقامت بعدها بشراء عدد من لواري التراب تم إنزالها في قطعة الأرض وقامت النقابة بحفر أساس المنزل. أما النقابة الفرعية لسائقي القطارات فقد تكفلت بالبناء، ونالت الأسرة بذلك منزلا أواها لما يزيد عن الثلاثين سنة .. " " ولم يقف الأمر عند ذلك، حيث ظلت النقابة تستخرج تصاريح السفر لكل أفراد الأسرة ، أُسرة الشهيد، دون الثامنة عشر عبر القطار إلي أي بقعة في السودان، وتم اعفاء الابناء من الرسوم المدرسية بمقتضي خطابات معتمدة من نقابة عمال السكة حديد يزيلها توقيع السكرتير العام. إن فوائد النقابة لاحدود لها.. ونقابة عمال السكة حديد هي التي دفعت بالنقابات الفرعية لتكوين الجمعيات التعاونية وصناديق الزمالة لكل قطاع من فرعيات العمال فأسهمت في توسيع رقعة التكافل الإجتماعي بتشييد المدارس في مدينة عطبرة وكذلك (الزوايا) وهي عبارة عن بيوت تقام فيها المآتم ويتم فيها تقبل العزاء ، ويأتي الناس بالطعام إلي الزاوية بهدف تخفيف العبء علي ذوي المتوفي. فالنقابة هي أول من أرسي فلسفة التعايش وضمان إستمرار الحياة تحت ظل أنظمة بائسة تتغذي بعرق العمال ... ويختم عبدالواحد بالترحم علي والده والآباء : سليمان موسي وعبدالله البشير والحاج عبدالرحمن وقاسم أمين والشفيع أحمد الشيخ وإبراهيم زكريا والطيب حسن وشيخ الخضرجية الحسين ود كرجة الذي أمد العمال بالخضروات بالمجان طوال أيام الإضراب العشرة" .