|
الطريق الى المدرسة
|
لا اذكر التاريخ بالضبط ، الا انه علي حال في عام 1983 من القرن المنصرم ، لا اكاد اتذكر من ملامحه الا صور قليلة لا اذكر كيف وصلنا الى ذلك المكان ، غالب الاحوال ربما نكون وصلنا على ظهر احدى الدواب لم انسى ذلك المنظر الرهيب ، و ذلك الجلال الذي يلف مكتب الاستاذ المختص بقبول الطلاب للعام الجديد القادم وهو يرتدي جلباباابيضا وعمة نظيفة ، كنت اظن ان الحديث مع ذلك الاستاذ سيجلب لنا الفخر مع الاقران حينما نلتقي مساءاً لللعب ، الا اني اصبت بخيبة كبيرة حينما اكتفى الاستاذ بالجدال مع ابن عمي الاكبر مبارك وهو يحاول اقناعه بان عمرنا مناسب و انه لا بد من قبولي انا واخيه عثمان. كانت المدرسة على بعد كيلو متر من سكننا تقريبا ، الا انها بمقاييس ذلك الزمان وذلك العمر بعيدة جدا
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق الى المدرسة (Re: الشاذلي عجب)
|
تحتم علينا لبس الرداء والقميص بعد فترة سماح ليست بالقصيرة بلبس الجلباب الابيض ، لا اتذكر شكل الاحذية التي كنا نرتديها ، حيث بدأنا نلبس الحذاء بشكل يومي بدلاً عن لبسة في ايام العيد فقط ، حيكت لنا شنط من جوالات السكر الابيض حتى نتمكن حمل النوتة والاقلام عليها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق الى المدرسة (Re: الشاذلي عجب)
|
اول يوم في المدرسة تم ايقاظنا باكرا ، لبسنا الجلباب الابيض والحذاء ، لا ذكر الاحساس والشعور الذي انتابني لحظتها لكني لم انسى تلك النشوة العجيبة حينما رأيت ابن عمي صلاح و هو يركب حمار بمفرده ويتقدم ركب الحمير و يتحدث مع اقرب الراكبين اليه بصوت عال ، كان حينها في الصف الخامس وهو من الفصول التي كنا نتمنى الوصول اليها لما فيها من معان وايحاءات ، تم ردفنا نحن الاثنين مع راكب اخر يكبرننا سنا ، وصلنا المدرسة وتم ربط الحمير كل في المكان المخصص له قرع جرس الصباح ، وقف الطلاب كل في صفه ، تم توجيهنا للوقوف طلاب سنة اولى ، بدأت الاصوات في الهدوء شئيا فشيئا ، ظهر الاستاذ ( عرفنا فيما بعد ان اسمه فتح سمكول) ، يحمل جرسا في احدى يديه و في الاخرى صوتا ، لم يلفت ذلك المنظر انتباهنا ، الا ان الاستاذ كان يرتدي نظارة سوداء سميكة ، وكان اعتقادنا ان النظارة يلبسها الحكيم ( الطبيب ) و ما ادراك ما الحكيم ، كان مرتبط باذهاننا بالحقن وغيره ، حينها لم نتمالك الثبات ، غادرنا انا وابن عمي الطابور هربا من ذلك الحكيم
| |
|
|
|
|
|
|
|