|
|
 الدلع الكروي .. مقال جدير بالقراءة ...
|
{ كتبت لي الفنانة الشاملة (حنان عوض الجاك) عن موضوع لم يزل يضج بالكثير والمثير فهي وجهة نظر مختلفة وربما موافقة لما ذكرت لكنها بمعرفة أكثر وملامسة للواقع والأثر الرجعي الذي يغويني بأن أتابعه أكثر من نضارة حروفي.
{ ولأنها (حنان الجاك) تجعلني أحسّ بالفرح الجديد إذ كتبت معقبة فهي وما بالك بها تزين المسرح ــ داخل وخارج الوطن ــ والإذاعة وفعاليات الثقافة الناضجة والمسؤولة. فشكراً وقد زدتيني وجعاً على وجع لكنها حقائق تستحق أن يراها الناس كما هي:
{ تابعت عمودك عن مفهوم الانتخاب الكروي لاتحاد يمثل الهرم الرياضي في السودان واحتجاج قارئ: مالكم ومال الكورة ــ مقولة مستفزة جداً ــ لأي شابة تتابع كرة القدم.
{ وحقيقي القضية تحتاج الكتابة عنها لكشف هوية العمل الرياضي في السودان وهوية من يفكرون في أمر كرة القدم وماهي حصيلته طوال السنوات. وكما ذكرتِ تبقي قضية (الكنكشة) في المناصب هي سمة غالبة لكل السودانيين ليس إذكاءً للمنصب ولكن ولاءً لما يقدمه المنصب.
{ وأتابع الصراع والتصعيد والتصريحات والصحافة ومن يعمل مع من ومن يرشح من وكل صحفي يكتب على هواه لأشخاص لم نرَ منهم خيراً ولا تطوراً بل مناصب رفيعة وتمثيلاً كروياً في المحافل الدولية ولكن عطاءنا الكروي (زيرو).
{ ويتحدث الكثيرون عن زهدهم المادي ولكن عجلة التطوير متوقفة والدليل ما نراه من نتائج آخرها هزيمة منتخب الشباب أمام نظيره الكيني وما أصعب ان نتلقى الهزائم في عقر دارنا وبين أهلنا.
{ نمتهن بذلة الثقافة الرياضية ولا يستطيع اللاعب فينا الارتقاء بثقافة الأقدام تطويراً للمهارة الكروية وتغييراً للذهنية التي تدير النشاط الرياضي في السودان وكأن من يسرّح من منصبه ينظر إليه المجتمع نظرة دونية ونحن نعشق الأضواء وكاميرات التلفزة ولقب دكتور ويا أستاذ.
{ إذن القضية محورية ذات أبعاد معقدة في التركيبة السودانية لمكونات المعرفة الوظيفية فنحن لا نعرف الهطول في مواسم الجدب والجفاف ولا نعرف زراعة الحقول عندما تتدفق علينا خضرة الدواخل ولا نمنح قنينات الشوق أبعاد اللهفة انتظاراً للمجهود الذي يقدمه لنا المسؤول بدوافع الفرح التجديدي لمسارات ذات اتجاه واحد.
{ لذلك يأتي البعد العقيم الذي يخلو من معطيات الذكاء الإداري للنهوض بالوظيفة وجعلها ذات مهارات متعددة نستطيع من خلالها نشر النجاحات الجماعية لكرة القدم في السودان.
{ ومن يتصارعون الآن يتحدث بعض الإخوة عن زهدهم المادي وبيوتاتهم الكبيرة هي قضايا لا تعنينا في شيء؛ لأن مصطلح (تكسير الثلج)الذي تروج له الصحافة وبعض صحفييها يطل بكل قوة تجميداً للفوز والمصالح المتعددة.
{ أذكر في إحدى المرات طلب مني مدير هيئة إذاعة وتلفزيون ولاية الخرطوم تجهيز (10) حلقات لبرنامج (النيل يبدأ من هنا) في ثلاثة أيام لحبي الشديد للإذاعة والمشاركات وكانت من ضمنها حلقة عن مستقبل كرة القدم في السودان واخترت الأستاذ (مجدي شمس الدين) والدكتور (معتصم جعفر) واتصلت بهم وبالفاكس أرسلت المحاور للمشاركة في وضع تصور ناجع للحلول وبعد الاتفاق وفي اليوم المحدد للحلقة اتصلوا بهم، الأستاذ (مجدي) ترك الهاتف للسكرتيرة وكأنه رئيس جمهورية الرياضة في السودان ولن يتواضع ويتحدث. أما الآخر فأغلق هاتفه ولم يعتذر وبعد فترة اتصل ليقدم اعتذاراً باهتاً.
{ حقيقي تذكرت الموقف وأراهم الآن يتجملون لنيل المنصب وهم يتهربون حتى من إبداء الرأي عبر هاتف مدفوع القيمة وليس من تلفوناتهم الخاصة وكأنهم مسؤولون في أعلى مناصب لا يستطيعون عبرها الحديث لجهاز إعلامي. صدقيني لو كنت طلبت الرئيس لحديث لتم بأسرع وقت.
{ ولكن للأسف هذه النماذج التي نعول عليها لإدارة الرياضة في السودان هم الآن نراهم يمجدهم الإخوة الصحفيين لأنهم عقول تحمل هم كرة القدم في السودان والرجال مواقف فموقف كهذا يجعلني أقول إنهم رجال مناصب وليس رجال تفعيل للنشاط الرياضي.
{ فأقول لكِ، أختي، أزمتنا كبيرة لأن أدوات التلميع هي كل شيء والمنصب يفتقر لروح التقدم الراقي لمستقبل يمثل قمة النهوض المجتمعي عبر الرياضة.
{ وأضحك وأنا أرى (كاكي) يحصد الذهب وما يجده هولاء من تغطية لا يجده (كاكي) هذا النجم الذي يرفع اسم السودان عالياً في المحافل الدولية ناهيك عن تهديدات الفيفا التي تعادي الأنظمة الحكومية باسم الرياضة.
{ أليست هذه وقفة تحتاج لقراءة نوعية المهددات التي تفرضها الفيفا تجاه الدول ونحن لا نعرف أن نتعامل بعقلانية مع الرياضة التي تمثل سفارة ودبلوماسية شعبية وتجمعاً راقياً تفشل فيه السياسة بكل قوتها وجبروتها.
{ ونحن هنا نتصارع ونصعد من أجل مَن ولمصلحة مَن يأتينا الصداع الذي لا يعالجه إلا (الفيفادول) لأن الألم السوداني لا يعرف تحديده أي طبيب سوداني ونسمح لحضرة (بلاتر) أن يطل علينا بعنجهية حمايةً لشداد أو تجميداً للرياضة في السودان.
{ ونحن نرى النتائج لسنا منتخب نيجيريا الذي له سمعته الكروية ولسنا بمنتخب فرنسا الذي اشتغل بعض لاعبيه ببنات الهوى عن ممارسة كرة القدم ولكن المنتخب سوداني يتيم لم يتوفر له شيء من الحنان الضائع.
{ وبكل الفخر نشجع المنتخب الغاني ونهتف له لنداري فشلنا المريع وأنديتنا تتساقط نحو اليُتم الكروي ورجالها يمارسون عبث الدلع باللاعبين الذين يرفعون أقدامهم فوق الكرة السودانية (بقدمي استطيع أن أفعل كل شيء) أليست مهزلة؟!
مع تقديري للكل
(حنان عوض الجاك)
الاهرام اليوم - عمود ( في ما يتعلق ) 2-8-2010 م
|
|
 
|
|
|
|
منتصرمحمد زكى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست