|
طه.. إلى كردفان
|
نشرتُ من قبل مقالاً مشابهاً.. ولأنه قد تشابه البقرُ اليوم تماماً لابد من التذكير ببعض ما كُتب في فترة سبقت الإنتخابات العامة وإنتخابات الوُلاة بولاية جنوب كردفان التي نعقت على أطلالها البُوم والغربان.. في بكائية ظلت تحرق جوف إنسان المنطقة منذ لدن المحافظ محمود حسيب إلي آخر شريكي للسلطة بالولاية. نعم.. لقد تزامن نشر هذا المقال مع زيارة سيقوم بها غداً السيد نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه إلى منطقة جنوب وغرب كردفان.. ولعلها هي الزيارة الثانية التي يرتب لها مولانا أحمد محمد هارون لمهندسي ومصممي بروتوكول جنوب كردفان وغربها ضمن البروتوكولات والمناطق الثلاث التي سُميّت بالخاصة. يهمني في هذا المقال التذكير بأن هذه الزيارة التي تسبق عملية وإجراء الإستفتاء الجنوبي حول الوحدة أو الإنفصال هي زيارة إجرائية ذات طابع (دبلوماسي) لتهيئة تلك المناطق التي تنبت على ظهرها كل يوم حركة متمردة جديدة.. ومثقفون من أبناء الولاية يرسمون خارطة مشوّهة لإنسان المنطقة ليحصدوا باسمه أموال الجوديّات. فهؤلاء الجُباة من أبناء الولاية داخل الخرطوم هم من سيضللون ويطمسون معالم الطريق أمام السيدين طه وهارون. أتوقع في هذه الزيارة بدلاً من أن نرقص على إيقاعات الكرنق والكمبلا تتمركز وتتمحور في كادقلي.. ان يعي السيدان طه وهارون أن منطقة المسيرية عانت جراء ٢١ عاماً من الحرب أفقدتها تضاريسها وتاريخها وإرثها السياسي. إن المنطقة الغربية لجنوب كردفان أو غرب كردفان سابقاً ـ لقد تأثرت بالإفرازات السالبة لإتفاقية السلام.. ولعل ذلك يتمثل في حل الولاية والدفاع الشعبي الذي لم يُدمّج وإنتشار الأسلحة في أيدي الناس.. بل تأثرت بعدم إعطاء شرح وافٍ لهذه الإتفاقية لحقن دماء رُعاة البقارة في رحلتهم السرمدية إلى بحر العرب.. تأثرت أكثر بهجوم وإنهيار التحالفات القبلية والعلائق لتندلع موجةٌ من العنف تعتبر أسوأمثال للقتال بين الرزيقات والمسيرية الحُمُر الفيارين بمنطقة شقادي. مطلوب من السيدين طه وهارون شرح ووقف والتزام بسير التنمية وإعادة التحالفات التي إنهارت بين القبائل. وكذا.. إن الحديث وإلزام هذه القبائل المتقاتلة بسبب شريكي السلطة وسياسات المركز لابد من إلزامهم بتطبيق توصيات مؤتمرات الصُلح ودفع الديّات.. فكثيرون الذين ماتوا في حروب الجُرف والقرنتي وتبريب ومناطق داخل أبيي وفي منطقة شقادي وقبلها أبوجابرة. ولا أظن السيد علي عثمان محمد طه سيستكثر على أهله في مناطق غرب كردفان فتح خزينة التنمية التي صدأ مفتاحها منذ حل الولاية رغم مجهودات مولانا هارون.[/B]
|
|
|
|
|
|