|
|
 شكراً للبي بي سي ،،
|
شكراً للبي بي سي!
صلاح الدين مصطفى
ثلاثة أخبار لفتت انتباهي في صحف الخرطوم التي صدرت صباح أمس وكلها ذات صلة بالإعلام، الخبر الأول هو عودة صدور صحيفة الحقيقة بعد توقف قصير بسبب بعض الإشكالات الإدارية، والخبر الثاني هو تّعهد الطيران المدني بترحيل الصحف اليومية إلى الولايات الجنوبية مجاناً، وهو قرار جيد وإن كنّا نأمل تعميمه إلى ولايات السودان البعيدة مثل دارفور والبحر الأحمر، والتي تباع فيها الصحف بأسعار مضاعفة بسبب غلاء الترحيل.
أما الخبر الثالث فهو محزن، إذ "أبلغت الحكومة السودانية، هيئة الإذاعة البريطانية إنهاء عقد "البي بي سي" العربية بالبث شمال السودان في أربع مدن هي الخرطوم، بورتسودان، مدني والأبيض" وذلك على موجات "الإف إم" وهي موجات تبث على قطر 50 كيلو متراً بوضوح وطوال الأربع وعشرين ساعة.. وتم استثناء جنوب السودان من هذا القرار!
بغض النظر عن أسباب ودواعي القرار "وهو حق للدولة في نهاية الأمر "أنا حزين جداً لهذا القرار، واعتقد أن عشرات الآلاف حزينون مثلي، لقد تشكل وجدان أجيال سودانية عديدة على موسيقى وإيقاعات "هنا لندن..القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية" بل أن هنالك سودانيين ساهموا في تأسيس علاقة قوية بين هذه الإذاعة العالمية وبين المستمعين من مختلف أنحاء العالم".
وقبل أن تنتشر إذاعات الـ""f.m التي جعلت المسافات قصيرة، كان الناس ينتظرون مابعد الظهيرة أو ساعات الصباح، للاستماع إلى الصوت الجهوري لأيوب صديق والأديب الراحل الطيب صالح، وصولاً للإذاعية الشابة المتميزة رشا كشان في المنوعات وعمر الطيب ومحمد خالد في الأخبار، لقد تميزوا وجعلوا البي بي سي تضع ألف حساب لكل سوداني.
اهتمت إذاعة لندن بالشأن السوداني، ويعود هذا الاهتمام لتزايد أعداد المستمعين السودانيين، سواء أكانوا مقيمين في السودان أم تفرقت بهم السبل في مدن وأرياف العالم، والدليل على ذلك "رجع الصدى" ومشاركة السودانيين في البرامج التفاعلية، بدءاً من برنامج "بين السائل والمجيب" وحتى الفقرة اليومية التي يعّلق فيها المستمعون على الأخبار والأحداث والقضايا العالمية، والتي تختتم – عادة – بعبارة لذيذة هي "وشكراً للبي بي سي".
إن الأسباب التي أدت ّ لعدم تجديد عقد بث "الاف. إم" لإذاعة "البي بي سي" بالسودان الشمالي غير مقنعة أبداً فالاذاعة العتيقة لها تقاليد صارمة في سياستها الإعلامية. كما أنها أصبحت رافداً مهماً لتثقيف العامة ونشر الوعي وبث المعلومات، وإذا تجاوز القائمون عليها الشروط المتفق عليها في العقد، نأمل أن يتم عقابهم هم وليس عقاب المستمع السوداني.
وإن بقيت كلمة أخيرة، نقول إن التطور التقني جعل من الاستحالة بمكان التحكم في الوسائط الإعلامية والسيطرة عليها، "فالبي بي سي" موجودة في الديجتال (صوت وصورة) وهي موجودة على الانترنت "إذاعة وتليفزيون ونشر إلكتروني"، كما أن الموجة الطويلة متوفرة في الصباح وبعد الظهيرة.. لذلك فإن هذا القرار يُظهر الحكومة السودانية بأنها تقف ضد حرية تدفق المعلومات، رغم أنها لاتستطيع أن تفعل ذلك
|
|
 
|
|
|
|
سفيان بشير نابرى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست