|
|
 أخي الحبيب أباذر علي الأمين..في محبسه الوضئ..
|
اخي العزيز أباذر..
سلام عليكم.. وانت تنعم بالحرية وأعداءك في سجنهم المظلم.. أمس رأيت في منامي أني اسلم عليك حتى بكيت.. وانت على سرير المرض في بيتكم العامر بامدرمان وقد تغيرت ملامحك من الرهق والتعب والتعذيب البدني والنفسي الذي تعرضت له من الذين خبُث أصلهم..وكأن لم تلدهم أمهاتهم.. ولم يتربوا معنا في هذا الوطن الجميل..
قريباً ستخرج إلى بيتك وإلى زوجك وأبناءك وأهلك ومحبيك..
وبعد استيقاظي من النوم..تذكرت كل اناشيد الحركة الاسلامية..
أماه لا تجزعي فالحافظ الله..إنا سلكنا طريقاً قد خبرناه..
أماه ذلك دربي قد أموت به فلا يسؤك كأس أن شربناه
اماه لا تجزي فالحافظ الله.. وهو الوكيل لنا بالغيب أماه..
ثم تذكر اناشيد السجون عندما كان اخواننا - لا ادري ايهم- في المعتقل وكانوا يتغنون بأناشيد الحرية:
إلهي قد غدوت هنا سجينا = لأني أنشد الإسلام دينا
وحولي إخوة في الحق نادوا= أراهم بالقيود مكبلينا
طغاة الحكم بالتعذيب قاموا = على رهط من الأبرار فينا
فطوراً مزقوا الأجسام منا = وطوراً بالسياط معذبينا
وطوراً يقتلون الحر جهراً = لينطق ما يروق الظالمينا
وقد لاقى الشهادة يا رفاقي = رجال لا يهابون المنونا
فمهلاً يا طغاة الحكم مهلاً = فطعم السوط أحلى ما لقينا
سمية لا تبالي حين تلقي = عذاب الكفر يوماً أو تلينا
وتأبى أن تردد ما أرادوا = فكانت في عداد المتقينا
سنبذل روحنا في كل وقت = لرفع الحق خفاقاً مبينا
فإن عشنا فقد عشنا لحق = ندك به عروش المجرمينا
وإن متنا ففي جنات عدن = لنلقى إخوة في السابقينا
ورحت أنشد لشهيد دارالهاتف حسن سليمان
قسمات الفجر تتهلل بندى الاسلام تتبلل
والنسم الطيب يتعلل بأريج القرآن الزاكي..
يا قائد أخصلنا النية ورفعنا الراية المطوية
سنروم الغرف العلوية يا حور الجنة لقياكِ.
القائد أقسم لن نرجع ولغير الخالق لن نركع
سنطهر وحل المستنفع ونثير النقع لعراكِ..
وهل ترانا أخي اباذر سنطهر وحل المستنقع وقد وقع فيه اخوان الأمس.. الذين كنا نحسبهم من الصالحين..؟؟.
وانا في لحظتي تلك تذكرت أيام الصفاء .. وأيام الصدق.. برفقة الاعزاء جلال هاشم والحبيب الراحل عبدالله بابكر (لاقى ربه مع الزبير محمد صالح) ومنتصر عريق.. والتقي صالح حسين في الغرفة إياها في دار أمدرمان على شارع الوادي ننشد وتذكرنا مطاردات نظام مايو في آخر أيامه والاعتقالات التي طالت مجموعة من الاخوة..
أخي أنت حرٌّ وراء السدود ..... أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .... فماذا يضيرك كيد العبيد؟!!
أخي:ستُبيد جيوش الظلام .... ويُشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها .... ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي: قد أصابك سهم ذليل .... وغدرا رماك ذراع كليل
ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل .... ولم يدمَ بعدُ عرين الأسود
أخي: قد سرت من يديك الدماء .... أبت أن تُشلَّ بقيد الإماء
سترفع قربانها للسماء ...... مخضبة بوسام الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح ؟ .... وألقيتَ عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح ؟..... ويرفع راياتها من جديد
أخي: إنني اليوم صلب المراس ... أدكُّ صخور الجبال الرواسي
غدا سأشيحُ بفأسي الخلاص ... رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع ... وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع ... وسيروا بها نحو مجد تليد
أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا .... فروضات ربي اُعدَّت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا ... فطوبى لنا في ديار الخلود
نحن جميعاً في انتظارك لتحكي لنا عن قصة الأسر والتعذيب لتكمل قصة أباذر الأول..
سعنا أخي اباذر قبل ايام ان الذين كانو أخوتنا يفكرون في إعدامك لتخلو لهم الساحة، سيما وان الكثير من الذين يتسمون بانتسابهم للمؤتمر (الشعبي) قد تم تخديرهم.. لأكثر من عشرة سنوات بحجة أن "المياه سترجع لمجاريها.. وأن هناك اتصالات جارية على قدم وساق بين الرئيس البشير وعلي عثمان محمد طه وقيادة المؤتمر لعودة الامور لما كان عليه قبل الرابع من رمضان"..عشرة سنوات والاخوة عافاهم الله مُخدرين، لذا لا يُرى من الاقلام التي تنافح عن الحق إلا أباذر الثاني.. وسكتت كل الاقلام حتى تلك التي في لندن وباقي الدول الاوربية وفي البحرين وقطر والامارات العربية المتحدة في انتظار العودة الميمونة..!!!.
هل تراهم جادين في إعدامك بالنصوص القانونية التي أعلنوها..؟.
وهل تراهم يملكون الشجاعة لإتخاذ قرار إبعادك.. وإسكات قلمك للأبد...؟.
وهل تراهم سيفتحون عليهم نيران جهنم..إن أعدموك..؟؟.
هؤلاء ..الجبناء.. أضعف من أن يتخذوا أي قرار .. وهاهي المحكمة الجنائية الدولية ترجفهم كلما أصدرت بياناً صحافياً..!!.
وهاهي الصحافة المصرية تمنع عنهم النوم كلما جاءت سيرة إغتيال الريس..!!.
***
وانت في محبسك الوضئ.. وهم في انتظارهم المستمر..لم يتعلموا من حبسك أن عودة المياه لمجاريها تعنى زوال هذا المُلك العضوض.. لكن ما بالهم أخي أباذر وقد دسوا أقلامهم وأسكتوا ألسنتهم.. انت ورمضان محجوب وناجي دهب في محبسكم.. تناجون الله تعالى.. وهم بانتظار عودة المياه يأملون من الشيطان أن يدخلهم الجنة.. ولا نام لهم جفن..
اليوم السودان كله..وكل زملاء المهنة المنتشرين على نطاق المعمورة ننتظر الحكم في حقك اليوم..وفي كلا الحالات سيكون اليوم الخميس 15 يوليو 2010 يوم تاريخي في تاريخ الصحافة السودانية وفي تاريخ مهنة الصحافة بشكل عام..
أخي أباذر..بعد ساعات سيصطف الجمهور ومحبي الحرية وزوجتك البطلة العظيمة وأسرتك الكريمة والاهل والاحباب ينتظرون هذا القرار.
سيصدر القرار اليوم وقد كتبت اسمك بحروف من نور..وصمود ونضال كبير من أجل الكلمة الحرة..واليوم وكل الايام التي سبقت اعتقالك دعواتنا مرفوعة لك.. ولأسرتك الكبيرة والصغيرة أن يصبرهم الله على كل المصائب التي ألمت بها بسبب حبك للحرية..
اخوك المشتاق
خالد ابواحمد
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
khalid abuahmed
حبيب نورة
بكرى ابوبكر
Balla Musa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست