|
|
 التحية والشكر والتقدير لحمار ناس فزاري بالجزيرة مقرات ...
|
الزمان: مساء الجمعة 2-7 -2010م
المكان: الجزيرة مقرات
في زيارة خاطفة لمدينة أبوحمد قمنا أنا وابن خالي بزيارة
ابن خالتنا الذي يعمل بالجزيرة مقرات حي ( الحجر ) .. عند العصر قمنا
باستئجار عربة كارو الوسيلة المتاحة للمواصلات داخل الجزيرة لتقلنا الى حي ( نبرى الفقرا )
حيث ينتظرنا أصدقاء ابن خالتي .. بعد نصف ساعة من الكربتة وسط المزارع وأشجار النخيل في طريق
لا يسع سوى عربة واحدة .. وصلنا الى منزل محمد فزاري حيث الكرم والبشاشة والبساطة والمبالغة في
الاحتفاء بالضيوف .. شاءت الأقدار ان يكون الحمل الوديع الذي لا يكل عن البرطعة طوال اليوم عبر الجنائن
المطلة على المنزل هو وجبة العشاء الدسمة التي تناولناها في تلك الأمسية الاستثنائية .. بعد تناول العشاء
أصر علينا أصحاب الدار أن نتناول الحليب بالكورة دون ان نبقي على قطرة واحدة منه .. أنصعنا لطلبهم عندما
أحسسنا أن ترك القليل من اللبن سيغضبهم حسب عرفهم .. عندما تجاوزت الساعة العاشرة مساءا استأذنا في الانصراف
بحجة اللحاق بمباراة غانا وسط اصرار أهل الدار على المبيت .. وبما أننا غرباء وابن خالتنا لا يعرف طريق العودة
الى وسط البلدة في تلك الجزيرة المتاهة .. لاسيما أن الوقت ليلا .. قام أهل الدار بتجهيز عربة الكارو خاصتهم وأخبرونا
بأنه لا داعي أن يرافقنا أحدهم فالحمار يعرف الطريق جيدا وسيقودنا الى السوق .. وطلبوا منا أن نبقيه معنا حيث نقيم حتى
الصباح .. ودعناهم وشكرنا لهم حسن الاستضافة .. انطلق الحمار الذي يقودنا ولا نقوده في طريق لا نتبين معالمه في ليلة كثيفة
الظلام .. لكن لم تخلو تلك الرحلة العجيبة من بعض المفاجآت حيث اشتبك الحمار في أحد المنحنيات مع حمار آخر دون أن نعي السبب
فترجلنا جميعا عندما علمنا أن تدخلنا يحول دون تفاقم العراك وانقلاب الكارو .. ثم بعد فترة من الركض صوب المجهول غير الحمار
مساره واتجه صوب مكان معتم لنكتشف أنه حوض ماء .. بعد فترة حسبناها دهرا توقف الحمار عن الشرب وكذلك عن التحرك فأخذنا نجذبه
نحو الطريق وهو يرفض المضي قدما حتى يأخذ قسطا من الراحة حسبما استنتجنا .. بعد ملاواة وشد وجذب انصاع الحمار وواصل السير فقد
خشينا أن يتركنا في منتصف الطريق حيث لا سبيل الى العودة أو التقدم دون دليل وهو دليلنا الوحيد .. بعد ما يقارب الساعة من الزمن
لاحت لنا أضواء نادي ( حبيل مقل ) المكان الوحيد المضاء بعد أن نامت الجزيرة عن بكرة أبيها عدا مشاهدي مباراة ( غانا - أورغواي )
لن تتصوروا مدى الفرحة التي اعترتنا والحمار يخطو داخل أزقة السوق المعتمة كطائرة ايربص حطت لتوها في محطتها الأخيرة بعد رحلة امتدت
لساعات وسط جو عاصف في ليلة خريفية ..................
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
منتصرمحمد زكى
naeem ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست