|
الخال الرئاسي بمائة خال وزاري ... بقلم: سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر
|
الخال الرئاسي بمائة خال وزاري ... بقلم: سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر الجمعة, 02 يوليو 2010 14:58 حملت الانباء ان السيد/ علي عثمان طه قد توجه الى الجنوب على رأس وفد من (مائة) شخص لاقناع الجنوبيين بان يختاروا الوحدة مع الشمال عندما يحين الاستفتاء في يناير القادم . انا استغرب لماذا اقتصر حجم الوفد على (مائة) شخص فقط ، فهذا رقم متواضع في بلد بها وزير – او من في حكمه – لكل ثلاثة مواطنين شماليين ، هذه فكرة تعيسة ويائسة وساذجة ومثيرة للسخرية ، لا تفيد الا اصحاب الفنادق في جوبا وشركة طيران الولايات . وهي اشبه بما يقوم به المدرب الكروي بالدفع باربعة مهاجمين في الثلاث دقائق الاخيرة من عمر المباراة التي خسرها بسبعة اهداف نظيفة نتيجة اداء فريقه السيئ طوال الشوطين . لا اريد ان اعدد الاسباب التي جعلت نتيجة الاستفتاء معروفة قبل اجرائه بستة اشهر ، فقد سبقني مئات الناس ممن كتبوا وبح صوتهم عسى ان تتدارك الحكومة خطئها لتعمل لخيار الوحدة لا خيار الانفصال ، ولكن ما دفعني للكتابة ونحن على مشارف تقلص بلد المليون ميل مربع الى ستمائة الف ميل في مرحلته الاولى قبل ان يتلاشى كليا ، ما دفعني للكتابة هو دور المهندس الطيب مصطفى الشهير ب ( خال الرئيس) ونشير اليه ب ( الخال الرئاسي اختصارا ) ومسئوليته الشخصية عن تداعي وانهيار جمهورية السودان -لا سمح الله - ، وهو دور يستحق عليه المحاكمة الجنائية بتهم تتصل بالخيانة العظمى واثارة الفتنة العنصرية. في فبراير الماضي زرت مدينة جوبا في مهمة تتعلق بجهة عملي كمكفول لشركة من شركات الخليج ، وانا عاشق متيم بالجنوب واهل الجنوب فقد عشت طفولتي متنقلا مع والدي – اطال الله عمره- ابان فترة عمله كمفتش مركز بيامبيو وجوبا والرنك ، وخلال فترة اقامتي لثلاث ليالي في جوبا ، لفت انتباهي ان صحيفة الانتباهة – لصاحبها الخال الرئاسي - تكاد تكون الصحيفة الوحيدة التي توزع بكثافة في كل مكان في جوبا ، وعلمت انها توزع في سائر مدن الجنوب الاخرى ايضا ، وذلك بتدبير من الجهات ذات المصلحة في تعبئة رأي عام لدى الجنوبيين بضرورة الانفصال ، وقد نجحت الصحيفة في حسم نتيجة الاستفتاء بجدارة . قد يكون للخال الرئاسي دوافع شخصية جعلته يكره الجنوب والجنوبيين حتى لو صاروا من اولياء الله ، فقد سمعنا انه فقد ابنه الذي خرج من منزله بالخرطوم بحري ليحارب اناسا في بلادهم يرى انهم لا يستحقون الحياة او ليخضعهم لدين الله الاسلام . ونحن لا نملك ان نتحكم في مشاعر الخال الرئاسي ونشاركه الحزن على ابنه ، ولكن ، كيف تسمح حكومة ابن اخته لان تنقلب تلك المشاعر الى تيار واعصار يعصف ببلد كاملة وامة كاملة ؟ لماذا سكت النظام بكامله على تلك الجريمة وسمح باستمرارها طوال خمس سنوات ؟ فعل فيها الخال الرئاسي ما لم يفعله النظام العنصري في بريتوريا ، اعتقد ان الله قد تلطف بنا بان جعل للرئيس خال واحد وثلاثة اخوة . ان كان لنا ثمة نصيحة نوجهها الى السيد علي عثمان طه واعضاء وفده الميامين ، فهي ان يوفروا على الشعب السوداني نفقات هذه الرحلة السياحية ويوجهوا تلك النفقات لمشروع حج الدستوريين وهو - اي الحج - على الابواب ، فقد كاد الحكم ان يطلق صافرة النهاية على هذا العبث ، وللتوجه طائرة الوفد الرفيع الى اقاليم اخرى لم يلتفت اليها الخال الرئاسي فقد اصبحت حاضرة جنوب السودان مدينة كوستي لا مدينة جوبا . [email protected]
|
|
|
|
|
|