|
|
 مارادونا كرباج الأنجليز الذى هزم الادمان يغازل الكأس
|
عودة مارادونا
رغم تألقه الرياضي والشخصي، ورغم نجوميته الذائعة، إلا أن مشاكله الزائدة عن الحد لم تعرف لحد الآن نهايةً ولم يضع لها حداً. مارادونا المولود في الأرجنتين في 30 أكتوبر 1960 بدأ اللعب مع فريق محلي يحمل اسم (البطة الصغيرة). وقدم في وقت مبكر عروضاً فائقة البراعة لا مثيل لها وأصبح أفضل لاعب كرة القدم في العالم يرتدي الفانيلة رقم 10. وعندما كان يلعب مع (البطة الصغيرة) نمت سمعته تدريجياً إلى حد أقنع المسؤولين في ناد محلي وهو أرجنتين ستوتيرز بضرورة جلبه لفريق الشباب فوافق على ذلك وكان عمره حينها 15 عاماً.
مارادونا لايختلف اثنان على أنه ظاهرة كروية فذة، وأنه ذو عبقرية كروية لايستطيع أحد إلا أن يعترف بأنه كان عملاقاً رغم قامته القصيرة.
عندما التقته وكالة الأنباء الالمانية في الدوحة عام 2006 سألته: لماذا لم توافق على الانضمام إلى الجهاز الفني للمنتخب الأرجنتيني رغم أن الاتحاد الأرجنتيني طلب منك ذلك أكثر من مرة؟ فأجاب: المنتخب الارجنتيني يدربه خوسيه بيكرمان وهو مدرب قدير وكفء والعمل معه يسعد أي شخص لكنني ملك كرة القدم في الأرجنتين والملك لا يعمل تحت رئاسة أي شخص آخر فكيف يمكن لي أن أعمل تحت رئاسة بيكرمان. كان جوابه ذاك نابعاً من غروره الذي أضاع نجوميته وأفقده موهبته وفرق عنه محبيه.
مشاكله من بالإدمان
في إحدى المقابلات معه بشأن أخطائه وهفواته قال: لقد أخطأت حين انخرطت في عالم المخدرات. أعرف الآن مقدار هذا الخطأ. على لاعبي كرة القدم والفنانين أن يكونوا حذرين في تصرفاتهم لأنهم يمثلون مصدراً للإلهام لكثير من الشباب وعليهم ألا يحيدوا عن الطريق الصحيح. لقد غيرت حياتي من أجل ابنتَي، كم أنا سعيد الآن بعودتي إلى بيتي وتواجدي المستمر معهما. لقد أوشكت على مفارقة الحياة أكثر من مرة بسبب المخدرات، وأنصح الجميع بالابتعاد عن هذه الآفة المدمرة.
هكذا اعترف مارادونا بعدما أصيب بداء الشهرة وفقد بسببه اللاعب القدوة.
وعن دور الإعلام الرياضي في المساهمة في تحسين وتطوير اللعبة أكد أن له دوراً مهماً لكنه يحيد عنه أحيانا عندما يسعى إلى إثارة بعض المشاكل وتضخيمها من أجل أن يحقق مبيعات أكثر. وعندما انغمست في المخدرات ذبحني الإعلام وأظهرني في مظهر الوحش القاتل والشخصية التي تفسد عقول الصغار وتسمم أفكارهم من أجل أن تزداد مبيعاته. وهذا أمر مرفوض لأن الإعلام دوره التنوير وليس التشهير.
هزم الانجليز بيده
منذ عام 1986 إلى عام 2006 ومارادونا ينكر استخدامه ليده بالتسجيل في مرمى الإنجليز في كأس العالم 1986 في المكسيك، إلا أنه في عام 2006 اعترف في مقابلة بعدم مشروعية الهدف في مرمى حارس إنجلترا، لكن يد الله هي التي سجلت هذا الهدف!! لأنه أراد ذلك حيث لم يتنبه الحكم لما فعلت.
وكان الحكم التونسي على بن ناصر الذي أدار تلك المباراة الشهيرة قد أصر على احتساب الهدف رغم اعتراض المنتخب الانجليزي على صحته.
اتهاماته لرئيس الفيفا
حين كان مارادونا لاعباً كانت علاقاته متوترة دائما مع البرازيلي جواو هافيلانج الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث دأب على اتهامه بإهدار مال الفيفا على أمور شخصية أكثر من مساعدة الدول الفقيرة على تنمية اللعبة لديها. وقال في هذا الشأن «قلت دائماً إن أموال الفيفا كثيرة وموارده لا حصر لها وأن عليه أن يهتم أكثر بالدول الأكثر فقراً وأن يمنحها المال بوفرة حتى تتمكن من النهوض باللعبة لديها، لأن ذلك يزيد من فرصها في منافسة الدول الكبيرة غير المحتاجة لأموال الفيفا».
وكان من بين أبرز المشاكل التي نشبت بين مارادونا وهافيلانج اتهام الاول للثاني عقب سحب قرعة نهائيات كأس العالم عام 1990 بأنه دبر القرعة سلفا وخلسة بما يتماشى مع مصالح الفيفا وأن سحب القرعة كانت غطاء استعراضيا لما اتفق عليه وراء الكواليس لا أكثر. وأكد أن هافيلانج انتقم منه في المباراة النهائية أمام ألمانيا حيث خسرت الأرجنتين صفر/1 من ركلة جزاء، زاعماً أن الخسارة كانت بسبب الحكم المكسيكي كوديسال الذي نفذ ما طلبه هافيلانج بالحرف الواحد. لكن كان علينا أن نتقبل الأمر وأن نرضخ للهزيمة.
وعقب تلك المباراة الشهيرة بكى مارادونا كما لم يبك من قبل بسبب هذه الخسارة. لكنه اعترف بأنهم لم يكونوا أفضل من المنتخب الألماني فيها. ويقول بشأن الحكام «لا أحد يرغب في حكام فاسدين في ميادين اللعبة الشعبية الأولى. وللأسف الشديد انتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة في ألمانيا والبرازيل وربما في أماكن أخرى لانعرف عنها شيئاً. التحكيم الجيد يزيد من قوة المباريات ويجعل اللاعبين يشعرون بالاطمئنان وأن لا أحد يتلاعب بهم أو يضيع عليهم جهودهم».
3 سنوات سجن
في فبراير 2006 اتهم مارادونا بصدمه لشخصين بسيارته كانا داخل كابينة تليفونية بالعاصمة بوينس آيرس أثناء قيادته سيارة دفع رباعي فجر 10 فبراير 2006، وكان شهود عيان قد أكدوا أن مارادونا كان هو من يقود السيارة، ولم تسمح بصمات الأصابع على مقود السيارة للمحققين تحديد ما إذا كان مارادونا هو قائد السيارة وقت الحادث أم لا. وفي حالة إدانة مارادونا ستكون عقوبته السجن ثلاثة أعوام، علماً بأنه سبق وأن أدين بإطلاق النار على عدد من الصحفيين عام 2002 كانوا رابضين بالقرب من منزله، الأمر الذي يمكن أن يصعب من موقفه في القضية الحالية.
مارادونا لاينام
منذ أُسنِدت لمارادونا مهمة المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني والمشاكل لاتتوقف بينه وصانع ألعاب المنتخب ريكيلمي، إلى أن اعتزل الأخير فارتاح مارادونا حيث قال «إنني لا أنام إلا في الرابعة فجراً لأن ريكيلمي لايفهمني!».
وأكد مارادونا خلال مقابلة منشورة مؤخراً أنه كان يستقيظ من النوم في الرابعة صباحا ليفكر في تشكيلة اللاعبين وأنه في أغلب الوقت يدرس كيفية إشراك ريكيلمي دون التأثير على ترابط المنتخب. وربما يتمكن مارادونا من النوم لفترات أطول في الصباح الآن بعدما أعلن ريكيلمي اعتزاله على المستوى الدولي للمرة الثانية في ثلاث سنوات.
وقال ريكيلمي في مقابلة تلفزيونية «لا أفكر بنفس طريقة مارادونا. لانشترك في نفس القواعد. لايمكننا العمل سوياً وهو مدرب المنتخب الوطني الاول للبلاد».
تهربه من الضرائب
ركز مارادونا كل مهاراته العالية في المرواغة ليتمكن من تفادي دفع ضرائب قيمتها 33 مليون دولار مستحَقة للحكومة الإيطالية خلال الفترة التي لعب فيها لنابولي وقاده للفوز بالدوري عامي1987 و1990. وسيحاول محاموه إقناع المحكمة بروما بأن إدارة الضرائب لم تبلغه بقيمة الدين المتراكم عليه إلا بعد فترة طويلة جداً. وفشل المحامون من قبل في إقناع المحكمة بأن النادي الذي كان يلعب له مارادونا هو الذي يتعين عليه أن يدفع الضرائب. وقال فينشنزو سينسكلاشي وهو أحد محاميه إن إدارة الضرائب اشتكت من أنها لم تعثر على مارادونا لتسليمه إخطارا بقيمة الضرائب المستحقة عليه، رغم أنه كان من الشخصيات المعروفة عندما كان يقيم بنابولي.
وتصدرت مشاكل مارادونا المتعلقة بالضرائب في إيطاليا العناوين الرئيسية للأخبار عام 2001، عندما نزل من طائرة في روما اقتادته شرطة الأموال العامة وأبلغته بقيمة الضرائب التي يتعين عليه أن يدفعها. وردا على سؤال بشأن ما يمكن أن يحدث إذا خسر معركته القضائية، أكد محاميه إن شيئا لن يحدث وستكون الدولة هي الدائن، موضحا أنه إذا كان قد اشترى شيئا في إيطاليا ستصادره السلطات لكنه لايملك أي شيء.
سلسلة من المشاكل
دخل مارادونا مصحة نفسية في أحد المراحل لإعادة تأهيله من الإدمان، وأمضى قبلها فترة في مستشفى للعلاج من التهاب في الكبد ناجم عن الإفراط في تناول الكحوليات. وعانى خلال العقدين الماضيين من مشاكل متكررة في القلب بسبب إدمانه الكوكايين والكحوليات اضافة الى زيادة الوزن.
وفي مرحلة أخرى تعرض لمحاولة قتل من شخص إنجليزي، إلا أنه نجا فيما تمكنت الشرطة من القبض على المدعو إيان ويلوورث والذي دبر للعملية، حيث كان يخطط لقطع رأس مارادونا بمنجل، انتقاماً للهدف الذي أحرزه مارادونا بيده في شباك منتخب بلاده في كأس العالم 1986، وهي البطولة التي فاز بها المنتخب الأرجنتيني، ولم يكن يريد الانتقام لكرامة بلاده بل لنفسه بعد أن راهن على فوز منتخب بلاده بتلك البطولة، ولكن الهدف المذكور حرمه من كسب أموال الرهان، خصوصاً وأنه اضطر لاستلاف الأموال من أجل الدخول في هذه المراهنة التي خسرها.
|
|
 
|
|
|
|
Osman Musa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست