|
|
 ونسات!!
|
التحية والتجلة للأخوة والاصدقاء محمد مجذوب (رئيس قسم المنوعات) والطاهر ساتي (نائب رئيس التحرير) وكافة الأحباب في صحيفة الحقيقة الذين جعلوا هذه الونسات ممكنة
لكم ، قراء الحقيقة وقراء واعضاء وأسرة سودانيز الف تحية ومحبة وامتنان
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ونسات!! (Re: فتحي البحيري)
|
اعتذار لطيف لكائنات الطفولة والخريف
* الطفولة في بلد مثل هذا ربما كانت فردوسنا الذي قرّر مرور الوقت أن نفقده، برغم ما علمناه بعد ذلك من افتقارها لكثير من مقومات الطفولة المثلى، بطبيعة حال البلاد التي نعيش فيها، وعلى كل حال، وأشد ما تتوهج هذه الطفولة، وتبلغ شقاوتها وفرحها آماده القصوى، عندما يحل الخريف، ذلك الذي علمنا بعد أن تسرب فردوس الطفولة من بين أيدينا أن تعاملنا مع أشيائه وكائناته ربما كان (انتحاراً بطيئاً) على شاكلة معاقرة الخمر والتدخين وما إليهما, والفرق أن أفعال الطفولة لا تتطلب الاستمرارية ليتحقق استمرار فاعلية أضرارها، وأعني تحديداً، سيداتي آنساتي سادتي، ما يمكن أن يصيب أطفالنا، في الماضي والحاضر والمستقبل، من أمراض المياه وعلى رأسها البلهارسيا، التي قضت على كثيرين جداً، ويقال إن عبد الحليم حافظ كانت بداية مشكلته الصحية هي بلهارسيا التقطها في طفولته.
* وإن كانت مياه الخريف الراكدة تتسبب في الموت عبر البلهارسيا وغيرها من المشاكل الصحية, فإن ذات المياه تجلب إلى العيون والآذان والأرواح الظامئة للجمال كائنات مروية لهذا العطش, من الطيور التي لا تظهر إلا في الخريف والنباتات والأزهار التي لا تظهر إلا في الخريف والفراشات التي لا تزور إلا عنده. وأيضاً هذان الكائنان الجميلان النافعان واللذان كنا نعتقد زوراً وبهتاناً أنهما قبيحان وضاران: القعونج.. القعوي.. أو باللغة العربية الفصحى الضفادع جمع ضفدعة, والجراد!
* ولا أدري لماذا لم يجد أهل الفصحى ولا أهل الدارجي غير هذين التركيبين القبيحين للإشارة لهذا الكائن الجميل (المنظر، على الأقل!).. ضـ..ـفـ..دع ... قـ..عــ.. ونج، يبدو أن هناك (مؤامرة تاريخية ما) ضد هذا الكائن البديع.. ويقولون لك في دارفور مثلا: المي حار ولا لعب قعوي.. بمعنى أن الماء الساخن ليس مكاناً للهو الضفادع, دلالة على أن الأمور والأحوال شديدة الجدية والصعوبة لا مكان فيها للهينين.. وتبلغ المؤامرة ذروتها عندما أجمع كل من سألتهم عن صوت الضفادع: أمزعج هو أم جميل؟ فقالوا جميعاً غير ما تشتهي سياقات هذا المقال.
* وحتى لو كان ما يزعمونه صحيحاً من قبح نقيقها فإن للضفادع من الفوائد والمنافع ما لم يحصه الباحثون والدارسون بعد, ولم يبد منه إلاَّ علاج جلدها لمرض السكري وتمزق أربطة المفاصل وغيرها وفوائدها للمزارعين لأنها تلتهم أنواعاً كثيرة من الحشرات الضارة وغير ذلك كثير, منها ما علمه الناس بالبحث أو الخبرة ولا تزال هذه الكائنات تنتظر مستثمرين مغامرين لإفادة العالم منها عبر البوابة الزراعية التجارية، وإذا كانت مزرعة النحل تسمى منحلاً فإننا نتوقع انتشار (مضفدعات) كبرى وصغرى في بلادنا وغيرها من بلاد العالمين قريباً.
* والكائن الآخر الجراد، لم ينجُ من المؤامرات التاريخية والتي تعاون على غرسها في طفولتنا كل من مزارعي الجزيرة والمناقل وأبو عركي البخيت والمقررات الدراسية للمرحلة الابتدائية التي جاء فيها (اقتلوا العتَّاب إنه خراب), والعتاب بتشديد التاء هو أحد أطوار الجراد، ونحن لا ننكر هنا ضرر الجراد بالمحصولات، إلا أن له بالتأكيد فوائده الجمالية والعملية, ويكفي ما صاغ من أفراح طفولية (على مر الدهور والأجيال) للصبية الصغار وهم يطاردون زرافاته ووحدانه عبر الوديان والأزقة والميادين. لقد أحل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا البروتين الجرادي، بدون ذكاة حتى، ولا شك أن هذا يجعلنا نطمئن إلى أنه ربما كانت هناك خيارات أفضل للتعامل مع العتاب سوى القتل, وهذا أمر محول – بدوره – إلى المغامرين وهواة فتح الآفاق الاستثمارية الجديدة !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ونسات!! (Re: فتحي البحيري)
|
نيلز بور ونظرية عدم تعقيد الأمور (1_2)
1
في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي: كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟
الإجابة الصحيحة: بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب. إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة باقي إجاباته على الأسئلة الأخرى. الإجابة المستفزة هي: أربط الباروميتر بحبل طويل وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض. ثم أقيس طول الخيط... غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو بالفيزياء, تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة عين خبير للبت في القضية.... أفاد تقرير الحكم بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء. وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية... ثم طرح عليه الحكم نفس السؤال شفهياً. فكر الطالب قليلاً وقال: «لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها أختار» فقال الحكم: «هات كل ما عندك» فأجاب الطالب: يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة. باستخدام قانون الجاذبية الأرضية. إذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين إذا أردنا حلاً سريعاً يريح عقولنا، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة : «سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة»؟ أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر.. كان الحكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي أسوأ الإجابات لأنها أصعبها وأكثرها تعقيداً. بقي أن نقول إن اسم هذا الطالب هو «نيلز بور» وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء.)
2
القصة أعلاه وردتني عبر الإيميل من الصديق الأستاذ مطر فرحة الذي يعالج في هذه اللحظات عبء تدريس الرياضيات في نقطة ما من المملكة العربية السعودية ضمن رسالة شيقة تحكي مجموعة من المواقف المماثلة. والمفارقة في قصة الطالب (############) نيلز بور الذي أصبح في ما بعد عالماً مرموقاً تكمن في ما ظللنا نردده كمعلمين من أن (فهم السؤال نصف الإجابة), فلا يعقل أن تكون عبارة (باستخدام البارومتر) تعني شيئاً خارج تفعيله كأداة لقياس الضغط الجوي, مهما تفلسف بور والذين يقفون إلى جهته من أمثال الزميل الجميل مطر فرحة. من المؤكد أن هذا الـ(بور) لا ينقصه الذكاء بدليل أنه كان يعرف الإجابة الصحيحة المطلوبة, ولكن هذا الذكاء قد خانه في هذه القصة عندما افترض أن المطلوب هو استخدام الباروميتر دون (قياس الضغط) به. إن بور هنا يقع في (عين) ما أراد التحذير منه ألا وهو (تعقيد الأمور)! لأن تعقيد الأمور هو (عملية عكسية) لما يقود إلى الحل بداهة ألا وهو التبسيط.. اعتقد بور أن أستاذه قد عقّد عليه الأمور بحتمية قياس الضغط الجوي بالبارومتر واستنتاج ارتفاع البناية من ذلك. ولكن في حقيقة الأمر فإن بور هو الذي عقّد الأمور على نفسه وعلى أستاذه بافتراض أن سيرة البارومتر أتت هنا بغير هذه الحتمية البديهية.
3
نفس هذه الفكرة، فكرة التعقيد والتبسيط, وردت في الغلوتية التالية والتي أتحفني بها صديقي مطر بذات الرسالة. (كنت تقود سيارتك في ليلة عاصفة.. وفي طريقك مررت بموقف للحافلات, ورأيت ثلاثة أشخاص ينتظرون الحافلة: امرأة عجوز توشك على الموت وصديق قديم سبق أن أنقذ حياتك وشخصية مشهورة تعتبرها قدوتك, وكان لديك متسع بسيارتك لراكب واحد فقط... فأيهم ستقل معك؟؟؟) التعقيد هنا يستثمر تضارب الشهوات: شهوة الارتفاق بالعظماء والمشهورين وشهوة رد الجميل وعرفان الأصدقاء وشهوة الإنقاذ, ويحيلك إلى (متناقضة) عدم إمكانية الجمع بين إشباع هذه الشهوات, ولكن إذا حاولنا (عدم تعقيد الأمور) فإنك تحب أن تقضي وقتاً ما مع الشخصية المشهورة, ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الرفقة على سيارتك الخاصة أليس كذلك؟ وكذلك فإن صديقك القديم لا يحتاج إلى (الوقت) بالقدر الذي تحتاجه هذه العجوز المشرفة على الموت الآن.. وهي بدورها تريد أن تصل للمستشفى, وليس شرطاً أن تقوم بتوصيلها أنت بنفسك.. انظروا، سيداتي آنساتي سادتي، مشكلات العالم ومآزقه ليست مشكلات إلا لأننا لسنا أذكياء كما يجب, أو على نحو أدق: ليست مشكلات إلا لأننا لا نفكر بشكل صحيح ومرتب، وما كان مأزقاً في هذه الغلوتية (سيحلحل) نفسه من داخله لو مضينا بتفكيرنا في هذا الاتجاه الصحيح، ولكن من بين 200 شخص قال الأستاذ مطر فرحة إنهم واجهوا هذا السؤال الغلوتية في معاينة ما لم ينجح سوى واحد فقط، فكر بصورة صحيحة كهذه وقال ببساطة: سأعطي مفاتيح السيارة لصديقي القديم وأطلب منه توصيل السيدة العجوز إلى المستشفى فيما سأبقى أنا لأنتظر الحافلة بصحبة الشخصية المشهورة!
4
حسناً، سنتعرف أكثر في المرة القادمة على نيلز بور، ونظرية (عدم تعقيد الأمور)!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ونسات!! (Re: فتحي البحيري)
|
نيلز بور ونظرية عدم تعقيد الأمور (2-2)
1
حسناً ، الطالب الدنماركي الذي وصفتـه لكم في الحلقة السابقة بأنه بليد ، استطاع أن (يحنك) العلماء في زمانه بعد ذلك بقليل وأن يتحصل على جائزة نوبل سنة 1922 ، في نفس تلك الفيزياء التي رسب فيها في الجامعة ، و(الحنك) سيداتي آنساتي سادتي كان حقيقياً وصادقاً ونافعاً للبشرية ، نعوذ بك اللهم من علم لا ينفع ونسألك دوماً علماً نافعاً، مفاده (تصور جديد) لبناء الذرة ، وهو الذي نعرفه الآن وندرسه وندَرِّسه لأبنائنا ، حيث تتكون الذرة من نواة تدور من حولها الالكترونات فيما يشبه النظام الشمسي أو المجموعة الشمسية ، ولقد فتحت نظريته هذه الطريق إلى ما يعرف (بميكانيكا الكم) والتي كانت ثورة بمعنى الكلمة في علم الفيزياء لا تقل عن النظرية النسبية لانشتاين ، وفي تقديرنا ما كان لنيلز بور – ذلك الطالب الدنماركي الـ.ـبلـ.ـيد – أن يبلغ هذا المنتهى لو أنه تخلى عن بلادته تلك والمتمثلة في الإصرار على عدم تعقيد الأمور . لقد حكمنا عليها في حينها بأنها بلادة لا لشيء إلا لأنها كانت في غير مقامها آنذاك .
2
مما حكاه صديقي مطر أيضاً ويتفق مع هذه النظرية (أن رجل أعمال ذهب إلى بنك في مدينة نيويورك وطلب مبلغ 5000 دولار كقرض من البنك. يقول ِإنه يريد السفر إلى أوروبا لقضاء بعض الأعمال. البنك طلب من رجل الأعمال ضمانات لكي يعيد المبلغ، سلم الرجل مفتاح سيارة الرولزرويس إلى البنك كضمان مالي!! رجل الأمن في البنك قام بفحص السيارة وأوراقها الثبوتية ووجدها سليمة، وبهذا قبل البنك السيارة كضمان. رئيس البنك والعاملون ضحكوا كثيراً من الرجل، لإيداعه سيارته التي يقدر ثمنها بقيمة 250000 دولار كضمان لمبلغ مستدان وقدره 5000 دولار. (قيمة السيارة تساوي المبلغ المقترض مضروباً في 50 ، القرض لا يتجاوز 2% من الضمان المبذول لأجله ) وبعد أسبوعين، عاد رجل الأعمال من سفره وتوجه إلى البنك وقام بتسليم مبلغ 5000 دولار مع فوائد 15 دولار تقريباً . مدير الإعارات في البنك قال: سيدي، نحن سعداء جداً بتعاملك معنا، ولكننا مستغربين أشد الاستغراب!! لقد بحثنا في معاملاتك وحساباتك وقد وجدناك من أصحاب الملايين! فكيف تستعير مبلغاً وقدره 5000 دولار وأنت لست بحاجة إليها؟؟ رد الرجل وهو يبتسم : سيدي، هل هناك مكان في مدينة نيويورك الواسعة أستطيع إيقاف سيارتي الفخمة بأجرة 15 دولار دون أن أجدها مسروقة بعد مجيئي من سفري؟ )
3
ما نتصوره خسارة نخسرها ، أو يخسرها آخرون قد يكون هو عين الفائدة ونحن لا ندري ، فمشكلة الرجل كانت في (المكان الذي يترك فيه السيارة) وليست المبلغ الـ.ـ######## (بالنسبة لقيمتها) الذي اقترضه بضمانتها .. وعلاقة هذا بنيلز بور وسؤال امتحانه في الجامعة ومسألة تبسيط الأمور هو (تعريف المشكلة) فتعريف المشكلة عند الأستاذ الذي وضع الامتحان هو : كيف يمكن الاستفادة من قياسات الباروميتر في تعيين مسافة طولية (ارتفاع البناية) وتعريف المشكلة لنيلز كان : كيف يمكن معرفة هذا الإرتفاع بأي طريقة ممكنة ومتاحةوالسلام . أما تعريف المشكلة بالنسبة لموظفي البنك فقد كان : ما هو الضمان المناسب للقرض والذي يقاربه من حيث القيمة المالية بينما كان تعريف المشكلة بالنسبة لرجل الأعمال : أين أترك سيارتي في أكثر الأماكن أمنا وبأقل تكلفة ممكنة وهكذا .... تعريف المشكلة أولا ً ثم (أقرب المسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم الواصل بينهما) بمعنى ما هو الطريق المباشر بين هذه المشكلة وبين حلها ، دون تعقيدات ، ودون التفات إلى مشكلات جانبية ، أو اختلاط للتفكير بالمشكلات المجاورة وحلولها ، يعني بالسوداني ، تعرف روحك داير شنو بالضبط ، وما هي الخطوات أو العمليات أو المراحل التي توصلك فعلا إلى ما تريد
4
بقي أن ننهي هذه (الحصة) بقول الإمام الجنيد غفر الله لنا وله عندما سألوه عن التقوى فقال : هي أن تكون مع الحق بلا خلق ومع الخلق .. بلا نفس.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ونسات!! (Re: جعفر خضر)
|
شكرا جعفر
السستم بتاع سودانيز
لم يستوعب أن كلمتي
الـ ب ل ي د
والـ ت ا ف هـ
لم تردا هنا في سياق اساءة أو شتم لاحد والعياذ بالله
لنا الله يا بكري
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست