تراث فنان الشعب إمام عيسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2010, 05:27 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تراث فنان الشعب إمام عيسي


    تراث فنان الشعب إمام عيسي
    --------------------------------------------------------------------------------



    منذ خمسة عشر عاما، وفي مثل هذه الأيام من عام 1995 رحل عن عالمنا الشيخ إمام عيسي 1918- 1995 وحيدا في حارة حوش قدم بالغورية، ونعاه بإعلان مدفوع الأجر، احتل عمودا كاملا من صفحة الوفيات بجريدة الأهرام طابور طويل من الشخصيات العامة، ضم رؤساء أحزاب وقادة سياسيين وشعراء وأدباء وصحفيين ينتمون إلي أجيال مختلفة، واحتشدوا في مأتمه، ومعهم آلاف آخرون، يتبادلون العزاء في الرجل الذي لم يكن أحد يعرف له نسبا، ولم تكن له شجرة أسرة يفخر بها، والذي مات من دون أن يترك ولدا أو زوجة وعاش معظم سنوات عمره في حجرة ضيقة، من منزل قديم، يقع في إحدي حارات القاهرة المملوكية، تحمل اسم حوش قدم وهو اسم حمله عدد من سلاطين المماليك، وترجمته بالعربية، هو قدم الخير .

    ولفت احتشاد النخب المصرية السياسية والثقافية، لوداع الرجل، نظر أحد كبار الصحفيين، فكتب علي صفحات الأهرام مقالا يبدي فيه دهشته لاهتمام هذا العدد الكبير من رموز الوطن، بوفاة رجل وصفوه - في إعلان النعي الذي نشروه في الأهرام - بأنه فنان الشعب، مع أنه، وهو من الشعب لم يسمع باسمه من قبل، ولم يستمع لفنه .

    وكان باعثا علي الدهشة، أن تهتم كل الصحف ومحطات الإذاعة والتليفزيون التي تصدر أو تبث بالعربية من داخل حدود الأمة العربية أو من خارجها، بوفاة الشيخ إمام عيسي، وأن تعد برامج خاصة عن حياته وفنه، وتنشر صفحات مطولة عنه، بينما التزمت أجهزة الإعلام والصحف المصرية الكبري، الصمت التام تجاه خبر رحيله، إما لأن المسئولين عنها لا يعرفون شيئا عن الرجل، أو لأنهم قدروا أن خبر وفاته لا يهم قراءهم ومستمعيهم، الذين لم يسبق لمعظمهم، أن استمع إلي ألحانه في قنوات التليفزيون، وكانت كلها آنذاك محطات أرضية إذ لم يكن البث الفضائي العربي قد بدأ بعد، أو محطات الإذاعة، والتي لم تطبع ميكانيكا علي شرائط كاسيت، وتطرح للتداول العام .

    وكان ذلك كله طبيعيا، لأن الشيخ إمام عيسي، عاش ومات وهو يبدع فنه خارج إطار مؤسسة الإعلام المصرية الرسمية، فيما عدا المرحلة الأولي من ظهوره هو وزميله أحمد فؤاد نجم، كاتب القصائد التي كان يلحنها ويغنيها، إذ شهدت ظهورا محدودا لهما علي شاشات التليفزيون المصري وبعض محطات الإذاعة، وكان وراء هذا الظهور عناصر مستنيرة من المثقفين المصريين، أقنعت المسئولين عن الإعلام الرسمي آنذاك، أن ما يكتبه نجم وما يلحنه ويغنيه إمام هو فن جديد ومختلف، يستحق الاحتفاء به، وتشجيعه، لأنه يتغني بقدرة الوطن علي تجاوز هزيمة 1967, ويدعو للصمود، ويشيع التفاؤل بإمكانية النصر، وأن ما ينطوي عليه من نقد للظواهر السلبية التي قادت إلي الهزيمة، لا يتجاوز الخط الوطني العام، وهي وجهة نظر أخذ بها التليفزيون المصري، لشهور لم تتجاوز خمسة أو ستة، كان خلالها يبث برنامجا أسبوعيا بعنوان مع ألحان الشيخ إمام، إلي أن أصيب البرنامج بالسكتة التليفزيونية، وانتقل الشيخ إمام ونجم في نهاية عام 1968 إلي المعتقل .

    ومنذ ذلك الحين ولسنوات طويلة بعد ذلك ظل الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام يبدعان فنها خارج المؤسسة الإعلامية الرسمية، إذ كانت المعارضة الجادة للسياسات الحكومية وهي الطابع الغالب علي ما يبدعانه من فن، خصوصا خلال حقبة التغيرات الدراماتيكية التي شهدها عهد الرئيس السادات، فكان طبيعيا أن تبادلهما المؤسسة رفضا برفض، فلا تكتفي بمقاطعته أو تكتفي بمنع أغانيه فحسب، بل أن تعتقله هو ونجم أكثر من مرة .

    علي أن مقاطعة المؤسسة الإعلامية الرسمية، لألحان الشيخ إمام لم تحل دون انتشارها بين المثقفين، الذين كانوا يستمعون إليها منه مباشرة، في حفلات يقيمونها في بيت أحدهم، أو في مؤتمرات الحركة الطلابية خلال السبعينات، التي كان الثنائي نجم وإمام أحد ملامحها الأساسية، وكانت الجامعات هي المركز الرئيسي للنشاط المعارض آنذاك للسياسات العامة في عهد السادات علي الصعيدين الاجتماعي والوطني، أو عبر تسجيلات صوتية لهذه الحفلات، كانت تنسخ بطرق بدائية، وتذاع في بعض محطات الإذاعة العربية التي كانت تعارض سياسات الرئيس السادات، خصوصا في مرحلة تصاعد الحرب الباردة العربية - العربية، بسبب الخلاف حول الاتجاه للتفاوض المباشر والصلح مع إسرائيل .

    لكن هذه التسجيلات قد افتقدت لكثير من الشروط الفنية الأساسية، من حيث هندسة الصوت، والتوزيع الموسيقي، والكورس والمونتاج، فمعظمها تسجيلات يؤديها الشيخ بصوته علي العود، بمصاحبة ضابط إيقاع، وبكورس يتكون عادة من المستمعين، أجريت في أماكن مفتوحة، فجاءت مشوشة، وأفقدت الألحان كثيرا من ألقها ومن جمالها .

    ومع بداية الثمانينات أتيح للثنائي نجم وإمام أن يغادرا مصر في رحلات فنية، شملت عددا من العواصم العربية، من بينها بيروت ودمشق والجزائر وطرابلس، والعاصمة الفرنسية باريس، حيث أقاما عددا من الحفلات، شهدها مئات الآلاف من العرب المقيمين والمهاجرين، وخلال هذه الرحلة وقع الخلاف بين الاثنين، وانفصمت الشراكة الفنية بينهما، التي استمرت ما يقرب من عشرين عاما، وعاد الشيخ إمام وحيدا إلي مصر، وحاول أن يبحث عن شعراء آخرين غير نجم، يلحن ويغني من أشعارهم، لكن الزمن كان قد تغير وكانت الظاهرة السياسية والاجتماعية، التي ألهمتهما الشعر والغناء قد تلاشت، وكانت الحركة الطلابية، التي رفعت شعارات التحرر الوطني والعدل الاجتماعي والعروبة، قد تركت مكانها في الجامعات، لجيل جديد من الطلاب، يعتبر الموسيقي والغناء كفرا، والدعوة للقومية العربية، خضوعا للطاغوت .

    وعاد نجم في منتصف الثمانينات، ليكتب مسرحيات تعرضها مسارح الدولة ومسارح القطاع الخاص، ويكتب أشعارا جميلة تذاع كمقدمات لمسلسلات تليفزيونية، ويتعامل مع آخرين، يلحنون أشعاره الجديدة، أو يعيدون تلحين عدد من القصائد التي سبق أن لحنها الشيخ إمام، بينما انزوي الشيخ إمام في حارة حوش قدم وأحاط الإهمال بتراث الرجل، حتي وهو حي، فلم يجد من يعتني حتي بحصره، وتهدده النسيان الذي يترصد ذاكرتنا الوطنية في كل مجال .

    وفي أعقاب وفاته، أعلن فريق من أصدقائه المصريين أنهم سيشكلون جمعية للحفاظ علي تراثه، وأعلن أحد الموسيقيين العرب، أنه شرع في تدوين ألحان الشيخ إمام بالنوتة الموسيقية للمحافظة عليها، وناشد من لديه تسجيلات لتلك الألحان، أن يزوده بها، ثم اختفت أنباء المشروع في الزحام .

    ومع أن بعض المعجبين بألحان الشيخ إمام، قاموا بمحاولة لتنقية التسجيلات المتوافرة من هذه الألحان باستغلال التقدم التكنولوجي في هذا المجال، ومن خلال استديوهات صوتية تملك إمكانات ذلك، وحققوا نتائج إيجابية، إلا أن التجربة ظلت محدودة، بالإمكانات المادية الضئيلة .

    ومن الخطأ أن يتصور أحد أن الحاجة إلي ألحان إمام قد انتفت بانتفاء الظروف السياسية التي أوصت بها، فحتي لو كان هذا صحيحا، فإن الاحتفاظ بهذه الألحان وتدوينها، هو استكمال ضروري لتوثيق ملمح من أهم ملامح ظاهرة التفاعل العربي مع هزيمة 1967 علي صعيد الفن والأدب، وفضلا عن أن ألحان الشيخ إمام تتميز بمذاق خاص، باعتبارها امتدادا لمدرسة فنان الشعب سيد درويش، تستلهم جملها وإيقاعاتها الموروث الموسيقي الشعبي، مما يجعل لها أهمية في ذاتها، فإن جانبا ليس قليلا من هذه الألحان، لم تكن له صلة بالأحداث السياسية بمعناها المباشر واليومي، ومنها ألحانه الوطنية والاجتماعية وطقاطيقه الغزلية ومواويله وبكائياته .

    إن السعي لتجميع تراث الشيخ إمام وتدوينه وإعادة توزيعه وتقديمه علي نطاق جماهيري واسع، وفي إطار من الاحترام الذي يليق به، مهما طال انتظارها، وقد آن الأوان لأن تتصدي للقيام بها، جهة رسمية أو خاصة، قبل أن تتبدد، فنندم حين يفوت أوان الندم .


    بقلم : صلاح عيسي
    جريدة القاهرة عدد29-6-2010
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de