في ذكرى رحيلك .. محجوب سيد احمد .. لقد غيب الموت مناضلا

برز الفقيد في مقاومة مخطط نظام عبود الذي استهدف الحركة النقابية وشارك في العمل الواسع لتوحيد العمال والنقابيين ضد نظام عبود وكان من قادة الحركة العمالية في ثورة 21 اكتوبر 1964 الشعبية الخالدة . وكانت نضالاته دليله الذي قاده الى الانتماء للحزب الشيوعي السوداني واصبح بعد ثورة اكتوبر من قادة اتحاد نقابات عمال السودان .
ومواصلا لتقاليده الثورية وقف ضد محاولات نظام النميري لشق الحركة النقابية والعمالية وكان من المدافعين الاشداء ضد نميري وسدنته مناديا باستقلالية الحركة النقابية رغم اشتداد حدة الصراع منذ 25 مايو 1969 حتى 6 ابريل 1985 . ودخل نتيجة لنضاله وجسارته سجون النميري في كوبر وشالا وبورتسودان .

في الديمقراطية الثالثة واصل نضاله من اجل ارساء دعائمها في المصانع والمؤسسات والورش من خلال نشاطه الملحوظ في الجبهة النقابية حتى ساعة اجهاض الديمقراطية بواسطة نظام الجبهة الاسلامية في 30 يونيو 1989 وكان الفقيد من النقابيين المستهدفين الاوائل اذ تم الزج به في سجون الجبهة الاسلامية والتي عانى فيها من مرض القلب الذي انتابه مما دعى زبانية الجبهة الاسلامية الى الخوف من تاريخه النضالي الواسع واطلقوا سراحه في نهاية العام 1989 ، وبعد اطلاق سراحه ذهب لدولة الكويت مستشفيا وبالفعل اجريت له عملية جراحية في القلب وساعده في في ذلك النقابيون الكويتيون ثم جاء الى مصر في العام 1990 وانخرط في النضال ضد الجبهة الاسلامية وشارك في تاسيس التجمع الوطني الديمقراطي بالقاهرة .

كان من اوئل اهتمامات الفقيد في مصر تنظيم وقيادة العمل النقابي وعمل على تاسيس الامانة العامة لاتحاد نقابات عمال السودان الشرعي بالخارج فضلا عن جعله متصلا بكل النقابات الاقليمية والعالمية بدأ باتحاد عمال مصر الى اتحاد العمال العرب الى وحدة النقابات الافريقية ثم اتحاد النقابات العالمي والاتحاد الحر للنقابات . وشارك بنفسه رغم معاناة المرض في كل الفعاليات والمؤتمرات النقابية داعيا الى التضامن مع شعب السودان وحركتهم النقابية .

اسس الفقيد نشرة العامل الشهرية التي اصدر منها قرابة الـ 100 عدد ، تناولت احوال العمال في السودان ومظاهر العنف والبطش والتشريد من العمل وانتهاك الحقوق التي مارسها نظام الجبهة الاسلامية القومية .

الفقيد كان رئيس نقابة توليد الكهرباء وعضو المركزية للهيئة القومية العامة للكهرباء وسكرتيرا للعلاقات الخارجية لاتحاد عمال السودان ثم امين امانة العمل الخارجي لنقابات عمال السودان ونشاطه النقابي الراسخ والبارز والمتواصل اهله ليكون عضوا في اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات العالمي .

نشاطه النقابي لم يحرمه من الانشطة الاجتماعية الاخرى اذ انه اسهم في تاسيس العديد من منظمات المجتمع المدني السودانية خلال تواجده بالقاهرة ، وهو كذلك كان نائبا للسكرتير العام لفريق التحرير البحراوي " درجة اولى وقتئذ " فضلا عن علاقاته الاجتماعية الواسعة وهو المدرب والمعلم والمساعد للكثيرين من زملاءه في ساحات النضال المختلفة .

كان الفقيد مآثر كثيرة لا تحصى وتتمثل فيه كل صفات ود البلد الاصيل ، ويمتاز بالصبر والنشاط الفعال الذي لا ينضب رغم ظروف المرض الذي يعاني منه ورغم الظروف القاهرة التي يمر بها السودانيين بالمهجر القسري .
بفقدنا لمحجوب نكون قد فقدنا احد النقابيين الصلديين الذين لم تلن لهم قناة دفاعا عن حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة والوطن .