يتقدَّم “ملتقى آيوا للسلام والديمقراطية” إليكم بخالص التقدير لما تبذلونه من جهد شخصي، ولقيادة إدارة الرئيس ترامب في التصدي للحرب الكارثية الدائرة في السودان. فمنذ اندلاع الأعمال العدائية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًّا في دعم جهود السلام، وتقديم ما يزيد عن 2.3 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، والسعي إلى تحقيق العدالة عبر فرض عقوبات موجَّهة ضد مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ومع ذلك، وبالرغم من هذه الجهود الجديرة بالثناء، يواجه السودان اليوم أسوأ أزمة إنسانية في العالم:
أكثر من 25 مليون شخص—أي ما يزيد عن نصف السكان—مهددون بالمجاعة. 11 مليون نازح داخليًّا، و4 ملايين لاجئ عبروا الحدود. 17 مليون طفل خارج النظام التعليمي، مما يُهدِّد مستقبل أجيال بأكملها. إنَّ الاجتماع المرتقب في واشنطن في 29 يوليو 2025، والذي يضمّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية ومصر وقطر والإمارات العربية المتحدة، يُمثل لحظة مفصلية قد تُنقذ السودان من الانهيار الكامل. ولكن، فإنَّ أي مفاوضات تُشارك فيها قوى خارجية—خاصة تلك المتورطة في تأجيج النزاع—دون تمثيل حقيقي للقوى المدنية السودانية، لن تُفضي إلى سلام عادل أو دائم.
ومن هذا المنطلق، نناشد الولايات المتحدة أن توظِّف قيادتها للتأكيد على أن تكون مصلحة الشعب السوداني في صدارة هذه العملية، لا مصالح الفاعلين المسلحين أو رُعاة الحرب الإقليميين. ونطلب من مكتبكم المحترم أن يدفع باتجاه النقاط التالية:
١. وقف شامل وفوري لإطلاق النار
ممارسة الضغط على جميع الأطراف، ورُعاتهم الخارجيين، لوقف تدفُّق الأسلحة والدعم المالي واللوجستي الذي يُطيل أمد الصراع.
٢. تأمين وصول المساعدات الإنسانية غير المشروط
ضمان فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، وحماية العاملين في المجال الإنساني، ومنع الأطراف المتحاربة من استخدام الغذاء والدواء كسلاح.
٣. حماية المدنيين والمساءلة عن الانتهاكات
- تعزيز آليات الرصد لتوثيق الجرائم، وردع ارتكاب المزيد من الفظائع، والسعي لتحقيق العدالة للضحايا ضمن أُطر مستقلة وشفافة.
٤. إطلاق عملية سياسية بقيادة مدنية .
- إطلاق خطة انتقالية شاملة تُرسخ الحكم الديمقراطي وسيادة المدنيين، مع ضمان انسحاب المؤسسة العسكرية نهائيا من الحياة السياسية.
٥. إعادة الإعمار والاستقرار ما بعد الحرب
تعبئة الموارد الدولية لإعادة بناء البنى التحتية، واستئناف التعليم، وتهيئة الظروف للعودة الطوعية لملايين النازحين واللاجئين.
إن السودان يقف اليوم على شفا الانهيار، والقرارات التي ستُتَّخذ في واشنطن لن تُحدد مستقبل 45 مليون سوداني فقط، بل ستُؤثر على استقرار منطقة شاسعة تمتد من الساحل الإفريقي إلى البحر الأحمر. هذه ليست مجرد أزمة دبلوماسية، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية.
ونحن على ثقة بأن الولايات المتحدة، و بتوجيهاتكم الحكيمة، ستضطلع بدورها الريادي، وتقود تحالفًا دوليًّا صادقًا وعازمًا على إنهاء هذه المجازر، واستعادة مسار السودان نحو السلام والعدالة والحكم الديمقراطي.
نشكركم على قيادتكم والتزامكم الدائم بقضايا الإنسانية والعدالة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بيانات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست