💢 لا مستقبل للسودان في ظل الاستعراضات العسكرية وحكم المليشيات.
💢 ظهور حميدتي في نيالا رسالة حرب، وليست رسالة سلام وحرية وعدالة.
ان الاستعراض العسكري الضخم الذي نظّمته قوات الدعم السريع قبل يومين في مدينة نيالا/بجنوب دارفور، والمصحوب بظهور قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) ومخاطبته المباشرة للحشود، تطوراً خطيراً في مسار الحرب، ويؤكد انتقالها من صراع على النفوذ إلى محاولة شرعنة واقع المليشيا بالقوة الرمزية والميدانية.
فحميدتي يرسل رسائل القوة على أنقاض الدولة، وظهوره في هذا التجمع الضخم لم يكن حدثًا عادياً، بل رسالة سياسية وعسكرية موجهة بعناية إلى الداخل والخارج.
فهو يقول للداخل بوضوح إن قواته تسيطر ميدانيًا وتخاطب عناصرها كـ"جيش بديل"، ما يعكس نية تكريس واقع المليشيا كسلطة أمر واقع، وهذا تهديدٌ خطير بتفتيت وحدة السودان الوطنية ارضا وشعباً.
أما بالنسبة للخارج، وقبل أيام فقط من جلسة مجلس الأمن الدولي المرتقبة يوم الجمعة القادم 28 يونيو، والتي سيخاطبها المبعوث الخاص رمطان العمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان ، فيسعى حميدتي لإبراز نفسه كرقم لا يمكن تجاوزه في أي تسوية أو تفاوض.
إن ذلك التجمع العسكري الذي خاطبه حميدتي يرمز بوضوح إلى منطق "الزحف لا التفاوض"، وهو ما يتناقض جذريًا مع أي خطاب عن "التحول المدني الديمقراطي" أو "الحل السياسي السلمي"، ويؤكد أن هذه القوات مستمرة في تعزيز منطق الحرب لا منطق الدولة والسلام.
إننا نؤكد على أن لا شرعية لأي قوى مسلحة خارجة عن الجيش النظامي، ولا حل حقيقي إلا بتفكيك البنى العسكرية الموازية(المليشيات) وبناء جيش وطني موحد ومحترف.
وإن جلسة مجلس الأمن المقبلة يجب أن تُركز على: - وقف فوري لإطلاق النار.
- وقف تدفق السلاح إلى الدعم السريع والمليشيات غير النظامية.
- وتفعيل آلية محاسبة واضحة ضد كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين أو ضد الإنسانية من طرفي الحرب. وفي هذا الصدد فإننا لا نساوي بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع الجنجويدية والمليشيات الأخرى، فمشكلة الجيش السوداني هي في قيادته المؤدلجة وغير الشرعية، وعلى الضباط الاحرار داخل الجيش مسئولية وطنية كبيرة عليهم الاطلاع بها من أجل تنقية الجيش وإعادة صياغته وهيكلته، وإن بناء جيش وطني محترف ذو عقيدة وطنية وحدوية من مسئولية الشعب السوداني وليس من مسئولية مجلس الأمن أو المجتمع الدولي.
أخيرا فإننا ظللنا نكرر وسنقولها دائماً، بأن الطريق إلى السلام يمر عبر جبهة جماهيرية مدنية قاعدية واسعة تُعيد توجيه البوصلة نحو مطالب ثورة ديسمبر المجيدة ، وهي : المدنية، والديمقراطية، والحرية والسلام والعدالة والكرامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة