منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان تشجب وتستنكر وتدين باشد وباغلظ العبارات الممكنة القرار العشوائى والتعسفى الذى اتخذه والى ولاية الخرطوم ومعاونيه فى حق المواطنين السودانين الابرياء بقرية الخيرات بشرق النيل بهدم منازلهم وتشريدهم وتهجيرهم بعيداً عن قريتهم يفترشون الارض. اهل قرية الخيرات مواطنين سودانيون وليسوا اجانب وليسوا عشوائيون وليست منازلهم عشوائية هى ايضا. بل قراركم التعسفى هو العشوائى يريد والى الخرطوم شق الصف السودانى واعادة مرارات الماضى الاليمة التى اعقدت هذه المجموعة العرقية الثقافية المعينة فى المقاعد الخلفية للمجتمع عقود عددا. ان هذا القرار العشوائى والتعسفى لا علاقة له بالمنطق والموضوعية والشفافية لا من قريب او من بعيد. الان العالم يريد ان يعرف اين سيذهبون هولاء المواطنين الابرياء الذين تم تهجيرهم قسيراً وترهيباً من منازلهم بغير وجه حق. دون اكل ودون رعاية صحية امام موجة الكوليرا التى اجتاحت البلاد من اقصاها الى اقصاها حيث تهدد بقاء الشعب. فان قرار تهجير مواطنى قرية الخيرات قبلى وجهوى وعنصرى يفتقر للمسؤولية والانسانية والاخلاق. ان المرأة المواطنة التى وقفت بكل كبرياء وشموخ وثقة مدافعة عن حقوقها وحقوق اهلها السياسية والمدنية والدستورية. رفضت رفضا باتا الذل والهوان لطالما هى سودانية واهلها سودانيون حقا. ان الذى قام به والى الخرطوم يعتبر خرقا واضح للقوانين و الشرعية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان تحت ميثاق الامم المتحدة الحاضنة التاريخية لحقوق الانسان واعلانها الصادر فى 10 ديسمبر 1948 ومن ابرز بنوده ان الانسان له الحق فى الحياة والكرامة. ولذا ترى منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان ان القرارات والاجراءات التعسفية والعشوائية التى صدرت دون وجه حق انه هدم لمستقبل الاطفال وتعرضهم للاهلاك فى ظل الامراض والوبائيات التى لا حصر لها اليوم فى السودان وهم يفترشون الاراء. لقد جاء القرار فى لحظة تاريخية مفصلية. لان قرار الوالى هذا اختزله فى رقعة جغرافية صغيرة. والمواطنين المستهدفين جزءاً اساسيا من المكون السودانى. ايها الوالى ان ما يجمعنا فى المرحلة التاريخية المفصلية اكثر مما يقسمنا. لان وحدتنا وتماسكنا هو عمقنا الاستراتيجى وتطهير الذاكرة من جراح ومرارات والانقسام والمظالم التاريخية لهذه المجموعة العرقية الثقافية المعينة. السودان لكل السودانين دون تمييز لا مكانة لتقسيم او التهميش او الاقصاء لاحد. سوف يكون هناك دستور دائم يكرس الحقوق ويصون سيادة وكرامة البلاد والشعب كافة دون تمييز. ويأسس لدولة القانون وحكم سيادة القانون لا لدولة العرقية والدينية والحزبية والفوضى والفشل. منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان تخاطب والى الخرطوم مباشراً ترفض قراره العشوائى والتعسفى ضد مجموعة عرقية ثقافية معينة. حيث انه هو الاستهداف بعينة وايضا خرق لمبادى وميثاق الامم المتحدة. من لم يشجب ويستنكر ويدين هذا القرار التعسفى لا ضمير له ولا انسانية ولا اخلاق. فكيف نبى مستقبل السودان الجديد الذى يليق بتاريخنا لقد انهكت الحروب البلاد واستنزفت مقدراتنا واضعفت كياننا وايضا الانقسامات والتجاذبات التاريخية. نتيجة لقرار عشوائى وطائش من والى ولاية الخرطوم ومعاونيه. مما لاشك فيه ان والى الخرطوم ومعاونية لم يتعلموا من درساً من حرب الكرامة المقدسة الدائرة الان. او لا يعرفون كرامة وانسانية المواطنين الذين شردهم و هجرهم بعد هدم منازلهم. يعتبرهذا انتهاك صارخ لحقوق الانسان الاساسية. يا الوالى لا تعيد جراح ومرارات الماضى والمظالم التاريخية . القبلية والجهوية والعنصرية والقوالب النمطية والمحسوبية والمحاباة كلها عوائق ومتاريس تحول دون بناء السودان الجديد لأجيال المستقبل. منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان تناشد المسؤولين السودانين اينما كانت مواقعهم السياسية والدستورية والاجتماعية ان يستجبوا لضرورية المرحلة الجديدة بان يتفاعلوا معها لصناعة التاريخ وليس الوقوف على هامشه. ان السودان لكل السودانين دون تمييز. لكل مواطن حق الاختيار فى ان يختار مكان سكنه اينما كان ذلك بلا حدود وبلا قيود وبلا شروط وبلا افضلية وبلا محسوبية انه عنوان المرحلة وعنوان السودان الجديد. من اجل التحول الى افق اكثر جدية مع التعامل مع القضايا الوطنية التاريخية. جذور الازمة السودانية الاحزاب الطائفية العقائدية والحكومات التى تعاقبت على حكم السودان منذ الاستقلال. الان والى ولاية الخرطوم المدعو حمزة يضاف الى جذور الازمة السودانية المزمنة حرفياً. الشعب كله وقف ولايزال واقفا مع قواته المسلحة كتفاً بكتف فى حرب الكرامة المقدسة ضد مشروع احتلال السودان العابر للحدود. منظمة جنوب كردفان تناشد القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان التدخل الفورى لوقف العبث والبربرية والانتهاك الصارخ لحقوق هولاء المواطنين السودانين واعادتهم الى قرية الخيرات وتقديم كل مقومات الحياة الاساسية وتزويدهم بالخيام لحين اعادة بناء منازلهم حتى يعيشوا حياة كريمة يليق بأنسانيتهم وكرامتهم. ان منظمات المجتمع المدنى او النخب الوظفية التى ترغب فى تعزيز التغيير داخل المجتمع فهم فاعلون رئيسيون فى التحول النظامى للنزاع حيث يمكنهم العمل كشركاء فى التغيير الاجتماعى السياسى. فمنذ الاستقلال شهد السودان عدم استقرار سياسى مزمن. حيث كان اهل الاطراف مهمشين بشكل متزايد وغير قادرين على التاثير فى القرارات السياسية نتيجة لذلك لم يكن لديهم اى سلطة سياسية لتصبح سياسات حكومة السودان. ان التهميش الحرمان من السلطة السياسية. علاوة على ذلك لا يوجد تقليد ديمقراطى فى السياسية السودانية القومية هذه الاطراف تقاتل ضد هذا الاقصاء والتهميش. انه السودان القديم الذى يريد والى ولاية الخرطوم اعادة انتاجه للمرة الثانية وهذا مستحيل اعادة جراح ومرارات الماضى. تكرر منظمة جنوب كردفان مناشدتها العاجلة الى رئيس مجلس السيادة راس الدولة السودانية الفريق اول عبد الفتاح البرهان ان يتولى ملف قضية اهل قرية الخيرات بنفسه لأعادة كرامتهم وانسانيتهم وتقديم كل الاحتياجات الضرورية مقومات الحياة الاساسية رفقاً بأطفالهم . ويجب وقف سياسات التهميش والاقصاء والقرارات العشوائية والتعسفية التى تحمل فى طياتها العنصرية والقوالب النمطية والمحسوبية والمحاباة. منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان تصح والى ولاية الخرطوم الكف عن انتهاك حقوق المواطنين. فان الحرب التى وقعت بين الهوتو والتوتسى فى دولة رواندا عام 1994 قد تقع فى السودان لا محال نتيجة للتهميش والاقصاء والعنصرية والقوالب النمطية التى يمارسها والى ولاية الخرطوم فى حق مجموعة عرقية ثقافية معينة. سودان جديد يسع الجميع والمواطنة المتساوية. العدالة الاجتماعية الراسخة. لا لأعادة انتاج دولة 56 العنصرية البغيضة الفاشلة.
سليم عبد الرحمن دكين. رئيس منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان وتنمية جبال النوبة. بريطانيا 30/5/25
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة