في ذكرى الخامس عشر من أبريل، تقف بلادنا على مفترق طرق مصيري، بعد عامين داميين من الحرب التي مزّقت الوطن، وشرّدت الملايين، وكرّست الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة، وفضحت عجز وتواطؤ النخب العسكرية والمدنية التابعة.
إننا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي نؤكد أن هذه الحرب ليست سوى نتاج مباشر لانقلابي 11 أبريل 2019 و25 أكتوبر 2021، واستمرار النهج الإقصائي الاستبدادي الذي حكم السودان منذ الاستقلال، وتحديدًا بعد ثورة ديسمبر المجيدة.
لقد كشفت هذه الحرب زيف شعارات "الإصلاح الأمني" و"الانتقال المدني" و"التسويات الانهزامية" ، وأكدت أن قوى الثورة المضادة، من عسكريين وواجهات مدنية مزيفة، لا تملك سوى إعادة إنتاج الفشل والتبعية والتفكك، وعليه؛ فإن الخروج من هذا النفق لا يكون بإعادة تدوير ذات القوى، وإنما ببناء جبهة جماهيرية قاعدية واسعة، تضم قوى الثورة الحقيقية صاحبة المصلحة الأصيلة في التغيير الجذري والشامل.
وندين بأشد العبارات التدخلات الإقليمية والدولية التي ساهمت في تأجيج الصراع، سواء بدعم أحد أطراف الحرب أو باهمال ما يحدث في السودان، أو بمحاولة فرض تسويات خارج إرادة الشعب.
إن المجتمع الدولي، الذي صمت طويلاً عن جرائم الحرب والانتهاكات، يتحمل جزءًا من المسؤولية الأخلاقية والسياسية لما يجري في السودان اليوم.
كما نرفض أي محاولات لإعادة إنتاج نموذج "الهبوط الناعم" أو فرض مشاريع تسوية شكلية تحمي العسكر والمليشيات، ومصالح النخب والمصالح الأجنبية لا مصالح الشعب السوداني.
وندعو إلى الآتي:
١. توحيد الأحزاب الثورية، ولجان المقاومة، والتنظيمات النقابية والنسوية والطلابية، والحركات المطلبية، وكل القوى الحية في الريف والمدن، في جبهة سياسية قاعدية ذات طابع جماهيري ديمقراطي.
٢. إسقاط مشروع الحرب والوصاية الأجنبية، ورفض التسويات الزائفة التي تهدف لتقاسم السلطة بين العسكر والرأسمالية الطفيلية المدنية.
٣. العمل على تطوير الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب وصياغة ميثاق شعبي ثوري متكامل وشامل، ينطلق من قاعدة: لا سلام بدون عدالة اجتماعية، ولا وحدة بدون ديمقراطية قاعدية، ولا استقرار بدون تفكيك حقيقي لبنية الدولة القديمة.
إننا نؤمن أن جماهير شعب السودان قادرة على تجاوز هذه المحنة، شرط أن تتسلّح بتنظيم ثوري يعبر عن مصالحه، ويقطع الحبل السري مع التبعية والانتهازية.
فلنصنع ثورتنا بأيدينا، ولننهِ هذه الحرب التي لا تخدم سوى أعداء الشعب.
صديق أبوفواز رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي) 16 أبريل 2025
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة