- **فشل الاستراتيجية الأمريكية: تمكين حملة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في دارفور وجرائم الحرب التي تقوم بها في السودان ككل**
- **دور الإمارات المكشوف: تواطؤ ومشاركة في جرائم الابادة الجماعية وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان**
- **بيان بايدن يفتقر إلى المضمون: لا مساءلة حقيقية عن اهوال هذه الجرائم**
- **مفاوضات السلام في دائرة الشك: إدراج الإمارات كوسيط أو مراقب عزز عدم الجدية وأعطى الضوء الأخضر لاستمرار حرب إبادة الشعب السوداني، حيث تُعتبر الفاشر أنموذجاً لهذا التغاضي المتعمد**
سّط البيان الأخير للرئيس جو بايدن حول الأزمة المستمرة في السودان الضوء على الوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهه الملايين. ومع ذلك، يظل النهج الأمريكي سيئ وبعيد عن الواقع على الأرض. إن استمرار هذه الاستراتيجية المفروضة لا يضعف فقط تطلعات الشعب السوداني، بل يسمح لميليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات، بالاستمرار في ارتكاب الإبادة الجماعية في دارفور وجرائم الحرب الفظيعة في جميع أنحاء البلاد.
على مدى 17 شهرًا، عانى الشعب السوداني بشكل لا يوصف، حيث تم تهجير ما يقرب من 10 ملايين شخص وفقدت أرواح لا تحصى. إن دعوة الرئيس لكل من القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع لوقف" الأعمال العدائية" وتسهيل الوصول الإنساني تفتقر بشكل أساسي إلى الآليات اللازمة لضمان الامتثال، بالإضافة إلى عدم وجود إدانة ورفض حقيقي للمسؤولين الحقيقيين عن هذا الوضع. إن حصار ميليشيا الدعم السريع لمدينة الفاشر، والذي تصاعد إلى حرب شاملة وجرائم حرب على مدار الـ11 شهرًا الماضية، أدى إلى قصف الأحياء المدنية ومقتل المئات من السكان المحليين. علاوة على ذلك، استهدفت الميليشيا البنية التحتية والمرافق الحيوية مثل مستودعات الإغاثة والمستشفيات، مما جعلها خارج الخدمة، علاوة على منع المساعدات الانسانية من الوصول الى المتضررين ونهبها. كل ما سبق ذكره يبرز الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات مباشرة وحاسمة، وهو أمر غاب بشكل صارخ عن السياسة الأمريكية.
واحدة من أكبر إخفاقات الاستجابة الأمريكية هي عدم وجود مساءلة لمليشيا الدعم السريع، وهي التي تقوم بارتكاب جرائم حرب، وقد تلقت أيضًا دعمًا لوجستيًا وعسكريًا كبيرًا من الإمارات. إن تجاهل دور الإمارات في هذه الأزمة يعادل تغاضي الأعين عن الأسباب الجذرية للازمة. يجب أن يتضمن أي حل قابل للتطبيق إدانة للجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها الإمارات وتحميلها المسؤولية عن دورها في تسليح ودعم مليشيا الدعم السريع. بدون هذه الخطوات الأساسية، فإن أي اقتراح لحل هو مجرد وعد فارغ—ووهم للسلام لن يتم، وسوف يقود إلى مزيد من الدمار للبلاد وللمزيد من ابادة الشعب الاعزل.
يذكر بيان بايدن إنشاء مجموعة "متحدة من أجل تعزيز المساعدة الحياتية والسلام في السودان" (ALPS)، والتي تشمل الإمارات كطرف رئيسي. وهذا أمر مخالف لاخلاقيات اي عمل دبلوماسياً كان او سياسي، حيث يوحي بقبول ضمني للقوى التي تساهم في الابادة الجماعية. وجرائم الحرب. كيف يمكننا أن نتوقع تقدمًا ذا مغزى عندما يتم تضمين أولئك الذين يسهمون بنشاط في هذه الجرائم ليكونوا اطراف مراقِبة لاي عملية سياسية؟ إن غياب الردع ضد الميليشيات الدعم السريع، إلى جانب عدم وجود مساءلة عن أفعالهم، ادى وسيؤدي لإطالة أمد حرب الإبادة وتعميق الكارثة الإنسانية.
يعمل إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة الى جانب العديد من المنظمات حول العالم للدفاع عن حقوق وكرامة شعب دارفور والسودان، نحث الحكومة الأمريكية على إعادة تقييم استراتيجيتها الحالية. إن حتمية إتباع نهج مختلف ليست مجرد حاجة، بل ضرورة ملحة، وذلك لان الكارثة الحالية تهدد ليس فقط السودان ولكن المحيط الاقليمي بأكمله، وبدون اتخاذ إجراءات واضحة ضد ميليشيا الدعم السريع وداعميها، سوف تستمر جرائم ضد الإنسانية دون إنقطاع.
في الختام، ندعو إدارة بايدن إلى إعطاء الأولوية للمساءلة الحقيقية والردع في تعاملاتها مع هذا الملف. إن أي حل لا يتصدى للإمارات وتواطؤها في الأزمة هو إساءة إلى الشعب السوداني وإنكار للعدالة. لقد حان الوقت لإنهاء الوعود الفارغة؛ يستحق الشعب السوداني أفعالًا حقيقية مع إلتزام من المجتمع الدولي بعمل اللازم لانهاء الاضطهاد والإبادة الجماعية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة