السياق: في الفترة من الرحلة الأولى التي انطلق فيها مطبخ أبو رخم المتحرك في 5 يوليو 2024 وحتى انطلاق الرحلة الثانية الخميس 11 يوليو؛ تواصلت اعتداءات مليشيا الجنجويد على المواطنين في الدندر وسنجة وقراها؛ وواصلوا نهب المواد الغذائية من مخازن التجار وبيوت المواطنين في مدينة الدندر وغرب وشرق محلية الدندر. رحّلت المليشيا جزء من المنهوبات تجاه مدني، وساومت مواطنين بمنحهم الغذاء مقابل القتال معها. . كما هاجمت المليشيا مدينة سنار ومنطقة مايرنو يوم الخميس، وقد ردهم الجيش على اعقابهم بعد قتال عنيف. رقد استهدفت المليشيا الأحياء السكنية في مايرنو بالتدوين المتعمد. وقد تسبب كل ذلك في المزيد من موجات النزوح الجديدة. واصل الجنجويد قفل كوبري الدندر ومنع المواطنين من العبور، بل ونهب ممتلكاتهم. لذلك أضحى الطريق الوحيد الآمن للخروج من سنجة والقري التي تقع شرقها، هو الطريق الذي يمر عبر قرية (ود تكتوك) إلى منطقة (ود كولي)، حيث يوجد (مشرع)، يقطع من خلاله النازحون نهر الدندر بالمراكب. واصلت المبادرات الشعبية تقديمها الخدمة لمساعدة النازحين الخارجين من ولاية سنار، مثل مطبخ المفازة، ومطبخ القرية 10، ومطبخ الأبحاث. وفّر مزارعون، في عدد (5) من كنابي المشاريع، الماء للنازحين ومستخدمي الطريف. كما شيد مزارعون في عدد (2) كنبو رواكيب لتقي النازحين حرارة الشمس. وتقدر المبادرات في انحاء ولاية القضارف، التي تخدم نازحي ولاية سنار، بالمئات في الاحياء والقرى. انخفض سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار في نهاية الأسبوع المنصرم، ولم يستقر بعد، مما تسبب وسيتسبب في زيادات في الأسعار.
مطبخ ابو رخم المتحرك: تمثلت اهداف الرحلة الثانية للمطبخ المتحرك في: ١/ تقديم الوجبات الاسعافية ٢/ التشبيك مع مطابخ المفازة وابو رخم والحواتة، والقيادات المجتمعية والأهلية والرسمية بتلك المناطق. ٣/ التعاون بين الجميع للمساعدة في الوصول إلى المفقودين. تحركت الرحلة الثانية لمطبخ ابو رخم من مدينة القضارف منتصف ظهر الخميس 11 يوليو، وعادت في نفس اليوم حوالي 11 ليلا.
التمويل: مولت (دفعة الجوارح كلية الطب بجامعة الخرطوم) مشروع المطبخ بقرابة المليون ونصف المليون جنيه، تحديدا 1435500 (وكانت قد مولته سابقا بمبلغ مليون جنيه). ومولت مبادرة (قدح الخير) المطبخ بمبلغ 755000 جنيه. وساهمت مبادرة تمر الضيفان بحي كرفس بثلاثة جوالات بلح. وهنالك مساهمات اخرى ستظهر بالتفصيل في التقرير المالي.
فريق المطبخ المتحرك: تكون فريق المطبخ المتحرك من نفس متطوعي الرحلة السابقة: نور الدين محمد الشيخ، عزو دنكس، والكنداكة يسزا إبراهيم الصافي، ويوسف الصديق؛ وانضافت إليهم الكنداكة إسلام إبراهيم. وقامت أسرة عزو دنكس بالمفرقعات بمهام الاعداد والتعبئة، بل واستضافت بعض أفراد الفريق، الذي عاد متاخرا، ليبيت في هذا المنزل الكريم.
الوجبات: تحتوي الوجبة التي تم توزيعها، على ذات مكونات الرحلة الفائتة: سندوتشات الطعمية، والبلح والكيك، والفول المدمس؛ مع زيادة في أوزان مكونات الوجبة. أوزان الوجبةالواحدة: تزن الرغيفة 48 جرام تقريبا، وتزن قطع الطعمية (ثلاث قطع) 42 جرام تقريبا، ويزن البلح (24 بلحة) 168 جرام تقريبا، ويزن الفول المدمس 72 جرام تقريبا، وتزن الكيكة 35 جرام. بالإضافة للاسبرين والبندول للمرضى. وقد تضمنت هذه الرحلة توزيع الفوط الصحية للنساء. تم في هذه الرحلة توزيع 800 سندويتش طعمية، و850 كيس يحتوي على البلح والكيك والفول المدمس.
مسار الرحلة: بعد نجاح الكريز في إنجاز الرحلة الأولى، تم إيجار سيارة كريز مرة أخرى لرحلة المطبخ. سلك المطبخ طريق (الدرب الأسود) رغم ان الطريق قد أغلق بعد أمطار يوم 5 يوليو. ولكننا وجدنا الطريق فاتحا ففضلناه على طريق الفاو. . إن (الدرب الأسود) يكون أكثر خطورة من ناحية الوحل كلما أوغل الخريف، واقل زحمة من ناحية سير المركبات، لكن العالقين في هذا الطريق اكثر حاجة للمساعدة. توحلت السيارة في الطريق اثناء الذهاب، ولكننا نجحنا في إخراجها من الوحل واكمال الرحلة. وعدنا بذات الطريق (الدرب الأسود) ولكن غيرنا المسار قليلا حتى نتفادى الوحل، وقد نجحنا، الا ان طريق العودة لا توجد به سيارات كثيرة او عالقين.
التشبيك: شبّك مطبخ ابو رخم المتحرك مع مطبخ المفازة، واتفق الطرفان على التنسيق والتعاون لخدمة النازحين. وقد شارك فريق مطبخ المفازة في التوزيع وقد اوكلت له مهمة توزيع بعض مكونات الوجبة.
حال شبكة الاتصال: تطابقت حالة شبكة الاتصال من القضارف الى المقرح مع حالتها في الرحلة السابقة، وكذلك من المقرح الى ابو رخم بالدرب الاسود؛ مما يشير الى أن هذه الحالة هي الحالة الطبيعية. توجد شبكة في المنطقة من القضارف وإلى القدمبلية، لكن من القدمبلية للمقرح الشبكة متذبذبة. من بعد المقرح تختفي الشبكة التي لا تتوفر مرة أخرى إلا في ابو رخم.
الارتكازات على الطريق: تعاونت الارتكازات ونقاط التفتيش على طول الطريق. توقف المطبخ عند العودة في ارتكاز حي الناظر لمدة من الزمن، إذ ان المطبخ رجع في زمن الحظر، لذلك تفهمنا مسالة توقيفنا في الارتكاز حماية للمدينة. وبعد ان تفهم القائمون على المركز مهمتنا الإنسانية سمحوا لنا بالمغادرة.
معلومات مستقاة من الرحلة: لا زالت المليشيا تقفل كوبري الدندر وتمنع المواطنين من العبور، بل وتنهب ممتلكاتهم. ذكر النازحون ان الطريق الوحيد الآمن للخروج من سنجة والقري التي تقع شرقها، هو الطريق الذي يذهب الي منطقة (ود كولي)، ويمر عبر قرية (ود تكتوك)، حيث يوجد (مشرع) يقطع من خلاله النازحون نهز الدندر بالمراكب. كان سعر استخدام المركب 1000 جنيه للفرد. لكن بعد موجة النزوح صار الاتفاق بالمشوار للأسرة، علي الا يزيد عدد الأفراد عن 7 أشخاص للأسرة، وسعر المشوار 25 الف جنيه، اما العفش يتم الاتفاق (بالقوال). وذكر النازحون ان المراكب تعرضت للاستهلاك الزائد، مما ادي الي خطورة في استخدامها. يوجد ازدحام ومأساة للنازحين في تلك المنطقة. ومعظم الخارجين بسياراتهم في حيرة من أمرهم، بين النجاة بأنفسهم وترك سيارتهم، او حراسة سيارتهم وانتظار فتح كوبري الدندر، مع انعدام الكهرباء وسوء شبكة سوداني واختفاء شبكة زين. بعد عبور النهر بالمراكب يمتطي الناجون السيارات (البصات والدفارات والبكاسي) إلى أبو رخم. وجدنا السيارات اكثر ازدحاما بالركاب، مقارنة بالرحلة السابقة، وذلك لقلة السيارات وكثرة النازحين، إذ ان معظم السيارات التي تذهب الي القضارف وكسلا وغبرها لا ترجع مره اخري. وبالرغم من ندرة العربات ووفرة الركاب الا ان سعر التذاكر في انخفاض.عندما سألنا في الرحلة السابقة كانت اسعار التذاكر تتفاوت ما بين (80 - 100)الف، وفي هذه المرة وجدناها انخفضت الي ما بين (30 - 40)الف . لم يشهد معظم النازحين الذين قابلناهم في رحلتنا السابقة فظاعة انتهاكات الجنجويد، إذ أنهم خرجوا قبل ان تحتل المليشيات مناطقهم، ولكن هذه المرة معظم النازحين قد شهدوا بشاعة وفظاعة الجنجويد بأم أعينهم.
إيجابيات المطبخ المتحرك: ١/ كان العمل مرتبا اكثر مقارنة بالرحلة الاولى. ٢/ التشبيك مع مطبخ المفازة.
السلبيات: ١/ لم نحرز تقدما واضحا في ملف المفقودين. ٢/ نقص المعينات الفنية.
التحديات: الطريق سيصبح اكثر صعوبة مع توغل الخريف. ويبقى تحدي السيارة ذات الدفع الرباعي قائما.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة